مركز الخدمات النفسية التربوية - محطة شرقي القدس

الاكتئاب عند الأطفال

الاكتئاب أحد الأضطرابات النفسية شيوعاً في بيوتنا ومجتمعنا، لكن الكثير من المصابين بالإكتئاب غير مشخصين به نتيجة خوفهم أو خجلهم من فكرة تشخيصهم باضطراب نفسي، كما يرى الكثير أن إصابته بالاكتئاب هي مجرد ضعف عام ينتابه وليس حالة مرضية حقيقية. في حين أن الاكتئاب هو مرض يصيب النفس والجسم، ويؤثر على طريقة التفكير والسلوك، ومن شأنه أن يؤدي إلى العديد من المشكلات العاطفية والجسدية، وعادةً لا يستطيع الأفراد المصابون بالاكتئاب الاستمرار بممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد، إذ إن الاكتئاب يُسبب لهم شعورًا بانعدام أية رغبة في الحياة.

وحتى نتمكن كأهالي معرفة إذا ما كان أطفالنا يعانون من اضطراب الاكتئاب؛ لا بد أن نقوم بمراقبة سلوكهم وأدائهم وحالتهم النفسية آخذين بعين الاعتبار شدة ومدة وتكرار الأعراض، والتي تكون بدورها كمؤشر واضح للإصابة بالاكتئاب، كتراجع كبير في المزاج لدى طفلكم، فقدان الاهتمام والمتعة في نشاطه اليومي، تغييرات في الشهية والوزن، تغيير في عادة النوم ورؤية الكوابيس والأحلام المزعجة، الأرهاق المستمر وعدم الشعور بأهميته مع وجود أفكار انتحارية. بالإضافة لنوبات البكاء المتكررة، والسلوك العدواني المستمر، ومحاولة تخريب الممتلكات أو إلحاق الأذى بالآخرين. وقد يظهر طفلكم صعوبات في التركيز وعدم الرغبة في الخروج من البيت أو الذهاب إلى المدرسة.

من المهم الإشارة إلى أنه ليس من الضروري أن تظهر جميع الأعراض على طفلكم، فقد تكون بعض منها كإنذار تساهم في الانتباه لطفلكم أكثر والعمل على تقديم المساعدة اللازمة له.

ومن الجدير بالذكر أنه من الطبيعي أن تشعروا كأهالي بمشاعر صعبة في حال معرفتكم أن طفلكم يعاني من اضطراب الاكتئاب مما يشعركم بثقل وضيق نفسي، ولكن يمكنكم بداية تقديم المساعدة من خلال تقبل وتفهم حالة طفلكم وما يعانيه، والتقرب منه قدر الإمكان حتى يشعر بالأمان. حيث أن احتواء طفلكم واحتضانه عند غضبه وتقلب مزاجه يساعده على الشعور بالطمأنينة والراحة، كذلك يمكن أن تتحدثوا مع طفلكم عما يشعر ويعاني من مشاعر صعبة، حيث يتجاهل الأطفال عادة ما يشعرون به أو ينكرونه أو يخفونه، ولا يدركون معاناتهم من الاكتئاب وقد يتصرفون وكأنهم لا يحتاجون أي مساعدة.

أيضا ما يساعد طفلكم مشاركته وقته والاستمتاع معه مثل الذهاب في نزهة، اللعب، الطبخ سوياً، مشاهدة فيلماً مضحكاً، بالإضافة لتشجيع طفلكم على الخروج من البيت، وتكوين صداقات جديدة والتي بدروها تساهم في تعزيز ثقتة بنفسه، فوجود أقران يشاركونه اهتماماته يزيد مش شعوره بالراحة.

وفي حال شعرتم بعدم تحسن حالة طفلكم وقد تفاقمت الأعراض لديه، لا بد من التوجه لطلب المساعدة وزيارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي لتلقي الدعم والعلاج المناسب لحالة طفلكم.

من يمكنه التوجه إلى لجنة الاستحقاق والتوصيف؟
1. أحد الوالدين، وفي حالة الانفصال يتقدم صاحب الوصاية القانونية على الطفل، في حال عدم وجود وصاية يشترط موافقة كلا الوالدين وحضورهما.
2. المدرسة، أو أي مؤسسة تربوي رسمية.
3. السلطة المحلية.
4. منظمة عامة تعنى بمعالجة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة أو من قبل أي جهة علاجية أخرى.

متى يمكنني التوجه ل ؟
عندما يواجه أحد أبنائك إحدى المحدودات التالية، مع الإشارة إلى أهمية إرفاق وثائق، منها تشخيص مُعتمد حول محدودية الطالب. مرفق كذلك الجهات المعتمدة للتشخيصات بحسب وزارة التربية والتعليم:

ما هي لجنة الاستحقاق والتوصيف؟
هي اللجنة المعروفة سابقاً بـ ، وهي المسؤولة عن اتخاذ قرارات حول استحقاق الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمتواجدين في التربية العادية والخاصّة، للخدمات من التربية الخاصّة. وتحدد اللجنة حجم السلّة التي يستحقها الطالب بحسب مستوى الأداء وبناءً على التقارير المقدمة لها والتي تشير إلى وضع الطالب بشكل تفصيلي.

ظاهرة قضم الاظافر عند الأطفال

يمر الفرد منا بصعوبات كثيرة وتحديات في حياته ما ينجم عنها سلوكيات معينة غير مرغوب فيها سواء للشخص نفسه أو البيئة المحيطة به، فيصبح السلوك الظاهر كالمرآة التي تعكس مشاعره الداخلية المدفونة، ويعتبر سلوك "قضم الأظافر" إحدى هذه السلوكات المنتشرة، فتصبح هذه العادة للطفل جزء من لغته الخاصة يستخدمها للتعبير عن عالمه الداخلي ومكنوناته، وبذلك يكون انعكاساً جليّا للتحولات والديناميات العائلية والبيئية، ويمكن القول أنه أسلوب يستخدمه الطفل في مواجهة تحدياته في هذه الحياة.
وغالباً ما تكون استجابة الأهالي حيال أي سلوك غير مرغوب يقوم به طفلهم، هي العقاب أو استخدام الحب كأداة في العقاب والثواب والقصد هنا "بالحب المشروط بالعمل"، لذا لا بد من الانتباه أن حبكم لأطفالكم هو حب غير مشروط، حب ثابت وغير متغير. وأن شعوركم بالرفض أو عدم التقبل هو في الأصل رفض للسلوك الذي يقوم به طفلكم وليس لطفلكم بحد ذاته.
وكثيراً ما نرى أن الأهالي يشعرون بالقلق حيال سلوك أطفالهم في قضم الأظافر، خاصة عندما يبدأ الطفل قضم أظافره بِنَهَم، تحديداً عندما تصبح أصابعه دامية وتصاب بالإلتهابات مما يجعل هذا السلوك يصبج عادة يصعب على الطفل مقاومتها والتخلص منها، وهنا يفضل التوجه للطلب المساعدة طبياً أو من خلال العلاج النفسي.
أحياناً يتوجه بعض الأهل في طلب العلاج النفسي لأطفالهم بهدف مساعدتهم في التخلص من هذا السلوك، ما يجعلهم يركزون على أهدافهم ورغباتهم كأهالي، خاصة أن شكل الأظفر البشع لطفلهم و الذي يعتبرغير اللائق اجتماعيًا يجعلهم يشعرون بالحرج ويرغبون في علاج طفلهم، دون التطرق لحاجة طفلهم ورغبته، وكذلك لحالته النفسية. ومن هنا من المهم الإشارة إلى أنه في بداية العلاج النفسي يقوم المعالج بفحص قابلية الطفل للتخلص من عادة قضمه لأظافره، ومدى إنزعاجه من ممارستها، وإذا ماكانت تشغل حيزاً من تفكيره، وبناءًا على ذلك يتم تحديد الأهداف الأساسية للعلاج بمشاركة الطفل وذويه.
لذا من المهم أن يتم التعامل مع الأسباب الكامنة وراء سلوك قضم الاظافر لدى الأطفال وتقديم الدعم والمساعدة لهم للتغلب على هذه العادة، فغالباً ما يكون قضم الأظافر أكثر من مجرد عادة جسدية، وقد يكون مظهرًا من مظاهر الصراعات العاطفية الكامنة. لذا عليكم كوالدين الإدراك أن سلوك قضم الأظافر قد ينبع من مشاعر التوتر، القلق أو عدم الأمان لدى أطفالكم، ومن خلال اعترافكم بهذه المشاعر ومعالجتها يمكنكم إنشاء مساحة آمنة لهم للتعبير عن مشاعرهم دون إصدار أحكام. كذلك بتواصلكم المفتوح والآمن مع أطفالكم والتحدث بطريقة داعمة وغير تصادمية، سيسمح لهم بمشاركة أفكارهم بحرية دون خوف ومحاولتكم سوياً العمل على تطوير طرق صحية لإدارة عواطفهم ومشاعرهم.
إن دعمكم المتواصل لأطفالكم هو سر الأمان لهم، فلا تبخلوا عليهم بكلماتكم الداعمة، وامدحوا جهودهم ومحاولاتهم الدائمة مهما كانت. إحتفوا بنجاحاتهم على طول الطريق، وتذكروا أن أي تغيير يحتاج بعض الوقت، وأن أعظم حلفائكم هم الصبر والتفهم والتعاطف لبناء جسر آمن مع أطفالكم.