Yousri.Alghoul

Dear Colleagues,

As writers, we wield the power of words, a gift bestowed upon us to illuminate the human experience and awaken the collective conscience. Today, our pens feel heavy with the weight of a profound and heartbreaking reality that demands our attention and compassion: the unimaginable suffering of Palestinian children and their families in Gaza.

Beneath the skies of Gaza, a dark symphony of destruction has rained down, leaving behind a tapestry of shattered dreams and silenced laughter. The echoes of warplanes reverberate through the night, transforming homes into graves and dreams into dust. These children, whose only fault was to be born in a land besieged by conflict, lie buried under the rubble, their innocent lives snuffed out before they had the chance to blossom.

I am reminded of Amal, a bright-eyed girl of seven, whose world revolved around her family and the stories she loved to hear. One fateful night, her laughter was silenced forever when her home was reduced to ruins. Her mother, Noor, who used to weave tales of hope to keep the darkness at bay, now stands amidst the debris, her heart shattered and her voice lost to despair.

And there is Ahmed, a boy of ten, who dreamed of becoming a teacher. His school, a sanctuary of learning and joy, now lies in ruins, a testament to the cruel reality of war. He, too, is gone, his dreams extinguished by the relentless bombardment.

These are not just stories; they are cries for help, echoes of lives interrupted, and futures stolen. As writers, our responsibility extends beyond the pages we fill. We must bear witness to this tragedy, ensuring that the world does not turn a blind eye to the ethnic cleansing unfolding in Gaza.

In our writing, let us weave the stories of these children and their families into the fabric of our collective consciousness. Let us honor their memory by refusing to remain silent, by using our words to demand justice and to amplify the voices that have been silenced. For in our silence, we become complicit in their suffering.

Our words have the power to change the world. Let us use them wisely, compassionately, and fiercely, to stand against the darkness and to bring light to the forgotten corners of our humanity.

With a heavy heart and a fervent hope for change,

Yousri Alghoul

#قصص

ملابس تنجو بأعجوبة

جون كينيدي يهذي

برفقة صديقي الجميل، الشاعر الكبير والروائي المتميز، الحاصل على جائزة كتارا قبل عامين المهندس محمد العكشية.
أحب هذا الرجل كثيرا

الرواية تأتي لتؤكد أن الإنسان القوي يستطيع أن يتحمل تبعيات الفضيحة، ولكنه لا يستطع ولا يقدر ولا يقبل أن يكون خائنا لوطنه وشعبه.
(من قراءة للصديق رائد الحواري حول رواية غزة 87) الموجودة في التعليق الأول.. لمن يرغب بقرائتها كاملة.

غزّة، المكان المستحيل، تتحوّل إلى عالمٍ منسوج من خيوط كابوسيّة يخرج منها أبطال مهمّشون، ومحبطون وموتى يستنطقهم الروائي يسري الغول، ويعيد رسم علاقتهم بالأمكنة الصغيرة وتعميق الازمة أكثر داخل المكان الكبير المستحيل، وبهذا يكون قد بنى عوالم كثيرة مبتكرة بأساليب فنيّة تبحثُ عن هويّتها داخل فنّ القصّة الفلسطينيّة الجديدة التي يترك فيها الغول بصمة واضحة آن أوان دراستها بعمق.
المترجمة والكاتبة ريم غنايم

صديقتي المترجمة والشاعرة والكاتبة ريم غنايم في حوار معي، لمن أراد أن يقرأني:
Reem Ghanayem

في كلّ مرة يُصدرُ عملا أدبيًا، في مجال القصة أو الرواية، يُعيدنا الأديب الفلسطينيّ يسري الغول إلى حرارة القصّ والاشتغال على أسئلة الوجود الفلسطينيّ من خلال الانتقال إلى باطن الذات في حركة عكسيّة مضادّة ومراوغة للسّرد الفلسطينيّ التقليديّ. في كلّ عملٍ جديد، يرتقي يسري الغول في فكرة الكولاج السّرديّ ومعه بناء وعيٍ مركّب وحساس في قلب المكان المهزوم. طاقاتٌ متراكبة ومتراتبة ومتفجّرة في كلّ نصّ يقدّمه للقراء، تتنوّع بين السّحري والواقعيّ والديستوبيّ واليوتوبيّ والهيتروتوبيّ والتراجيكوميديّ والأبوكاليبسيّ والبيكاريسكيّ والبنتاريسكيّ. كلّها طاقاتٌ تسعى بخفّة تارة وبثقلٍ تارة أخرى، نحو الكشف والتعرية والفضح والإعمار والتخريب ليهزّ معمار العالم الفلسطينيّ اليوميّ ويشيع القلق في مسلّمات صار من البديهيّ انتهاكها لنعيدَ صياغة تعريف علاقتنا بالمكان.

https://qannaass.com/%d9%8a%d8%b3%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%88%d9%84-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1/?fbclid=IwAR1gChRfYHvyj_rNxfp_ie2PJq4wgyRV_jBMuqiEnFeNLHzR4PIAsa52f6M

غزّة، المكان المستحيل، تتحوّل إلى عالمٍ منسوج من خيوط كابوسيّة يخرج منها أبطال مهمّشون، ومحبطون وموتى يستنطقهم الروائي يسري الغول، ويعيد رسم علاقتهم بالأمكنة الصغيرة وتعميق الازمة أكثر داخل المكان الكبير المستحيل، وبهذا يكون قد بنى عوالم كثيرة مبتكرة بأساليب فنيّة تبحثُ عن هويّتها داخل فنّ القصّة الفلسطينيّة الجديدة التي يترك فيها الغول بصمة واضحة آن أوان دراستها بعمق.

الأديب الفلسطينيّ يسري الغول: الهجرة باتت سبيلا للخلاص يسري الغول - حوارات - حرارة القصّ والاشتغال على أسئلة الوجود الفلسطينيّ في حركة عكسيّة ومراوغة للسّرد الفلسطينيّ التقليديّ - مجلة قناص

نجح الكاتب في رسمه للشخصيات وتحميلها ما يريد من أفكار بعدما أدخل المتلقي معه في حالة من الهذيان متكئاً في ذلك على خياله الخصب؛ لكي يصنع عالماً جديداً لم يُسبق أن خاض غماره أحد بهذا الشكل الخلاق. فشكل عمله هذا حالة متفردة ونوعية في الأدب الفلسطيني الحديث، وقد جاء أسلوب السارد بالحديث بضمير المتكلم؛ الأمر الذي يضفي على التجربة طابعًاً من المصداقية بعيدًا عن التقليدية والقصدية.
من دراسة للدكتور الحبيب د.عبدالرحيم حمدان
رابط الدراسة في التعليق الأول

أطفال يتكورون كأنهم شموس، ونحن الموتى الخالدون، العابثون بكل تفاصيل الغياب، نسير في أزقة كأنها مسارب نحو أشجار التفاح التي أغوت آدم، وعند مقعد لحديقة تكتظ بالهياكل العظمية جلست، أغمضت عينيّ وغفوت، لحظات وإذ بقبلة تنطبع على خدي.
من قصة مارون على جثتي، الصادرة عن مجلة العربية السعودية مؤخرا، والمنشورة في كتاب جون كينيدي يهذي أحيانا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر
القصة الرابط الموجود في التعليق الأول.

لا يمكنني عدم الاعتراف يإعجابي الشديد بهذا السرد المجنون، الذي يضعنا من خلاله الأديب الفلسطيني يسري الغول قبالة واحدة من أمتع الكتب التي قرأتها في الفترة الأخيرة. لقد وضع يسري الغول أمامنا وجبة دسمة، لغويا وفكريا وإبداعيا، عبر متاهات غرائبية يصعب فصلها عن ماهية الإنسان نفسه، وعن ماهية أن يعيش في وطن (مخيم) يحاصره المحتل، ويحاصره الأشقاء معا!
ما قدمه يسري الغول في كتابه الجديد "جون كينيدي يهذي أحيانا" ، (الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات ببيروت)، لهو هذيان في غاية الوعي والمتعة، إذ ينقلنا عبر شخصيات عالمية سياسية وأدبية (اغتيل أغلبها) إذ يستدعيها السارد إلى متاهات الواقع اليومي بتقاطعاته - من خلال شخصية الميت الذي يعود ليعيش مغامرة التفكيك، من منظوره، عبر رغبته في كتابة التاريخ من جديد، فالتاريخ المنقول إلينا هو في النهاية "أدب الحكاء التأريخي" ولا يمكن الجزم أنه الحقيقة التي وقعت!
استوعب يسري الغول فخ التاريخ، فقرر أن يكتبه في عشرين قصة، ليصبح هو البطل / السارد، (ونحن كقراء متواطئين معه)، بكل ما تعنيه الفكرة من محاولة تفكيك معقدة لقنبلة موقوتة اسمها الإنسان وذاته، وتاريخه، ووجوده!

يسري الغول أثبت أنه بارع ومبدع ومدهش، أعاد القصة القصيرة إلى جمالياتها ومتعتها وجنونها، فالقصة كما يصفها (كريستوف كلارو) بأنها حالة مدهشة ومجنونة لا تأتي لترتيب الأفكار بل لتفكيكها !

أنصحكم بقراءة الكتاب ♥

د. ليندا بوضياف

رسائل يجب أن تصل:
1- اتفاقي معك لا يعني اختلافي مع غيرك، وكذلك اختلافي معك لا يعني اختلافي عليك.
2- نتفق في مواضع ويعذر بعضنا الآخر في اختلافنا بمواضع أخرى.
3- قد نضطر للمجاملة، لأن الاصطدام لا يرأب صدعاً أو يحل مشكلة، وقد نتحفظ على سلوك غيرنا على مضض.
4- استعينوا على بلاغة الفكرة بسلاسة العبرة.
5- التجاهل بغير عذر ليس من شيمة الرجال، والاعتقاد بديمومة المكانة أو القوة محض هراء.
6- النزول إلى العامة فريضة، ونحن ننزل دوماً لنكون قدوات، فخير الناس أنفعهم للناس.
7- الحوار سنة، ولا بأس من التوضيح والتبرير.
8- أحبب حبيبك هونا ما، ولا تجعله بغيضك يوما ما حتى لو اختلفتم فكريا أو سياسيا أو اجتماعياً.
9- لا تكذب كي لا تضطر للتبرير في النهاية.

أعمالي و متوفرة في جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر C27/ معرض الرباط.

يسري الغول يهذي في غزة
الكاتب شفيق التلولي
قفزت إلى شرفتي المطلة على المقبرة، اصطدمت عيناي بألواح الطاقة الشمسية التي انتصبت فوق الجزء المتبقي لمرمى البصر من قبور الأموات الذين يرقدون هناك بعدما كانت قد غطت المباني التي تقوم من حين لآخر أجزاء كبيرة من اتجاهات المقبرة الأربع، فلم تعد تٌرى من نوافذ بنايات الحي التي تحيطها، يبدو أنني نسيت في غفلة من الزمن تنامي المشاريع الاستثمارية التي استهدفت كل ما يمكن استغلاله، فلم تسلم حتى المقابر من جنون الطاقة البديلة في عصر الظلام.
حتى عام ٢٠١٤ عام الحرب الكبيرة على غزة كنت أرى من شرفتي تلك التلة العالية التي يرقد فيها جيفارا غزة ورفاقه، نعم أراها وأتأمل القبور حتى يخيل إليّ أن شواهدها تتحرك وكأنها قيامة لموتى قٌضت مضاجعهم بعد زمان من الموت، آخر ما رأيته أولئك الفتية الذين سحقتهم الطائرات الإسرائيلية المغيرة، فتناثرت أشلاؤهم بين القبور وفوقها، قيل وقتذاك إنهم كانوا حفاري قبور لم يتسن لهم حفر المزيد من قبور الشهداء المتوافدين إلى المقبرة جراء تلك الحرب اللعينة.
إن لوثة قراءة مجموعة يسري الغول الأخيرة "جون كينيدي يهذي أحيانا" هي ما دعتني للقفز إلى شرفتي واجترار تلك الحادثة وما واكب المقبرة من أحداث تعدت قصف المبني العسكري المجاور لها عام ٢٠٠٧ وعامي ٢٠٠٨ ، ٢٠٠٩ إلى تطاير شواهد القبور وتناثر عظام الموتى الذين اعتادوا النهوض ليلا؛ علهم يهربون من القصف، فترتطم رؤوسهم ببلاط قبورهم عساهم يغوصون في قاع الأرض وإذ بهم يرتفعون، فتتهاوى عظامهم نخرة.
إنها صدمة القراءة التي أدهشتني حد اللوثة، فأخذتني إلى عوالم غرائبية برع في تصويرها يسري الغول في ملحمته الأخيرة التي سافرتُ بين دفتيها أبحث عن "جون كينيدي"، فأعثر على الغول الميت الحي متنقلا بين القبور ينبش في حكايته، يصوغ منها حكايات الموتى بين صغير وكبير، حكايات مشبعة بالحب والألم معا، الأمل، فالموت كما يراه الغول هو الحياة ليس في برزخها إنما في واقعها المعاش بتناقضاته وتجلياته والتباساته وأحلام العاشقين المتشظية في الخلاص والانعتاق، ذلك عبر رحلة عميقة الرؤى تكشف المسكوت عنه في غزة التي تنز وجعا وتطفح قهرا، فلا يقيم الغول في خضم كل هذا الموت أي وزن للطم والبكائيات ولا يدعو للنحيب والنواح، إنما يحث على التحرر من الذات وصياغة الهوية كما يراها الكاتب المتمرد الذي يمثل أنموذجا حيا للمثقف الملتحم ببيئته.
ربما أيقظتني تلك الألواح الشمسية من لوثتي بعدما اصطدمت بها عيناي، لكنني سرعان ما عدت إلى غيبوبتي التي أدخلني إياها الكاتب يسري الغول، بحثا عن "جون كينيدي" لتتجدد صدمتي بأنه أحد عناوين القصص التي تضمنتها ملحمته البرزخية، فأكتشف أنني غرقت في كوثره الخيالي حيث المقهى الذي اجتمع حوله كتاب وأدباء ذوو شهرة عالمية وقادة عظماء مروا عبر التاريخ في مأثرة يربط فيها بين برزخ غزة وبرازخ هؤلاء الذين أعاد إليهم الحياة ليميتهم من جديد ويعيد كتابة التاريخ وإنتاج أحداثه في محاكاة واعية بين واقعين مختلفين، واقع غزة وواقع لعوالم متناقضة بين الخير والشر التقت كلها في خيط محكي واحد بإبرة الغول التي صاغت متوالية قصصية جمع فيها الكاتب أنماطا مغايرة لصور الكتابة التقليدية إلى واقعية سحرية تأخذ المتلقي إلى الأجرام السماوية وتغوص به في باطن الأرض.
"جون كينيدي يهذي في غزة" ليس عنوانا عابرا ولا مثيرا فحسب إنما اصطاده يسري الغول العارف بثقافات عدة بصنارته ليقول للقارئ عليك بالقراءة والتأمل حد الهذيان؛ هذيان يسري الغول في دورة الأرق التي تصيب الكاتب كلما انصب حبره على الورق.
إن هذه الوجبة السردية التي قدمها يسري الغول هي خلطة سحرية فنتازية محكمة لأجناس أدبية عدة وٌظفت فيها تقنيات الرواية والقصة لتخرج بهذا الجمال الذي تتقاطع فيه الخطابات الثلاث الاجتماعي والسياسي والأدبي في حلة انجلت أمام المتلقي بما ازدانت من لغة سردية محكمة وتناص قرآني وعادات وتقاليد لشعوب متباينة عبر عنها في لوحة فسيفسائية كشفت عن واقع الإنسان المر الذي يموت قبل أن يحيا كما يشاء.
إن سطوة الموت الطاغية على النص السردي المتوالي جاءت كدال يخدم الفكرة المركزية وهي الحياة.
يموت يسري ويحيا للفكرة بالفكرة.

من الطبيعي جدا أن يدفع الفلسطيني في قطاع غزة الثمن في كل جولة، لأن هذه المدينة هي صمام الأمان للقضية الفلسطينية، وهي محضن الوعي الجمعي تجاه حقوقنا السليبة.. لذا سيظل المحتل يدك القلاع فيها أملاً بالسقوط، وأنا لهم ذلك.

سبق وأن أشرت إلى ما سأذهب إليه الآن في تدوينة (بوست) سابق، ولكن الضرورة أحيانا تجعلنا نستدعي رؤى وطروحات سابقة. إذ إن المجتمع نتيجة عوامل كثيرة بات يعاني من أزمة (صناعة عدو) مفترض، بحثا عن الأنا المقيتة. لذا فإنك تجد من يكرهك بدون سبب وآخر لأنك لست على وفاق فكري أو سياسي أو ديني معه، لكن الأدهى أن تجد من يكرهك رغم الاتفاق في شتى القضايا، لأن الضغينة المتراكمة نتيجة ندرة الفرص والسعي للتميز أمام الأعداد المهولة من البارعين في مجالات عدة، ونتيجة اصطفافات ومواقف قد تكون سخيفة، لكنك لن تسلم، وهذا ما جعل الواحد يبدو في ظاهره مسالما، وفي داخله وحش يتضور جوعا لالتهام اسمك ومكانتك وسمعتك.
لأجل ذلك، وأنصحني أيضا، رغم أنني شيطلائكي مثلهم مثلكم، الاستمرار في السعي نحو الأفضل، وبناء مدينة التسامح والتغافل، على ألا يكون ذلك على حساب الكرامة.
ودمتم بخير...

تقول صديقتي الكاتبة تحرير مرتجى في مقالتها الموجودة في التعليق الأول حول جون كينيدي:
"يسري الغول المعروف بموسوعيته يحاول أن يصنع لنفسه مدرسة جديدة في الأدب العربي في محاولة للانقلاب على أشكال السرد والمدارس المتعارف عليها. ويحاول دمج الواقعي بالسحري بالفنتازي وصولاً إلى تشكيل البنيات السردية كما يجب لها أن تكون حسب وجهة نظره، وأظنه نجح بشكل كبير في تحقيق هدفه، إذ إن متلازمة الموت في مجموعاته السابقة: الموتى يبعثون في غزة وقبل الموت بعد الجنون وعلى موتها أغني ثم نساء الدانتيل وخمسون ليلة وليلى جعلت من هذا الكاتب صاحب مدرسة بإعادة حيوات من غيبهم الموت ليكون الموت أول القصة وليس نهايتها كما هو سائد في الأدب والحقيقة".
Tahreer A Mourtaja

جانب من حفل توقيع كتاب
#أدب #ثقافة #فكر #فلسفة #فلسطين #عرب #قصة #قصص #رواية #حب

ريم غنايم، المترجمة والشاعرة الكبيرة من الداخل المحتل تكتب عن جون كينيدي:
أخيرًا، يقبض السّرد الفلسطيني على قسوة اللحظة الراهنة ويلاعبها ،حيث تدخل الشخصيّات في موتها وتبدأ لحظة الكتابة الحقيقية.
بخفّة ورشاقة وعجالة، تصبح الفكاهة السوداء كتابةً لا بدّ منها، فهي الدال والمدلول وهي المعوّل عليه في قصص يسري الغول. وفي قلب هذه الفكاهة القاتمة يتحول الموت الى فلسفة نشاط والضّحك يعرف طريقه الى حياة الفلسطيني ويزرعها في محيط حرّ، لا سلطة قامعة فيه، لا دكتاتور يتحكّم في منطوقه.
هنا تتم إعادة تعريف الضحية من خلال تبادل الأدوار، عبر الفضاء الديستوبيّ- الضاحك، المتنوّع والمتحرّك في كل الاتجاهات (نحو ذاته ونحو الآخرين ونحو اللاشيء في نفس الآن)، فالميّت ليس ضحيّة الموت، وقد تجاوزت الضحيّة مكانها، وتجاوزت واقعها، وارتفعت قليلا عن مأساتها لتتعافى من إهانة الواقع لها.
اختراع المكان، اختراع الضحية الضاحكة، واللعب في مساحات جديدة في الكتابة الهزليّة المجروحة التي تتناول كلّ شيء على عجالة، فلا وقت للملل، لا وقت للمدّ والجزر والكلام الممطوط. لا وقت الا للدخول في الإغراب المضاعف للحظة الراهنة، ولا يتمّ ذلك إلا عبر تشويه الجميع والتنكيل بهم في مستوى الكتابة كشرط بقائيّ للجميع أيضًا. إنّه يحتاجهم جميعا في حلبة المصارعة، ليلعب معهم تحت عنوان "اللعبة" لكنه في الحقيقة يضخّ العنفَ والقسوة في اللعبة المرحة للتنوع الدلالي لهذه الشخصيات، ويعيد تعريف مفاهيم الجلاد والضحية والحيّ ولميّت والرئيس والمرؤوس، ولا تجد نفسك كقارىء الا في هوامش الأمكنة المريضة والميتة والمرعبة- النابضة بالحياة والخيال.

نقرأ الافتتاحيات الرائعة للقصص ونشعر بالخوف، والألم والاختناق، لكنها تعيد للقصّة الفلسطينيّة عافيتها بجدارة، لتتضامن مع الواقع عبر إكمال قطعة البازل الناقصة: اللحظة الراهنة المتخيلة التي لا نراها تماما- نحن المنغرسين عميقًا فيها وفي تاريخها السابق، وتصبحُ أفقًا واسعًا لا عبارات ضيّقة فيه، ولا رؤية ضبابيّة تمنعه من التعبير عن نفسه عبر الكتابة.
هكذا يتحرّك الأدب الفلسطينيّ نحو حفرٍ عميق في ذاته وفي تقنيّة تأليف الأسئلة العميقة عن الواقع الشفاف.

يسري الغول، جون كينيدي يهذي أحيانا، مجموعة قصصية جديدة صدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2023

اليوم كان حفل إطلاق جديدي في كافيه أوركا وبحضور ثلة عظيمة من أصدقائي.
شكرا صديقي Alaa Alaloul على كرم الرعاية وجمال الدفء والراحة بالمكان.
شكرا صديقي سمير منصور الذي تكبد عناء إحضار الكتب من بيروت والتعاون مع ناشري العظيم الأستاذ Maher Kayyali وشكرا ل
شكرا لمن أبهجني حضورهم فردا فردا بألقابهم ومسمياتهم.
شكرا نعمة المصري وصديقي سعيد محمد الكحلوت و حسن القطراوي لكلامكم الذي منحني مزيدا من الثقة بأننا قادرون على صناعة الإبداع والتفرد.

سهرت ليلة البارحة مع العائلة لمشاهدة فيلم الحدود، بطولة دريد لحام ورغدة ورشيد عساف وهاني الروماني وغيرهم.. وذلك لأنني سبق وتحدثت مع أطفالي عن أزمة الهوية وإشكالية الحدود المصطنعة والاستعمار والنظم الشمولية وغيرها من المواضيع التي تشغل المواطن العربي.
ما لفت انتباهي هذه المرة أثناء مشاهدة الفيلم -الذي سبق وشاهدته عدة مرات- هو مشاهد النهاية، إذ يأتي قادة الأحزاب والمسؤولين للمطالبة بعودة عبد الودود إلى قريته، في خطب متنوعة النغمة والكلام، يحضر إلى الحفل أيضاً أولئك الذين يمنعونه من دخول أراضيه متعاطفين معه شكلاً لا مضموناً، فهو الإنقسام العربي المحلي أو القومي أكبر من تأثير أي سلطة وليس السلطة الرابعة فقط.
لفتني المشهد كيف يمكن أن يتحول أي احتفال إلى مسعى للرزق، إذ يحضر الباعة الذين لا يأبهون بأصحاب الكروش المنتفخة، بالإضافة إلى مشاكل الصوت وانزعاج المسؤول الفج الذي يغادر بعد كلمته الثائرة وهو يلوح للجماهير ككوميديا سوداء.
وتأتي النهاية ليعلن عبد الودود الثورة حين يضرب بقدمه الحاجز بعدما أطلق الحيوانات لتدخل قبله، وحدها الحيوانات من ليست بحاجة إلى جوازات سفر كي تدخل أي مكان في هذا الوطن الكبير.

يعتقد البعض أن نهاية الكون قد باتت قريبة جدا، وأن الإنسان بحاجة للتركيز على العبادات وإيقاف أي مساحة فرح أو عمل أو اهتمام دنيوي.
جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم والساعة كهاتين، وأشار بين الوسطى والسبابة، في إشارة إلى أن قدوم النهاية قريب جدا، وها نحن في القرن الواحد والعشرين، وأظنه كان يدعونا لأن نتق الله في معاملاتنا مع الآخرين، إلى جانب العبادات، فكل له ساعته.
النهاية قادمة لا محالة، لكل شخص أو جماعة أو أمة، لكن السؤال المهم: ماذا فعلنا لننجو من عقاب الله في الآخرة؟
ويندرج تحت هذا السؤال مجموعة أسئلة فرعية كبيرة فيما يتعلق بالمعاملات التي تشكل فكرة الدين. فالله في غنى عن كل شيء نفعله، لكنه أراد للإنسان أن يعيش وفق قانون ناظم يحمي أخيه الإنسان في سلام وكرامة وحرية.
نحن بحاجة لفهم الدين بشكل جيد، والدين لا يأتي من جهلة يعتقدون بالعبادات وقد باتوا في معاملاتهم ألد من الشيطان. والدين لا يأتي من أصحاب هيئة أو لون أو جماعة أو مذهب، إنه يأتي من الإحسان والغفران والإيمان الخالص لله.