د.محمود عبد المجيد عساف
ڪلْ حِرف هنآ منتسِب لموطنيْ ،
{وَ} لَآ آهوىْ آن يعيشْ حر? ڪلْ حِرف هنآ منتسِب لموطنيْ ،
{وَ} لَآ آهوىْ آن يعيشْ حرفي مغتربآ .
إن نوع الحزن الذي ينتابني كلما لاحت ملامح أمي وطيفها أمامي،بعد نهار طويل من التعب، لم أتجرعه من قبل، وكأنه تعبير صريح عن التجويف العميق الذي لا يملأه إلا الأمهات في زمن يمر من داخلنا ويمضي هائما بنا بلا وجهة !
الأم هي الوحيدة التي تحب، والبقية يدعون الحب.
يبدو أنه صحيحا أن حياة المرء بين يومين أحدهما سعيد والآخر حزين
30/5/2010 منحت درجة الدكتوراه
30/5/2024 توفت من كان يكرمني الله من أجلها.
ماتت التي تملك مفتاح ابتسامتي ..
ماتت التي تملك النسخة الأصلية من قلبي.
أمي الرؤوم في ذمة الله
كتاب . قريبا في الأسواق
-------------------
لقد سول لنا حب الحياة أن النجاة المؤقتة بالروح أهم من المال، البيت، والذكريات، وما هذا إلا إرث ضاحك، فللموت صور شتى نعيش منها الكثير كل يوم.
ليتنا متنا قبل أن تطالنا لعنة النزوح والتشرد.
نوافذنا المهشمة حبلى بالحكايات، تلد الأوجاع من رحم الخيبات، تسأل معنويات الريح عن استمرار القتل الصامت، تنادي على الذين وعدوا بالبقاء وخذلوا تشكو الوحدة من المطر.. تسب العالم والحظ وتأجيل المفاوضات.
لا تدري أنها بفعلها هذا أبلغ ممن فقد الشهية والقول والبكاء
لاتحاولوا أذيتنا، فلا السعادة تغرينا، ولا الحزن يبكينا.
لقد اكتفينا من كل شيء.
في خضمّ الأحداث المُجهدة، يَغمرنا شعورٌ عميقٌ بالإرهاق، يدفعنا إلى اللجوء إلى صمتٍ عميقٍ، كأنه ملاذٌ آمنٌ نلجأ إليه هربًا من صخبِ الواقعِ وضغطِه، ففي تلك اللحظاتِ، تُصبحُ الكلماتُ عاجزةً عن التعبير عن مشاعرنا المُعقدة، وعن الأفكارِ المُتَضاربةِ التي تُحاصِرُ عقولنا، يَغمرُنا كغطاءٍ، يُخفّفُ من حدةِ الألمِ، ويُساعدُنا على إعادةِ ترتيبِ أفكارنا ومشاعرنا المبعثرة، ففي ثناياه نَستمعُ إلى صوتِ أنفسِنا، ونُدركُ احتياجاتِنا، ونرحب بأي احتضان
لم يعد بوسعي أن أقدم إلا الكتابة.
---------
منذ بداية الحرب وأنا أحاول كل ليلة أن أنسى قلبي على قماش الخيمة، وأتجنب أن أكتب عن وجع التاريخ العميق، وتاريخ الوجع الطويل. لكن يأبى عقلي إلا أن أتفقد حجرات عقلي، وأن أجدد حصاد الموت لأرواحٍ يانعة يستحي منها الموت.
أتحسس قلبي وأصرخ: قدرةُ غزة على تحمل كل هذا الوجع والخراب معجزة تستحق الكتابة.
إصدار جديد قريبا ..
يتوسل إلي أبنائي أن أتواصل مع أي أحد من جيراني أو سكان منطقتي ليطمئني على ما تبقى من بيتي، لكني أرفض الفكرة تماما لسبب واحد، كي لا تتناسل الأحزان في قلبي، وتتكاثر الذكريات يوميا، أريد أن أترك الأمر للصدمة الأولى.
قد يبدو للبعض أنه إعترافًا ، لكنه ليس إلا حقيقة تلوكنا كل يوم، فليست كل الإنتصارات مُفرحة، فثمة انتصارات تمثل عجزا كاملا، وانتزاع روح. نسيانك لصديق عمرك الذي خذلك، تجاوزك لشخص كنت تُحبه، تجاوزك لِحلمك والسعي في طريق جديد، قدرتك على الصمود باقل القليل، تشبثك بالحياة من أجل ابناءك، كلها إنتصارات حقيقية لكنها محزنة.
صدر خلال الحرب الكونية على غزة مجموعة من المؤلفات التي شاركت في معرض الدوحة الدولي للكتاب هذا الشهر، ويتشارك في معرض الرياض قريبا
للحصول على نسختك يمكن التواصل مع مكتبة سمير منصور غزة فلسطين
صدر حديثا ..
اطلب نسختك من مكتبة سمير منصور غزة فلسطين
--------
أنصاف الأشياء لا تفضي لشيء، وإن أفضت فلن تعفيك من حرج الحيرة... فالشكوك الثملة، والتوقعات الشبقة التي تتناكح دون هوادة في رأسك، ويتصاعد لهاثهاً وتنتفخ آهاتها لن تنجب لك إلا الصراع الذي لن يمثل مشروع الراهب البار
فقد يحدث أن يكون بينك وبين الحقيقة نقرة واحدة، وبينك وبين ارتداء الاستقرار نبضة واحدة، فتنحني قليلاً لعقلك، وتصمت أكثر مما يجب، وتشيح بوجهك إلى الفراغ لتعلن وفاة القلب.... إن نبش الحب قلبك، فأحب بخشوع الزاهدين، ولا تلتفت إلى خوفك، فالارتعاش لا يحرك الماء الراكد
عند فوهة السوق الذي يتقيأ استغلالا ووقاحة، وحين كنت أحاول أن أشتري ما يسد جوع أطفالي بأقل ثمن ممكن، ربت على كتفي وجه مألوف، ذاكرتي تعرفه لكن اسمه غائب عني
- مرحبا أستاذنا .. كيف حالكم، يا إلهي كم أكلت الحرب من ملامحك، لكني مهما كان فخور بك
- بارك الله فيك، هذا من لطفك
تدحرجنا عند الرصيف نحاول الخلاص من تزاحم الناس الذين ينهشهم شعور العودة للبيت واللهفة لتناول وجبة الجمعة الدسمة، وقبل أن يغادرني قال: دكتورنا، لك من رزمة مباركات على كل انجازاتك خلال الفترة السابقة، أنا أتابع جهودك العلمية المتواصلة، وأتمنى أن يسلمك الله من آلة الحرب، وتعود لنا بكامل نشاطك.
نبش قلبي بهذه الكلمات، بشعور ممزوج بالسعادة والحسرة، وغادرني، بعد أن ضغط على زناد عقلي، وأطلق سؤال لم يغادرني حتى مسحه حضن صغيرتي.
لم يزعجني كلامه لأني أعرف شغفي، وأساليب تحقيق أهدافي، وأقدر احترام الأسوياء لي، كما أني مقتنع حد الاستسلام بأن لكل حزن نهاية. لكن ما أزعجني أنه فتح تفكيري على الخيمة، وبوابة لطالما حاولت تهميشها، طيلة الأشهر الماضية.
جمعة مباركة ..
تجديدا للود، وتأكيدا على العهد
لطفا وليس أمرا ..أكرمنا بدعاء في ظهر الغيب
أعلم أني لست إلا واحدا من مليونين بطشت بهم آلة الحرب، لكني أشتاق لأشياء لا يشتاقون لها.
أعيش في أيام الحرب والنزوح حالات مضطربة ومتقلبة، لا أستطيع تحديد ما إذا كان الغد سيصبح جيداً أم سأعيش يوماً أخر من اللاشيء، أجد نفسي ضاحكًا وسط ضغوطات كثيرة أمر بها، وباكيا بلا سبب، وحين أشعر بأن الأمور حولي مستقرة إلي حد ما، أو أن عقلي توقف عن التفكير فيما كان وما هو آت، أتحول لكائن متشائم، أتحدث للكثيرين وأشعر بالوحدة في نفس الوقت، وحين أكون وحيداً أشعر بأني لا أكترث لمن حولي، لا أكترث لأهميتي عند الجميع، بعدما كنت حديث الباحثين والكتاب، أجد نفسي جالساً في ركن هادئ من أركان هذا العالم الذي لا يكترث لأحد ، أنظر للجميع ، أنظر للمجد الذي تكسر والوحدة التي تأكل الروح ، أشاهد البعض يتصارع علي قضايا قد تبدو تافهة، أترك الطريق مفتوحاً لأي سند أو رفيق.
أعلم جيداً بأني لن أصمد طويلاً بهذا الشكل، ولكن لا أحد يأتى، لا أحد يستطيع الوصول إلي مرغما. في هذا الواقع أنا خائف حقاً من الفقد أكثر، كما ان الأمر أصبح لا يستحق أي محاولة أخرى، فمحاولة ترميم الروح لا تصلح لأكثر من مرة واحدة.
مالك يا دكتور بنعرفك أقوى من هيك (استعن بالله) .. عبارات تحمل هذا المعنى مع كل منشور اكتبه، وكأني في نظر الجميع أصبحت فريسة لليأس، وأني قاب قوسين أو أدنى من الانتحار.
لا يا سادة، أنا أصف لكم الحال الذي لا تعرفوه أو تتجاهلوه فقط، أما أنا فلا زلت أقاوم كل أشكال الموت ببسالة.
" اللهم إنا نبرأُ إليكَ من كلِّ يدٍ كان في مقدورها أن ترفع الظلم عن غزَّة ولم تفعل!"
أشد ما أصابني من النزوح في الخيمة هو أني لم أعد أحمل في داخلي أية إعتراضات أو موافقة، لا مُسير ولا مُخير، كأن كل شيء يُشبه اللاشيء، لا فرق بين التوقف أو الإستمرار، الشعور واللاشعور، خاوٍ من كل مظاهر الحياة وكأنها لا تعنيني، أنتظر النهار ليعود الليل.
بدلا من أن تبارك صمودي، وانتظار أخباري على الشريط الأحمر في شاشة التلفاز، مُد لي يَديّك نُخيِّط جِراح الأيام معًا، أعطني خيطا أرقع به حظنا العاثر، وكرامتنا المهترئة.
معظمنا لم يبكِ في تلك اللحظة، حينما تلاشت أحلامنا، وفقدنا كل ما نملك ومن نحب دون مقدمات، لكن التناهيد كانت الصيحة على أرواحنا.
كنا ولا زلنا نعلم أننا متورّطين في وطن مختلف، وحياة ليست على مقاسنا، يملؤنا الشعور بأننا مختلفٌين عن العالم الذي يُحيط بنا.
هنا في الليل، حين ينغلق النور، وتتكوّم مع أطفالك في ركن الخيمة، تجمع أنفاسك وتنفخها لعلها تبرد عليك، وتبدأ تحدّق في المجهول، وتتذكر كل الهزائم والانكسارات التي سحقتك خلال الحرب وقبلها، وأن الحياة كان يمكن أن تكون أفضل من هذا بكثير لو أنك في غير هذا المكان، وأن هذا لم يكن ما تستحقه من هذا الخراب، وأنك اصبحت محطة لظنون الآخرين بضعفك وقلة حيلتك، حينها لن يفرق معك شيء، وتبدأ تناجي الله ان يرحمك من عذاب الدنيا، وألا يطيل حياتك أكثر من هذا الليل.
أسوأ ما يمر به الإنسان، عدم قدرته على إتخاذ قرار الابتعاد عن كل من يسبب له الأذى، ويستمر على أمل أنه سيتغير يومًا ما.
بعض الحب يمتطي الجراح الغافية في الحرب، يأتي ليجدد النبض بعد تعثر وتجاويف من الخيبة القابعة في الخيمة.
أسعدني جدا تواصل الصديق (محمد عليان) الذي لم ينقطع، وأرخى السكينة على روحي حين أبلغني باقتناء بعض مؤلفاتي من معرض الدوحة الدولي للكتاب ليقرأ لي ويثري مكتبة مدرسته.
أسوأ ما في الأمر أنه لم يعد لدينا الوقت للحزن، فكل الوسائد فاترة، لا وقت للتفكير في غد، فاليوم يحمل الكثير من الألم ...
الموت يحاصر كل الأوقات.
أعلم أني لست إلا واحدا من مليونين بطشت بهم آلة الحرب، لكني أشتاق لأشياء لا يشتاقون لها.
سأبقى ألعن كل من كان السبب في دمار حالنا وأحوالنا ما دامت الأنفاس.
حاولت أن أصف حياة النزوح في خيمة، لم أجد وصفا أكثر من أننا نعيش على ظهر شكل دائري كلما حاولت الحركة لجهة ما اختل توازنك..
عليك فيها الوقوف في المركز كي لا تسقط للهاوية أكثر وتصبح حياتك أتعس، إن حدقت بنظرك فيما حولك سوف ترى أفعالا وأقواما وأسعارا تتطلب منك مشقه كبيرة وجهداً لكي تعرف النوم، وإن نظرت للأسفل سترى حتماً قعرِ الجحيم من البؤس والجوع والمرض.
لم أعد أهتم لشيء من كل هذا وذاك، لم أعد أرى شيءً يستحق مني الإهتمام، كل شيءً أصبح بنظري مألوفا، وكل المشاعر عادية.
سألت انديرا غاندي والدها: ماذا يحدث في الحرب؟
رد والدها : ينهار التعليم والاقتصاد.
قالت: وماذا يحدث بعد إنهيار التعليم والإقتصاد؟
أجابها: تنهار الأخلاق.
قالت: وماذا يحدث أيضاً لو انهارت الأخلاق !؟
رد عليها بمنتهى الحكمة : وما الذي يبقيك في بلد انهارت أخلاقه ؟
يستطيع الإنسان أن يتعايش في أي مجتمع فيه بعض النقص الغذائي الإقتصادي الترفيهي إلا انعدام الأخلاق والسبب أنه يسود اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والقوانين والخير ويتحول كل شيء إلى غابة وبهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة !
— من مذكرات "انديرا غاندي"
مُتعبون من المكوث في المكان الخطأ، من محاولات التأقلم المرهقة، من التعايش مع الأشياء المتاحة لا المرغوبة، من حملٍ ثقيل تجرّه أرواحنا، من ذاكرة لا تنام، وذكريات لا تنسى.
Click here to claim your Sponsored Listing.
Videos (show all)
Category
Contact the public figure
Telephone
Address
Gaza
00970