غزوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسراياه
غزوات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسراياه
سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سرية رقم(28)
سرية الخَبَط.
بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا عُبيدة بن الجرَّاح في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار وفيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى غزو قبيلةٍ من مشركي جُهَينة، وكانوا في ساحل البحر الأحمر.
وقيل: بعثهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليرصدوا قافلة لقريش، وقد فاتتهم القافلة ولم يحظوا بشيء.
وأصابهم في الطريق جوع شديد، فأكلوا الخبط (ورق الشجر المخبوط أو المضروب)، وكانوا يبلُّونه بالماء ويأكلونه، حتى تقرحت أشداقهم، وكان أبو عُبيدة رضي الله تعالى عنه يعطي الواحد منهم في اليوم والليلة تمرة واحدة، فيقتات عليها، وابتاع قيس بن سعد رضي الله عنه جمالاً لِأَجَلٍ ونحرها لهم.
وأقاموا بالساحل نصف شهر، وألقى لهم البحر حوتاً عظيماً، فأكلوا منه وانصرفوا ولم يواجهوا حرباً.
الزمان: رجب 6هـ ، قبل صلح الحديبية. الصحيح 8هـ
المكان: نواحي أملج على البحر الأحمر وتبعد عن المدينة نحو 300كم.
سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سرية رقم(27)
سرية كُرْز بن جابر إلى العُرَنِيِّين.
ابتُلِيَ النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعدة حالات غدر عندما قتل مجموعة من الصحابة عند بئر معونة وعند الرجيع، ومن أسوأ أنواع الغدر أن يكون من مسلم ارتد عن الإسلام أو مشرك تظاهر بالإسلام.
وقد حدث هذا عندما قدم ثمانية من عُرَينة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأسلموا وأصابهم الوباء بالمدينة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الصحابة أن يخرجوهم إلى منطقة رَعْي لِقاحه (الناقة التي فيها حليب) وكانت ترعى ناحية قُباء، فكانوا فيها حتى إذا صحوا وسمنوا، أغاروا على اللقاح فاستاقوها، وعمدوا إلى الراعي فقطعوا يده ورجله، وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات، وبلغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الخبر، فبعث في أثرهم عشرين فارساً، واستعمل عليهم كُرْزَ بن جابر الفِهْري، فأدركوهم فأحاطوا بهم وأسروهم، وأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَقُطِعت أيديهم وأرجلهم، وسمَل أعينهم [قلعها]، وأنزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قوله: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 33} [المائدة] فلم يقلع بعد ذلك عيناً.
الزمان: شوال 6هـ.
المكان: المدينة المنورة من نواحي قباء قريباً من جبل عير، يبعد عن المدينة نحو 11كم.
سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سرية رقم(26)
سرية عبد الله بن رَوَاحة إلى أُسَير بن زَارِم.
إن الأساس الأول الذي بُني عليه هذا الدين في تعامله مع الأعداء هو الصلح، ولا يخرج إلى العِدَاء إلا إذا وصل الأعْدَاءُ إلى حَدِّ الاعتداء، وفي هذه السرية نموذج للمسلمين في الوفاء.
فقد وصلت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن أُسَير بن زَارِم قد أمَّرَتْه اليهود عليهم بعد قتل أبو رافع سلَّام بن أبي الحَقِيق، فسار في غَطَفَان وغيرِهم يجمعهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فَأَمَر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد الله بن رواحة للسير إلى أُسير للنظر في حاله، وكان معه ثلاثون رجلاً، ووصلوا إليه، وكلَّموه وكلَّمهم في المفاوضة أو المصالحة، ثم أمَّنوهُ وأمَّنهم.
فخرج معهم ومعه ثلاثون رجلاً من اليهود مع كل رجل رديف من المسلمين، وحمل عبد الله بن أنيس أُسَير بن زَارِم على بعيره، وساروا منفردين، وبينما هم في حديثهم إذ ندم أُسَير على مدِّ يدِ التفاوض معهم، فأخذ سيفَ عبد الله بن أنيس ليغدر به، فتنبه له فنزل مِن على البعير، ثم غمز البعير ليستفرد به فلما أبعد به قتله، وقتل جميع الصحابة مَنْ كان معهم من اليهود غير رجل واحد استطاع أن يهرب، ثم أقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يُصب من المسلمين أحد.
الزمان: شوال 6هـ.
المكان: خيبر.
سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سرية رقم(25)
سرية علي بن أبي طالب إلى فَدَك
تمثل العداء من بعض القبائل المشركة في الجزيرة العربية بأحد أمرين؛ إما بمحاربة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مباشرة، أو بمساندة مَنْ يُحاربون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكان من أسوأ أنواع المساندة ما فعلته بنو سعد في معاونة اليهود على حرب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فبلغ رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن بني سعد بن بكر بِفَدَك يريدون أن يساندوا يهود خيبر في قتال المسلمين.
فبعث رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليهم علي بن أبي طالب في مائة رجل فسار الليل وكَمَنَ النهار، فلما وصل ديارهم وجد رجلاً فسأله عنِ منازل بني سعد، فقال: أخبركم على أنكم تؤمنوني، فأعطوه الأمان، فدَلَّهم على مواطنهم، فأغاروا عليهم فهربت بنو سعد بالنساء، وأخذوا خمسمائة بعير وألفي شاة، ولم يجدوا أي مواجهة، ثم رجعوا المدينة سالمين غانمين، وقد رد الله كيد عدوهم وكفاهم شره.
الزمان: شعبان 6هـ
المكان: هي بلدة حائط وهي في شمال شرق المدينة المنورة وتبعد نحو 300كم عنها.
حرمة الأخذ بتقويم تطبيق دلوك [دُلوك DXB: لمواقيت الصلاة] (وكذا التقويم القطري) في دخول وقتي الظهر والعصر.
إن تقويم تطبيق دلوك لأكثر من (50) ألف مدينة في العالم ويغطي نحو (190) دولة هو من التطبيقات الشرعية الجيدة لدخول مواقيت الصلاة..
إلا أنه لا يجوز شرعاً الاعتماد عليه (ومثله التقويم القطري وكل تقويم نحا نحوهما) في دخول وقتي الظهر والعصر لِمَا يأتي:
1- يعتمد تطبيق دلوك (وكذا التقويم القطري) في دخول وقتي الظهر والعصر على الزوال الفلكي وليس على الزوال الشرعي، ووقت الزوال الفلكي هو الوقت الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فيه.
2- إذ يدخل وقت الزوال الفلكي بمرور مركز الشمس بدائرة الزوال وهو أقصى ارتفاع للشمس في كبد السماء، ووقت الزوال الفلكي كاملا من حين دخول طرف الشمس الأول دائرة الزوال إلى وقت خروج الطرف الثاني للشمس دائرة الزوال، كما هو موضح في الصورة المرفقة، وشأن خروج الشمس من دائرة الزوال كشأن غيابها تحت الأفق، فلو بقي منها جزء بمقدار ثانيتين مثلا لم تصح صلاة المغرب ولا يجوز إفطار، بل تنعقد صلاة العصر لمن تأخر بها لأن وقت العصر ما زال باقياً..
3_ إن وقت بداية الزوال الشرعي هو وقت بداية صلاة الظهر، ويدخل بمرور الطرف الثاني للشمس من دائرة الزوال، وقبل هذا لا تصح صلاة الظهر ولا أذانها، للأدلة الواردة في القرآن والسنة وعمل الصحابة واتفاق الفقهاء ولدليل الإجماع. وقد أفضت في ذكر الأدلة وبيان أقوال الفقهاء في عدة كتب لي، ورابط الكتب أدناه.
4- إن ميل الشمس عن كبد السماء لدخول وقت صلاة الظهر وظهور الفيء هو المراد بقول الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ..} [الإسراء: 78].
قال ابن عبد البر في كتابه "الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار" 1/ 190: ((أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ أَوَّلَ وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ زَوَالُ الشَّمْسِ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ..، وَذَلِكَ ابْتِدَاءُ زِيَادَةِ الظِّلِّ بَعْدَ تَنَاهِي نُقْصَانِهِ..، فَإِذَا تَبَيَّنَ زَوَالُ الشَّمْسِ بِمَا ذَكَرْنَا أَوْ بِغَيْرِهِ فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الظُّهْرِ. هَذَا مَا لَمْ يَخْتَلِفْ فِيهِ الْعُلَمَاءُ: أَنَّ زَوَالَ الشَّمْسِ وَقْتُ الظُّهْرِ، وَذَلِكَ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: "أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ" وَدُلُوكُهَا مَيْلُهَا)).
وفي الحديث الصحيح أن عَمْرو بْن عَبَسَةَ السُّلَمِيّ سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الصلاة، قَالَ: ((صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ..، ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ)). صحيح مسلم رقم294.
5- أخيراً يجب إضافة دقيقتين على الأقل وهو مقدار فيء الزوال عند حلول وقت الزوال الفلكي في المعادلات الحسابية الفلكية لاستخراج مواقيت صلاتي الظهر والعصر، وبذلك يدخل وقت الزوال الشرعي، وبهذا أخذت قرارات المجامع الفقهية الإسلامية.
والله تعالى أعلم وهو الموفق.
كتبه د. نزار محمود قاسم الشيخ.
المتخصص في علم المواقيت الفقهية والفلكية. ربيع الآخر 1446هــ.
للمزيد:
1- دخول وقت الظهر بالزوال الشرعي - المعايير الفقهية والفلكية لدخول وقتي الظهر والعصر
http://saaid.org/book/open.php?cat=87&book=12546
http://saaid.org/book/open.php?cat=4&book=9058
http://saaid.org/book/open.php?cat=4&book=9057
2- مواقيت العبادات الزمانية والمكانية دراسة فقهية مقارنة
http://saaid.org/book/open.php?cat=4&book=13215
سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سرية رقم(24)
سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دُومَة الجَنْدَل.
كانت الغاية العظمى من سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تبليغ دين الله تعالى، ولا يُستخدم السلاح إلا في حالة الصدِّ عن دين الله أو محاربته، فكانت سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دُومَة الجَنْدَل نموذجاً للدعوة إلى الله تعالى في نشر دين الله تعالى شمال الجزيرة العربية.
لأجل ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد الرحمن بن عوف فأقعده بين يديه وعمَّمَهُ بيده، وقال: أُغزُ بسم الله وفي سبيل الله، فقاتل مَنْ كفرَ بالله، لا تغلَّ ولا تغدر ولا تقتل وليداً، وبعثه إلى دومة الجندل وقال: إن استجابوا لك فتزوج ابنة ملكهم، فسار عبد الرحمن حتى قدم دومة الجندل، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام، فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي، وكان نصرانياً، وكان سيدهم، وأسلم معه ناس كثير من قومه، وأقام من أقام على شركه على أن يؤدي الجزية للمسلمين، وتزوج عبد الرحمن تُمَاضِر بنت الأَصبغ، وقَدِم بها إلى المدينة وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن.
الزمان: شعبان 6ه
المكان: دومة الجندل، وتبعد عن العاصمة السعودية الرياض حوالي 900 كم.
سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سرية رقم23
سرية زيد بن حارثة إلى وادي القُرَى.
لم تكن جميع القبائل في شمال الجزيرة العربية مُسلمة، بل بقي قسم منها على شركه، وكان من ديدنه قطع الطريق التجاري على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أثناء مرور الصحابة في تجارتهم إلى الشام.
ومن أمثلة ذلك عندما خرج زيد بن حارثة رضي الله عنهما مع جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في تجارة إلى الشام، فلما كانوا قُبيل وادي القرى قطع عليهم الطريق ناس كثيرون من بني فَزَارَة من بني بدر غير مسلمين، فضربوهم ضرباً حتى ظنوا أنهم قد قتلوا، وأخذوا ما معهم، فقدموا المدينة.
فلما شفي زيد بن حارثة رضي الله عنه من جراحته بعثه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سرية نحوهم، فأغاروا عليهم فقتل منهم وأسر آخرين، ورجعوا إلى المدينة سالمين غانمين.
الزمان: رجب 6ه
المكان: جنوب العلا في منطقة تبوك
سرايا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
سرية رقم(22)
سرية زيد بن حارثة إلى حِسْمَى.
بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دِحْيَة بن خليفة الكلبي رسولاً إلى قيصر ملك الروم، فأكرم مجيئه وأعطاه كسوة، وفي طريق عودته أغار عليه الهُنَيْدُ بْنُ عَارِضٍ وَابْنُهُ عَارِضُ بْنُ الْهُنَيْدِ في جماعة من جُذام بحِسْمى؛ فقطعوا عليه الطريق وسرقوا متاعه، فسمع بذلك نفر من بني الضُّبَيْب كانوا مسلمين فجاؤوا إليهم فردوا لدِحْيَة متاعه.
وقدم دِحْيَة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخبره بذلك، فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل وردَّ معه دِحْيَة، فأغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم فأخذوها، فجاء زيد بن رفاعة الجُذَامِيّ في نفر من قومه وكان قد أسلم من قبْلُ إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فطلب من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رد ما أُخذ من قومه، فرد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليهم كل ما كان أخذ منهم.
الزمان: جمادى الآخرة 6هـ
المكان: تمتد منطقة حِسْمى بشكل مستطيل من جنوب مرتفعات الشراة ورأس النقب في الأردن إلى جنوب غرب تبوك في السعودية
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم (21)
سرية زيد بن حارثة إلى الطَّرَف.
كان بنو ثعلبة ينتظرون الفرصة للكيد بالمسلمين، ويقومون بجمع المحاربين في كل وقت وحين للإغارة على المدينة المنورة.
فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن حارثة في سرية تأديبية إلى الطَّرَف لغزو بني ثعلبة، فخرج إليهم في خمسة عشر رجلاً، فهربت الأعراب، ولم يقدروا على مواجهة الصحابة رضوان الله عليهم، وأصاب نعماً وشاءً، ، ورجع زيد بالنَّعَمِ إلى المدينة المنورة، ولم يلق حرباً.
الزمان: جمادى الآخرة 6هـ
المكان: الطَّرَف عند الصُوَيْدِرة على طريق المدينة المنورة الرياض قُبيل الحناكية، تبعد عن المدينة نحو 65كم
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(20)
سرية زيد بن حارثة إلى العِيص.
كان من دوافع الحرب الاقتصادية بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبين قريش، مَا سَلَبَه المشركون مِنْ أموالٍ للمسلمين لَمَّا كانوا في مكة، وكان لقريش طريقان لتجارتهم إلى الشام، وكلاهما يمران بحمى دولة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكان هذا الأمر ورقة ضغط على قريش للرجوع عن ضلالها وكفرها.
فبلغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن عيراً لقريش قد أقبلت من الشام فبعث زيد بن حارثة رضي الله عنه ومعه سبعون ومائة صحابياً للاستيلاء عليها، فأخذوها وما فيها من تجارة، وأخذوا يومئذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية وأسروا ناساً ممن كانوا في القافلة، وكان منهم أبو العاص بن الربيع زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكنه أفلت من الأسر، ثم قدم المدينة، فاستجار أبو العاص بزينب رضي الله عنها، فأجارته، ونادت في الناس حين صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الفجر: إني قد أجرت أبا العاص، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وما علمتُ بشيء من هذا، وقد أجرنا من أجرتِ، وسألها أبو العاص أن تطلب له من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ردَّ ماله عليه، ورد ما كان معه من أموال الناس، فردّ عليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما أُخذ منه، ثم ذهب إلى مكة وأدى أموال الناس، ورجع مسلماً.
الزمان: جمادى الأولى 6هـ
المكان: بلدة العِيص وتبعد عن المدينة نحو 250 كم باتجاه الشمال الغرب للمتجه إلى ينبع
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم (19)
سرية زيد بن حارثة إلى بني سُليم بالجَمُوم.
كان الكثير من قبائل نجد المشركة تتنقل في البوادي، وفي المقابل لا تترك فرصة للغدر بالمسلمين إلا وتُقْدِمُ عليه، ومن هؤلاء بنو سُلَيم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سرية تأديب بقيادة زيد بن حارثة إلى بني سُليم، فسار حتى ورد الجَمُوم، فوجد المشركين قد تركوها، لكن أسروا امرأة من قبيلة مُزَيْنَة يقال لها حَلِيمَة، فدلَّتهم على أحدِ أمكنة بني سُليم، فأغاروا عليهم، فغنموا في تلك المنطقة نعماً وشاءً وأسروا مجموعة منهم، فكان فيهم زوج حليمة المزنية، فلما رجع زيد بن حارثة بما أصاب، وهب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للمزنية نفسها وزوجها مكافأة لها لدلالتها على منطقة بني سُليم.
الزمان: ربيع الآخر 6هـ
المكان: الجَمُوم لعلها بين بطن نخل (الحناكية) وبين قرية النقرة، بعد الحناكية بنحو 50كم، نواحي قرية صبحا، ففي هذه المناطق كانت أرض بني سُليم
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(18)
سرية أبي عُبَيدة الجراح إلى ذي القَصَّة.
أَجْدَبَتْ بلاد قبيلة بَنِي ثَعْلَبَةَ وقبيلة أَنْمَارٍ، ومكان بلادهم عند بلدة النُّخيل، [شمال الحناكية وتبعد عنها نحو (15)كم، وتبعد النُّخيل عن المدينة المنورة 130كم] ونزل مطر بنواحي ذي القصة، وهو مكان أقرب إلى المدينة المنورة، فذهبت قبيلة بَنُو مُحَارِبٍ وَثَعْلَبَةَ وَأَنْمَارٍ إلَى مكان نزول المطر، وفي الوقت نفسه بيَّتُوا الغدر بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقد أَجْمَعُوا أَنْ يُغِيرُوا عَلَى مرعى المدينة المنورة في شرق المدينة، ويأخذوا النَّعَمَ فيه.
وصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وما بيتوا من الغدر، فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرّاحِ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا من الصحابة حين صَلّوا صلاة المغرب، فظلوا طوال الليل يَمْشُونَ حَتّى وصلوا ذِي الْقَصّةِ مَعَ ظُلمة الصّبْحِ، فَأَغَارَ الصحابة عليهم فهربوا فِي الْجِبَالِ، وأمسكوا رَجُلًا منهم، وغنموا غنائم كثيرة، فأخذوه وقدِموا بِهِ الْمَدِينَةَ، وأَسْلَمَ الرّجُلُ فَتَرَكَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وخَمَّسَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم الغنائم وَقَسّمَ مَا بَقِيَ على السَّرِيَّة.
الزمان: ربيع الآخر 6هـ
المكان: ذو القَصَّة على طريق الرَّبذة، ولعله بين المدينة المنورة والحناكية بنحو 50كم منها، قُبيل الصُويْدِرة بنحو 15كم
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
(17)السرية رقم
سرية محمد بن مَسْلمة إلى ذي القَصَّة.
تنوعت أماكن الكيد للإسلام والمسلمين من أعدائهم المشركين، وكانت نجد بلاداً ممتدة من شمال ووسط الجزيرة العربية إلى جنوبها، فما تهدأ قبيلة من المشركين إلا وتثور الأخرى، وكانت هذه الإثارة في هذه المرة من وسط نجد.
إذ سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمكر قبيلة بني معاوية وبني عُوَال في ذي القَصة فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليهم محمد بن مَسْلَمة في عشرة من الصحابة في سرية تأديب إليهم، فجاؤوهم ليلاً، وانتبه المشركون لمجيئهم، فكمنوا لمحمد بن مسلمة وأصحابه حتى ناموا، فأحدقوا بهم وهم مائة رجل، فما شعر المسلمون إلا بالنبل قد حاطهم، فوثب محمد بن مسلمة ومعه قوس فصاح في أصحابه: السلاحَ، فوثبوا فتراموا ساعة منَ الليل، ثم هجم الأعراب عليهم بالرماح هجمة رجل واحد، فقتلوا جميع أصحاب محمد بن مَسْلَمَة، رضوان الله عليهم، ووقع جريحاً، وقد ضربوا كعبه اختباراً لحياته، فلم يتحرك إيهاماً لهم بأنه ميت، وجردوهم من الثياب وانطلقوا، فمر رجل من المسلمين على القتلى فاسترجع، فلما سمعه محمد بن مسلمة تحرَّك له، فعرض عليه طعاماً وشراباً وحمله حتى ورد به المدينة، فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا عُبَيدة بن الجراح رداً على فعلتهم، إلى مصارعهم فلم يجد أحداً من الأعراب، فغنم بعض الغنائم ورجع المدينة.
الزمان: ربيع الاخر سنة 6 هـ
المكان: ذو القصة على طريق الربذة، ولعله بين المدينة المنورة والحناكية بنحو 50كم منها،
قُبيل الصُويْدِرة بنحو 15كم
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(16)
سرية عُكَّاشة إلى الغَمْر.
أصرت الكثير من قبائل نجد على معاداة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكانت بلادهم واسعة،
فكان من اللازم الضروري أن يوجه لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عدة طلعات دفاعية لردعهم عن مبتغاهم، وحتى لا يتكاثروا على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لذا وجَّه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عُكَّاشة بن مِحصن إلى الغَمْر في أربعين صحابياً، في سرية تأديبية لبني أسد لمناصرتهم مشركي أهل نجد ضد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ووصل الخبر إلى بني أسد بقدوم السرية، فلم يجرؤوا على المواجهة، بل هربوا، وتركوا أنعامهم، وأموالهم، واستاقتِ السرية مائتي بعير وقدموا على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غانمين ولم يلقوا حرباً.
الزمان ربيع الأول 6هـ.
المكان الغَمْر: غمر مرزوق وهو ماء لبني أسد، والآن قرية غمرة في جنوب فيد بنحوـ 70كم، بين حائل والقصيم.
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(15)
سرية محمد بن مَسْلَمة إلى القُرَطاء.
كان بنو القُرَطاء من القبائل النجدية التي أعانت قريشاً على حرب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الأحزاب، وهم ممن لا يترك أي فرصة يجدونها للكيد بالمسلمين.
فوجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم السرايا التأديبية لتلك القبائل ومنها سرية محمد بن مَسْلَمة إلى القُرَطاء في ثلاثين صحابياً إليهم، وأمره أن يَشُن عليهم الغارة.
فسار محمد بن مَسْلَمة رضي الله عنه مع صحبه لرد عدوانهم، فسار في الليل وكَمَنَ في النهار، حتى لا ينتبه عليه أحد، وأغار عليهم، فقتل نفراً منهم وهرب سائرهم، وأخذ نعماً وشاءً، ولم يتعرّضْ للنساء بقتل أو أسر، ثم رجع إلى المدينة سالماً غانماً.
الزمان المحرم 6هـ.
المكان القرطاء (هي بطون من بني بكر من قيس عيلان) وكانوا ينزلون البكرات بناحية ضرية، شرق المدينة بنحو 550 كم، شرق جنوب الضرية بنحو 26 كم، عند هضبات البكري، نواحي قرية حديجة وحليوه.
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(14)
سرية عبد الله بن عَتِيك لقتل أبي رافع سلاَّم بن أبي الحُقَيق اليهودي.
لم يقتصر الحقد اليهودي على يهود المدينة، بل كان يهود خيبر أشد حقداً من غيرهم
وظهر هذا في أبي رافع بن أبي الحُقَيق اليهودي فقد تكلم مع قبيلة غطفان ومَنْ حوله من مشركي العرب؛ لحرب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فلما وصل الخبر إلى رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة والأسود بن خزاعي ومسعود بن سنان وأمرهم بقتله
فذهبوا إلى خيبر، فكمنوا فلما هدأت الناس وصار الليل جاؤوا إلى منزله فتقدم عبد الله بن عتيك إلى ناحية حصن بني الحُقَيق، فاستأذن ليدخل، وقال جئت أبا رافع بهدية، ففتحتْ له امرأته، فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح فهددوها بالسيف فسكتت، فدخلوا عليه فقتلوه ثم نزلوا، وصاحت امرأته فتصايح أهل الحصن، واختبأ الصحابة في بعض الحُفَرِ في أحد الحصون، وخرج اليهود من حصونهم في طلبهم فلم يحظوا بهم
ومكث عبد الله بن عَتِيك وصحبه، حتى هدأ الطلب عليهم، ثم خرجوا مقبلين إلى المدينة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم دعا لهم فقال: أفلحتِ الوُجوه.
فقالوا: أفلح وجهُك يا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
الزمان ذو الحجة 5هـ.
المكان خيبر.
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(13)
- سرية عمرو بن أبي أُمية لقتل أبي سفيان.
تعرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعدة حالات من الغدر، وقد نجاه الله تعالى منها، إذ عصمه الله تعالى من الناس
ومن تلك الحالات ما فعله أبو سفيان حيث قال أبو سفيان لنفر من قريش: ألا أحد يقتل محمداً؛ فإنه يمشي في الأسواق وحده.
فاستجاب رجل من الأعراب لطلبه فأعطاه بعيراً ونفقة، فخرج ليلاً إلى أن قدم المدينة، ثم أقبل يسأل عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فدُلَّ عليه وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مسجد بني عبد الأشهل، وأقبل الأعرابي على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما رآه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: إن هذا يريد غدراً، واللهُ حائلٌ بينه وبين ما يريد، فجاء لِيَجْنيَ على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فجذبه أُسَيْدُ بن حُضيْر رضي الله تعالى عنه فأحس بالخنجر معه، فأخذ أُسيد يَخْنُقُه خنقاً شديداً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: اُصدقني، قال: وأنا آمنٌ؟ قال: نعم، فأخبره بأمره، فخلى عنه رسول الله، فأسلم، ثم قال: يا رسول الله! ما كنت أخاف الرجال، فلما رأيتك ذهب عقلي، وضَعُفَتْ نفسي، فعلمت أنك على الحق، فجعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتبسَّم.
فعند ذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمرو بن أُمية الضِّمري وسلمة بن أسلم إلى أبي سفيان بمكة، فلما قدما مكة حَبَسَا جمليهما عند بعض الجبال، ثم دخلا ليلاً، فطافا بالبيت وصليا، ثم خرجا لطلب أبي سفيان فلقيهم رجل من قريش فعرفهم، فأخبر قريشاً بهم فهربا، وصعدا الجبل وخرجوا في طلبهم، فدخلا كهفاً في الجبل، ولقي عمرو رجلاً من قريش فقتله، ثم مرَّا على خُبَيب بن عَدِيٍّ وكان مصلوباً فأخذاه ودفناه، كما مرَّ في سرية الرَّجِيع، ثم رجعا المدينة.
الزمان جمادى الآخرة 4هـ.
المكان مكة المكرمة.
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(12)
سرية بئر مَعُونة.
لم يأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جهداً في أن يبعث السرايا الدعوية لدين الله تعالى
فقد جاء أبو براء عامر بن مالك المدعو بمُلاَعِب الأسِنَّة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة المنورة، فدعاه إلى الإسلام فلم يُسْلِم ولم يظهر عداوة للإسلام، بل بدت منه شيء من المودة للمسلمين، فقال: يا رسول الله، لو بعثت أصحابك إلى أهل نَجْد يدعونهم إلى دينك لرجوتُ أنْ يُجيبوهم، فقال: ((إني أخاف عليهم أهل نجد))، فقال أبو بَرَاء: أنا جَارٌ لهم [أحميهم]، فبعث معه أربعين أو سبعين رجلاً، وأَمَّر عليهم المنذر بن عمرو السَّاعدي، وكانوا من خيار المسلمين وفضلائهم وقرّائهم، فساروا حتى نزلوا بئر مَعُونة، وفيه استنفر عدو الله عامر بن الطُّفَيْل بني سُليم لقتل القراء، فأجابته قبيلة عُصَيَّة ورِعْل وذَكْوان، فجاءوا حتى أحاطوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقاتلوهم حتى قُتلوا عن آخرهم إلا كعب بن زيد بن النجار، فإنه أصابته جراح كثيرة من بين القتلي، لكن لم يقتل، فعاش حتى قُتِل يوم الخندق، وأُسر عمرو بن أمية الضِّمري، فلما عرف عدو الله عامر بن الطُّفيل أنه من مُضَر قص ناصية شعره، وأعتقه عن رقبة [فداء] كانت على أمه
-وروى البخاري أنه "لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، قَالَ: لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ مَنْ هَذَا؟ فَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ: هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَ مَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ، حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم خَبَرُهُمْ فَنَعَاهُمْ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَكُمْ قَدْ أُصِيبُوا، وَإِنَّهُمْ قَدْ سَأَلُوا رَبَّهُمْ، فَقَالُوا: رَبَّنَا أَخْبِرْ عَنَّا إِخْوَانَنَا بِمَا رَضِينَا عَنْكَ، وَرَضِيتَ عَنَّا، فَأَخْبَرَهُمْ عَنْهُمْ " و" قَنَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، يَدْعُو عَلَى: رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَيَقُولُ: عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ".
الزمان: صفر 4هـ.
المكان: يقع بئر معونة بين أرض بني عامر وحَرَّة بني سُلَيْم، ولعله في جنوب الحناكية بـنحو 70كم للمتجه لمهد الذهب، غرب قرية أم شكاعا.
عظمة الرحمة المحمدية بغير المسلمين في الحرب
روى مسلم عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قالَ: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا على جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ في خاصَّتِهِ بِتَقْوى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ المُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قالَ: ((اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ، في سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا..))
العقوق الذي أحزن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
روى الطبراني رحمه الله تعالى
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي أَخَذَ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: «اذْهَبْ، فَائْتِنِي بِأَبِيكَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: إِذَا جَاءَكَ الشَّيْخُ، فَسَلْهُ عَنْ شَيْءٍ قَالَهُ فِي نَفْسِهِ مَا سَمِعَتْهُ أُذُنَاهُ» ، فَلَمَّا جَاءَ الشَّيْخُ قَالَ لَهُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا زَالَ ابْنُكَ يَشْكُوكَ أَنَّكَ تَأْخُذُ مَالَهُ؟» قَالَ: سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ أُنْفِقُهُ إِلَّا عَلَى إِحْدَى عَمَّاتِهِ أَوْ خَالِاتِهِ أَوْ عَلَى نَفْسِي؟ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيهِ، دَعْنَا مِنْ هَذَا، أَخْبِرْنِي عَنْ شَيْءٍ قُلْتَهُ فِي نَفْسِكَ، مَا سَمِعَتْهُ أُذُنَاكَ» قَالَ الشَّيْخُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَزَالُ اللَّهُ يُزِيدُنَا بِكَ يَقِينًا، قُلْتُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ قَالَ: «قُلْ، وَأَنَا أَسْمَعُ» . قَالَ: قُلْتُ:
غَذَوْتُكَ مَوْلُودًا وَمِنْتُكَ يَافِعًا ... تُعَلُّ بِمَا أَجْنِي عَلَيْكَ وَتَنْهَلُ
إِذَا لَيْلَةٌ ضَافَتْكَ بِالسُّقْمِ لَمْ أَبَتْ ... لِسُقْمِكَ إِلَّا سَاهِرًا أَتَمَلْمَلُ
تَخَافُ الرَّدَى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإِنَّهَا ... لَتَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ وَقْتٌ مُؤَجَّلُ
كَأَنِّي أَنَا الْمَطْرُوقُ دُونَكَ بِالَّذِي ... طُرِقْتَ بِهِ دُونِي فَعَيْنَايَ تَهْمَلُ
فَلَمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ وَالْغَايَةَ الَّتِي ... إِلَيْهَا مَدَى مَا فِيكَ كُنْتُ أُؤَمَّلُ
جَعَلْتَ جَزَائِي غِلْظَةً وَفَظَاظَةً ... كَأَنَّكَ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُتَفَضِّلُ
فَلَيْتَكَ إِذْ لَمْ تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتِي ... كَمَا يَفْعَلُ الْجَارُ الْمُجَاوِرُ تَفْعَلُ
قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَلَابِيبِ ابْنِهِ، وَقَالَ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ».
انظر المعجم الأوسط رقم6570، قال الهيثمي رحمه الله تعالى: ((روى ابن ماجة طرفا منه رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه من لم أعرفه. والمنكدر بن محمد ضعيف وقد وثقه أحمد والحديث بهذا التمام منكر وقد تقدمت له طريق مختصرة رجال إسنادها رجال الصحيح. مجمع الزوائد 4/ 275، والحديث رواه البيهقي في ((باب ما جاء في إخباره من قال في نفسه شعراً في الشكاية عن ولده بذلك إن صحت الرواية)). دلائل النبوة للبيهقي 6/ 304.
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(11)
سرية الرَّجِيع.
بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سرية استطلاع وتتألف من عشرة من الصحابة، وجعل عليهم عاصم بن ثابت بن الأفلح أميرًا ليجمعوا له المعلومات عن تحركات قريش التجارية والعسكرية، حتى إذا كانوا في منطقة الرجيع أغار عليهم بنو لِحْيان فقتلوا بعضهم، وأسروا البعض.
وجاء في رواية أُخرى أنه قَدِم على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قومٌ من عَضَل وقَارَة، وذكروا أن فيهم من يرغب بالإسلام والدخول فيه، وسألوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يبعث معهم من يُعلِّمهمُ الدين، ويقرئهم القرآن، فبعث معهم عشرة من الصحابة، وأمَّر عليهم مَرْثَد بن أبي مَرْثَد الغَنَوِي، فلما كانوا بالرَّجيع غدروا بهم فقتلوهم، إلا خُبَيب بن عَدي وزيد بن الدَّثِنَّةِ، وانطلقوا بهما فباعوهما بمكة، فأما خُبَيبٌ فأجمع كفار قريش على صلبه وقال: دعوني حتى أركع ركعتين، فتركوه فصلاهما، فلما سَلَّم قال: والله لولا أن تقولوا: إن ما بي جزع لزدت..، وقال أبو سفيان لأحدهما [خُبَيب بن عَدي أو زيد بن الدَّثِنَّةِ]: أيَسُرُّك أن محمداً عندنا نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ فقال: لا والله، ما يسرني أني في أهلي وأن محمداً في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، ثم صلبوا خبيباً ووكَّلوا به مَنْ يَحرس جسده، فجاء عمرو بن أمية الضِّمري رضي الله عنه، فاحتمله بخدعة ليلاً، فذهب به فدفنه.
وأما زيد بن الدَّثِنَّة فاشتراه صفوان بن أُمية فقتله بأبيه.
الزمان صفر 4هـ.
المكان الرجيع ماء ويعرف اليوم باسم الوطية، ويبعد عن مكة نحو70كم على اليمين للمتجه منها إلى عُسفان شمال غرب قرية الشامية، وقبيل عُسفان (أو بئر التفلة) بنحو14كم.
سرايا النبي صلى الله عليه وسلم
السرية رقم(10)
سرية عبد الله بن أُنَيس إلى خالد الهُذَلي.
لم يقتصر العِداء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قريش وقبائل نجد
بل همت بعض القبائل التي تسكن في ناحية مكة والطائف بالكيد من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
ومن هؤلاء بنو هُذيل، فقد وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن خالد بن سُفيان الهُذلي، قد جمع الجموع من هُذيل وغيرها لحربه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه سرية تتألف من بطل واحد، وهو عبد الله بن أُنَيس رضي الله عنه ووصل إلى خالد الهُذَلي، واستطاع بالحيلة أن ينفرد به، ويمشي به بعيداً عن قومه وحاميته، حتى إذا اطمأن أن ليس له نصير ضربه بالسيف فقتله، ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكافأه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأن أهداه عصاً من عنده وقال له: آية بيني وبينك يوم القيامة، بمعنى أنك تأتي بها يوم القيامة لتعرف بها من أفضل عملك الصالح.
فقرنها مع سيفه للاحتفاظ بها، وبقيت معه إلى أن مات، وأوصى بها فدفنت معه رضي الله عنه.
الزمان يوم الإثنين خمسة من المحرم 4هـ.
المكان وادي عُرَنَة في ناحية من عرفات.
من قرأ السيرة أصلح الله له السريرة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وبعد فقد عشنا أياما طيبة في طيبة الطيبة، كان إقبال الطلبة على كتب السيرة النبوية أمرا ملحوظاً، وفي الحقيقة فإن علوم السيرة النبوية بدأت تتفتق في هذا العصر الجديد، مما يدل على عظمة الإسلام في تنامي فكرة في الاستفادة من تراث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لدى المسلمين.
نتابع معكم على بركة الله تعالى.
دار النسائم النشر والتوزيع د.نزار محمود قائمة الشيخ
معرض المدينة المنورة للكتاب في الجامعة الاسلامية