الإعجاز الطبي
الإعجاز الطبي
http://draldaker.wordpress.com
الصِّيام ضرورة حيويَّة:
لم يعد هناك أي شك لدى الباحثين المنصفين أن الصَّوم ضرورة من ضرورات الحياة وأن الإنسان عرف الصَّوم ومارسه منذ فجر البشرية. كما فرضته كل الأديان السماوية.
والإنسان لا يصوم بمفرده، فقد أكَّد علماء الطبيعة أن جميع المخلوقات الحيَّة تمر بفترة صوم اختياري مهما توفر لها الغذاء من حولها. فمعظم الحيوانات تصوم وتحجز نفسها في جحورها تمتنع فيها عن الحركة والطعام. والطيور والأسماك والحشرات كلها تصوم، وقد أكَّد العلماء، أن هذه الحيوانات تخرج من صيامها وهي أكثر نشاطاً وحيويَّة ممَّا كانت عليه قبل فترة الصَّوم.
ويعتبر العلماء الصَّوم ظاهرة حيويَّة فطرية لا تتم الحياة السوية بدونها. وترى أن أي مخلوق يصاب بعدد من الأمراض يعاف فيها الطعام، إن لم يصم من تلقاء نفسه. وهنا تتجلَّى المعجزة الإلهية بتشريع هذه العبادة. فالصِّيام يساعد العضوية على التكيف مع أقل ما يمكن من الغذاء مع مزاولة حياة طبيعية. كما أن العلوم الطبيَّة العصرية أثبتت أن الصَّوم يمكن أن يكون وقاية وعلاجاً لأخطر أمراض العصر.
رسول الرحمة يرحب بقدوم شهر الصِّيام:
عن سلمان قال: «خطب رسولُ اللهِ ﷺ في آخرِ يومٍ من شعبانَ فقال: أيها الناسُ، قد أظلَّكُم شهرٌ عظيمٌ شهرٌ مُباركٌ، شهرٌ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ، جعل اللهُ صيامَهُ فريضةً وقيامَ ليلِه تطوعاً، من تقربَ فيهِ بخَصلةٍ من الخيرِ كان كمن أدَّى فريضةً فيما سواهُ، ومن أدَّى فيهِ فريضةً كان كمنْ أدّى سبعينَ فريضةً فيما سواهُ، وهو شهرُ الصبرِ، والصَّبرُ ثوابهُ الجنةَ، وشهرُ المواساةِ، وشهرٌ يزاد فيهِ رزقُ المؤمنِ، من فطَّر فيهِ صائماً كان مغفرةً لذنوبهِ وعتقَ رقبتهِ من النارِ، وكان لهُ مثلُ أجرهِ من غيرِ أن ينقصَ من أجرهِ شيءٌ . قالوا: ليس كلُّنا يجدُ ما يفطرُ الصائمَ . فقال: يُعطي اللهُ هذا الثوابَ من فطَّر صائماً على تمرةٍ أو على شربةِ ماءٍ أو مَذقةِ لبنٍ. وهو شهرٌ أولُهُ رحمةٌ وأوسطُهُ مغفرةٌ وآخرُهُ عتقٌ من النارِ، من خففَ على مماليكِه فيه غفر اللهُ له وأعتقَهُ من النارِ، واستكثِروا فيه من أربعِ خصالٍ: خَصلتَينِ تُرضون بهما ربَّكم، وخَصلتَينِ لا غنى لكم عنهما، فأما الخصلتانِ اللتان تُرضون بهما ربكم فشهادةُ أن لا إله إلا اللهُ وتستغفرونهُ، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألونَ اللهَ الجنةَ وتعوذون بهِ من النارِ، ومن أشبع فيه صائماً سقاه اللهُ من حوضي شربةً لا يظمأُ حتى يدخل الجنةَ
الصِّيام وأثره في حياة الفرد والمجتمع
للصوم آثاره الرَّائعة على النفس البشرية، ونظراً للعلاقة الوثيقة بين الاطمئنان النفسي وصحة الجسد عموماً؛ فإن الآثار والفوائد النفسية التي يجنيها الصائم لها مردودها الإيجابي في حسن سير وظائف العضوية، ولكل أجهزة البدن. فمن وصايا لقمان لابنه قوله: « يابني إذا امتلأت المعدة ـ نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة» ويقول الإمام أبي حامد الغزالي /: «الصِّيام زكاة للنفس ورياضة للجسد، فهو للإنسان وقاية، وللجماعة صيانة، في جوع الجسم صفاء القلب وإنقاذ البصيرة، لأن الشبع يورث البلادة، ويعمي القلب ويكثر الشجار في الدماغ، فيتبلد الذهن. . فأحيوا قلوبكم بقلَّة الضحك، وقلَّة الشبع، وطهِّروها بالجوع، تصفو وترق».
والصِّيام ينمي الإخلاص للخالق سبحانه. فهو سر بين العبد وربه لارقيب على تنفيذه إلا ضميره ورغبته الصادقة في رضاء الله جلَّ وعلا. وعند الجوع يزول البطر وتنكسر حدة الشهوات، وإن البطر والأشر هما مبدأ الطغيان والغفلة عن الله، فلا تنكسر الشهوة ولا تذل إلا بالجوع. وهذه أمور كلها تهدِّئ الجهاز العصبي، وتخفِّف من توتره. والجوع يساعد الإنسان في السيطرة على نفسه؛ ممَّا يساعده على أن ينصرف عن المعاصي والفواحش. والصَّوم كما قال عليه الصلاة والسلام: «الصَّوْمُ نصفُ الصَّبرِ» .
كتب الدكتور سعيد السيوطي في كتابه (معجزات في طب النَّبيّ العربي) عن معجزة الصِّيام في التَّشريع الإسلاميّ يقول: «إن الصِّيام الحق يمنع تراكم المواد السمية الضارة كحامض البول والبولة وفوسفات الأمونياك في الدم. وما تؤهب إليه من تراكمات مؤذية في المفاصل وفي الكلى (الحصى الكلوية)، ويقي من داء الملوك (النقرس)». وينقل أقوال علماء من الغرب أن صوم يوم واحد يطهر الجسم من فضلات عشرة أيَّام.
وهكذا فإن شهر الصِّيام يطهر الجسم من فضلات وسموم عشرة أشهر على الأقل، وهنا نرى الحكمة من دعوة النَّبيّ باتباع رمضان بصيام ستة أيَّام من شوال حتى تكتمل عمليَّة الإنقاء، فعن أبي أيوب الأنصاري عن النَّبيّ أنه قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كمن صام الدهر» .
الطهارة شرط لصحة الصلاة:
إذا كان الإسلام قد جعل من الصلاة عموده وأهم أركانه، فقد اشترط لصحتها طهارة البدن والثوب من الخبث، وهذا مطلق النظافة، كما يتطلب الطهارة من الحدثين: الأكبر بالاغتسال والأصغر بالوضوء.
وسنرى المقاصد الصِّحيَّة الرَّائعة لأعمال الطهارة هذه. والحقيقة الثَّابتة التي يجب عدم المكابرة فيها، أنه لم يحدث في تاريخ البشرية أن اهتم أيُّ دين، أو قانون بالصحة البدنيَّة، والنظافة الشخصيَّة بل وجعلها ركناً من أركان عباداته مثل ما فعل الدين الإسلاميّ في تشريعاته العمليَّة. . . هذا علاوة على ما يجنيه الفرد المسلم في صلاته من ثمرات حلوة رائعة يجدها في جسمه وفي روحه وفي صحته، كما يجدها في دنياه وفي آخرته. . ألا ما أروع هذا الدين وأكمله وما أجملها من شريعة غراء!. .
مدافعة الأخبثين:
عن السيدة عائشة ل أن النَّبيّ قال: « لا صَلَاةَ بحَضْرَةِ الطَّعَامِ، ولا هو يُدَافِعُهُ الأخْبَثَانِ» ، وروى مسلم مثله. وعن أبي هريرة أن النَّبيّ قال: «لا يَقومُ أحدُكمْ إلى الصلاةِ وبه أذًى» . الأذى حاجة البول أو الغائط، والأخبثان: البول والغائط.
إذا كان المصلي يدافع الأخبثين، يذهب الخشوع، وقد يخلُّ بالاطمئنان. وصحياً فإن مدافعة الأخبثين مضرة جداً بالبدن، فمدافعة البول تجعل المثانة تسترخي وتتمدد ولا تعود قادرة على إفراغ البول تماماً، فتبقى ثمالة منه فيها وتلتهب وتعرض صاحبها لإنتانات بولية مهلكة، وأما مدافعة الغائط فيجعل عضلات المستقيم تسترخي وتؤدي إلى الإمساك المزمن.
الصلاة عبادة روحية وبدنية يؤديها المسلم طاعة لربه وسبباً في رقيه في معارج الإيمان. ودراسات الطِّب النفسي أكَّدت أن الصلاة وسيلة ناجعة يقاوم بها مؤديها حالات الخوف والقلق، فتحميه من آثارها السيئة وتحافظ على سلامة الجهازالعصبي النفسي. . ذلك أن تفويض الأمر لله القادر والالتجاء إليه حين أداء الصلاة تجلب اطمئنان القلب وسكينة النفس، وتقلِّل من خطر الرضوض النفسية في خضم الحياة اليومية. وهي بهذا تقدم للدماغ فرصة ثمينة لكي يعمل بشكل أفضل وفعالية ممتازة.
الصلاة نؤديها عبادة للخالق، لكنَّها بالوقت نفسه ضرورة حيويَّة تقوم بعمل وقائي هام للجهاز الحركي، وخاصة عند ذوي المهن التي تمنع صاحبها من أداء الحركات الضرورية للمفاصل والعضلات.
معجزة الصلاة في الوقاية من الدوالي:
"للدوالي أسباب كثيرة، منها الوقوف المديد، والتأهب الوراثي، وسموم التدخين التي تخرب كولاجين الأوعية. وقد قام الدكتور توفيق علوان بدراسة علمية قدم بها رسالته الجامعية للحصول على اختصاص الجراحة، أثبتت الدراسة أن الصلاة تقوم بكفاءة عجيبة بتنشيط كافَّة العمليات الحيويَّة داخل الجسم بما فيها عمليَّة التمثيل الغذائي. وكذا فهي عامل نفسي وعضوي فعال، وأثبت أيضاً أن النشاط العضلي للساقين وخاصة انقباضات عضلات مؤخر السَّاق، التي تعرف بمضخة السمانة، لها دور كبير في اندفاع الدماء بقوة داخل الأوردة العميقة من أسفل إلى أعلى، ومن ثَمَّ لعودتها إلى القلب.
ففي حركات الصلاة البالغة المرونة معونة لتلك المضخة، لا لتؤدي وظيفتها التي خلقت من أجلها فحسب، بل لتضيف إليها من العوامل المقوية لتعزيز عملها على أكمل صورة. وخلاصة البحث فالصلاة تعتبر عاملاً وقائياً من الإصابة بدوالي السَّاقين لتضافر عوامل عدة: أوضاعها المتميزة المؤدية إلى ضغط واقع على جدران الأوعية في السَّاقين، وتنظيمها عمل المضخة الوريدية الجانبية، وعملها على خفض الضغط على تلك الأوردة، ومن ثَمَّ تقويتها لجدران الأوردة عن طريق رفع كفاية البناء الغذائي فيها وفي الجسم كله بشكل عام.
إن لكلِّ حركة من حركات الصلاة تأثيراتها الغريزية على أجهزة البدن، وخاصة على الدورة الدموية والدِّماغ والجهاز العصبي، كما لها أثر في الوقاية من الدوالي والتخفيف من اختلاطاتها" .
فالصلاة عبادة يؤديها المسلم امتثالاً لأمر الله وتذللاً وطاعة خالصة، ولا يصح أن يقال أنه يؤديها رياضة، لكن هذا لا يمنع من أن يبحث فيما تقدمه له من ثمار طيبة يستفيد منها لصلاح روحه وجسده. فالصلاة أفضل تدريب وظيفي لجميع مفاصل البدن، بحيث إنه إذا التزم بها المسلم منذ صغره وصل إلى شيخوخة مريحة خالية من تصلب المفاصل وتشوهات العمود الفقري والانزلاق الغضروفي، وهي تدريب لكافَّة العضلات، وزيادة لتقويتها، ولتنشيط الدورة الدموية، وهي تنشط التنفس والهضم، وتكسب الجسم الرشاقة وصفاء الذهن وراحة الفكر.
ونؤكد أن الأداء الصحيح لحركات الصلاة هو الذي يعطي المصلي هذه الثمار؛ إذ لا بدَّ من الالتزام بالتوجيه النَّبويّ في أداء وإقامة الصلاة كما صلاها عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وأن يقيم صلبه في ركوعه وسجوده ويطمئن تماماً في الاعتدال من الركوع والسجود، وأن تستقر فيها عظامه! ولننظر إلى عبقرية المربي بتوجيه الأمر للمسلم بأن يتم أداء حركات الصلاة ولا يسرق منها شيئاً. يقول النَّبيّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «أسوأُ الناس سَرِقةً الذي يسرق من صلاتِه، قالوا: يا رسول الله، كيف يسرِقُ من صلاتِه؟! قال: لا يتِمُّ ركوعَها ولا سُجودَها» . والإسلام اشترط أيضاً عدم المبالغة في عبادته حتى لا تخرج عن معناها الحقيقي وتؤدي إلى الضرر.
الالتزام بإقامة الصلاة يحمي العظام وينميها:
تمر العظام في الجسم بمرحلتين متعاقبتين باستمرار، مرحلة بناء تليها مرحلة هدم ثم بناء، هكذا طيلة الحياة. وفي مرحلة الشيخوخة يتفوق الهدم على البناء، فتضعف العظام، وتصاب بالهشاشة، ويتعرض الشيخ للكسور عند أقل رض.
والعضلات عند انقباضها وانبساطها، لتحريك العظام تطلق ما يشبه التيار الكهربائي، الذي يحرض عمليَّة البناء ويقويها. أما في الرَّاحة المديدة فتصاب العضلات بالخمول؛ ممَّا يفقد العظام المحرض الكبير لبنائها، وتصول جولة الهدم على البناء، وينقص بناء المادَّة العظمية.
إن فرض الصلاة في الإسلام يلزم المسلم بأداء حركي مستمر طيلة حياته؛ ممَّا يجعل عضلاته تحت وطأة حركات منتظمة ومعتدلة، تطلق التنبيه اللازم دائماً لاستمرار عمليَّة البناء متناوبة باستمرار مع عمليَّة الهدم، ويحفظ للعظام قوتها ومتانتها. وقد أكَّد الطَّبيب الجراح الفرنسي موريس بوكاي والذي عمل في الجزائر لسنوات طويلة أن الذي يحافظ على صلواته منذ شبابه يحمي عظامه في شيخوخته، فتبقى حركتها مرنة إلى حد كبير، ولا يصاب بتقوس الظهر المزعج بسبب انهدام الفقرات.
نعم! إنَّها شريعة الله ومن أحسن من الله قيلاً؟. .
معجزة الصلاة في الوقاية من الدوالي:
"للدوالي أسباب كثيرة، منها الوقوف المديد، والتأهب الوراثي، وسموم التدخين التي تخرب كولاجين الأوعية. وقد قام الدكتور توفيق علوان بدراسة علمية قدم بها رسالته الجامعية للحصول على اختصاص الجراحة، أثبتت الدراسة أن الصلاة تقوم بكفاءة عجيبة بتنشيط كافَّة العمليات الحيويَّة داخل الجسم بما فيها عمليَّة التمثيل الغذائي. وكذا فهي عامل نفسي وعضوي فعال، وأثبت أيضاً أن النشاط العضلي للساقين وخاصة انقباضات عضلات مؤخر السَّاق، التي تعرف بمضخة السمانة، لها دور كبير في اندفاع الدماء بقوة داخل الأوردة العميقة من أسفل إلى أعلى، ومن ثَمَّ لعودتها إلى القلب.
ففي حركات الصلاة البالغة المرونة معونة لتلك المضخة، لا لتؤدي وظيفتها التي خلقت من أجلها فحسب، بل لتضيف إليها من العوامل المقوية لتعزيز عملها على أكمل صورة. وخلاصة البحث فالصلاة تعتبر عاملاً وقائياً من الإصابة بدوالي السَّاقين لتضافر عوامل عدة: أوضاعها المتميزة المؤدية إلى ضغط واقع على جدران الأوعية في السَّاقين، وتنظيمها عمل المضخة الوريدية الجانبية، وعملها على خفض الضغط على تلك الأوردة، ومن ثَمَّ تقويتها لجدران الأوردة عن طريق رفع كفاية البناء الغذائي فيها وفي الجسم كله بشكل عام.
إن لكلِّ حركة من حركات الصلاة تأثيراتها الغريزية على أجهزة البدن، وخاصة على الدورة الدموية والدِّماغ والجهاز العصبي، كما لها أثر في الوقاية من الدوالي والتخفيف من اختلاطاتها" .
فالصلاة عبادة يؤديها المسلم امتثالاً لأمر الله وتذللاً وطاعة خالصة، ولا يصح أن يقال أنه يؤديها رياضة، لكن هذا لا يمنع من أن يبحث فيما تقدمه له من ثمار طيبة يستفيد منها لصلاح روحه وجسده. فالصلاة أفضل تدريب وظيفي لجميع مفاصل البدن، بحيث إنه إذا التزم بها المسلم منذ صغره وصل إلى شيخوخة مريحة خالية من تصلب المفاصل وتشوهات العمود الفقري والانزلاق الغضروفي، وهي تدريب لكافَّة العضلات، وزيادة لتقويتها، ولتنشيط الدورة الدموية، وهي تنشط التنفس والهضم، وتكسب الجسم الرشاقة وصفاء الذهن وراحة الفكر.
ونؤكد أن الأداء الصحيح لحركات الصلاة هو الذي يعطي المصلي هذه الثمار؛ إذ لا بدَّ من الالتزام بالتوجيه النَّبويّ في أداء وإقامة الصلاة كما صلاها عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وأن يقيم صلبه في ركوعه وسجوده ويطمئن تماماً في الاعتدال من الركوع والسجود، وأن تستقر فيها عظامه! ولننظر إلى عبقرية المربي بتوجيه الأمر للمسلم بأن يتم أداء حركات الصلاة ولا يسرق منها شيئاً. يقول النَّبيّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «أسوأُ الناس سَرِقةً الذي يسرق من صلاتِه، قالوا: يا رسول الله، كيف يسرِقُ من صلاتِه؟! قال: لا يتِمُّ ركوعَها ولا سُجودَها» . والإسلام اشترط أيضاً عدم المبالغة في عبادته حتى لا تخرج عن معناها الحقيقي وتؤدي إلى الضرر.
أهميَّة النهوض من السجود إلى القيام على العضلات:
يقوم المصلي من سجوده ليقف ويكمل صلاته، دافعاً الأرض بكلتا يديه، حتى يتم اعتداله واقفاً بشكل كامل. . . يشارك لإتمام هذه الحركة عضلات اليدين والفخذين، وعضلات الظهر الكبيرة، وبهذا تعتبر هذه الحركة من أفضل أنواع التدريبات البدنيَّة وأيسرها من أجل تنمية وتقوية هذه العضلات والأربطة المفصلية العاملة، وإكساب معظم المفاصل مرونة ورشاقة؛ ممَّا يساعد على المحافظة على سلامة القوام البدني واعتداله.
السجود ينمي المواهب الفكرية والبدنيَّة:
عن ابن عباس ب أن النَّبي قال: «أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ علَى سَبْعَةِ أعْظُمٍ: علَى الجَبْهَةِ، وأَشَارَ بيَدِهِ علَى أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ، وأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ ولا نَكْفِتَ الثِّيَابَ والشَّعَرَ» . وعن البراء أن النَّبيّ قال: «إذا سَجَدْتَ، فَضَعْ كَفَّيْكَ وارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ» .
ينتقل المصلي من الوقوف إلى السجود بحركة هوي مفاجئة تشمل كامل الجسد إلى الأرض، ثانياً جميع مفاصله واضعاً يديه على الأرض قبل ركبتيه، موزعاً ثقل جسمه على سبعة أعظم مستنداً على باطن كفيه مع ملاحظة عدم التصاق المرفقين بالأرض. وتتحرك أثناء هذه العمليَّة أكبر مجموعة من العضلات والأربطة. ومع تكرار السجود في كلِّ صلاة تزداد مرونة العمود الفقري وجميع مفاصل البدن. ويعتبر السجود عمليَّة وقائية وعلاجية لتصلب المفاصل والانزلاق الغضروفي.
وقد تبين أن لحركة السجود تأثيرات بالغة على الدورة الدموية؛ إذ تزداد قدرات الإنسان الفكرية من خلال زيادة ورود الدَّم إلى الحجر الدِّماغية في حركتي الركوع، ومن ثَمَّ الأهم ـ السجود. وإن تكرار هذه الحركة يدرب شرايين الدِّماغ على التقلص والانبساط؛ ممَّا ينشط التروية الدموية في الدِّماغ.
الآثار الصِّحيَّة للركوع:
عن أبي حميد السَّاعدي في وصفه لصلاة النَّبيّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: : « ثُمَّ قال: سَمِعَ اللهُ لمَن حَمِدَه، ثُمَّ رَفَعَ واعتَدَلَ حتى رَجَعَ كلُّ عَظْمٍ في مَوضِعِه مُعتَدِلاً» ، وأخرج الترمذي بسند صحيح عن النَّبيّ قال: « لا تُجزئُ صلاةُ الرَّجلِ حتَّى يُقيمَ ظهرَهُ في الرُّكوعِ والسُّجودِ» .
الركوع يأتي بعد انتهاء التلاوة في القيام برفع اليدين للتكبير، ثم ينحني الجذع بحركة انسيابية لطيفة إلى الأمام ليشكل زاوية قائمة مع السَّاقين، ويحدث انثناء لمفصلي الفخذين، كما يكون مفصلا الركبتين ممتدين، وتوضع اليدان عليهما فيثبتان جيداً في وضع الامتداد.
وتعمل في الركوع مجموعة كبيرة من العضلات، وهي في انقباضها ومقاومتها للجاذبية الأرضية تساعد في تنمية القوة العضلية وتحسينها.
ومع ثبات فترة الركوع تحدث استطالة لألياف العضلات خلف السَّاقين، وتنقبض معها عضلات الفخذ الأمامية والخلفية فتعمل على تقويتها وتحافظ عليها من التمزق أثناء القيام بالأعمال اليومية. ويساعد الركوع على زيادة مرونة الأربطة والعضلات على امتداد العمود الفقري؛ ممَّا يخفف من التيبس المفصلي، ويخفف أو يمنع من ظهور الآلام الظَّهرية والقطنية.
واحتفاظ عضلات الرقبة بوضعية ثابتة أثناء الركوع يساعد في العود الوريدي إلى القلب؛ ممَّا يعطي للقلب قدرة كبيرة على سحب الدماء ودفعها باتجاهه.
أفعال الصلاة الحركية والبدن:
تبدأ الصلاة بوضعية الوقوف باعتدال، ثم نكبِّر في خشوع برفع الذراعين أماماً وإلى الأعلى مع ثني المرفقين ووضع الإبهام على شحمة الأذن مع التكبير، ثم نخفض الذراعين أماماً وإلى أسفل مسنداً إياهما تحت الصدر وأعلى البطن ووضع اليد اليمنى على اليسرى.
إن تكرار حركة الذراعين في الصلاة الرباعية (10) مرات كافٍ لتنشيط مجموعة العضلات والأربطة والمفاصل للذراعين والكتفين، كما أن المحافظة على الاعتدال طيلة الوقوف ينشط مجموعة العضلات المضادة لعمل الجاذبية الأرضية، وهي تساعد على الاحتفاظ بمرونة مفاصل الكتفين والمرفقين واليدين، وتقي من الإصابة بالتصلب المفصلي.
الأخطار التي تتهدد إنسان العصر بتركه الصلاة:
قليلو الحركة وخاصة من تلزمهم مهنتهم الجلوس وراء المكاتب، يصابون بالخمول العضلي، الذي يعتبر من أهم أسباب ترسب الشحوم الدموية في جدران الأوعية المغذية للقلب، فتسمك جدرانها، وتقل مرونتها، وتقل تغذيتها لعضلة القلب؛ ممَّا يؤدي لإصابته بالوهن والضعف. وإذا تمادى الأمر زادت تلك الترسبات الشحمية، ويمكن أن تؤدي إلى انسداد أحد الشرايين المغذية للقلب والإصابة بالجلطة (السكتة القلبية).
ولقد اهتم الشارع الكريم بصحَّةِ الإنسان المسلم، ووقايته من هذا الخمول العضلي، ومن نتائجه القاتلة أو المزعجة، ففرض الصلاة كونها عبادة حركية تتجدد خلالها الحيويَّة والنشاط في كافَّة عضلات ومفاصل البدن، فتمنع بقاء الإنسان في حالة الخمول العضلي بشكل دائم.
فالتزم أخي بصلاتك، خضوعاً لله وتذللاً تكسب منها ـ عدا الثواب الأخروي والنجاة من النار ـ مكسباً يحفظ صحتك من الأمراض الوخيمة.
قيام الليل والقلب:
أثبتت دراسة طبيَّة حديثة أن الذي ينام ساعات طويلة على وتيرة واحدة يتعرض للإصابة بأمراض القلب بنسبة عالية، ويعلِّلون ذلك بأن شحوم الدَّم تترسب على جدران شرايين القلب بنسبة أكبر إذا طالت ساعات النوم؛ ممَّا يفقد تلك الشرايين مرونتها وتقل تغذيتها للقلب، فتنقص ترويته.
وإسلامنا العظيم سبق الطِّب الحديث في القضاء على هذه الظاهرة بتوصية المسلمين منذ نشأة الدعوة الإسلاميّة بالقيام للتهجد في الثلث الأخير من الليل، ومن ثَمَّ انتظار صلاة الفجر. حتى إن الرعيل الأوَّل من المسلمين كانوا يَزِنون إيمان المرء بقدر حرصه على صلاة الفجر في المسجد.
وقد منع شرعُنا الحنيف المسلمَ من استمرار نومه إلى ما بعد طلوع الشمس، حين أمره بالنهوض الإجباري لأداء صلاة الفجر.
قيام الليل يقي من الجلطة (السكتة) القلبية:
أخرج الهيثمي في مجمع الزوائد بسند صحيح عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة: قيام الليل». وجاء في كتاب (الوصفات المجربة) لمؤلف أمريكي، أن القيام من الفراش في منتصف النوم ليلاً، والقيام ببعض الحركات الرياضية، والمشي في المنزل، والتدليك بالماء للبدن، له فوائد صحية عديدة. ويعادل هذه الحركات وينظمها ركعتان من قيام الليل. فقد أخرج الإمام أحمد عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «عليكم بقيامِ الليلِ، فإنه دَأْبُ الصالحين قبلَكم، وإن قيامَ الليلِ قُرْبَةٌ إلى اللهِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ، وتكفيرٌ للسيئاتِ، ومَطْرَدَةٌ للداءِ عن الجسدِ» .
قيام الليل يؤدي إلى خفض إفراز الكورتيزون الليلي، خصوصاً قبيل السحر؛ ممَّا يقي من الزيادة المفاجئة في سكر الدم، التي فيها خطر على السكريين. وكذلك من الارتفاع المفاجئ في الضغط، الذي قد يؤدي إلى الجلطة. كما يقلل من إمكانية حدوث خثرة في الشبكية العينية بسبب بطء الجريان الدموي أثناء النوم. كما يؤدي القيام إلى ليونة المفاصل المختلفة عند المصابين بالرثية وغيرها من الأمراض الالتهابية، وذلك بسبب تدليك الأطراف بالوضوء وحركات الصلاة.
الصلاة وأثرها في تنمية الروابط الاجتماعية:
إن في إقامة الصلاة تقوية للعقيدة الجامعة لأفراد المجتمع المسلم، وفي تنمية روابط الانتماء للأمة والتضامن الاجتماعي. وفي صلاة الجماعة إعلان مظهر المساواة بين أفراد الأمة ووحدة الكلمة، والتدرب على الطاعة في القضايا العامَّة. وفي صلاة الجماعة في المساجد تعارف أفراد المجتمع وتآلفهم وتعاونهم على البر والتقوى، وتغذية الاهتمام بأحوال المسلمين العامَّة ومساعدة المريض والمحتاج؛ ممَّا يقوي بنيان الأمة ويدعم أركانها.
وفي الحقيقة لا يمكن لأي مفكر أن يحصي منافع الصلاة وانعكاساتها الطيبة على المجتمع، فالخالق العليم الخبير الذي شرعها وفق ما يتطلبه تكوين هذا المخلوق الذي صوره سبحانه.
الصلاة ضرورة حيويَّة:
إن توفر وسائل الرَّاحة في المدنية الحديثة، من سيارات ومصاعد وغسالات كهربائية وغيرها قلصت إلى حد كبير من حركة الإنسان، علاوة على أن كثيراً من المهن يضطر أصحابها إلى الجلوس ساعات طويلة وراء مكاتبهم دون حركة، ممّا يقلل القوة العضلية والكفاءة البدنيَّة.
ويرى خبراء العلاج الطَّبيعي أن الرقود الطويل في الفراش يخفض درجة كفاءة الأعضاء في البدن، ويتوقَّف النخاع في العظام عن توليد الكريات الحمر خلال فترة الرقود. وأكدت أبحاث أجريت على رواد الفضاء الأوائل أنهم فقدوا (10%) من وزن عظامهم خلال رحلتهم التي لم تدم أكثر من أسبوع بسبب قلَّة الحركة. لذا زودت مركبات الفضاء فيما بعد بأدواتٍ لإجراء حركات بدنية مناسبة تعوضهم عن الحركة. كما تبين أن قلَّة الحركة تؤدي إلى ضمور في العضلات وربما إلى اختفاء بعضها. والعضلات الضامرة لا تستطيع دفع الدَّم الكافي لتغذية القلب، فتنشأ اضطرابات فيه.
من هنا نفهم أثر الصلاة على صحة البدن، وخاصة عند من تلزمه ضرورات عمله وظروف حياته على القعود وقلَّة الحركة، فتأتي الصلاة بحركاتها المتناسقة لتقوم بأكبر عمل وقائي لجهازه الحركي، فهي هنا علاج وقائي لا تعرفه الصيدليات.
والصلاة بركوعها وسجودها يعجز أي خبير رياضي أن يجمع ما فيها من حركات تحرك بجد كافَّة مفاصل البدن وعضلاته خلال دقائق معدودات، وهي تناسب كافَّة الأعمار.
الصلاة رياضة فكرية رائعة:
تنمي الصلاة ملكةَ التركيز عند المصلي، فالخشوع هو المطلب الهام من المصلي، وهو أن يحصر اهتمامه بصلاته. وإن محاولة الخشوع باستمرار تشكل أفضل تدريب يعود النفس على حصر اهتمامها في شيء واحد، وبمعنى آخر، لتركز تفكيرها في جانب واحد. والذَّاكرة تتحسن دائماً بالتدريب المتواصل، ويصبح التركيز فعالاً جداً بالتمرين. وإن التركيز بموضوع معين له فوائد هامة في إنجازه.
ويؤكِّد الأطبَّاء النفسيون أن القدرة على تركيز الخواطر تجري مجرى العادة عند كل إنسان مختص في جانبٍ من أبواب الحياة. ففي أي لحظة يركز فيها الإنسان الناجح خواطره في أمر معين؛ فإن اهتمامه ينصب بكليته على الأمر الذي يفكر فيه. وإن أغلبنا تنقصه القدرة على التركيز بسبب الشواغل والأجواء المتعارضة التي تتقاسم اهتماماتنا.
وإن العقل ليصبح أداة مدهشة إذا هو اتسم بالتركيز القوي والمثابرة عليه. وتنعكس فوائد الصلاة على مجمل شخصيَّة الإنسان بكافَّة أبعادها، وتؤكد أبحاث عالم النفس التجريبي أن العبادة والتدين الصادق له أثر كبير في تقوية شخصيَّة الإنسان وبنائها المتكامل بالنِّسبة لغير المتدين.
الصلاة رياضة روحية ونفسية:
يرى علماء الطِّب النفسي أن أي انفعال يؤدي إلى تبدلات في كيمياء الدِّماغ، وعندما يتعرض المرء لصدمة نفسية أو قلق أو خوف، يواجه الدِّماغ هذه الحالة بإفراز الأدرينالين، الذي تتناسب كميته مع شدة الانفعال. وهذا يؤثر على العضوية كلها، فتزداد ضربات القلب والتنفس، ويرتفع الضغط، وتتوقَّف عمليَّة الهضم، ويرتفع سكر الدم.
وإن استمرار تعرض الجسم لحالات الانفعال تعني زيادة مستمرة في الأدرينالين، ما يؤدي إلى تحوُّلها لمشتقات ضارة ينتج عنها اضطراب في التفكير والسلوك، وقد يؤدي إلى انفصام الشخصيَّة.
وإن المبالغة في الغضب والحزن يعجل بظهور الداء السكري والذبحة الصدرية وغيرها. والصلاة هي الوسيلة الوحيدة التي يتمكَّن بها الإنسان من مقاومة الخوف والقلق والشدة النفسية، والمحافظة على سلامة حالته العصبيَّة والنفسية؛ لأن تفويض أموره إلى الله القادر، والالتجاء إليه في الصلاة بخضوع القلب تعطيه سكينة النفس من الاضطرابات، والصلاة بعد التعب الفكري راحة نفسية، فهي وما يسبقها من وضوء، وما يتخللها من حركات وما يجب فيها من الصفاء الذهني والوعي لما يقوله من قرآن وأذكار خيرُ أنواع الرَّاحة الإلزامية التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وعلى طرح الفضلات من الدم.
المقاصد الصِّحيَّة للغسل:
يقوم الجلد بحفظ البدن من المخرشات الآلية والجرثومية؛ إذ هو حصن الدِّفاع الأوَّل ضد الجراثيم. وفيه غدد تفرز العرق الذي يخلص البدن من كثير من سمومه ويعمل على إحداث التوازن الحروري فيه ويخفف عن الكلى من أعبائها، كما أنه عضو حاسَّة اللمس التي تتواصل مع المحيط الخارجي.
إن أداء الجلد لوظائفه مرهون بنظافته وسلامته، وهذا كفيل بسلامة الجسم كله، وإن تراكم المفرزات من عرقية ودهنية وما ينضم إليها من غبار وملوثات مهنية وبيئية يؤدي إلى انسداد مسام الجلد، ما يعيق وظائفه ويضر بالبدن ضرراً فادحاً، علاوة على تعرض الجلد نفسه لالتهابات من جرثومية وفطرية، وانبعاث روائح كريهة لا يمكن إخفاؤها إلا بنظافة الجلد بالاغتسال المتواتر والذي يضمن صحته وسلامته ورائحته الطَّبيعية.
من هنا نرى عظمة الإسلام في تعدد المناسبات التي أوجب بها الغسل أو ندبنا إليها محافظة منه على صحة الفرد والمجتمع. وإن فرائض الغسل ومندوباته تبين عظمة نبي الرحمة بدعوته المسلم لإتقان غسله لبدنه بشكل لائق.
الأغسال المسنونة: من شغف الإسلام بالنظافة، وحب الله للمتطهرين؛ فقد استنَّ الشارع أغسالاً في ظروف بعينها، هذا ما عدا ما أوجبه الله من أغسال على الجنب وغيره. فقد دعا نبي الرحمة المسلمين إلى الاغتسال في كلِّ مناسبة يجتمعون فيها مع بعضهم، كصلاة الجمعة والعيدين والخسوف والكسوف ودخول مكة والوقوف في عرفة والطواف حول البيت. وبذلك لن يلتقي المسلمون إلا وهم في أتمِّ نظافة، ولن يشتم من أحدهم روائح كريهة للعرق والثياب وغيرها. وهذا وايم الله قمة الحضارة!.
وقد أخرج الشيخان عن النَّبيّ قوله: «غُسْلُ يَومِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ علَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» ، وفي الحديث المتفق عليه عن النَّبيّ «من توضأ يومَ الجمعةِ فبها ونعمتْ، ومن اغتسل فالغسلُ أفضلُ» . وعن أبي هريرة عن النَّبيّ أنه قال: «حَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ، أنْ يَغْتَسِلَ في كُلِّ سَبْعَةِ أيَّامٍ يَوْماً يَغْسِلُ فيه رَأْسَهُ وجَسَدَهُ» . وتوكيداً من الشارع بالتزام المسلم بالاغتسال، فقد حرم على الجنب والحائض والنفساء الصلاة ودخول المسجد وتلاوة القرآن الكريم، ومس المصحف والطواف بالبيت حتى يرفع جنابته بالغسل.
الوضوء سلاح المؤمن: روى مسلم في صحيحه عن النَّبيّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ قوله: «مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِن جَسَدِهِ، حتَّى تَخْرُجَ مِن تَحْتِ أَظْفَارِهِ» ، وما صحَّ فيما رواه الإمام أحمد عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «ولنْ يُحافِظَ على الوُضوءِ إلَّا مُؤمنٌ» .
فالوضوء ليس مجرد عمليَّة تنظيف للأعضاء أو تطهير للجسد، فالسمو الروحي الذي يشعر به المسلم بعد الوضوء أعمق من أن تعبر عنه الكلمات. فإسباغ الوضوء يجعل المسلم دائماً في حيويَّة وتألق، ويقظة وحيويَّة كبيرة، علاوة على أنه غسل دائم للأوساخ التي تتعرض لها الأعضاء الخارجية للبدن، وذلك منتهى الأهميَّة للصحَّة العامَّة. فهذه الأعضاء تتعرض في كلِّ ساعة لعدد هائل من الجراثيم، موجودة فعلاً في كلِّ (1سم3) من الهواء، وهي في حالة هجوم دائم على الجسم من خلال الأعضاء المكشوفة منه، وإن تدليك الجلد مع قيامنا بإسباغ الوضوء يعتبر هجوماً كاسحاً تدمر هذه الجراثيم، وتزيل الغبار والأتربة حتى لا يبقى من درنه شيء، مادياً ومعنوياً. فكما أن التوبة النصوح مكفرة للكبائر، فإن الوضوء مرات ومرات في كلِّ يوم هو تكفير للصغائر وممحاة ممتازة للخطايا.
المقاصد الصِّحيَّة لأحكام الطهارة من الخبث:
إذا كانت الاستجابة لأحكام الطهارة من الخبث أمراً تعبدياً يطبقها المسلم امتثالاً لأمر الشارع عبودية لله واعتقاداً منه بأنه هو الأعلم بما يضره ويؤذيه، فإن الحكم بنجاسة عينٍ ما ومن ثَمَّ وجوب إزالتها لا يخلو من أحد المقاصد الصِّحيَّة الهامة:
المقصد الأوَّل: النظافة بإزالة النجس عن البدن والثوب وأماكن العبادة وتطهير مكانها.
أما المقصد الثاني، فهو الوقاية من الجراثيم والطفيليات الناقلة للأمراض وبيوض الديدان الممرضة، بالابتعاد عما يتلوث بالبراز وعن الكلب والخنزير وتطهير ما أصابه منهما.
والمقصد الثالث في التنزه عن الأوساط الملائمة لتكاثر الجراثيم، مثل البول والدم. فالبول يحوي على مواد عضوية وفضلات سامة كالبولة، وهو وسط صالح لتكاثر الجراثيم والخمائر الممرضة، كما أن هذه المواد تتفسخ وخاصة في الفصل الحار لتصدر روائح كريهة.
وهناك أمراض خطيرة تنتقل طفيلياته عن طريق البول كالبلهارسيا، التي إذا لامست جلد إنسان يسبح في ذلك الماء انتقلت إليه، أما براز الإنسان فهو مفعم بملايين الجراثيم والطفيليات كالتيفوئيد والسالمونيلا والزحار والأميبا والكوليرا وبيوض الديدان المعوية باختلاف أنواعها.
الهدي النَّبويّ في الوقاية من تلوث المياه:
إن فعل المياه الملوثة في نقل الأمراض يجعلنا ندرك الحكمة الرَّائعة من الهدي النَّبويّ المعجز في وقاية المياه من التلوث. والماء المتلوث بالبراز مصدر للعدوى في كثير من الأمراض الإنتانية عن طريق شربه أو الانغماس فيه لاحتوائه على الجراثيم أو البيوض الناقلة للأمراض كما في الكوليرا والإنتانات المعوية والزحار والديدان والتيفوئيد والبلهارسيا وغيرها.
أما التلوث ببول المرضى فيكون سبباً لانتقال مرض البلهارسيا والإنتانات البولية، أما التلوث بالقيح أو الصديد الناجم عن الالتهابات الجلدية فيؤدي دخولها إلى جلد إنسان سليم لإصابته بتلك الإنتانات الجلدية إن كان في جلده جرح أو خدش. وكذا فإن تلوث المياه ببول الحيوانات وبرازها ينقل للإنسان عدداً من الأمراض المعدية خاصة من الكلاب التي تنقل داء الكيسات المائية.
الماء الشروب في الهدي النبوي:
ليس كل ماء طهور صالح للشرب، لكن كل ماء شروب هو طهور حتماً، مع توفر صفات إضافية شرطها علم الصِّحَّة. فماء البحر طهور لكن ملوحته تمنع شربه. وماء السيول طهور لكن ما يحمله من أتربة تمنع شربه قبل إصلاحه. وقد اشترط طبياً لماء الشرب أن يكون رائقاً شفافاً بلا رائحة خالياً من الجراثيم. وإذا كان اختيار ماء الشرب أساساً لحفظ الصِّحَّة فهو سنة نبويَّة فقد صح أنه كان يستعذب لرسول الله ماء من آبار للسقيا. فعن السيدة عائشة ل: «كانَ يستعذبُ له الماءُ من بيوتِ السُّقيا. وفي لفظ: يستقِي الماءَ العذبَ من بئرِ السُّقيا» . وجاءت الأدلة الشرعية على أن المسلم إذا توفرت له مياه عديدة اختار أنقاها وأعذبها لشربه، ثم لطهوره ثم لنظافة جسمه ثم لطهارة ثوبه ومكانه. كما أن عليه إذا قل الماء عنده أن يسد حاجته أولا من الماء لشربه. فعن أبي هريرة أن «جاءَ رجلٌ إلى رسولِ اللَّهِ ﷺ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ إنَّا نَركبُ البَحرَ، ونحملُ معَنا القليلَ منَ الماءِ، فإن توضَّأنا بِهِ عطِشْنا، أفنَتوضَّأُ من ماءِ البحرِ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته» . وإذا ملكنا ماء طهوراً وليس عندنا ماء شروب وجب إصلاح الماء الطهور فبل شربه بما هو وارد في الطِّبِّ الوقائيِّ كغليه ثم تبريده، او إضافة نقاط من البرمنغنات أو ماء جافل فيصبح شروباً.
أهميَّة الطهارة طباً وشرعاً:
للطهارة أهميَّة كبرى في الإسلام سواء تضمنت إزالة النجس عن الثوب والمكان والبدن، أو إزالة حدث أصغر في الوضوء، أو أكبر في الغسل، فهي شرط لصحة الصلاة. وبما أن الصلاة قيام بين يدي الله تعالى، فأداؤها بالطهارة الكاملة المتقنة تعظيم له سبحانه. وقد اهتم الإسلام بجعل المسلم دائماً طاهراً مادياً ومعنوياً، وهذا دليل حرصه الشديد على النقاء والصفاء، وعلى أن الإسلام مثل أعلى للزينة والنظافة والحفاظ على الصِّحَّة وبناء الجسم في أفضل قوام وأجمل مظهر وأقوى عماد، ولصون الفرد والمجتمع من انتشار الأمراض. فالنظافة هي أتفع علاج وقائي من الأمراض الوبائية والطفيلية والفيروسية، والوقاية خير من العلاج.
الدعاء. . للشفاء والوقاية من الأمراض:
أخرج ابن ماجه بسند صحيح عن ابن مسعود عن النَّبيّ قال: «ما قال عبد قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ: اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَداً مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحاً» . فالدعاء سلاح المؤمن، يلجأ إليه حالة الخوف فيرد إليه طمأنينته وفي وقت المحن فيعطيه الثبات وفي ظلمة البأس فيمده بنور الرجاء. ويجمع الأطبَّاء النفسيون أن علاج التوتر العصبي والضيق النفسي. هو أن يفضي بسببه إلى طبيبه الناصح أو إلى صديقه المخلص وإن كتمانه في صدره يجعله يتفاقم ليحدث المرض ويقود إلى الخطر. والمؤمن عندما يفضي بكربته لربه فإنه يبوح به إلى ركن مكين قادر فتزول مخاوفه ويذهب قلقه وهذا الهدي النَّبويّ علاج رائع للهم والحزن والطِّب الحديث يرى أن تقوية الروح المعنوية للمريض هي من أهم وسائل علاجه والدعاء يقوم بهذه المهمة خير قيام.
الاسترسال في الهم والغم والقلق يضعف البدن:
تؤكد الأبحاث الطبيَّة الحديثة أن الاسترسال في الهم والغم والقلق تضعف البدن، وتجعله عرضة للإصابة بكثير من الأمراض النفسية وحتى الجسدية، لكن الإيمان بالله القادر القوي مدبِّر هذا الكون والاعتماد عليه يلقي في النفس الطمأنينة والقوة التي تصغر أمامها هموم الحياة، وإن ذكر الله تعالى يقوي هذه المعاني بصفاته جلَّ وعلا، وهو غذاء روحي يمد النفس بما تحتاجه من سكينة وطمأنينة
نظرتك إلى الحياة تحدد المناعة في جسمك!.
أكد باحث أمريكي أن النظرة الإيجابية في الحياة لها تأثير مفيد على الصِّحَّة، فهي تعزز نظام المناعة في الجسم. وتبين أن لهذا الكشف تأثيراً كبيراً على أساليب المعالجة في المستقبل. ويؤكِّد بحث من جامعة كنتاكي أنَّ التفاؤل بالمستقبل يزيد من قدرة البدن على صدِّ العدوى، وأن الاستجابة المناعية تكون بطيئة جداً عند المتشائمين، وأن التفاؤل يمنع إلى حدٍّ كبير فرص الإصابة بالسكتة القلبية. كما أن المتفائلين أقلّ عرضة للإصابة بالاكتئاب أو اللجوء إلى التدخين، ويبدون بمظهر أكثر شباباً.
Click here to claim your Sponsored Listing.
Category
Telephone
Website
Address
دمشق
التل/اتستراد معرونة
دمشق, 12866
أحدث المعهد الوطني للإدارة العامة في سورية بالمرسوم التشريعي رقم ( 27 ) تاريخ 12 أيار 2002.
جامعة دمشق كلية العلوم
دمشق
هذه الصفحة عمل تطوعي يهدف إلى مساعدة طلاب الإحصاء بمتا?
التل/اتستراد معرونة
دمشق, 12866
الصفحة الرسمية الوحيدة للمعهد الوطني للإدارة العامة - ?