قصص وروايات الكاتبه /أيه سمير Aya samir

قصص وروايات الكاتبه /أيه سمير Aya samir

محتوى أدبي �
قصص وروايات بقلم /آية سمير

Photos from ‎قصص وروايات الكاتبه /أيه سمير Aya samir‎'s post 16/11/2023

من ريڤيوهات القراء لرواية أرض ديجور ♥️
ريفيو على السريع
اسم الرواية /أرض ديجور
الكاتبة/ آية سمير
عدد الصفحات / 201
السرد والحوار / فصحى
نوع العمل / فانتازيا ، رومنسي

الايجابيات/ السرد والحوار جميل جدا انا وقعت في حب حوار الشخصيات جدا، الاحداث ماشية بسلاسة
الحبكة/ بدور عن رجوع الحقوق لأرض ديجور مع قدر وعمران الي بيتصادف طريقهم مع بعض ونشوف قصة حب جامدة مع سعيهم لإرجاع ارض ديجور للنوريين
السلبيات / هي حاجة واحدة بس كان نفسي الكاتبة تتعمق اكتر في الجزء الفانتازيا وتورينا قدرات الكائنات لاني معرفتش إيه هي الكائنات المذكورة ومعرفتش اتخيلها ودا خالى الرواية تبتعد شوية عن الجزء الخيالي وحسيت اني بقرأ رواية في عصر القديم .

في النهاية انا حبييت الرواية جدا واتمنى التوفيق للجميلة آية سمير واحسه انه هيكون في جزء تاني 😂❤

⭐⭐⭐

13/11/2023

ابتعدت قدر عنهم قدر ما استطاعت حتى وصلت للطرف الآخر من البحيرة، وحينها خارت قواها، فسقطت على الأرض مرتكزة على ركبتيها وصدرها يعلو ويهبط في اضطرابٍ.
رفعت وجهها إلى السماء تشكو علاتها وعيناها تجودان بدمعٍ غزيرٍ، جاءها حديث المرآة كالعاصفة، عاصفة اقتلعت آخر حصون الثباتِ والمقاومةِ داخلها.
لقد صدقَ عمران وصحّ حديثه، ولم تكن عائلتها إلا قتلة محتلين حتى أبيها هذا المغوار الذي توجته بعينيها ملكًا فوق الجميع، لم يكن هو الآخر سوى معتديًا أثيمًا.
تحولت حياتها بأكملها لكذبةٍ كبيرةٍ كانت تمضي بها في ضلالٍ دون إدراك، لم يكن جدها وأخوها فقط الطالحين، بل كان منبتها نفسه بأكمله مرويًا بالدماء ومدججًا بدعوات الأبرياء.
لقد لعنوا بذنب هؤلاء المظلومين، حتى هي قد طالتها تلك اللعنة فأضنتها وأصبحت تتخبط بين تيه وشقاق، لا تعلم ما الذي عليها أن تفعله، ولا ما سيفعله عمران حين يعلم من تكون، وأن دماء أبيه وعشيرته تُلطخ يديها ويد عائلتها.
حقًا لا تعلم، فقد نبتَ البغض بقلبها نحوهم من يوم أن قُتل أباها، وبكل يوم تتراءى لها أمورًا أُخرى يستشرى البغض داخلها أكثر حتى أصبح وحشًا كاد يقتلها ويلتهم كل شيء حولها.
كل شيء تغير بعينيها منذ أن جمعتهما الأقدار، وبكل حين ترى ما حولها بشكل آخر، حتى باتت لا تعرف على نفسها ولا من حولها.
جادت عيناها بدمعٍ غزيرٍ حتى كادتا تجفان، تنفست بعمق ونهضت عن الأرض وهي تكفكف دمعها.
حاولت قدر أن تتمالك وتجمع شتات نفسها بعض الشيء، فقد تأخر الوقت كثيرًا ويجب عليها أن تعود إلى القصر حيث ينتظرها الجميع.
عادت قدر أدراجها فصادفت وصيفتها بالأرجاء تبحث عنها، وحين رأتها هرولت نحوها قائلة:
-مولاتي، لقد بحثتُ عنكِ كثيرًا، وقد أرسلتني مولاتي لأستدعيكِ على عجلٍ؛ فالجميع ينتظركِ حتي يعد الخدم المائدة.
فأومأت قدر برأسها وخطت بجوارها قائلة بوهنٍ:
-وها أنا قد جئتُ، هيا كي لا نتأخر عليهم أكثر.
كانت نائلة تقف بمقدمةِ البهوِ تنتظرها بقلقٍ، وحين أقبلت عليها قدر برفقة وصيفتها، هرولت نحوها وهى تحدثها بانفعالٍ:
-أين كنتِ؟ ولمَ تأخرتِ؟ لقد لاحظ الجميع تغيبكِ
نظرت لها قدر بعينيها المنتفخة من أثر البكاء وقالت بقتامةٍ:
-لم يكن عليكما انتظاري.
تأففت نائلة بغيظ وهي تجذبها من يدها لتدلف معها إلى الداخل قائلة:
-هيا لندخل، لن ندعهم ينتظرونا أكثر.

دلوقت رواية أرض ديجور تقدر تطلبها أون لاين أو من الفرع الخاص بدار إبداع بالقاهرة♥️😍
متوفرة في مكتبة إبداع بوك ستور Ibda3 Bookstore
📌 العنوان 10 شارع هدى شعراوي وسط البلد

وممكن تطلبوا الروايات وتوصلكم لحد باب البيت.
تواصلوا معانا على رقم : 01060223002
أو : 01001631173
متنسوش تسألوا على العروض والخصومات 😉❤️📚





♥️😍

Photos from ‎قصص وروايات الكاتبه /أيه سمير Aya samir‎'s post 11/11/2023

من أرض السعادة من الشارقة ❤️ نحييكم..
وما زلنا في انتظاركم في جناح في

حيث تتوافر إصداراتتا بأسعار مميزة خلال فترة المعرض المقام حتى 12 نوفمبر بمركز إكسبو الشارقة...

متنسوش إن روايات الكاتبة آية سمير متوفرة كمان♥️😍










.♥️

09/11/2023

أنا عارفه إنك محتار دلوقت، ومش قادر تقرأ لكُتاب تانيين غير اللي بتقرأ لهم، طيب إيه رأيك تجرب تغير شوية، التغيير مطلوب دايما😉♥️
أنا كمان عارفه إنك بتحب الفانتازيا والعالم الخيالي، أصلك زهجان من العالم الواقعي دهون😂♥️
وزهجان من ضغط الشغل زيي إكده🙂 يووه الكلام خدنا ونسيت أأقولك الزيتونة😌
جربت تقرأ للكاتبة آية سمير! بتقولي لا، هقولك جرب يعني واعصر على نفسك زتونة!
أنا هقولك بما إنك مشترك على تطبيق أبجد تقدر تقرأ لها رواية أرض ديجور هناك♥️🫣
هتاخدك في مغامرة لذيذة أنا شخصيا حبيتها يعني مش بقولك أي حاجة🥱
أنت صديق مميز ويهمني تقرأ حاجة بنت ناس🥹
هتعجبك إن شاء الله الرواية تقوم إيه! تدبس صاحبك اللي أنت زهجان منه يشتري لك رواية داسم وفارسة بني غيلان..
أنت هنا كسبت أنك قرأت لكاتب مختلف، وفرت فلوس، وخسرت صاحبك بس😂
حبيت أفكرك إن روايات آية سمير متوفرة في معرض الشارقة لو ناوي تسافر على حساب صاحبك برضه....
متنساش تقول رأيك للكاتبة بعد ما تقرأ المحتوى، ما أهو الكاتب ميتعبش في النهاية تقرأ حضرتك ومتقولش رأيك يعني🙂

Photos from ‎قصص وروايات الكاتبه /أيه سمير Aya samir‎'s post 07/11/2023

الحبايب في الشارقة ❤️
ما زلنا في انتظاركم في جناح في
حيث تتوافر إصداراتتا بأسعار مميزة خلال فترة المعرض المقام حتى 12 نوفمبر بمركز إكسبو الشارقة

06/11/2023

أكيد صرفت المرتب كله ومفيش معاك غير عشين جنية♥️😂
في إبداع فيه كتب بالسعر ده🤷
هتستلف من صاحبك الفقير وتاخده وتروحوا معرض الشارقة الدولي وتلفوا في دار إبداع وهناك برضه هتلاقوا كتب الكاتبة/ آية سمير بسعر لطيف 👍

من 1 إلى 12 نوفمبر
معرض الشارقة الدولي للكتاب
قاعة 3_ جناح U11




♥️😌

05/11/2023

ريڤيو عن رواية فارسة بني غيلان♥️

فارسة بني غيلان ♥️
الروايه دي جميله اوووي ومشوقه جدااا ف احداثها الروايه الصراحه جات لي بدل روايه تانيه كنت طالبها 😂
بس انبسطت جدا ان هي من ضمن الروايات اللي جبتها ومندمتش عليها
الروايه فانتازيا رومانسي وشويه رعب وخيال وبجد حاجه كده عظمه😍
الروايه شدتني من البدايه ليه أم ممكن تبعد ابنها عنها موقف زينب كان غامض في البداية
سليم وماهيا وقصه الحب بين الأنسي والجنيه وغرابة العلاقه بينهم
حبييت اووي شخصيه نعمه وصالح وحياه♥️
بكري .. صباح أسوأ شخصيات يستاهلوا نهايتهم وخصوصاً بكري 😡
في النهايه مكنتش عايزاها تخلص بجد حلوة وتستاهل القراءه وياريت يكون ليها جزء تاني ☺️♥️
بالتوفيق ياحبييتي♥️ آية سمير

متنساش عزيزي القارئ الرواية دلوقت متوفرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب مع دار إبداع♥️
من 1 إلى 12 نوفمبر
معرض الشارقة الدولي للكتاب
قاعة 3_ جناح U11



♥️

03/11/2023

متنسوش تعدوا على دار إبداع في معرض الشارقة❤️😍

هتلاقوا عندهم ما لذ وطاب وهتلاقوا رواية حبيبة قلوبنا الكاتبة آية سمير 🫶

29/10/2023

مؤسسة إبداع للترجمة والنشر والتوزيع هي إحدى المؤسسات المتخصصة في مجال الترجمة والنشر وتوزيع الكتب في مصر. تأسست المؤسسة بهدف توفير خدمات الترجمة العالية الجودة ونشر الكتب في مختلف المجالات لتلبية احتياجات القراء والباحثين في مصر.
تقدم مؤسسة إبداع خدمات الترجمة من وإلى اللغات المختلفة، سواء كانت ترجمة أدبية أو تقنية أو علمية. تعتمد المؤسسة على فريق من المترجمين المحترفين وذوي الخبرة في مجالات متنوعة لضمان تقديم ترجمة دقيقة ومتقنة.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم المؤسسة بنشر الكتب في مجالات مختلفة مثل الأدب، العلوم، التاريخ، الفلسفة، والدين. تسعى المؤسسة لاختيار الكتب ذات المحتوى القيم والمفيد للقراء، وتعمل على توفيرها بجودة عالية وبأسعار معقولة.
أما بالنسبة للتوزيع، فتقوم المؤسسة بتوزيع الكتب إلى مكتبات ومراكز البيع في مصر، والعالم العربي، وتسعى لتوفير توزيع فعال وموثوق لضمان وصول الكتب إلى القراء في أنحاء البلاد عبر المشاركة في كل معارض الكتاب المحلية والعربية.
*********
إذا كنت ترغب في الاستفسار عن خدمات المؤسسة أو الحصول على مزيد من المعلومات، يمكنك التواصل عبر البريد الإلكتروني [email protected] أو الهاتف 0020223909119 أو المحمول 00201004022774
كما يمكنك زيارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة www.ibda3eg.com

Photos from ‎قصص وروايات الكاتبه /أيه سمير Aya samir‎'s post 27/10/2023

وصل عمران القصر فوجده ثائرًا غاضبًا حد الغليان، بالرغم من الحزنِ والذعرِ الذي يغلفُ جنباته، ورأى "إدريس" قادمًا نحوه مهرولًا وهو يقول بثورةٍ:
-لقد أحرقَ الدلاهمة المسجد بمعتكفيه قبيل وقت الصلاة، ثم خرجت النار منه واستعرت لتلتهم بقية دُّور العشائرِ بالمملكةِ.
تصلبت قدما قدر بالأرضِ وعلتْ ضربات قلبها حين ذُكرتْ عشيرتها، فسأل عمران إدريس بجزعٍ:
-هل فقدنا الكثير؟
فأجابه إدريس بحُرقةٍ:
-الكثير.. والكثير يا عمران، لقد ماتَ معظم الشيوخِ وبعض الشبابِ، حتى الأطفال والنساء لم يسلموا من أذاهم.
ضرب عمران الجدار بقبضته وأسنانه تصطك بغضبٍ شديدٍ، بينما كانت قدر بجواره شاخصة العينين، يرتعد جسدها كلما تحدثون ذاكرين عشيرتها.
انحنى الجميع حينما رأوا الملك العابد يتقدم منهم والشرر يتطاير من عينيه، بينما صوت زئيره يزلزل الأركان، فقال لهم بغضبٍ شديدٍ:
-الملاعين الكفرة، قتلوا شيوخنا، سفكُ دمائنا ودنسوا حُرمة مساجدنا، ثم نظر لهما قائلًا بسخطٍ كبيرٍ:
-أين كنتم، وكيف سمحتم بحدوثِ ذلك؟

رواية أرض ديجور متوفرة دلوقت في معرض الجزائر❤️❤️❤️

Photos from ‎قصص وروايات الكاتبه /أيه سمير Aya samir‎'s post 26/10/2023

-عزيز هتروح معرض الجزائر السنادي؟! ولا هتطلب الكتب أون لاين.
-ومين له نفس يا عمار يشتري ولا يقرأ حتى😥
-عندك حق، ولا نملك غير الدعاء والله، بس تعرف أنا كنت هروح دار إبداع الدار دي عندها كتب حلوة أووي ومترجمات، وكمان جزء من الأرباح بيروح لغزة، يعني كده بندعمهم ولو بالقدر البسيط.
-بجد يا صاحبي؟
-آه والله، أنا كنت هشتري روايات آية سمير خصوصا روايتها الأخيرة أرض ديجور ❤️🖇️
شفت لها كذا ريفيو واقتباس عجبوني وهجيبها وبرضه هجيب لك صفحتها على الفيس بوك تتابع أي محتوى لها إلكتروني.
-طيب مش هتقولي هنروح المعرض ازاي؟
-عيب عليك هقولك طبعا وكمان متنساش إن أسعار الروايات والكتب حلوة وعليهم تخفيضات❤️🖇️
-أيوة بقى أنت عارف إني بعشق العروض🫣
-أيوة أيوة ولازم أخدك معايا للمعرض وهجيب لك رواية هدية كمان😂🥹
-أيوة كده دلعني❤️



♥️

25/10/2023

الحبايب في دولة الجزائر الحبيبة ❤️
نلقاكم بكل الحب في جناحنا في في الفترة من 25 أكتوبر إلى 4 نوفمبر في الصالة الرئيسية السنترال في جناح رقم D58
*******
كما نلقاكم أيضا في جناح رقم E5 في Annexe B1
********
وتتوافر إصداراتنا جميعها بأسعار خاصة جدا خلال فترة المعرض.

للتواصل في المعرض واتساب الرقم 00201004022774
وهاتف رقم 0561859519
*******
مواعيد المعرض من 25 أكتوبر إلى 4 نوفمبر
المواعيد بومبا من الساعة 10 ص
الموقع: قصر المعارض - الصنوبر - القاعة المركزية السنترال... ممر الدخول الأيمن.
*******






#معارض #كتب #كتاب #مصر #الجزائر #العراق #فلسطين

20/10/2023

اللهم يارب العالمين🥺♥️

19/10/2023

*فلسطين* ❤️✨

ستحيا القدس ويُورق ما ذَبل... وستنصر أُمَّةَ قد عزّها اللهُ بالدِين.

13/10/2023

تتواجد روايات الكاتبة/ آية سمير من ١١ إلى ٢٢ أكتوبر ب




شارع الروضة أمام كلية الهندسة وأمام مستشفى بهية

وتقدر تطلبهم من الاستور نفسه ومكانه👇
مكان الاستور
وسط البلد 10 ش هدى شعراوي بجوار مطعم كوك دور وسط البلد القاهرة.
ومتاح للتوصيل للمنازل عن طريق الاتصال بالارقام ٠٢٢٣٩٠٩١١٩ او ٠١٠٠١٦٣١١٧٣ او واتساب الرقم ٠١٠٠١٦٣١١٧٣

21/09/2023

متنسوش إن رواية داسم وفارسة بني غيلان وأرض ديجور دلوقت في معرض عمان الدولي ♥️♥️♥️♥️♥️♥️😍

10/09/2023

الفصل الثالث💓💓

نظرت لها هيلانة باهتمام ،فصمتت ميدوسا ونظرت نحو ألبرت نظرة ذات مغزى .
نهضت هيلانة يتتبعها أحد الأسود المجنحة وخطت بعيدًا بجوار ميدوسا حتى ابتعدوا بعض الشيء عن ألبرت.
وقفت هيلانه ونظرت لميدوسا بريبة وقالت :ماذا حدث ميدوسا..؟وجهك لا يبشر بالخير...
فاقتربت منها ميدوسا وهى تقول بصوت منخفض : أحد الحراس أخبرني ..أن بوابة الظلمات تم فتحها واغلاقها لعدة مرات ..وكأن شيء بها يحاول المرور خارجها وشيء ما يمنعها.....أنا قلقة من أن يتحرك..هذا الثعبان ذو الثلاث رؤوس باخوث..
أمتقع وجه هيلانة ونظرت بقلق نحو ألبرت الذى مازال يجلس بعيد على ضفاف البحيرة الوردية وقالت لها: تابعي الأمور وإن جد شيء ...أخبريني فورًا...طالما لم يتحرك باخوث…..فلا يوجد حتى الآن ما يستدعي الخوف...
ثم ألتفت تنظر للأسد المجنح الذى يتتبعها وقالت له أمرة: أذهب وتبين من الأمر..
انحنى لها الأسد في توقير وحلق بجناحيه بعيدًا.
التفت هيلانه تشير لميدوسا بالانصراف وعادت مرة أخرى إلى ألبرت.
خطت هيلانه نحو ألبرت بخفة وانحنت متكئة على ركبتيها وراء ظهره ثم جذبته برقة لتحتضنه وتلثم جانب عنقه بدلال، فألتف ألبرت لها مبتسمًا ثم قبلَ شفتاها.
فنهضت هيلانة وخطت للوراء عدة خطوات وهى تمد يديها نحوه قائلة بغنج: هل تأتي إلي لتراقصني...؟
أقترب ألبرت نحوها كالمشدوه يشبك يديه بيديها ،فنظرت هيلانة بسعادة ووهجت عينيها بشدة، وتهادت زخات المطر على أشعه القمر المتوهج وجدًا فباتت أشبه بحبات اللؤلؤ والفضة ،وعلا صوت النغمات الراقصة من كل حدب وصوب وكأنها نايات الملائكة تأتى من السماء.
ألتصق بها البرت و يراقصها بخفة وهى تدور بين يديه كفراشة ملونة بين الزهور وتتمايل بعذوبه ودلال، فيميل قلبه بين كل انحناءه يميل فيها جسدها..
ضمت هيلانة وجهه بين كفيها وأغمضت عينيها بولع فشعر بجسده يسمو ويرتفع ،وبعد لحظات قليلة نظر حوله و تلفت ليجد نفسه فوق سطح شديد اللمعان ،مضيء كالسراج.
نظر لها ألبرت بدهش وهو يضحك بمجون وقال : هيلانة....نحن نرقص فوق القمر...
همست له هيلانه برقة وهى تدور بخفة ثم مالت على ذراعيه بدلال وقالت : العالم بأكمله ملك يدينا الآن....
تأمل ألبرت عينيها المتوهجة للحظات وكلما حدق أكثر، يأسره سحرها وحسنها، حتى خطوط الوشوم البيضاء على وجهها لم تزدها الى دلال وجمالًا..
التصقت به هيلانة وهى تحملق بعينيه في غنج ،فأطبق ألبرت يقبل شفتيها بنهم وهو يقول : لقد سلب حسنك قلبي ....هيلانه..
********"*****

عبق الذكريات والماضي يتخلل أنفاسه منتشيًا وهو يخطو داخل الرواق الذى ينتهى بغرفتها.
خطى بخفة نحوها ودلف إلى الغرفة يفتش عنها بلهفة.
شعر بنفس الطفل يخطو للداخل يستبق خطواته ويركض نحو فراشها وهو ينادى عليها ببراءة.
تأففت أمه بضجر وقالت للطفل: ألبرت....اتركنى أنام قليلًا..
خطا ألبرت يقف امام الفراش ينظر لهم ،بينما نهضت أمه من نومها وتلفتت للطفل تجذبه برقة تحتضنه وهى تضحك وتقول له : لمَ لا تتركني انام قليلًا....
ضحك الطفل وهو يقول : لقد جعت كثيرًا....أريد أن أكل..
ضحكت أمه وهى تدغدغ بطنه في خفة ومرح وقالت ضاحكة: أنا من سأكلك..
ضحك ألبرت وهو يشاهد أمه تداعبه صغيرًا وفرت دمعة من عينيه في حنين.
وفجأة رفعت عينيها لتنظر إلى عينيه بعمق ،فارتجف قلبه وشعر أنها تراه ولم يستطيع أن ينطق بنبس شفه, فابتسمت وقالت له بحنان: لقد اشتقت لك ألبرت...
دوامة تدور داخل رأسه كالطواحين أنتفض بعدها جسده ،ليجد هيلانة تجلس بقربه على جزع شجره قرب البحيرة الوردية ،ويتجمع حولها مجموعه من الظباء بديعة الخلق والتكوين يقف على ظهورهم الطير ويتناولون الطعام جميعًا من كفيها .
نظر لها ألبرت بسعادة وقال لها : لقد رأتني ....لقد شعرت بي...وأظنها كانت تحدثني....
تأملته هيلانه بهيام وقالت له بسعادة: تستطيع أن تتمكن بذلك بكل مرة أكثر من ذي قبل....كم يبهجني رؤيتك سعيدًا.....
ابتسم لها البرت واقترب منها ليجلس قربها ومد يده يلتقط يديها ويرفعها إلى فمه يقبلها برقه وعشق، ثم رفع عينيه يتأمل وجهها وقال : لقد عشقتك حد الثمالة ...هيلانه....ليتك الحلم الذى لا يستيقظ منه أبدًا...
*****************
ركض تيو ورائها حينما خرجت من الخيمة ومد يده يستوقفها ويقول بغضب : ماذا قلت..؟!!
نظرت له مايا بجمود وقالت: مثلما اخترق سمعك....لقد تراجعت عن ذلك الزواج...
قطب تيو حاجبيه بغضب وعينيه يتطاير منها الشرر وقال : هل جننت مايا...تصرفاتك تؤكد شكوكي....إذا لم يكن غضبى محض غيرة فقط ...
اصطكت أسنانها بغيظ وقالت له: لن تتغير أبدًا.....أغرب عني ولا تتبعني مجددًا....لقد انقطعت بيننا كل السبل..
ثم التفت لتمضي في طريقها.
ركض تيو ووقف أمامها يستوقفها ثم اقترب منها وهو يشهر سبابته في وجهها قائلًا : قرارك هذا قد يدفعني لأمور جنونية...
رفعت مايا حاجبها بتحدي وقالت له : هل تهددني ...تيو؟!
انتفخت هوادجه بضيق وقال : لقد اخبرتك مايا...لا تجعليني افعل أشياء جنونية، ثم قبض على مرفقها بعنف وأكمل بتحدي: أنت لن تكوني لغيرى....
خطت مايا متجاهلة حديثه مما أثار غضبه أكثر وقالت له بنبرة ساخرة: لست ملكك تيو لتقرر لمن سأكون....
نظر لها تيو بغضب وقال : إذا انت فقط من يتحمل تبعات قرارك...
ثم ركض يبتعد عنها متجهًا نحو البحيرة..
***************
قشعريرة تسري في روحه وهو مسجى على العشب جوارها كلما مدت يديها بحنان لتمسد رأسه الذى يتوسد فخذها .
وبنبره أثارت في قلبه القلق قالت : ألبرت....أريد ان اخبرك شيئًا..
رفع ألبرت رأسه لها في ريبة وقال: أي شيء هذا هيلانه....
أسبلت هيلانة جفونها ووضعت كفها على وجنته وقالت له : أحبك ألبرت....أحبك كثيرًا...
رفع ألبرت يده ليضم كفها في حنان بعدما قبله وقال: وأنا أحبك كثيرًا.....ولكن لمَ نبرة القلق تلك التب تعتري صوتك...
اقتربت هيلانة منه اكثر لتضمه بين ذراعيها في قلق وقالت له: مهما حدث لا تخشى شيئا أبدا ما دمت معك....وتذكر جيد ....أنك أنت المتحكم في كل ما ترى وتسمع..
نظر لها ألبرت بقلق وقال : ماذا حدث هيلانة.؟
تأملت هيلانة عينيه وبعشق قالت له : لم يحدث شيء.... ولكني أردت ان أذكرك إني بالجوار دائمًا..
رفع ألبرت كفها إلى فمه يقبله وهو يقول لها مولعًا: كم أعشقك هيلانه.... وكأنك ولدت بداخلي منذ الأزل....
*****************
وقف تيو ينظر لسطح البحيرة وهو يزفر بضيق وضجر والغضب يشعل بصدره وقلبه حرائق تكتسح كل ما بعقله من تؤدة وتفكر.
التف ينظر نحو كوخ ألبرت بغل وحقد وهو يصارع أفكار تتوارد بعقله وفكره، ثم عاد ينظر نحو البحيرة مرة أخرى لينفض تلك الأفكار.
انحنى تيو يلتقط بعض الحصى من على الشاطئ والتف نحو البحيرة يقذفهم في ماءها واحدة تلو الأخرى بغضب وتمرد لم يستطيع أن يتخلص منه أو يكبح جماحه ،فألقى جميع الحصى بيديه وترجل نحو الكوخ.
أقترب من الكوخ ببطء يتلصص حوله وهو يراقب الأجواء إلى أن خلا المارة من الطرقات وعاد كل منهم إلى خيمته .
خفتت أنفاسه وهو يراقب عن كثب ويضيق عينيه في تركيز وعندما تأكد من نوم ألبرت وضع يديه على حافة الشرفة وقفز إلى داخلها ،وبحذر بدء ينظر ويراقب من وراء الزجاج فرأى ألبرت مستغرق في نومه و يتقلب على فراشه في سُبات عميق.
مد يديه بحذر يحاول فتح باب الشرفة الذى انفتح سريعًا ودلف إلى الغرفة يتلفت حوله, ووقف لحظات ينظر للوحة المعلقة ويجول ببصره داخل الغرفة ،ثم خطى نحو فراش ألبرت..
********************
لمسات حانيه على وجهه ،وقشعريرة باردة دبت في أطرافه كالخدر
وصوتها الاسر يتخلل إلى مسامعه قائلة : ألبرت صغيري....أنا بجوارك..
حاول ألبرت فتح عينيه ولكنه لم يستطيع وبالكاد رفع جفونه الثقيلة بصعوبة ليراها تقف امامه وتنظر له مبتسمة ولكن بصورة مشتتة ومهتزة سرعان ما تبددت وتلاشت وبعدها استطاع أن يفتح عينيه.
تلفت البرت حوله ليجد هيلانة تقف أمام البحيرة الوردية تتحدث مع ميدوسا والأسد المجنح ويبدو عليها القلق.
نهض ألبرت وخطا نحوها وهو يسألها باهتمام : هيلانة...ماذا بك؟
التفتت هيلانة نحوه تبتسم في توتر وقالت له نافية: لا يوجد شيء....ثم اقتربت منه محاوله اصطناع المرح وقالت وهى تلتقط يديه: هل نجحت هذه المرة؟
ابتسم لها البرت وقال بحنين: لقد شعرت بلمساتها وسمعت صوتها ولكن لم استطع ان افتح عيني لكى أراها ،بالكاد استطعت ان تراها ولكن بصورة مشوشة تبددت سريعا..
التفتت هيلانه تنظر لميدوسا بقلق وهى تقول له : هل رأيت صورتها مشوشة...لمَ لم تحاول التركيز..؟
رفع ألبرت أكتافه بيأس وقال : حاولت كثيرا ولكنى لم انجح....
تنهدت هيلانة بقلق والتقطت يديه ومضت وهى تقول له : دعني أخبرك ببعض الأشياء ألبرت...
لحظات قليلة مرت ووجد نفسه يقف امام الأرجوحة التي تعلو الهوة الكبيرة ،والتي تفصل مدينة الأحلام عن بوابة الظلمات، فالتف ينظر لهيلانه ويقول ضاحكًا: لمَ اتينا إلى هنا مجددًا....هل تتريدين التأرجح؟
ابتسمت هيلانه له واقتربت تقف مقابلة له ثم رفعت كفيها تمسد جانبي جبهته وهى تقول بجدية: حاول إيجاد باب للعودة إلى....
صوتها يبتعد شيئا فشيئا، ودوار شديد غزا رأسه وسحابة بيضاء غمغمت عينيه وعندما تبددت وجد نفسه وحيدًا في صحراء قفر.
تلفت ألبرت حوله بزعر وهو ينادى عليها ويقول: هيلانه أين أنت ؟جاء صوتها من الفراغ يقول له :حاول أنت تتحكم بعقلك ألبرت.....
ظل ألبرت يتلفت حوله وهو يقول : هيلانه اين انت ؟...انا لا أراك....
جاءه صوتها مرة اخرى يقول: البرت .....حاول أن تعود إليّ...تحكم بقوة عقلك....كل ما يحدث غير حقيقي....
بصعوبة حاول تجميع فكره المشتت ويحاول استحضارها امامه ولكن تأتي صورتها مذبذبة ومهتزة ثم تتبدد سريعًا.
أعادته هي مرة أخرى إليها ولكنه وجد نفسه يقف فوق الأرجوحة امامها وهى تنظر له بضيق وتقول: ألبرت ...أنت لا تساعد نفسك أبدًا...أريدك أن تتحكم بقوة عقلك أكثر من ذلك...انت تترك الذكريات والاحداث تتحكم بك دون مقاومة او تركيز....ان استطعت ان تتحكم بها لن يؤرق نومك يومآ رؤية أو حلم....تستطيع أن تخرج منها وأن تبدلها إن اردت..
نظر لها ألبرت بيأس ورفع اكتافه وهو يقول : لا أستطيع هيلانه...
قطبت هيلانه حاجبيها بضيق وقالت له بإصرار وهى تدفعه ليسقط من فوق الأرجوحة : بلى.... تستطيع ....ألبرت....
أنقبض قلبه بفزع واختلجت أطرافه وارتعشت وجسده يهوى ويسقط
داخل تلك الهوة السحيقة بسرعة مرعبة ،فلطالما كانت احدى مخاوفه العظيمة السقوط داخل الفراغ .
جاءه صوتها مرة اخرى يقول : حاول العودة البرت...كل ما يحدث غير حقيقي....
حاول ألبرت الهروب من فزعه الشديد وحاول التركيز سريعًا ولكنه في لحظات عاد أعلى الأرجوحة ولكنه لم يجدها هناك.
تلفت حوله ألبرت وهو ينادى عليها ويقول بسعادة : هيلانه اين انتِ ...لقد استطعت أن اعود.
ظهرت هيلانه امامة فجأة تقول له بخيبة امل : لم تستطيع ان تنجح كليًا .....لقد عدت بذكرى المكان فقط ولم تستطيع ان تجلبني انا الأخرى....
ثم تنهدت وهى تقول له : تستطيع أن تتحكم بكل مره أكثر ...ثم تأملت عينيه وهى تقول له بحنان: لا تخشى شيئا .....فأنا بجانبك....
شردت هيلانه بعينيها للجانب التخر البعيد حيث تقع بوابة الظلمات وزفرت بقلق وهى تنظر إلى باخوث وتخشى تحركه يومآ نحو ألبرت..
ثم اقتربت من ألبرت لتضمه بشدة وهى تقول : لن أتركك ابدا ....
رفع ألبرت وجهه إليها وهو يتأمل وجهها وعينيها وقال : لمَ تبدين قلقة هيلانه....ماذا تخفين عني..
ابتسمت له هيلانه لتحد من توترها وقالت له وهى تقفز لتحتضنه وتغادر الأرجوحة : لا اخفى عليك شيء...يجب أن نعود إلى البحيرة الوردية. .
***************
ظل تيو يقف امام الفراش ينظر لألبرت بغضب وحقد وهو يتذكر كل ما حدث بينه وبين مايا و يظنه السبب .
أقترب عليه ينظر لوجهه النائم بهدوء وأنفاسه المنتظمة ،بينما هو يضج غضبًا فرفع رمحه لأعلى وأراد ان يدفعه صوبه ،وقبل أن يخترق جسده تراجع للوراء عدة خطوات وألقى رمحه جانبًا وتنهد بضيق وندم على تفكيره ذلك، وخطى سريعًا نحو الشرفة ليخرج، وقبل أن يخرج التف ينظر له بغضب فلاحت بعينيه صائدة الأحلام تتدلى أعلى رأسه فخطى نحوها ينتزعها بغضب وهو يقول : لن اترك لك شيء من تراثنا ...تؤرق ليلنا منذ مجيئك..وتنعم انت بنوم هادئ..
ثم خرج من الغرفة سريعا كما دلف إليها بدون أن يراها أحد.
******************
كعادتها كلما شعرت بقلق يعتريها، تخلع ملابسها وتقفز داخل البحيرة تسبح وتذوب في مائها وتراقص البجعات وتعانقها في دلال.
وقف ألبرت بعيد ينظر لها ويتأملها منتشيًا وهى تدور بجسدها داخل الماء معانقة بجعة بيضاء وكأنها أحد نغمات لحن شجي.
رؤيتها بهذه الخفة والرقة جعلت قلبه يميل ويدق بعنف ،فخرجت من الماء تستعرض قدها المياس وحسنها الأخاذ وهي تخطو نحوه في دلال وأنوثة صارخة..
انحنت هيلانة تجلب فستانها الذي بلون عينيها المتوهجة وأسدلته على جسدها برقة، ثم اقتربت منه وهي تحمل أحد عناقيد العنب تدليها فوق فمه في مرح وهى تطعمه إياه.
ضحك ألبرت وقال لها وهو يتفحص وجهها ومالت عينيه لاذنها المدببة التي جعلتها أشبه بالأميرات الأسطورية وقال لها مداعبًا: كيف أذنك بهذه الحدة؟!
ضحكت هيلانة بدلال ومالت على أذنه تقول مداعبة: سل من رسمها ...لعله يجيبك...
علت ضحكاته وضحكاتها يتسابقون وتشدو في الفضاء، ولم يعلو علي ضحكاتهم سوا صوت قرع شديد بالسماء تلاه ضوء برق يكاد يأخذ الابصار شق الظلام الدامس الذى حل فجأة ..
ركض الاسد المجنح نحو هيلانه وبصوته الجهوري قال لها : أميرتي ...حدث هناك ما يجب أن أخبرك به...
أمتقع وجهها بفزع وهى تقول له : ماذا حدث...
ردت عليها ميدوسا التي جاءت تركض إليها لاهثه وقالت : لقد تحرك باخوث.....وفتحت بوابه الظلمات على مصراعيها

يتبع❤️

08/09/2023

الفصل الثاني💓💓

ظل ألبرت ينظر لها لعدة لحظات محاولًا استيعاب ما يدور حوله، بينما تقف هي أمامه على حافة الشرفة تنظر له وعلى وجهها نفس الابتسامة الهادئة، ثم مدت يدها نحوه قائلة: لا تخشى شيء...
ببطء رفع ألبرت يده المرتعشة ليضعها بين يديها، فابتسمت هيلانة بسعادة والتفت ثم أغمضت عينيها وقفزت به في الهواء.
أرتجف قلبه للحظات وانتظر أن تصطدم رأسه بالأرض لتتحطم، لكنه وجد الريح يحمل جسده ويتهادى ببطء نحو الأرض كأنه طائر.
بعد لحظات باتت فكرة التحليق محببة له فبدء يرفرف بذراعيه بسعادة والأرض تبدو من أسفله كلوحة خضراء مخطوطة بعناية ودقة.
منذ أن لمست أقدامه الأرض وهو يتلفت حوله مشدوهًا بكل هذا الجمال، فكل ما حوله مساحات خضراء على مرمى البصر محاطة بجبال خضراء شاهقة كرعاة الجنان، تشقها الأنهار والبحيرات مكونة فواصل جمالية بين كل قطعة..
نظر ألبرت لها وقال مشدوهًا: أين نحن؟ في أي مكان من دنيانا يوجد هذا الجمال..؟
خطت هيلانه نحوه في خفة، واقتربت منه قائلة : ألبرت ....أنت لست في دنياك ...فأتركها وراءك وأحيا فقط فيما نحن فيه الآن....
نظر لها ألبرت بعدم استيعاب وقال : هل سنظل هنا في هذا العالم طويلًا...
ابتسمت هيلانة له ورفعت كفيها أمامه تصفق وهى تقول له : لم نذهب عالمي بعد...انتظر ....الآن تبدأ رحلتنا....
علا رنين تصفيقها الأرجاء فظهر من وراء ربوة خضراء فرس ضروح ،لامع كالفضة، ضخم البنيان والمنكبين، عاري النواهق والجبهة له ذيل غزير كسلاسل الذهب وله جناحان بيضاوان أشداء ،يركض نحوها في خيلاء..
نظر له ألبرت بإعجاب ودهشة وهو يقف أمام هيلانة لتمسد رأسه وضهره قبل أن تصعد عليه وتشير له أن يقترب ويمتطيه ورائها.
وحينما صعد ألبرت ركل الفرس بحافريه الأرض ورفع جناحيه عاليًا ثم حلق يشق السماء والغيوم .
كان ألبرت طوال الوقت صامت، جاحظ العينين مشدوهًا لما يراه ، وكلما اقتربا من أحد الغيمات يمتقع وجهه خوفًا من الاصطدام، فيتفاجأ بمرورهما من خلالها وسط ضحكات هيلانة الساخرة..
تخطى الفرس الغيوم وصهل بقوة حينما وصل لسحابة عظيمة، فتوقف وأحنى رأسه لأسفل.
قفزت هيلانة من فوق الفرس ومدت يدها لألبرت وهى تقول: مرحبًا بك...في مدينة الأحلام....حيث كل خيال متاح..
نزل ألبرت من أعلى الفرس وعيناه تجول حوله في انبهار، كأنه يشعر أن قدماه قد خطت أرض الجنة .
فتركها وترجل عدة خطوات مبتعدًا حتى وقف أمام شلال ماء عالي يصب في بحيرة وردية اللون، يسبح بها بجعات ناصعة البياض ويطفو بجوارهم على سطح الماء ورود جورية ساحرة.
وكان بجوار البحيرة أشجار عالية متعددة الألوان، لها فروع متداخلة ومتشابكة مكونة عرش كبير مزين بالورود وأوراق الأشجار الملونة، ويقف على جانبيه أسدين مجنحين انحنوا في إجلال حينما خطت هيلانة وجلست فوق العرش..
تقدمت منها غزالة رشيقة القد، مليحة المنظر، وقفت أمامها وانحنت في تقديس، فأشارت لها هيلانة مرحبة وهى تقول: ميدوسا، ألن ترحبي بضيفنا العزيز....
تحولت الغزالة لفتاة جميلة سمراء ساحرة لها شعر أسود غزير وعيون واسعة كحيلة كالمها.
تجهم ألبرت بدهشة وهرول نحوها وهو يقول: مايا...أهذه أنتِ ...؟هل تحلمين أنتِ أيضًا؟..
نظرت له الفتاة بدهشة والتفتت تنظر لهيلانة التي قالت له : ميدوسا...هذه ميدوسا الحارسة...
نظر لها ألبرت بدهشة وقال: هذه مايا أعلمها جيدًا...ثم التفت لها وقال : ألا تتذكريني ....؟أنا من أعطيتني العقد....ووقفت تتحدثين معي أمام البحيرة...ألا تتذكري تيو
ابتسمت هيلانه وقاطعته قائلة بهدوء : ألبرت ألم أقل لك أترك عالمك.....نحن بعالم أخر ....أفكارك وذكرياتك مشوشة كثيرًا وعقلك يربط أحداث وأشخاص كثيرة ببعضها.
ثم أشارت لميدوسا أن ترحل، والتفتت إلى ألبرت تقول له في ود : ألن تأتي معي لنتجول بالمدينة....
خطا ألبرت إلى جوارها حتى وصل إلى حديقة خضراء واسعة بها عدة بحيرات متفرقة وكهوف كثيرة مترامية الاطراف، مختلفة الأجواء بين ليل ونهار، صيف وشتاء، ومخلوقات كثيرة وبشر يهيمون على وجههم وكأن كل منهم بعالم منفرد لا يرى من بجواره.
مر من جواره شخصًا فحدق به ألبرت بدهشة قبل أن ينادى عليه بلهفة قائلًا : سام...سام ....،مر الرجل بجواره ولم يلتفت له ولا حتى بدا على وجهه أي التفاته.
فركض ألبرت وراءه وهو ينادى عليه قائلًا : سام ...لمَ تتجاهلني هكذا ...ألا تراني..؟
لكنه لم ينظر له أيضًا، فألتفت ألبرت ليحدث هيلانة قائلًا : لماذا لم يجبني ..؟ألا يراني..
فالتقطت هيلانة يده وركضت برشاقة وخفة وهى تقول له: كلن هنا بعالمه...أتركهم ....وهيا معي لدى ما أريد أن أريك إياه..
ركض ألبرت جوارها وهو ينظر لها مغرمًا وقلبه أسير رقتها كأنها طفلة مدللة تلهو به.
وقفت هيلانة فوق حافة جرف كبير تقع من أسفله هاوية بعيدة تفصلهم عن مكان أخر له بوابة عالية عليها مجسم لأفعى لها ثلاث رؤوس.
أقترب منها البرت وهو ينظر حوله قائلًا بفضول : أين نحن هيلانة ولأي شيء هذه البوابة.
نظرت له هيلانة في طفولة وقالت : هذه بوابة عالم الظلمات ومن عليها هو باخوث حارس هذه البوابات...وهو من يجلب الكوابيس والرؤى المخيفة ..ثم جذبت يده وركضت وهى تقول له بدلال:. دعك من كل هذا ...لقد جئت بك هنا لأمر أخر....أغمض عينيك ....
أغمض البرت عينيه فأمسكت هيلانة يده وخطت به حتى توقفت وقالت له: الآن تستطيع أن تفتح عينيك...
فتح ألبرت عينيه ليجد أمامه شجرتين عملاقتين يتدلى منهما أفرع مغزولة ببعضها تشبه الأرجوحة وينمو عليها ورود كثيرة تكسوها مزينة .
ابتهج ألبرت لرؤيتها واقترب منها مشدوهًا لجمالها وارتفاعها الشديد فوق الهوة الكبيرة فقال لها: مذهلة هيلانة...ولكن مَن الذي سيفقد صوابه ويتأرجح فوق هوة بهذه العمق ...
ابتسمت هيلانة واقتربت إليه تضمه وعيناها تتوهج، وفى لحظات وجد نفسه يقف فوق الأرجوحة وهى تضحك قائلة: ألبرت...أنت الآن متحرر من قيود الجسد...أستمتع ولا تبالي....
وقفت هيلانة مقابلة لألبرت وأمسكت يديه القابضة على طرف الأرجوحة، بينما يضحك هو وقد بدا على وجهه اختلاجات متوترة حينما بدأت الأرجوحة تتحرك وتتدلى في الهواء، وكلما نظر للأسفل ورأى عمق الهوة يرتجف قلبه وترتعش قدميه .
كانت ضحكات هيلانة تعلو متجاوزة السماء والأجواء كلما رأته مرتجف، فيبتسم ألبرت لها ابتسامة مرتعشة كيداه التي تحتضنها يديها.
بعد لحظات قليلة بدأ قلقه يزول، وتبادل معها الضحكات منتشيًا مع تدلي الأرجوحة وتحركها والهواء يلامس وجهه بنعومة.
نظر لها ألبرت وقال متيمًا: ضحكاتك ساحرة ..هيلانة.
لم تتوقف ضحكات هيلانة وقالت له في براءة: ألبرت أترك كل شيء وراءك واستمتع فقط ....تحرر من مخاوفك كما تحررت من جسدك ولن يضيرك شيء فكل شيء يحدث الآن من نسيج عقلك ...وأنا من أشاركك به..
مضى عليهما وقت لم يستطيع أن يعيه وقلبه يتراقص طربًا على ضحكاتها الجميلة، حتى توقفت الأرجوحة ووجد ألبرت نفسه على الأرض فجأة كما صعد عليها فجأة، وهيلانة أمامه تضحك قائلة: يبدو أنك أحببت الأمر ..كثيرًا...
ابتسم ألبرت فارتجف قلبه ولعًا حين قال: أحببتُ كل شيء تشاركيني به...
ثم أقترب منها وهو يسبل جفنيه ويغازل قسمات وجهها الجميل قائلًا: لم أخال يوم رسمتك ...أنك تبدين بكل هذا الجمال ....ثم اقترب منها ليقبلها قائلًا : لم يخطو القلم يومًا ما هو أجمل منك....
تهدج صدرها باضطراب وابتعدت عن شفتاه متلعثمة وهي تقول :
يجب أن نعود إلى المدينة الآن فلدينا الكثير كي نفعله سويًا، ثم اقتربت منه لتضمه وعيناها متوهجتان فانتقلت به في لحظات إلى عرشها والأسدان المجنحان ينحنيان لها .
جلست هيلانة على العرش فاقتربت ميدوسا لتجلس بالقرب منها، ثم بدأت العزف بقيثارة ذهبية والطيور والبلابل تشاركها الغناء والشدو، بينما بدأت هيلانة تتمايل منتشية وأشارت لألبرت أن يقترب ويجلس جوارها...
**************
تركته غاضبه ودلفت إلى خيمتها وهى تتأفف بضجر، فدلف وراءها بعد لحظات قائلًا بغضب: لمَ تريدِ الآن تأخير زواجنا ....ما الذي تغير؟.
فالتفت إليه مايا تحدثه بضيق قائلة : تيو ...لم أعد أتحمل غضبك وغيرتك، كما إن هذا لم يكن اتفاقنا ....أنت من تحاول تقديم موعد زواجنا ....
نظر لها تيو بضيق وقال : وماذا يضايقك في هذا ؟....ألا تحبيني وتريدي الزواج بي...
فقطبت مايا حاجبيها وقالت له: إن لم تتحسن طباعك لتكون أكثر هدوءً وتعقل فلن يكون هناك زواج....ثم أشارت نحو الخارج وهى تقول : إذا سمحت عد إلى خيمتك...أريد أن أنام...
أحتقن وجه تيو بشدة وثار في وجهها قائلًا: مايا....لم يكن هذا حديثك أبدًا قبل مجيء هذا الغريب...ثم تقدم منها بغضب شديد وقبض على مرفقها واستطرد حديثه بانفعال: أخبريني مايا ...هل توقفت عن حبي.؟هل تهتمين بذلك الغريب....
فدفعته مايا بضيق وقالت له صارخة: عد إلى خيمتك ... لقد فقدت عقلك كليًا ..ولم أعد اتحملك .....

خرج تيو غاضبًا من الخيمة وترجل نحو البحيرة وحينما مر من جوار كوخ ألبرت رمقه بغضب شديد وابتعد حتى وصل إلى كوخ الجدة يوتا..
كانت يوتا تجلس أمام الكوخ في مقابلة البحيرة تحتسي مشروب دافئ وأمامها نارًا قد أشعلتها كبقية أكواخ القبيلة.
أقترب منها تيو وهو يلهث غاضبًا وجلس بجوارها، فألتفت له ومدت يدها لتربت على كتفه بحنان، فقال لها تيو بضيق: لا أعلم ما الذي بدل حالها .
ابتسمت له يوتا وقالت بهدوء : هكذا الفتيات يا بني ....كن صبورًا.
نظر لها تيو بغضب وقال: بلى، لقد تبدل حالها منذ قدوم الغريب إلى القبيلة....
ضحكت يوتا وقالت له : تيو يا بني ...ما شأن الغريب بينكما ...مايا مشاغبة وعنيدة ...وتحب أن تثير غضبك وغيرتك....تحلى بالهدوء قليلًا...
تأفف تيو بضيق وقال: لا أعلم كيف تتحدثون إلى مَن أذاقوا سلالتنا العذاب والهوان ..كيف تستقبلوهم مرة أخرى في قبيلتنا مرحبين..
أغمضت الجدة عينيها في حنين ثم قالت له: انهض يا بني، اذهب إلى مايا وتودد لها وأجعل للحب والمسامحة مكانًا بقلبك...
نهض تيو من أمامها وذهب عائدًا إلى خيمته وعندما مر من جوار كوخ ألبرت مرة أخرى أقترب يتلصص عليه ويحاول النظر إلى الداخل.

جذبه صوتها الحنون وهى تقول له : تيو، هل تريد شيء؟..
ألتفت تيو متفاجئ وقال لها : لا لا أريد شيء....لمَ خرجت من خيمتك ليلًا...يا أمي.
اقتربت أمه منه في حنان وقالت له : ماذا حدث بينك وبين مايا...
ضم تيو حاجبيه في دهشة وقال : لماذا تقولين ذلك.؟!هل أخبرتك..
ردت عليه أمه وقالت: لمَ تقول لي أنا ...بل جاءت إلى خيمتنا وأخبرت أبيك...لمَ تغضبها يا بني بهذا الشكل..
اصطكت أسنان تيو بغضب ثم هم مهرولًا نحو كوخهم جوار أمه وهو يقول : إذا هيا نذهب إليهما...
*************
سحابه بيضاء تغمغم عينيه ولمسات يد حانية تمسد شعره ووجنتيه، قبل أنت تقول له بصوت آسر اخترق قلبه: ألبرت صغيري......هيا لتذهب إلى مدرستك...لقد تأخرت...
أنتفض البرت وانتصب جاحظ العينين وهو يتلفت حوله قائلًا بدهشة : أمي ....أمي.
نظرت له هيلانة ونهضت عن عرشها وخطت نحوه قائلة : اهدأ ألبرت....
نظر لها ألبرت وهو يتلفت حوله بجنون يفتش عن أمه قائلًا: لقد سمعت صوتها .... وشعرت بلمساتها...من المؤكد أنها قريبة من هنا...
اقتربت منه هيلانة والتقطت يده قائلة بحنان: ألبرت...لقد كان هذا الصوت من ذكريات مخزنة داخل عقلك....حاول أن تستكين وتهدأ ...ربما تستطيع استدعائها مرة أخرى من ذكرياتك... أنت هنا المتحكم الوحيد بكل ما تراه ...حاول أن تهدأ وتستعيد مخزون عقلك الباطن...
عاد ألبرت عدة خطوات للوراء وجلس على جزع شجرة مائلة وحاول الهدوء لحظات قليلة، ثم التفت يحدث هيلانة بيأس: لا أستطيع...
اقتربت منه هيلانة ورفعت يدها تمسد جانبي جبهته وهى تقول له: أغمض عينيك وأستدعيها بعقلك....
لحظات مرت عليه كسحابة بيضاء باردة ليجد نفسه في عمر صغير يركض داخل ممر بين الغرف، ويحمل بين يديه دميته المحطمة ودموع كالأنهار تكسو وجهه.
فجأة شعر بها كطيف خفيف له وقع آسر ومريح على روحه، اقتربت منه وانحنت تتكئ على ركبتيها والتقطت دميته المحطمة قائلة بحنان: لا تبكي يا صغيري....سأصلحها لك...
رأسه تدور كالدوامات وصوتها يأتي من بعيد بصدى يرجف قلبه، فرفع يديه محاولًا لمس وجنتيها وهو ينظر في عينيها العميقتين الحانيتين، لكنه شعر كمن تشوشت رؤيته وتبددت حتى وجد هيلانة بجواره ومازالت تمسد جبهته وهي تنظر داخل عينيه بحنان.
زفر ألبرت بضيق فنظرت له هيلانة بشفقة وقالت له : لا عليك ....تستطيع تجربة هذا ومحاولة التحكم به في مرات لاحقة..
ثم نهضت من جواره ضاحكة وهي تخلع ملابسها، ثم قفزت في البحيرة الوردية وهى تقول له بدلال: هل تستطيع ملاحقتي في السباحة..؟!
تحمس ألبرت وخطا نحو البحيرة ليقفز ورائها، وكلما سبح صوبها تهرب هي منه وتبتعد ثم تغطس بجسدها في الماء وتجذبه، وعندما يغطس لها تطفو على سطح الماء وهى تضحك..
أقترب منها ألبرت وهى تدور في الماء كطفلة تلهو و تفر منه كلما اقترب، ثم لف جسدها بذراعيه يحتضنها في رقة فسكنت ضحكاتها، والتفت تنظر له بعينيها المتوهجة وقالت بشجن: أتظنني وهمًا ...ألبرت..
تأمل ألبرت قسمات وجهها لبضع لحظات ثم قال متمنيًا: ليت كل الوهم أنتِ هيلانة...ثم نظر بحزن وأكمل : أخشى أن استيقظ لهذا العالم بدونك..
رفعت هيلانة كفيها لتحيط بهما وجهه وقالت برقة: لمَ لا تنسى ألبرت...لمَ عقلك منشغل بما حدث وبما سيحدث، أحيا هذه اللحظات ...لربما تندم على مرورها لاحقًا...أنا الآن معك لا تعكر لذة وجودنا بالخوف من فراقنا...
ثم ألصقت وجهها بوجهه مستندة على جبهته وقالت بصوت هامس: نحن الآن معًا، لا تتذكر شيء آخر..
ثم رفعت شفتيها إلي شفتيه لتقبله برقة ثم عانقته وهى تقول له بعشق: نحن معًا وسنظل ...لطالما بقيت بذاكرتك وخلاياك...فأنا لست وليدة تلك اللحظة...ولكنى بداخلك منذ القدم....
******************

دلف تيو إلى الخيمة يتتبع أمه وهو يتحاشى النظر إلى مايا التي كانت تجلس قرب أبيه وأسنانه تصطك بغضب.
انحنى تيو لأبيه وجلس أمامه على ركبتيه، فبادره أبوه بغضب وقال : لمَ تُغضب مايا.....
فنظر لها تيو بغضب وقال : لقد أردت تقديم موعد زواجنا ولكنها ترفض..
قال أبوه بهدوء : ولمَ العجلة ...لقد اتفقنا على اتمام الزواج بعد انتهاء الربيع...
اصطكت أسنانه بغضب وقال له وهو يحاول أن يتمالك أعصابه : لقد أردت ذلك ....وهى مَن تغضبني بتصرفاتها الصبيانية...
قطبت مايا جبينها بغضب وقالت له: أنا لا اتصرف بصبيانية ..بل غضبك وغيرتك لم أعد اتحملهما ...
التف لها تيو بغضب وقال : وتوددك للغريب ..ليس شيء يدعو للغضب ...
ثارت مايا بوجهه وقالت : لقد تجاوزت حدودك كثيرًا....،ثم نهضت وقبل أن تخرج من الخيمة ألتفت لهم وقالت موجهة حديثها لأبيه : أعتذر منك ولكنى تراجعت عن موافقتي على الزواج بتيو.
************
كانت مغمضة العينين ،مستلقية على ضفاف البحيرة الوردية كملاك، وبهدوء التقط يدها ليلثمها برقة ثم نهض يتجول في الوسط.
ترجل ألبرت لعدة خطوات حتى دلف داخل غابة مورقة كثيفة الأشجار، وضحكات طفل صغير يلهو ويمرح تتسلل إلى أذنه من بعيد.
تلفت حوله يبحث عن مصدر الصوت، فظهر فجأة طفل يركض من وراء شجرة وظل يركض حوله ويدور حول الشجرات الأخرى يتتبع فراشة ملونة.
اقترب ألبرت ووقف يحدق بتركيز واندهاش لوجه الطفل وهو يقف محملقًا إلى الفراشة التي وقفت على الشجرة .
جحظت عيناه بدهشة وهو يرى الطفل الذي يقف أمامه ليس أحدًا سواه، ولكن بسن صغير كما شاهد نفسه ببطاقات مصورة قديمًا.
جاء صوتها من بعيد يتخلل أذنيه وقلبه كالسحر وهى تنادي باسمه قائلة: ألبرت ...أين أنت ؟ألبرت ...
التفت الطفل يقول لها: أمي انا هنا.....
أقترب ألبرت منها ينظر لها بلهفة ودمعات حارة فرت من عينيه، حينها جاءت أمه و اقتربت من الطفل وانحنت لتحتضنه بحنان وخوف وهي تقول معاتبة: ألم اقل لك لا تبتعد، لقد أخفتني كثيرًا
انحنى ألبرت بجوارهما وهو يحدثها، لكنها لم تجيبه ولا تلتفت له كأنها لا تراه...
انتزعه صوت رجل قادم من بعيد ينهره بغضب قائلًا : ألبرت ....لمَ ابتعدت عنا...
انتفض ألبرت من سماع صوته فانتبه، ليجد هيلانة بجواره تربت على كتفه بحنان قائلة : هل استطعت أن تراها ....
رفع ألبرت عينيه لها وقال بحزن: رأيت نفسي طفلًا صغيرًا....ولكنها لم تراني، ثم صمت وشرد للحظات قبل أن يسألها برجاء قائلًا: هيلانة، هل أستطيع أن احدثها..؟.....
ضمت هيلانه يديه وقالت بحنان: ألبرت ...وحدك من تستطيع أن تتحكم بما ترى وتسمع.
انتبهت هيلانة من قدوم ميدوسا فألتفت لتسمح لها بالحديث ,فقالت لها ميدوسا: أميرتي ....هناك شيء حدث ..ويجب أن أخبرك به...

يتبع

Videos (show all)

تتواجد روايات الكاتبة/ آية سمير من ١١ إلى ٢٢ أكتوبر ب#معرض_الشيخ_زايد_للكتاب_٢٠٢٣#روايات_الكاتبة_آية_سمير#ابداع_للنشر_وا...

Website