Yakhoub Abdallah

﴿لِتُؤمِنوا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَتُعَزِّروهُ وَتُوَقِّروهُ وَتُسَبِّحوهُ بُكرَةً وَأَصيلًا﴾

قيل إن الضمير في (تعزروه وتوقروه) راجع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ضمير (تسبحوه) راجع إلى الله جل وعلا، وقيل إن الضمير في الثلاثة راجع إلى الله جل وعلا، ولكني أرجح أن الضمير في الثلاثة راجع إلى ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عطاء له من ربه ومولاه، بناء على شاهدين:

الشاهد الأول: مقام الخطاب؛ فهو مقام عطاء وامتنان من الله جل وعلا لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر قبله مخاطبا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم قائلا له: (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) ليحول وجهة الخطاب بعد ذلك إلى أمة قائلا لها: (لتؤمنوا..) فاللام لام أمرٍ لأمته.

الشاهد الثاني: وجه الخطاب؛ فإن الأصل في الضمير أن يعود على أقرب مذكور، والأصل في الضمائر أن تتوافق في المرجع. فهو صلى الله عليه وآله وسلم أقرب مذكور، ودلالة الاقتران تفيد رجوع الثلاثة إلى أصل واحد، أما استشكال (وتسبحوه) فمرفوع بمقدمتين:

الأولى: التنزيه؛ لأن أصل التسبيح هو التنزيه، فيصير معناه: وتنزِّهو هذا الرسول عن كل ما عهدتموه في نفوسكم من النقائص والرذائل وسفاسف الأمور، فهو مختار مجتبى، وحبيب مصطفى، خيار من خيار من خيار، وهو لعلى خلق عظيم.

الثاني: التقديس؛ لأن ربْط التسبيح بقوله (بكرة وأصيلا) فيه إشارة إلى الصلوات المفروضات الممتدة من دلوك الشمس إلى غسق الليل، فيكون المقصود بالتسبيح: تقديسه صلى الله عليه وآله وسلم كتقديس تلك الصلوات المنزهة على العبث واللعب، والتي لا تتم دون ذكره ومخاطبته والصلاة والسلام عليه وعلى آله.

فعزروا محمدا، ووقروه، وسبحوه= تفلحوا..
ومن لم يفده هذا البيان معنى فليفده قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ﴾.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد وعلى آله وصحبه، وألحقنا بركبه يوم لا نجاة إلا لركبه، ولا اعتصام إلا بحبله.

|| التشادي

(قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين): فهل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نور، أم أنه أتى بالنور فقط؟

قال ابن جرير الطبري: "من الله نور" يعني بالنور محمدا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحق، وأظهر به الإسلام، ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به يبين الحق.

وقال القرطبي: قد جاءكم من الله نور أي: ضياء ; قيل: الإسلام، وقيل: محمد عليه السلام.

وقال البغوي: (قد جاءكم من الله نور) يعني: محمدا صلى الله عليه وسلم، وقيل: الإسلام.

وقال صاحبا تفسير الجلالين: «قد جاءكم من الله نورٌ» هو النبي صلى الله عليه وسلم.
________________
وقال ابن عثيمين: ..النور.. هل المراد محمد ﷺ، أو المراد ما يحصل من الكتاب والسنة من الهدى؟ الثاني، المراد: الثاني، وعلى هذا فيكون قوله: ﴿وَكِتَابٌ﴾ معطوفًا على ﴿نُورٌ﴾ من باب عطف المقتضِي على المقتضَى، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾ [النساء ١٧٤] فمحمد ﷺ أتى بالنور الذي هو الهدى الساطع اللامع الذي لا ظلمة معه.
_______________

وكلُّ ما مالَ لتعظيم النبي
بحث الدليل عنه سوء أدبِ

|| محمد الحسن ولد الخديم

يا سيدي يا رسول الله:

كيف ترقى رقيك الأنبياء؟
يا سماء ما طاولتها سماءٌ (قط)!

برأ الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم كامل الخِلقة، متمَّمَ الخُلق، مبرءًا من كل عيب.

ما مِن نَفَسٍ يتنفّسه مؤمنٌ بالله واليوم الآخر إلا ولسيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فيه عليه مِنَّةٌ وفضل.

لو لم يكن من وراء إقامة المولد إلا تلاوة سيرته العطرة وشمائله النيرة وصفاته الطيبة؛ لكفى ذلك دليلا على مشروعيته، استنباطا من قوله تعالى ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ﴾. فإن سير الرسل وأخبارهم وأنبائهم مما يثبت الله به فؤاد سيد الخلائق وأشرف أهل المغارب والمشارق؛ فإن سيرته وأخباره وأنباءه وشمائله وصفاته وأخلاقه أولى بتثبيت قلوب أهل الإيمان من أمته المرحومة به، صلوات ربي وسلامه عليه.

وإن سألت عن التخصيص فقل هو من دلائل التأسيس، وإلا فإن الدهر كله احتفال به، بل وما من نفس يتنفسه مؤمن إلا ولمحمد فيه عليه مِنّة وفضل.

فكما خصه الكريم برسالته، واصطفاه من بين رسله، واجتباه من جمله أصفيائه، وفضله على الخلائق أجمعين؛ فقد اصطفى له واجتبى، وخصّ به وخصص، وهدم به وأسس، فلا اسمه كباقي الأسماء، ولا صحبه كباقي الأصحاب، ولا مدينته كباقي المدن، ولا حرمته كحرمة باقي الناس.

﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾

يقول الإمام الفاكهاني: لو قيل للعاقل أيما أحب إليك؛ أن تكون أعمال جميع الخلائق في صحيفتك، أو صلاة من الله تعالى عليك.؟ لما أختار غير الصلاة من الله تعالى. فما ظنك بمن يصلي عليه ربنا سبحانه وتعالى وجميع ملائكته على الدوام والإستمرار؟!

فكيف يحسن بالؤمن أن لا يكثر من الصلاة عليه -صلى الله عليه وآله وسلم- أو يغفل عن ذلك؟
__________________

اللهم صل على سيدنا محمد
الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق
ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم
وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.

وكل المرسلين يقول: نفسي
وأحمد: أمتي إنسًا وجِنّا 🌹

صَفوَةُ الخَلقِ أَصلُ كُلِّ صَفاءٍ
نالَهُ الأَتقِياءُ وَالأَصفِياءُ

محمد مفتاح الفتوحات سيدي ❤️

وداهية الدواهي شيخ سوء
يسيء إلى الشريعة بالدواعي

يذم السابقين بسوء فهم
وينصب فهمه حكَمًا وداعي

ﻭأﻣﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚُ ﺟﻬﺘﻪ ﺍﻟﺨَﻠﻘﻴﺔ ☼
ﻓﻬﻮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛﺎﻥ ☼
ﻓﺨْﻤﺎ ﻣﻔَﺨَّﻤﺎ ﻭﺟﻬﻪ ﻛﺎﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻘﻤﺮﻳﺔ ☼
ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺑﻮﻉ ﻭﺃﻗﺼﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻮﻟﻪ ﻗﺪ ﺑﺎﻥ ☼
ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺃﺯﻫﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﺃﺯﺝَّ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺮﻭﻧﻴﺔ ☼
ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺷﻌﺮﻩ ﺷﺤﻤﺔ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﺍﻟﺸَّﻌْﺮﺍﻥ ☼
ﺑﻴﻦ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻋِﺮﻕ ﻳُﺪِﺭُّﻩ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺃﻗﻨﻰ ﺍﻟﻌﺮﻧِﻴﻦَ ﺫﺍ ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻴّﺔ ☼
ﻟﻪ ﻧﻮﺭ ﻳﻌﻠﻮﻩ ﻳﺤﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﻣﻠﻪ ﺍﺷﻢَّ ﻭﻫﻮ ﺧﻄﺌﺎﻥ ☼
ﻛﺚ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺨﺪﻳﻦ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺔ ☼
ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻄﺮﺓً ﺃﺩﻋﺞ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ ☼
ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻔﻢ ﻳﻔﺘﺘﺢ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻳﺨﺘﺘﻤﻪ ﺑﺸدﻗﻴﻪ ﺍﻟﻌﺴﻠﻴّﺔ ☼
ﺃﺷﻨﺐ ﻭﻗﺪ ﺻﺢ ﺃﻧﻪ ﻣﻔﻠﺞ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ ☼
ﻟﻪ ﺷﻌﺮ ﺩﻗﻴﻖ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺳﺮﺗﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻤﺴْﺮُﺑَﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ☼
ﻭﻋﻨﻘﻪ ﺟِﻴﺪُ ﺩُﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺀ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﺑﻴﻀﺎﻥ ☼
ﻣﻌﺘﺪﻝَ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺑﺎﺩﻧﺎ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺎ ﺫﺍ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﻣﺴﻜﻴّﺔ ﻃﻴﺒﻴّﺔ ☼
ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻄﻦِ ﻭﺍﻟﺼﺪﺭِ ﻣﺴﻴﺤَﻪُ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺒﺎﻥ ☼
ﺿﺨﻢ ﺍﻟﻜﺮﺍﺩﻳﺲ ﺃﻱ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﻠﻴّﺔ ☼
ﺃﺷﻌﺮ ﺍﻟﻤﻨﻜﺒﻴﻦ ﻭﺃﻋﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭﻭﺍﻟﺬﺭﺍﻋﺎﻥ ☼
ﻋﺎﺭﻱ ﺍﻟﺜﺪﻳﻴﻦ ﻣﻤﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﺍﻟﻚ ﺑﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺮﻣﻴﺬﻳّﺔ ☼
ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﺰﻧﺪﻳﻦ ﺭﺣﺐ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺷﺬﻥ ﺍﻟﻜﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﺪﻣﺎﻥ ☼
ﺳَﺒﻂ ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺳﺎﺑﻞ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺫﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴّﺔ ☼
ﻳﻨﺒﻮ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﻛﻔﻲ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﺍﺫﺍ ﺿﺤﻚ ﻳﻔﺘﺮ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﺣﺐ ﺍﻟﻐﻤﺎﻡ ﻣُﺒْﺪٍ ﻟﺬﺍﻟﻚ ﺍﻟﺤُﺒَّﺎﻥ ☼
ﺃﻱ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﺍﻟﻤﺤﻈﻴّﺔ ☼
ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺟﻞ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺔ ﻳﺴﻮﻕ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺭﻛﺒﺎﻧﺎ ﻭﻣﺸﻴﺎﻥ ☼
ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒِﺸْﺮِ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻟﻘﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﻼﻡ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﻛﺄﻧﻤﺎ ﻳﻨﺤﻂ ﻣﻦ ﺻﺒﺐ ﻣﺸﻴﺔ ﺭﻭﺣﺎﻧﻴّﺔ ☼
ﺩﺍﺋﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻃﻮﻳﻞ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻣﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ☼
____________________
المولد العثماني، المسمى بالأسرار الربانية
لسيدي محمد عثمان الميرغني الختم رضي الله عنه.

لك العهد مني يا رسول فإنني
أحبك حتى حين في القبر أدفنُ

قيل إن صفي الله آدم عليه وعلى نبينا السلام كان يُكنى بأبي محمد. إظهارا لشرف رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم.

الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وآله وسلم دليل على وجود محبته، وعدم الاحتفال بهذه الذكرى لا يعد دليلا على عدم المحبة.

فالكل مقصده رضاه وشرعه
والكل من نهر المحبة غارف

غرامٌ إلى غير الأمين سفاهةٌ
وحبُّ سوى المختار عندي محرَّمُ.

يدهشني الرجل مرتكبٌ للمحرمات البينات، متعاط للمعاصي الجليات؛ يحكم على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالحرمة، ويصفه بالمعصية، ويعد المحتفلين به من مرتكبي الكبائر..!

أما آن لأمثاله ومثيلاته أن يتعقلوا.. وما زينة الإنسان إلا التعقل.

فِقه مسائل الدين فقهٌ عن الملك الديان، فمن فُتِح له فيه فقد فُتِح له أعظم باب للوصول إلى الله، فينظر بنظر الله، ويتشرع بشريعته، حتى يكون فيها بالله، لله، مِن الله، وإلى الله.

فالأول من قوله عليه الصلاة والسلام (مَن يُرد الله به خيرا يفقّهه في الدين).

والثاني من مَقول أفقه خلق الله عن الله، بأمر من الله (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).

أفلح مَن عبَدَ الأحد، ولم يُسئ إلى أحد.

قدمني شيخي للصلاة يوما فامتنعت، فلما ألحّ علي امتثلت، فتدافع في داخلي خاطران، أحدهما نوراني والآخر شيطاني. أما النوراني فهو أن الشيخ رضي الله عنه ما قدمني إلا ليعلّمني كيف أتواضع لمن هم دوني، وأن يصحِّح عليَّ ما أخطأت فيه من أحكام الإمامة وأركان الصلاة. أما الشيطاني فهو -والعياذ بالله- أن الشيخ -رضي الله عنه- ما قدمني عليه إلا لأني أعلم منه، وأتقن لأحكام الصلاة منه.

تقوم الخواطر في سلوك الإنسان مقام الروح من الجسد، تتحكم في تصرفاته سلبًا وإيجابًا، بل هي نواة التفكير، والأساس الذي تنبني عليه الأحكام الذاتية والغيرية، فيظهر للعيان ما غلبَ عند تدافع خواطره، وهو مطالب -بل ومكلف- بمدافعة التي هي أسوأ بالتي هي أحسن، في ذاته كما في غيره. وهذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) إذ أن الحب لا يثبت إلا بعد أن يندفع نقيضه. (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن). التي هي أحسن ظنا حتى لا تسيء الظن باحد، التي هي أحسن ذوقا حتى لا تكسر خاطر أحد، التي هي أحسن معاملة حتى لا تسيء إلى أحد.

كثيرا ما يراسلني بعض الأصدقاء هذه الأيام ويعاتب، ظنا منه أنني ألغيت صداقته أو حظرته، مع أن الأمر ليس كذلك، فقد عطلت حسابي القديم نهائيا ولم أبقِ على غير هذه الصفحة التي لا تقبل الصداقات أساسا. مما يعني أني لم أحظر أحدا ولم ألغ صداقة أحد.

إياك ثم إياك أن تقيِّم العلماء بناء على مواقفهم السياسية، فإنك إن فعلت ذلك فقد ظلمتهم من جهتين: من جهة أنهم ليسوا سياسيين بالأساس حتى تنسحب مواقفهم السياسية على ذواتهم، ومن جهة كونهم -كغيرهم- مجتهدون في إصابة مصلحة اجتماعية أو دينية أو دنيوية من خلال تلك المواقف. فلا يصح أن يعترض مقلد على معترض أو ينقض مجتهد اجتهاد غيره.

ملحوظة: المجتهد السياسي هو كل من حصّل أدوات الاجتهاد الخمسة المعروفة وهي: الشفتان؛ العلوية والسفلية، والفكان؛ العلوي والسفلي، وعظَمة اللسان.

تخيل أنك تعيش في كوكب واحد مع هذه الكائنات التي تضحك على ترحُّم مسلم على عالمٍ من علماء المسلمين.!

أهلا وسهلا مرحبا يا رسول الله 💚

رحم الله العلامة يوسف القرضاوي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

الله عظّمَ قدرَ هذا المَولدِ 💚

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهو رأي حضرتك في كلام الفاكهاني بكراهة عمل المولد؟ وقد ذكره الإمام الصاوي كلامه في حاشيته على أقرب المسالك في باب الوصية.
_____________
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته سيدي الكريم
أما كلام الفاكهاني في فتواه الشهيرة فمقيد بما صدّر به فتواه، وهو قوله (لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا يُنقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين)

فمبتنى فتواه هو هذا التصدير الذي لا يدل إلا على أمرين:
- أن فعل المولد غير منتشر في البلد التي عاش فيها في الزمن الذي عاش فيه.
- أن تأصيل العلماء لفعل المولد وفعلهم له لم يصله.

وقد فند الإمام السيوطي هذه الفتوى وهد أركانها وردها، على أن انتفاء العلم لا يدل على عدم المعلوم.
ومع ذلك.. فما نقله عنه الإمام الصاوي في الحاشية وما نقله عنه غيره أيضا من أنه يرى إمضاء الوصية إذا كانت في عمل المولد لكراهته، فهي ناسخ لأحد أوجه الفتوى المنقولة عنه، الذي يرى فيه الحرمة إذا خالط عمله المنكرات، والغناء والاختلاط، وهذا حق يوافقه الكل عليه.

بقي أن نشير إلى وجه آخر، وهو أن اللخمي ابن الفاكهاني رحمه الله ممن يرون استحباب الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد أفرد بابا في كتابه (الفجر المنير) سماه: باب من استغاث به فأُغيث، في القديم والحديث. نقل فيه جل ما في (مصباح الظلام) وأورد فيه عمل الصالحين بالاستغاثة وآثارها، وهذا أمر ينكره بل ويكفر عليه من يطيرون بفتواه في المولد كل مطار.

فإن كان يرى كما أورد في مقدمة فتواه أن (عمل علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين المتمسكون بآثار المتقدمين) لا يمكن بوجه أن يكون بدعة منكرة وضلالا مبينا = فقد رآى المولد عملا صالحا كل من ابن حجر، والسيوطي، والحافظ العراقي، وأبن دحية، وجمهور من المحدثين والفقهاء والقراء على مر العصور وكر الدهور.
فهو بهذا لا يكون إلا عملا صحيحا أقره علماء الأمة وعملوا به وأصلوا له ووافقوا عليه.

والله أعلم.

للإفادة:

● قال الإمام الونشريسي المالكي في المعيار:"واختار جماعة من العلماء رضي الله عنهم الفطر في يوم المولد لأنه يوم فرح وسرور والتوسيع على العيال بما أمكن من الميسور"..

○ قال الشيخ محمد بن الحسن بن مسعود البناني المالكي في حاشيته على شرح الزرقاني لخليل:" ذكر الشيخ زروق عن سيدي ابن عباد نفعنا الله بهما ما يفيد كراهة صوم المولد النبوي وإباحة ما يفعل فيه من إيقاد الشمع واللباس الفاخر وغير ذلك"..

● قال الشيخ حجازي بن عبد المطلب العدوي المالكي عند قوله شيخه الأمير في مجموعه:" إلحاقاً له بالأعياد " فإنه بدعة حسنة، وبعضهم استحب صومه شكراً لنعمة إرساله - عليه السلام - ووجوده فإنه رحمة للعالمين "..

○ قال الشيخ أحمد بن محمد الصاوي المالكي في بلغة السالك:" من جملة المكروه كما قال بعضهم صوم المولد المحمدي إلحاقاً له بالأعياد"..

● قال الشيخ أبي عبد الله محمد الخرشي المالكي في شرحه على خليل عند قوله في الصيام المندوب:" وعاشوراء وتاسوعاء":(وكره بعض صوم يوم المولد لأنه من أعياد المسلمين)..

○ قال الشيخ محمد بن عرفة الدسوقي المالكي في حاشيته على الشرح الكبير للدردير:"إذ مثله أسبوع" قال: تنبيه: من جملة الصيام المكروه كما قال بعضهم صوم يوم المولد المحمدي إلحاقاً له بالاعياد "...

● قال الشيخ إمام المالكية محمد بن أحمد بن محمد عليش المالكي في شرحه على خليل :" ويُكرَه صوم يوم مولد رسول الله"صلى الله عليه وسلم" إلحاقاً له بالعيد في الجملة " ؛ وفي شرحه لمولد البرزنجي :" فرحم الله إمرأ اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً ليكون أشد على من في قلبه مرض وإعياء داء " ...

ألحق المالكية يوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم بالأعياد، واستحبوا فيه لبس الجديد، والتوسعة على الأهل، وتبادل التهاني. بل وكرهوا صيام يومه.

ما العيد إلا عيد أحمد إنه
عيد الجميع بأرضه وسمائه.

إنا لغير محمد لا ننتمي ❤️

اختلف العلماء في حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولا إنكار في (إتيان/ترك) مُختلفٍ عليه.