كلمات منثوره

غارقة أنا في خيالاتي فتأخذني نفسي إلى حيث أريد, وأتعمّد تجربة أشياء لا أستطيع البوح بها, هنا أنا أملك حريتي, لكن, يبقى ذلك ليس حقيقيا فأصل في النهاية إلى لا شيء, وبالرغم من هذا, لم تمنعني النهايات أن أعيد التجربة. هكذا أنا دائما أغوص إلى أعماق ذاتي وأحسّ بأنّ لي مغامرات حقيقية, أعيش بطلة قصة, فالقصة تستطيع أن تخلق إيقاعا لحياة , وحدي أنا من أمتلك إدارة أحداثها. وهذه هي الملكية الوحيدة التي أقوى على أدائها.

سوف أنساك
هم الفقهاء
أخبروني سوف أنساك
فقط يوم واحد
يوم واحد فقط بدونك
فقط يومٌ وأنساك
ها قد مرّ يوم دون ذكراك
ويوم يليه ولم أنظر سناك
أين أنت...
أحتاج يومًا آخر ويومًا ويومًا وأيام
كيف تبدو عيناك الآن
أحتاج شهرًا آخر وسنة وسنوات
أتركني
ابتعد عنّي
أخرج من قطرات دمي
ها أنا أعدّ الأيام أعدّ الأشهر أعدّ السنوات
ما زال قلبي يحترق .....
سوف أنساك
هم الأغبياء
حرموني من لذة بهاك
فقط ليومٍ واحد
ليومٍ واحد فقط بدونك
فقط ليوم، ونسيت كيف أنساك

يأتيني طيف نسيانك فأتشبث بروائحه وأستحلفه البقاء معي. أريد أن أنسى، أريد أن أجرّب الحياة دونك، أريد أن أتذوق طعم النسيان، هل مذاقه حلوًا أم علقما، فأنا مذ عرفتك، مذ أسكنتك جواري، لا أعلم أيّ طعم في فمي! لم أعد ألمس مذاق الأشياء. كيف أنسى؟
ها أنا وطيف نسيانك أحطّ فوق جناحيه سابحة في المدى، هنا مقعدان فارغان منك أنت وفنجان قهوة... لا لا أريد قهوة، سأكتفي بعصير حامض لا يستهويك أنت، فكلّ شيء هنا لا أنت فيه.

حين التقيتك آخر مرّة بقميصك الرضيّ، ذاك القميص الذي طالما وددتك أن ترتديه بأزراره المنشرحة، تلك الأزرار المتخاصمة فيما بينها المتصالحة معي، فلكم جهلت وهج الخفاء الشقيّ وكم أمسكت ومض الخيال الغبيّ... حينها أردت أن أقول لك شكرًا، أن أقول شكرًا لقميصك، لولا أن تداركتني عصفورة الخبايا وأخبرتني أنّك أهديت ظلالك لامرأة غيري، لامرأة وهبتك شقوتها دفعة واحدة، لامرأة تغنّت بمفاتنها وأنا من تغنّت ببهائك فصدّقتها وكذبتني.