حوافر القلم

وليد العوض ✍️

اسطورة الفور : كيف تنتهي الحرب

حديث متداول عن دخول عبد الرحيم دقلو إلى دارفور عبر مدينة أم جرس التشادية إلى مناطق وتخوم وادي صالح التي تشهد نزاعا ملسحا بين البني هلبة والسلامات في مناطق كبم وماركوندي، ورشحت الأخبار أن دقلو بصدد إجراء مصالحة بين القبيلتين، هذه الجزئية في تقديري مهمة في قراءة إنهاء الحرب لكن في سياق مغاير يعتمد على اسقاط فرضية الاساطير في التحليل السياسي والعسكري، والاسطورة التي أعني مرتبطة بالمكان ” وادي صالح ” فالمنطقة شاهدة على المنعطفات الحرجة في درافور 1963ـ 2023 ، ويضم الوادي أربع حواكير خالصة للفور أبرزها دار كٌبرى التي تحتضن ملحيتي مكجر وأم دخن ، شرتاوية دار كُلي محلية قارسيلا ، شرتاوية زامي بايا محلية بندس وزامي تويا أم خير وجغمة الشرقية.

اسطورة نهاية الحروب سمعتها كفاحا في خريف 2009 من حكيم فوراوي تحت ظلال أشجار الحراز التي تميز وادي صالح بل تميز دارفور بضرورة الحياة ، فالفور لديهم قدرات وبراعة في التنبؤ وقراءة المستقبل، يقدسون الأرض فهي تحبهم ويحبونها ينزحون منها ولكن اليها، لديهم قدرة على السمو على الجراحات ويحبون السلام ولا يعرفون الخيانة والغدر.

تقول الاسطورة أن الحرب تندلع في دارفور بعنف كل عشرة سنوات وتعم الإقليم لكن نهايتها الحتمية في منطقة وادي صالح و يمكن التحقق من هذه الاسطورة عبر التتبع التاريخي للنزاعات القبلية والحركات الاقليمية وحساب العشريات ، بداية من العشرية الأولى ظهور حركة اللهيب الأحمر أو حركة سوني في العام 1963 ، ثم العشرية الثانية بمشاركة عرب دارفور ضمن مقاتلي الفليق العربي والإسلامي ” عرب الشتات” الذين استنفرهم العقيد الأممي معمر القذافي إبان الحرب الليبية التشادية التي بدأت ارهاصات اندلاعها في 1973، ومن تفاعلات العشرية الأولى والثانية برز تنظيم قريش 1983 / 1986 وجيش أم باغة في العشرية الثالثة، أما العشرية الرابعة وهي الأكثر تأثيرا في الإقليم والبعد القومي من خلال حركة المهندس يحيى بولاد ومحاولاته فتح جبهة دارفور لصالح الحركة الشعبية في 1993 فالتوقيت تزامن مع بدايات نظام الإنقاذ ورمزية المهندس يحيى بولاد كواحد من كوادر الجبهة الإسلامية القومية، وفي إشارة إلى فك الارتباط مع القوى السياسية القومية، وعلى هذا دخلت دارفور في العشرية الخامسة، حيث اقتحمت حركة تحرير السودان مطار الفاشر 2003 وإعلان التمرد على رافعات قبلية وجهوية وفك الارتباط الازلي مع حزب الأمة والأنصار والاتحادي الديمقراطي .

تفاعلات العشرية الخامسة ” أزمة دارفور ” منحت دارفور امتيازات ضخمة في عملية الانتقال تمثل حركات الكفاح المسلح الضلع الثالث في المعادلة السياسية، وفي المقابل لعب الدعم السريع أدوارا سياسيه رفعت من حصة الإقليم في المعادلة السياسية ولذا بدأت حكاية اعتصام القصر كصراع بين الكفاح المسلح والحرية والتغيير على جدلية الهامش والمركز وفك الارتباط السياسي مع الأحزاب السياسية التي ابتدرها يحيى بولاد واكملها الكفاح المسلح والدعم السريع .

العشرية السادسة في ابريل 2023 الدعم السريع تقتحم الخرطوم والجنينة وتقتل الوالي خميس ، وتطرح الاذرع السياسية والمدنية فزاعات تقسيم السودان، بناء جهمورية ثانية بديلة لجمهورية 56 ثم تأتي أحداث البني هلبة والسلامات تسخر من هذه فزاعات التقسيم والجمهورية الثانية .

في وادي صالح ” مكجر قارسيلا” انتهت عشرية يحيى بولاد في منطقة جبال سندو ، ومن ذات المنطقة من مطار قرية بلدا هبطت طائرة مجهولة حملت عبد الواحد محمد النور، ومن الوادي خرجت المحكمة الجنايات الدولية وتدويل أزمة دارفور ، فهل تنتهي عشرية 2023 على الوادي كما قال الحكيم ؟ فالثابت في اسطورة المكان هو الدور التشادي، الليبي والجديد العامل الخليجي .

*وليد العوض : حكايات دستورية*
https://beladiplus.net/?p=23666
للانضمام لمجموعات منصة بلادي الإخبارية اضغط على الرابط 👇👇👇
https://chat.whatsapp.com/KFESb2dvZXTCDwaJJBfSaB

وليد العوض : حكايات دستورية . الخرطوم – 2022/09/12 – بلادي بلص     قدمت اللجنة التسيرية لنقابة المحاميين مقترح الدستور الانتقالي لسنة 2022 في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع ودعوة القوى السياسية والمد....

30 يونيو من جهة أخرى
بمناسبة 30 يونيو المنتظر وعطفاً على توقيع غاضبون على ميثاق سلطة الشعب ، واستناداً على قانون تفكيك نظام 30 يونيو 1989 ومحكمة انقلابه على الديمقراطية الثالثة حابي اشغلها ليكم شوية بنظرية المقاربة التاريخية للمساهمة في رفع الوعي الثوري ورفع قدرات الساسة الجدد .
* كونك تختار ليك يوم زي 30 يونيو وانت بتفكك وبتحاكم وبتعمل نقد كامل لتجربة ما قبل التغيير كدا انت بتساهم في طبق الحنة وبتغني كمان صحو الذكرى يعني ممكن تاني نرجع نقول نظام 30 يونيو2 واعياد ثورة وشموع واحتمال تخريج طلائع نضال .
* كونك تعطي أولوية المبادرة الثورية لتنظيمات حديثة لرسم خارطة البديل الديمقراطي المدني زي (غاضبون والتنسيقات البلدية.....الخ) على حساب القوى الحية التي اطاحت بها الإنقاذ اذاً انت مساهم في اسقاط تراكمية العمل الثوري خلال 30 سنة ، وبتأكد أن الإنقاذ نجحت في تغيير أصول المعادلة السياسية رغم سقوطها باستحالة العودة الي ما قبلها ، واخيرا بتأكد على عدم استفادتك من المقاربة التاريخية من حيث تقديم قوى العمل المسلح الحديثة حينها على امتلاك زمام المبادرة السياسية والمراهنة عليها في إسقاط النظام السابق و عشان ما تجي باكر تبكي أردول دقاني وشال عجلتي .
* المهم تعرف انك بتدير في معركة داخل صندوق ثورة ديسمبر وليس مع الفلول بمفهومها العام والفكري والمضاد للثورة ولازم تضع في حساباتك ان معادلة ما بعد 30 يونيو الجاي لو تحققت أمنياتك ما بتكون زي معادلة 11 أبريل واحتمال تلحق الكيزان من فئة الكوز المتحور وشارك في إسقاط تجربته متوهما إنزال شعارات حرية سلام وعدالة على أرض الواقع وفي النهاية داسوهو زيو وزي اي كوز .
المهم يا ثوري اكسر حنك المواكب والهتاف انت بتتموكب ليك 4 سنة بسببها استقال المؤسس وجازفوك فردك ، ردد من جديد هتاف عودة للاحزاب كبر حزبك، دق خيمة ندواتك اكتب عنوانها العودة للثكنات ، أدين الانقلاب ، واعمل ليق انتخابي دكاكيني كدا في حلتك في نقابتك ونس حبيبتك عن الليالي المخملية قوي عضلات فكرتك وانطلق وصبها صاح وقدر موقفك .
لو عجبك المنشور اصحى ، ولو ما عجبك صحي ترسك واعمل حركة ااااا وين وقوم بالضلام ومارس عاداتك القديمة.
الحصة وطن بالجد

حوافر القلم وليد العوض

ثورة "مقلوبة" ... الانقلاب ثوري
بلا رتوش الثورة هي الانقلاب والانقلاب هو الثورة نفسها وان جازت المقاربة من حيث الفارق المفاهيمي بينها كالذي بين الحج والعمرة في مسألة ركن الوقوف بعرفة ويمكن تعويض هذا الفارق بعمرة في رمضان، فالانقلاب والثورة يشتركان في التغيير الجذري باسناد عسكري وشعبي والفرق هو السند الجماهير أو الشعبي ويمكن تعويض هذا الفرق ان السند الجماهيري في الثورة تمثله استجابة الجيوش للثورة الشعبية، وفي حالة الانقلاب تستجيب الجماهير وتسند استيلاء الجيش على السلطة كما هو في ثورة يوليو 1952المصرية، الإنقاذ ومايو في التجربة السودانية وحدوث التغيير الجذري في الممارسة السياسية وتعذر العودة إلى ما قبل هذه الوقائع .
تجربة عسر الانتقال الحالي تعبر تماما عن حالة التقارب من حيث المفاهيم والممارسة هل هي ثورة ام انقلاب؟ ففي النصف الحلو من الفترة الانتقالية تبدو ثورة من واقع خطابها السياسي والأمنيات وفي النصف المر ما بعد إجراءات 25 أكتوبر تبدو انقلابا من ذات الخطاب والأمنيات واختلاف شركاء الثورة.
نظام ما بعد 11 أبريل في الأصل قائم على مبدأ التسوية السياسية بين مكونات الانتقال غير المتحدة ولا المتسقة فكريا وثقافيا، ولا تعتمد خطابا مركزيا للثورة أو التغيير، حتى المرجعية الدستورية للانتقال فصلت مكونات الانتقال عسكر، مدنيةوكفاح مسلح، وعلى هذه التسوية، المشاكسة السياسية والمحاصصة أفرزت موقف رمادي حول تعريف عملية التغيير هل هي ثورة ام انقلاب (ولا شنو الحصل)؟
الخطاب السياسي والإعلامي لمكونات الانتقال ما بعد 25 أكتوبر أحدث تفكيكا لثلاثية الانتقال تكوينا وشعارات إذ تحولت مفردة الكفاح المسلح كمصطلح ثوري إلى مفردة اعتصام الموز الانقلابي ؛ وتحول عسكر الثورة إلى مجموعة انقلابية وهكذا.

على نسق ثلاثية الثورة والتغيير المتعثر انطلقت اليوم عملية التسوية والحوار من جديد بآلية دولية ثلاثية، وغض النظر عن مواقف الحضور والغياب والنتائج المحتملة يبدو مستقبل التسوية يتجه نحو فرض واقع يتجاوز راهن الانتقال الحالي وبلا رافعات ثورية فالثورة ليس دورة شهرية وتهيئة المناخ لتلاقي الامشاج العسكرية والمدنية في رحم الثورة؛ وان حدث الفعل الثوري لن يحدث بمعادلات انتقال ما بعد 11 أبريل 2019.

ان الخيارات المطروحة لتجاوز عثر الانتقال الحالي مقعدة وتبدو مستحيلة من واقع التردي الوطني فعملية التحول الديمقراطي؛ الانقلاب؛ الثورة من جديد؛ والتوافق الوطني في ظل هذا التحشيد، سخائم التغابن الوطني، التدخلات الدولية بهذا السفور واختطاف الدولة السودانية تحتاج إلى إرادة سياسية وهذا المنتج غير متوفر حاليا.