مديحة عمارة

** هل أنا شخصية غير طبيعية ؟
** هل انا مصابة بقدر كبير من اللامبالة؟.. من التبلد؟..
** طوال الوقت اسأل نفسي هذه الأسئلة ..
وتخيلوا بعد هذا العمر وهذه التجربة الثرية من العمل والحياة تشغلنى مثل هذه الأسئلة، وأكررها بينى وبين نفسي مرات متشككة فى امري ..
وعندى كل الحق..
فعندما انظر حولى أجد الأغلبية هنا..
-تحدثوا فى كتابات عن المدرسة التى رقصت ولاأجدعها راقصة محترفة، ونشر الألاف فيديو لها..
-وتحدثوا عن الأوكرانيه وشرفة منزلها وجارها الذى واضح انه بلاشغلة ولامشغلة إلا تصوير الجيران ..
ونشر الألاف الفيديو الذى صوره ونشره جار لها لدحر ومحاربة التردي الأخلاقي والدفاع عن الفضيلة .. فالأخ (الجار) واضح جدا أنه أب وعم وجد الأخت فضيلة!..
-وكتب ونشر الألاف الفيديو للزوجة التى وقفت امام كاميرا تصرخ وتستغيث وتلعن سنسفيل زوجها الطبيب الذي يضربها ويشوهها شكلا وسمعة..وفى المقابل سجل الزوج يفضح من كانت فى يوم زوجة له وقد تكون ام أبنائه.. وبالطبع تم نشر الفيديويين بشكل يفوق إنتشار البعوض حول البرك..
-والكل كتب عن (الأخ) الذى قام بتعرية شقيقته بمعاونة صديقه وتصويرها عارية ثم النشر .. والهدف كما قيل لحرمانها من الميراث ! ولاادرى كيف ؟! وماالعلاقة بين الورث وبين الفضح حتى لو كان حقيقة وليس تزويرا !
- والكل كتب عن عن "بسنت" ضحية الحقارة والإنحطاط الخلقي وعدم التربية ونشروا ماكتبته لأمها ( المغيبة) قبل ان تنتحر الطفلة الصغيرة !..
- وغيره وغيره الكثير من مئات إن لم يكن ألاف الفيديوهات لوقائع أصبحت هى الشاغل للأغلبية هنا..
** وللاسف لم يقتصر الأمر على (هنا) بكل مافى هنا من قرف (متعمد ومخطط له)..
** لكن الكارثة أن الأمر طال "الإعلام" وأصبحت البرامج تأخذ من هذه القصص والفيديوهات المادة الرئيسية للبرامج.. وتفرش لها المساحات.. ويتبارى المذيعون والمذيعات فى الإستضافات للحديث حولها.. حتى لو تكرر نفس الحوار ونفس الوجوه بشكل ممل ويبعث على غلق الشاشة فورا وقبل قذفها بشئ يحطمها..
حتى المذيع "رامي رضوان" الذي كنت أجده متميزا هو أيضا طاله الداء.. وأمس أفرد مساحة زمنية كبيرة لمن إستضافه واصفا إياه بالعالم الخبير !..
وكان الهدف من الحلقة حسب مانوه عنه رامي ، هو كيفية تعلم الأباء والأمهات إكتشاف أن الفيديو او الصورة مفبركة.. فإذا بالحلقة تتحول إلى (شُغل) هواة وأطفال نشاهد فيها -ومفروض ان ننبهر- كيف يقوم العالم الخبير بفبركة وجه رامى وتحويله الى رامبو وبروس لي وتوم كروز .. وكيف اننا شعوب هى الأولى فى مشاهدة المواقع الإباحية حسب إستطلاعات جوجل!
ودلونى بالله عليكم بماذا افادنا الأخ العالم الخبير؟!
** ونعود للسؤال :
(هل انا بتركيبتى هذه شخصية غير طبيعية؟) وماهو السبب؟
** حقيقي محتارة انا جدا فى أمرى ..
فكيف وكل هذا يحدث حولى وأجدنى من قلائل جدا لم أكتب - رغم أن الكتابة مهنتى- ولم انشر ولم أشير فيديوهات.. بل ولم يشدنى الفضول لأبحث عن الفيديوهات لأراها ، بل وإذا هممت وغلبني الفضول، أجدنى لااستطيع المواصلة فأغلق سريعا كمن لسعتها نيران فقفزت بنفسها بعيدا !
** هل انا لست طبيعية ياقوم ؟!
** هل أحتاج لطبيب نفسي يعالجنى من تبلد قد أصابني؟
- انا إعلامية .. ومهنة الإعلام تُكسب أصحابها الفضول ..
فأين فضولي؟ .. اغيثونى ياأصدقائي وأرشدونى اين الصح واين الغلط ؟
وهل الغلط في أنا؟!
.
.