Abdelmonem Makki

فشل مشروع قرار روسي، مدعوم من عدد من الدول العربية، بشأن التصعيد في #غزة و #إسرائيل في الحصول على الأغلبية المطلوبة في مجلس الأمن بعد أن صوت لصالحه 5 أعضاء فقط وعارضه 4 منهم الولايات المتحدة الأمريكية مع امتناع 6 عن التصويت.


جاء التصويت بعد مشاورات مغلقة عقدها أعضاء المجلس الخمسة عشر حول مشروعي قرارين متنافسين قدمتهما روسيا والبرازيل بشأن تصاعد العنف في إسرائيل وغزة.


من الدول الداعمة لمشروع القرار الروسي: #البحرين، جيبوتي، #مصر، #الأردن، الكويت، #لبنان، موريتانيا، عُمان، دولة قطر، المملكة العربية #السعودية، #السودان، دولة #الإمارات العربية المتحدة، اليمن وتركيا.

مشروع القرار هذا كان يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار بشكل فوري ودائم، ويدين كل أعمال العنف والعدائيات الموجهة ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية، ويدعو إلى تأمين إطلاق سراح الأسرى وإلى توفير وتوزيع المساعدة الإنسانية بدون عوائق وخلق الظروف المواتية للإجلاء الآمن للمدنيين المحتاجين.

الصور للمندوبين قبل بدء جلسة مجلس الأمن…..

https://youtu.be/aE25CgmuOrg?si=LHsdrw726VZLEYoh

وحشة الليل، للشاعر السوداني إدريس ج**ع بصوت الإعلامي السوداني عبدالمنعم مكي إدريس محمد جَمّاع شاعر سوداني مرموق له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنى ببعضها بعض المطربين السودانيين وأدرج بعضها الآخر في مناهج التربية والتعليم المتع...

https://on.soundcloud.com/LRomvpGkHSUrmKPKA

من أين أتى هؤلاء للأديب الطيب صالح بصوت عبد المنعم مكي من أين أتى هؤلاء ؟؟ هل السماء ما تزال صافيةً فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب؟ هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنّازحين؟ يريدون الهرب الى أيّ مكان، فذلك الب...

لقائي الحصري مع منسق الأمم المتحدة المعني بالأزمة في #أوكرانيا، السيد .

أمين عوض: ينبغي أن تتوقف هذه الحرب من أجل الشعب الأوكراني وبقية العالم بعد مرور مئة يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، لا تزال آثار هذه الحرب المدمرة تلقي بتداعيات جسيمة على آلاف المدنيين وخاصة النساء والأطفال. وقد تسببت في تدمي...

https://www.youtube.com/watch?v=I2vCLwDtTXk&t=8s

من أين أتى هؤلاء-تساؤلات للأديب السوداني الطيب صالح، بصوت عبد المنعم مكي

https://soundcloud.app.goo.gl/m97K2zbCj5Wvm8J57

قصيدة أنت السماء بدت لنا للشاعر السوداني إدريس ج**ع ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭ ﻣﻨﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻫﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻨﺴﻰ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﺗﺴﻌﺪ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺍﻧﺖ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ ﻭﻣﻨﻰ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ﺇﺫﺍ ﺗ...

عبد المنعم مكي يكتب: الثورة لم تمت، والسودان عائد إلى المسرح العالمي برسالة أمل

أتاحت لى عطلة نهاية الأسبوع فرصة للنقاش والحوار مع بعض الأصدقاء، حول الشأن العام، الفترة الانتقالية وتحدياتها، والحكومة وانقسام الناس حول أدائها ما بين راض وناقم. لقد حفزني ذلكم النقاش وأثار لدي العديد من الملاحظات وددت تسجيلها في هذا المقال، ظنا مني أنها ربما تكون خافية لدى البعض.
أشير هنا إلى أنني لست بصدد مدح الحكومة أو انتقادها. أنا هنا بصدد إيراد بعض الحقائق والأرقام، التي ربما تكون مفيدة في لفت الانتباه إلى ما تحقق من إنجازات خلال الفترة الوجيزة منذ تشكيل الحكومة، برئاسة رئيس الوزراء، الدكتور عبد الله حمدوك.
أتاح لي عملي في قسم الإعلام في الأمم المتحدة، في نيويورك، الاطلاع على الكثير من التفاصيل والقرارات والإجراءات ذات الصلة بما يجري في بلدي الحبيب، السودان. لقد سررت جدا بهذا الزخم المتنامي في دهاليز المنظمة الدولية. وسأحاول في هذا المقال سرد بعض هذه التحركات الإيجابية والتي، بالتأكيد، سيكون لها ما بعدها.
في سبتمبر من العام الماضي، جاء الدكتور عبد الله حمدوك إلى نيويورك، لحضور مداولات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك. وباعتباره ممثلا لحكومة تمخضت عن ثورة ملهمة شهد العالم بفرادتها وسلميتها، استطاع حمدوك خطف الأنظار، وكان نجما فوق العادة، في الحدث العالمي السنوي، الذي يحضره رؤساء وقادة الدول والكيانات والمنظمات الكبرى. يأتون إلى هذا الحدث الكبير "لجرد الحساب" واستعراض قصص نجاح شعوبهم، أو من يمثلونهم، وخططهم المستقبلية، فضلا عن خلق علاقات تمكنهم من الحصول على الدعم المادي أو السياسي أو المعنوي، أوالترويج لبرامج ومشروعات تنموية وغيرها.
جاء حمدوك إلى الأمم المتحدة "برسالة أمل،" مثلما قال في حوار أجريناه معه على هامش مشاركته في هذه الاجتماعات. هذه الرسالة مفادها أن السودان "عائد إلى المسرح العالمي" أكثر انفتاحا واستعدادا لبناء علاقات صحية ومتينة، تمكنه من تجاوز عزلة استمرت عقودا، خسر خلالها السودان كثيرا وتضررت مصالحه وسمعته، وفاتته فرص جمة في كافة مناح الحياة. جاء حمدوك، الموظف الأممي السابق، إلى مقر الأمم المتحدة، حاملا معه آمال شعب متلهف إلى التغيير، وطامح في حدوث ذلك بأسرع ما يكون.
لقد كان حمدوك بارعا في استغلال علاقاته في الترويج لبلاده، فعقد اجتماعات مكثفة مع العديد من الرؤساء ومديري الوكالات الأممية الكبرى والشخصيات المهمة. من بين هذه الفعاليات، اجتماع رفيع المستوى لدعم السودان، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي، نائب رئيس جنوب السودان تعبان دينق، والعديد من ممثلي الدول الأخرى. الأمين العام تحدث في ذلكم الاجتماع واصفا إياه بأنه "أسعد لحظة في حياته المهنية."
لقد كان الأمين العام سعيدا حقا برؤية السودان، وهو يسعى جاهدا لتجاوز عثرته والنهوض من جديد، في محاولة للحاق ما فاته، طيلة ثلاثين عاما من البؤس. لقد شكل الاجتماع لحظة فارقة أجمع فيها رؤساء الدول على شيئين مهمين هما: ضرورة دعم السودان لتجاوز محنته، والعمل على رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
بعد ذلكم الاجتماع، ألقى السيد عبد الله حمدوك كلمته إلى العالم من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أكد فيها على قيم ثورة ديسمبر في السعي نحو الحرية والسلام والعدالة. وجاء جمع غفير من السودانيين إلى مقر الأمم المتحدة، لحضور الكلمة المشهودة.
على هامش مداولات الجمعية العامة، وقع السودان أيضا مذكرة تفاهم مع مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يقضي بإنشاء مكتب للمنظمة في السودان، وهي خطوة وصفت بالمهمة، لأنها أكدت نية السودان التقيد والالتزام بمسألة حقوق الإنسان، بعد أن كان سجله في هذا المجال من بين الأسوأ في العالم.
حضور عبد الله حمدوك إلى الأمم المتحدة مهد لخطوات مهمة حدثت ولا تزال تحدث إلى الآن. سأحاول استعراض بعضها. أولا: في أكتوبر 2019، فاز السودان بمقعد في مجلس حقوق الإنسان في جنيف. خطوة كانت مهمة جدا، ومثلت دافعا كبيرا لجهود الاندماج والعودة إلى منظومة الأمم.
وفي الشهر نفسه، أكتوبر 2019، زارت أمينة محمد، نائبة الأمين العام الخرطوم ودارفور، وأعربت عن استعداد الأمم المتحدة وشركائها لمساعدة السودان، في مسعاه نحو بناء واستعادة قيم التعايش الإنساني والتماسك الاجتماعي، من أجل تحقيق السلام والتنمية‪.‬ وافتتحت نائبة الأمين العام مركزا معرفيا لحقوق الإنسان في جامعة الفاشر بولاية شمال دارفور، تم تأسيسه بواسطة بعثة يوناميد وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان.
تزامنت زيارة نائبة الأمين العام، مع زيارة للمديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور. زيارة هي الأولى من نوعها إلى السودان، تعهدت خلالها بدعم أطفال السودان في الحصول على الحقوق الأساسية من صحة وتعليم.
بعد ذلك مباشرة، تمكن برنامج الأغذية العالمي، ولأول مرة، منذ 10 سنوات، من دخول مناطق سيطرة الحركات المسلحة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، حيت تم توزيع المساعدات الإنسانية إلى 10 آلاف شخص في بلدة يابوس في النيل الأزرق. عملية توزيع المساعدات تلك تمت في وجود أحد أرفع المسؤولين الأمميين، وهو ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي والحاكم السابق لولاية كارولاينا الجنوبية، في الولايات المتحدة الاميريكية. بعد ذلك بفترة وجيزة، زار حمدوك نفسه منطقة كاودا، برفقة ديفيد بيزلي والمبعوث الأميركي إلى السودان دونالد بووث.
الكثيرون لا يعرفون أن كل هذه الزيارات رتب لها حمدوك نفسه، خلال وجوده في نيويورك، ولم تكن لتتم لولا علاقاته الواسعة. بعد زيارة كاودا، زار السيد مارك لوكوك وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مدينة كسلا في شرقي السودان، التي يعيش فيها أكثر من 400 ألف شخص في مستويات أزمة انعدام الامن الغذائي، ولا يحصل سوى 13% من المجتمعات الريفية على المياه الصالحة للشرب.
هذه الزيارة، أي زيارة السيد لوكوك، كانت مهمة جدا. لماذا؟ لأنها مهدت لمؤتمر عقدته الأمم المتحدة، في لندن في يناير الماضي، بالشراكة كل من المملكة المتحدة والسويد. وقد حضره السيد مارك لوكوك. المؤتمر كان هدفه دعم العمل الإنساني في السودان، حيث إن نحو 9.3 مليون شخص، في السودان، سيحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في 2020، مقارنه بحوالي 8.5 مليونا احتاجوا إلى المساعدات الإنسانية في 2019. في مؤتمر لندن، تعهد 19 مانحا دوليا بتوفير التمويل، بما في ذلك عبر دعم مرن يمتد لسنوات.
حديثا، وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، التقى السيد عبد الله حمدوك بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مشاركتهما في قمة الاتحاد الأفريقي، في أديس أبابا. وكان هذا الاجتماع تأكيدا لمتابعة الأمين العام لجهود دعم السودان. ناقش الزعيمان، حمدوك وغوتيريش، قضايا الانتقال السياسي وعملية السلام الجارية في البلاد، والانتقال من حفظ السلام إلى بناء السلام في دارفور. وقد أشاد الأمين العام بجهود الإصلاح الجارية التي يقوم بها رئيس الوزراء السوداني وتعهد بدعم الأمم المتحدة الكامل للسودان، وجدد دعوته لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، قائلا إن "السودان هو رمز للأمل في القارة الأفريقية."
بكل تأكيد هذا غيض من فيض ما حدث للسودان بعد الثورة. فلماذا يحاول الناس التقليل منها واستعجال نتائجها؟ بكل تأكيد، الازدهار لا يحدث بين يوم وليلة. والتغيير يأخذ وقتا طويلا. وما أفسدته الإنقاذ خلال ثلاثين عاما لا يمكن إصلاحه في ثلاثة أشهر أو ثلاث سنوات. الإصلاح يتطلب تكاتفا وحسن نية. الإصلاح يتطلب العمل. الإصلاح يتطلب الوقوف وراء الحكومة ودعمها والوثوق فيها.
خلاصة القول تكمن في أن هناك الكثير من الجهود الجارية لدعم السودان، إنسانيا، سياسيا، وماديا. هذه الجهود قد لا يحس بها الناس أو بنتائجها على الفور ولكنها حتما ستحدث فرقا كبيرا على المدى الطويل.

https://sudan-gate.com/?p=3167

كان لي شرف لقاء وزيرة خارجيتنا، السيدة أسماء عبدالله، أول امرأة سودانية تشغل هذا المنصب الرفيع، خلال مشاركتها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة برفقة رئيس الوزراء الدكتور، عبدالله حمدوك.

ساقتني أقداري يوما الي محكمة في عاصمة ولاية فيرجينيا، ريشموند، في مخالفة سير. كانت تجربة قاسية جدا. فأنا إنسان طيب ومسالم ولا أحب المحاكم ولَم أك يوما أتوقع انني سأكون واقفا امام قاض ليفتي في امري. اتصلت بمحام ونصحني بمقابلته. تقابلنا بعد أسبوع واتفقنا علي الذهاب معا. اتصل بي بعد اسبوع ونصحني بطلب تأجيل الحضور. فقبلت النصيحة وطلبت التأجيل. لكي تطلب التاجيل لابد ان تحضر الي المحكمة وتطلب ذلك من القاضي نفسه. المحكمة علي بعد ثلاث ساعات بالسيارة من مكان اقامتي. لم أنم تلك الليلة خشية تفويت الحضور عند الساعة التاسعة موعد الجلسة. بقيت صاحيا حتي الخامسة صباحا قبل التوجه الي المحكمة تفاديا لزحمة السير وأي مفاجات اخري. وصلت المحكمة باكرا عند الساعة الثامنة صباحا. انتظرت وانا اغالب النعاس حتي التاسعة. في قاعة المحكمة، أناس مختلفون، سود وبيض، نساء ورجال، مجرمون وابرياء. لكن شيئا واحد فقط كان يجمع بينهم وهو الخوف. الخوف من سلطة القضاء. فالقاضي في هذه البلاد يمكنه ان يدمر مستقبلك في لحظة. القانون في هذه البلاد، لا يعلي عليه.
عند التاسعة تماما دخلت قاعة المحكمة، بعد المرور باجراءات تفتيش دقيقة استمرت لأكثر من ربع ساعة. في قاعة المحكمة جلسنا. الكل صامت وكان علي رؤوسنا الطير. لا احد ينطق ببنت شفة، في انتظار حضرة القاضي المبجل. بعد عشر دقايق من الصمت المطبق إذا بشرطي ينادي بصوت عال: هيا قياما فسعادة القاضي قد حضر. وقفنا كلنا وبعضنا يرتجف. قبل ان يامرنا القاضي نفسه بالجلوس مرة اخري. بعد عدة جولات حسمت اغلبها بالبراءة لاصحابها، جاء دوري. نادي القاضي اسمي: عبدالمومم: عبدالمولم، عبدالمككم. اسمي الاول دائماً يشكل معضلة للأمريكيين. ولذا أفضل دائماً ان يسمونني مكي فهو اسهل، وباليابانية يعني السمك. ثلاث مرات لم ينجح القاضي في ان ينطق اسمي بصورة صحيحة. ابتسم ابتسامة خفيفة، لان القضاة عادة لا يبتسمون. قمت من مقعدي ووقفت في المكان المخصص لي، وهي طاولة امام القاضي. قال لي معتذرا أرجو ان أكون قد نطقت اسمك صحيحا! قلت له نعم سيدي القاضي، هو كذلك😂 ثم طلبت تأجيل الجلسة فقبل طلبي وأجلها لعام كامل. خرجت من القاعة والخوف يطوقني من كل جانب. في المرة القادمة سأواصل الحكاية.

في اعتقادي أن من أسوأ العادات التي ظل المعنيون باتخاذ القرار في السودان يكرسونها ، عبر الحق السياسية المتعاقبة، عن قصد أو من غير قصد، عن وعي أو من غير وعي ،هو ترسيخ مبدأ رفض الاختلاف في بلد يقوم أساسه على الإختلاف.
فصار نموذج الإنسان الوسطي أو المركزي هو المعيار الأساس الذي يقاس به مدى تحضر الإنسان أو مواكبته ومسايرته لمجريات الحداثة. وما عداه هو إنسان لا يعتد بإنسانيته وأصله. فصار "أبكر" بكل ما يحمله هذا الاسم من دلالات قبلية ومناطقية مثالا للإنسان المتخلف. وصار "جون" الذي قرر قبل عدة أعوام اختيار طريق يجنبه هذا التجني والتقليل من قدره، رمزا للإنسان المتدني في ترتيب الإنسانية. فيما صار "العوض" مثالا للشخصية التي تعيش بعقول القرون البائدة. إنه في اعتقادي تناقض صريح مع مبدأ" وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"

اشتري احذية لأحلامك وستصبح كل الطرقات الي الفرح سالكة.. احلام مستغانمي..

" أتعرف ماالذي حدث صباح اليوم؟"، سالت جارتي الأميركية. قبل ان اجاوبها انا بسؤال عما الذي جري، لأنني لم أكن اعلم حقا مالذي حدث، قاطعنا صوت من بعيد "نعم لقد رأيت ذلك في قناة ABC صباح هذا اليوم. انه حقا امر مؤسف" انه جارنا الاخر مايك. والذي واصل في روايته وهو يتقدم نحونا " عندما استيقظت صباحا وجدت ان الشرطة قد طوقت المكان تماما وأغلقت الطرقات المودية من والي المنطقة وعندما سالت احد أفراد الشرطة عما جري اخبرني انه عند الساعة الثالثة من صباح الأحد هرع الناس في المنطقة المجاورة بدوي انفجار هز المكان وروع السكان" يواصل مايك نقلا عن الشرطي وانا وجارتي نستمع " انه حادث مروري علي شاكلة أفلام الأكشن بطله شاب يبدو انه في أواسط الثلاثينيات من عمره علي الأرجح انه كان مخمورا وهو يقود سيارته "ماستانج" الفارهة ماركة 2015. لقد كان يقودها بسرعة 100 مائة ميل في الساعة اي ما يعادل حوالي 200 كيلو متر" يا الهي كيف لشخص ان يقود سيارة بسرعة مائة ميل في ازقة لا يستطيع المشاة السير فيها بسرعة عالية ناهيك عن سيارة ماستانج فائقة السرعة قلت كل ذلك في سري قبل ان يواصل مايك سرد القصة وهو يعرض علينا صورا لبقايا تلكم السيارة التقطها بهاتفه " لقد اخترقت السيارة جدران ثلاثة منازل قبل ان تستقر في حوض السباحة بالبناية المجاورة اشلاء كان لم تك بالامس ويستقر صاحبها بداخلها كومة لحم هامدة" انتهي مايك من روايته. أخذ كل منا نفسا عميقا قبل تقطع صافرة عربة الايسكريم حديثنا الدامي. انضم إلينا حينها نَفَر من جيراننا والكل مستغرب عما حدث. أدرنا مؤشر الحديث صوب صاحب عربة الايسكريم لقد كان شابا لطيفا أضحكنا قليلا بقفشاته ولطافته والتي أجبرتنا علي شراء كل من قطعة ايسكريم . ذهب هو وتفرقنا نحن كل الي حال سبيله. لا ادري لماذا تذكرت في تلكم اللحظة، برغم حوادث المرور التي تحدث يوميا بصورة متكررة، الحادثة المؤلمة التي اودت بحياة بطل فلم السرعة والغضب الشاب بول ووكر قبل عامين، والذي قال قبل وفاته بمدة" اذا قتلتني السرعة فلا تحزنو لأنني كنت ابتسم" صاحب المستانج الذي قضي نحبه ربما كان طيبا ايضا من يدري. وربما كان مبتسما ايضا وهو عائد من سهرة نهاية الأسبوع قبل ان يكتب السطور الاخيرة من حياته.

توفي الشاعر والأديب محمد مفتاح الفيتوري يوم الجمعة في المملكة المغربية عن عمر ناهز الخامسة والثمانين بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعد الفيتوري المولود في مدينة الجنينة في غرب دارفور في العام 1930 أحد رموز الشعر والأدب في افريقيا والوطن العربي. وقد حصل على عدد من الأوسمة والجوائز من بينها الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب في السودان ووسام الفاتح من الحكومة الليبية.

رسالة وداع كتبها لاجئ سوري قبل ان يبتلعه الأطلسي وهو في طريقه الي أوربا. محزنة وموثرة جدا. الرحمة تغشي روحه ومن معه وعوضهم الله خيرا من نعيم لا دوام له.

الخيبات التي نمر بها في حيواتنا ليست عبثية بكل تاكيد، فالخسارات تعبد لنا طرق النجاح في المرات القادمة. فقط عبث هو عجزنا عن الاستمرار في المحاولة والتجربة. كلنا يعرف ان ضوء المصباح الذي نتمتع بِه الان هو وليد تسع وتسعين محاولة خاسرة.
عبدالمنعم مكي.

http://youtu.be/He9jqqBk9ek

قصيدة محمود درويش لاشئ يعجبني بصوت عبدالمنعم مكي. قصيدة لا شئ يعجبني لشاعرها الكبير محمود درويش بصوت عبدالمنعم مكي

عبدالمنعم مكي يكتب :

المستقبل هو اللص الذي يسرق منا حاضرنا:

في سعينا نحو تحقيق ما نتطلع اليه في هذه الحياة، لابد وأننا سنمر بمحطات مختلفة الأشكال والألوان نشعر بالرضا في بعضها لتحقيق إنجاز ما كنا نحلم به، وبغير ذلك في بعضها الاخر لعكس ذلك السبب.
انها أشبه بدورة ذات فصول ثلاثة ،فصل كنا قبل لحظات فيه فودعنا و مضي ،فسميناه ماضيا وتحسرنا علي كل شي فيه لم نحصل عليه.
وفصل فيه نحن الان، ما يلبث ان يلحق بسالفه، نسميه حاضرا ، منا من يستوعبه ومنا من يغفل عنه بزعم مطاردة مجهول يسمي المستقبل الفصل الثالث في دورتنا هذه، تلك هي القصة.
ماض نسرف في البكاء عليه ومستقبل نسرف أيضاً في التطلع اليه وما بين هذا وذاك حاضر حائر عاجز عن فهم غباءنا في التفنن بتضييعه بامتياز ، فحياتنا هي كثير من الماضي وأكثر من المجهول وقليل جداً من الحاضر.
الماضي دائماً عندنا مقرون بآلام وحسرة، نحمله وزر حاضرنا ، ونحمل المستقبل دائماً مهمة مداواة تلك الأوزار والآلام والحسرات، هذه حالنا نحن الشعوب المسكونة بشغف اللا شي .
فلا ماض عشناه ولا حاضر نرغب في التعايش معه ولا مستقبل كما نتصوره ينتظرنا سنعيشه، فلا مستقبل سوي حاضرك المسنود بماضيك.
فانس ماضيك علي اي وكل حال ،وعش اللحظة عش الساعة، عش اليوم، ولا تنتظر .

وفاة الشاعر العربي الكبير عبدالرحمن الأبنودي عن عمر ناهز السادسة والسبعين. رحم الله شاعر الشعب الأبنودي لطالما شكل ولعقود طويلة نبض الشارع العربي.

ذات حوار بيني والأديب الجزائري الكبير رابح فلالي:
عبدالمنعم مكي: هل حاولت ان تكتب الشعر الي جانب الرواية؟
رابح فلالي: نعم حاولت كتابة الشعر في مرحلة ما من عمري.
مكي: وأي نوع من الشعر كتبت؟
فلالي: كتبت الشعر المرسل.
مكي: ولماذا الشعر المرسل بالذات بالتحديد دون غيره؟ لماذا لم تكتب الشعر الفصيح مثلا؟
رابح: المتنبي لم يترك لنا شيئا نكتبه.

في غمرة حزن ،عمره عقد من الزمن، تبرز أسئلة حائرة ،تبدو الإجابة عنها، في ظل واقع محير،شبه مستحيلة.

عشر سنوات، اتخذت فيها فصول الأزمة في دارفور، منحنيات وتعرجات عدة ، كان عنوانها الأبرز، الضياع، وهدر كرامة الإنسان.

عشر سنوات، صار الصغير فيها كبيرا، والكبير أكبر ،والأكبر قد طوته الأرض في عالم النسيان.

عشر سنوات ،وغيوم الأحزان تمطر دموعا دامية،تسقي ارض دارفور الحبيبة، النساء الثكالي والأطفال اليتامي، هم نبت هذه الدماء والدموع السخان.

عشر سنوات، تحولت فيها أحلام شباب طامحين، وفتيات حالمات الي رماد ، ذرته رياح المجهول،بعيدا في معسكرات النزوح واللجوء في هناك ، في هنا، حيث لا هناك ولا هنا، حيث لا شئ ، حيث الموت هو العنوان.

عشر سنوات،تحمل فيها كل ثانية ، كل دقيقة، كل ساعة، كل يوم ، كل شهر ، كل عام ، نبأ حزينا بفقد عزيز، اغتيالا، أو قصفا بسلاح الجوع أو الطيران.

عشر سنوات، تفرقت فيه قلوب عن بعضها، تنافرت فيه نفوس، وتغير شكلها، وقل ودها، وازداد بغضها،وجف بعض ماكان فيها من حنان.

عشر سنوات، لم يتذوق فيها الأطفال في معسكرات النزوح واللجوء ، طعم الحلوي، ولبس الجديد في مناسبات العيد، كباقي أقرانهم من بني الإنسان .

عشر سنوات والناس هناك لا يعرفون من الطعام سوي صنوف ثلاثة،الماء و الملح والذرة،أما اللحم والزيت ونحو ذلك ، فتلك أمان لا يدركها قوم بلغوا من الذل والقهر مراتب ،والحياة عندهم ليست سوي حياة ، حياة لا حياة فيها، لكن الأمر عندهم سيان.

عشر سنوات، ولا حل ،ولا أمل ،يلوح في سماوات قلوب فارقها الأمل مع دوي اول طلقة خرجت في بدايات عمر النزاع في دارفور.فخرجت معها البسمة ، الفرحة ، الطمأنينة، التسامح ولم يعد الي الآن .

محزنة هي حالة التنازع التي يعيشها المهاجرون عن أوطانهم وانا منهم بطبيعة الحال.فما بين البحث عن حياة كريمة فقدت في الوطن الام وبين فقدان الأهل والأحباب ومراتع الميلاد والنشأة ، تصبح حياة الملايين منا بلا طعم . التفكير بالعودة يوما الي الوطن هو هم يشغل بالنا دائماً لكن استحالة تحسن حال البلد تشكل العقبة امام حلم العودة .

زرقة البحر في عينيك ، وأشرعة الحلم الممتدة علي ضفاف اللامكان ، وأسئلة حائرة في مدار المستحيل ، وأجنحة الشوق المسافر في فضاءات الوعود النرجسية ،،،
انا وانت ولا شي ،،،
منعم مكي....