Mahmoud Sitohy
Writing and discussing articles on human affairs.
أبدا أبدا .....لا تدع الزمن يسبقك ...
جوَّك | صراع الإنسان والزمن.. أين المفر؟ - بقلم أ. د. محمود سطوحي النفس البشرية في حوار وتفاعل مستمر مع الزمن، يصل في أحيان كثيرة لمرحلة الصراع أو حتى الصرع، وهذا الصراع قد يؤجج فينا شعلة...
جوَّك | كيف تجعل لحياتك معنى وطعمًا خاصًا؟ - بقلم أ. د. محمود سطوحي طعم الحياة هو السر القابع وراء استمرارية الحياة. لو فقدت الحياة طعمها لتاهت وضاعت الرغبة في الاستمرار فيها أو معايشتها. لكن ماذا يعطي للحياة طعمها. هل الملذات والشهو...
جوَّك | مؤشر الاهتمام على ميزان الحب - بقلم أ. د. محمود سطوحي توجد آليات عدة للتعبير عن وممارسة الحب منها التسامح والعطاء غير المتناهي والتفاني ومشاركة النجاح ومشاركة...
هناك آليات عدة للتعبير عن الحب منها التسامح والعطاء اللامتناهي والتفاني ..لكن الآلية الأهم هي الاهتمام المتبادل بين الطرفين وفهم هذه الآلية ضرورة قصوي للحفاظ علي ديناميكية واستمرارية علاقات الحب السديدة.
جوَّك | مؤشر الاهتمام على ميزان الحب - بقلم أ. د. محمود سطوحي توجد آليات عدة للتعبير عن وممارسة الحب منها التسامح والعطاء غير المتناهي والتفاني ومشاركة النجاح ومشاركة...
جوَّك | أسباب جرح القلوب في العلاقات وكيفية التعافي - بقلم أ. د. محمود سطوحي يناقش هذا المقال ظاهرة القلوب الجريحة ومعناها و الأسباب التي تؤدي إليها ثم يبين كيف تتفاعل القلوب الجريحة مع هذه الظاهرة وفي النهاية يوضح المقال خريطة بناء مجتمع خا...
جوَّك | الإحباط و الأمل صراع متواصل.. معلومات لا تفوتك - بقلم أ. د. محمود سطوحي بين الإحباط والأمل.. صراع أبدًا لا ينتهي!نحن دائمًا في حالة صراع لا ينتهي أبدًا بين الإحباط والأمل.. الإحباط هو...
جوَّك | ماهية المتعة ومتعة الوعي.. معلومات لا تعرفها من قبل - بقلم أ. د. محمود سطوحي المتعة هي إحساس تلقائي عابر بالسعادة مرتبط بنشاط هورموني محدد. لكن المتعة قد تعبر حياتنا أحيانا دون أن نعيها مليا فلا يتبقى منها إلا إحساس عابر بالسعادة اللحظية وال....
جوَّك | خاطرة "أنا الأعظم".. خواطر اجتماعية - بقلم أ. د. محمود سطوحي يوجد شعار سائد في المجتمعات البشرية بلا استثناء... إنه شعار "أنا الأعظم"... سواء أكان منطوقًا...
عندما يتم إنجاز وتحقيق الهدف تتولد لدينا فرحة طاغية.. كرد فعل تلقائي للمشهد السيكولوجي الذي عبرنا خلاله من مرحلة تحديد الهدف إلى دخول التحدي حتى الإنجاز..
فالإنجاز يعطينا الإحساس بقدرتنا على قهر التحدي والوصول إلى مرحلة جديدة في حياتنا وتأكيد وجودنا في معزل عن التهديد بالفناء أو الانزواء..
جوَّك | الرحلة من تحديد الهدف إلي تحقيق الأهداف - بقلم أ. د. محمود سطوحي يتوقف طول الرحلة من تحديد إلى تحقيق الأهداف على مدى ضخامة أو ضآلة الهدف. فالهدف الرئيس لحياتنا يستغرق كل حياتنا.أما الأهداف الجزئية...
تحديد أهدافنا باستمرار ينير طريق حياتنا ويقود خطانا نحو نقط محددة ويجعلنا نستثمر زمن حياتنا بكفاءة وتحكم
جوَّك | الهدف!! كيف نحدد أهدافنا في الحياة ج1 - بقلم أ. د. محمود سطوحي تناقش هذه المقالة كيفية تحديد وصياغة أهداف حياتنا بطريقة مناسبة وفعالة...
صانع الفرحة يجني ثلاث جوائز..أولا جائزة صناعة الفرحة له وللغير.ثانيا: الإحساس بالقدرة علي إسعاد الآخرين والتطهر من إسر الذاتية. ثالثا: محبة من تأثروا بصناعة الفرحة. وفوق هذه الجوائز الثلاث سيستمتع صانع الفرحة بالإحساس بالأمان كونه كان سببا في سعادة من حوله وليس في شقاءهم. وحيث أن الفرحة تولد الفرحة فلا شك أن المناخ الذي سيعيش فيه صانع الفرحة هو مناخ صحي سليم متوجه نحو التطور والرقي...فلماذا لا نكون من صانعي فرحة الغير حتي لو بقدر يسير..
جوَّك | صناعة الفرحة من الألف إلى الياء - بقلم أ. د. محمود سطوحي يشرح هذا المقال مراحل صناعة الفرحة (الحلم-التخطيط-التنفيذ-النجاح). ويتحدث المقال عن كيف يمكن للمجتمع تأمين الفرحة وكيف يستطيع صناعة الفرحة المجتمعية...
جوَّك | الفرحة.. المفهوم والجذور والملابسات - بقلم أ. د. محمود سطوحي يتحدث هذا المقال عن مفهوم الفرحة، وجذور وملابسات ظاهرة الفرحة على المستويين الفردي والجماعي، ثم يتحدّث عن محطات الفرحة في حياة الإنسان...
جوَّك | صراع الحياة بين التكرار والتغيير - بقلم أ. د. محمود سطوحي هناك صراع خفي مرير بين آلية ثابتة تحفظ ظاهرة الحياة من الفناء وهي ظاهرة التكرار الآلي، وإعادة الخلق واستمراريته دون أدنى توجيه أو تدخل من الكيانات الواعية، وآلية ال...
جوَّك | صولجان سلطان النوم - بقلم أ. د. محمود سطوحي النوم وظيفة فسيولوجية تقوم بها أجسام جميع الكائنات الحية، وتشرح المقالة ظاهرة النوم وضرورتها، وكيف تنطبق على كل الكائنات، وكيف يختلف البشر في التعامل معه.
مقالة شهر فبراير 2022 (السباحة ضد التيار... ضرورة... نزوة... أم عبث...؟؟؟) أهديها لكل الأصدقاء والزملاء الأعزء متمنيا أن يصل كل منا لإجابة واضحة علي هذا التساؤل. https://jawak.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%A3%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%AB-19622
جوَّك | السباحة ضد التيار... ضرورة... نزوة... أم عبث...؟؟؟ - بقلم أ. د. محمود سطوحي السباحة ضد التيار ربما كانت معضلة في التاريخ البشري والسلوك الفردي، فهل هي ظاهرة صحية أم عرض لمرض أم أحياناً هي المرض؟ والمعنى المباشر لهذه المسألة هو السباحة في بح....
إرادة التجدي هي إدارة قوي البشر للدفاع عن رسالة الحياة
جوَّك | فنّ إدارة التّحديّ التّحدّي في الحياة هو صراع بين قوّتين أحدهما تُريد أن تطمس الحياة والأخرى تصمّم على أن تنصر الحياة... وهذه القوّة المعاكسة غير محدّدة المعالم، كما أن القوّة الدّاعمة...
إهداء..مقالة شهر يناير 2022 يسعدني أن أقدم هذا التصور عن (فن إدارة التحدي) وهو إستكمال للمقالة السابقة (لغز التحدي)
https://jawak.com/%D9%81%D9%86-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A-19034
جوَّك | فنّ إدارة التّحديّ - بقلم أ. د. محمود سطوحي التّحدّي في الحياة هو صراع بين قوّتين أحدهما تُريد أن تطمس الحياة والأخرى تصمّم على أن تنصر الحياة... وهذه القوّة المعاكسة غير محدّدة المعالم، كما أن القوّة الدّاعمة...
خ
جوَّك | الآن الآن أو أبداً أبداً إإا - بقلم أ. د. محمود سطوحي كم من أفكارٍ تزورنا وتمرّ بعقولنا مرور الطيف الرهيف والناظر العفيف... فلا نلاحظها ونعجز عن أن نقنصها... ولا نقدر على مسكها أو إمساكها... فتهرب وتنزوي للأبد... وتتركنا نع....
جوَّك | العلاقات الوجدانية في خضم المفاهيم التجارية - بقلم أ. د. محمود سطوحي يتحدَّث هذا المقال عن مفهوم عملية البيع والشراء في الحياة العملية والحياة الوجدانية، وكيف يُمكن إنشاء بيئة مناسبة لنشوء علاقات سليمة.
https://www.youtube.com/watch?v=mOC1etXpxMA
أ.د محمود ذكى سطوحى استاذ الكيماء الحيوية ضيف نجوم على لايف إعداد: ولاء شعراوى أ.د محمود ذكى سطوحى استاذ الكيماء الحيوية ضيف نجوم على لايف إعداد: ولاء شعراوى
جوَّك | التوازن المطلوب في لعبة القلوب - بقلم أ. د. محمود سطوحي يتحدث هذا المقال عن التوازن في العلاقات الإنسانية الحميمة وهو الضمان الوحيد لنجاحها واستمرارها... أما كسر التوازن فهو طريق الخسران... وكل حدث أو علاقة يفتقد التوازن م...
لحظات التخاذل والأسي..
تناسي اللحظات التي تخلي فيها عنك الآخرون وتخاذلوا عن مد يد العون وأنت في أمس الحاجة لمساعدتهم... لكن تذكر اللحظات التي كان فيها الآخرون في أشد الحاجة لمعاونتك فعبر قطار الزمن حياتك دون أن تفعل...
فاللحظات الأولي خارج نطاق سيطرتك ولا يد لك فيها ولن تجني منها سوي الهم والغم..
بينما اللحظات الثانية هي في مقدرورك تماما. وستسعدك أيما إسعاد.
فلا تبحث عما خارج يديك...إبحث فقط عما في إستطاعتك وحوزتك فهذا أقرب للفعل والواقع والوجودوالتواجد علي مسرح الحياة الجميلة..
التغيير يبدأ من السن الصغير....
في محاولة جديدة تناقش هذه القصة الصغيرة قضايا حياتية أساسية في عقل طفل صغير...حيث يتفاعل فكر الطفل الصغير مع الأحداث ليتفهم خلفياتها المنطقية مما يساعده علي الفهم السليم ومن ثم إتخاذ القرار الصائب الذي يشكل سلوكه وتوجهاته...هذه القصة تناقش قصة حب بين طفل صغير وطائر جميل ولكن هذا الحب ينحرف في مزالق الملكية والإستحواذ فيسعي الطفل لإمتلاك الطائر ويحبسه في قفص جميل فيفقده حريته...فتتحول عاطفة الحب في كيان الطائر إلي إحساس بالإنكسار فيضرب عن الحياة.... وفي البداية لا يستشعر الطفل مدي الجرم الذي إرتكبه في حق الطائر ويحاول أن يسري علي الطائر ما يعتقده أنه أزمة عابرة...وبعد فشل محاولاته في إرجاع الطائر إلي حالته النفسية السليمة يدرك أنه إرتكب جريمة في حق الطائر وأن الحب لا يعني أبدا الإعتداء حرية علي الآخر وسلبها....وهنا يصل الطفل إلي إتخاذ القرار الصائب وهو إطلاق سراح الطائر من قفص الإعتقال...فينطلق الطائر مرة أخري إلي سماء الحرية ولا يعود إلي المكان الذي أفقده حريته...وهنا يدرك الطفل أهمية الحرية لحياة الطائر فيحطم القفص ويرميه إلي خارج مسكنه...وعندما يري الطائر ذلك عابرا يدرك أن صديقه الطفل قد فهم معني الحرية بالنسبة له فيعود قريبا من مسكن صديقه الطفل ويبني له عشا جديدا للزوجية ويدعو الطفل إلي حفل زفافه... وتمثل هذه اللحظة عودة الأمل إلي روح الطفل الممزقة فيذهب إلي حفل زفاف الطائر محملا بالهديا ويصور كل اللحظات السعيدة...وهنا يدرك الطائر أن العلاقة بينه وبين الطفل أصبحت علاقة حب وإحترام فيمتن له ويعده أن يحصر حفل زفافه هو وكل أصدقائه من الطيور حتي يعزف له أفضل الألحان...ويسعد الطفل كثيرا بهذا الوعد الجميل ويظل يحلم بهذه اللحظة السعيدة وهو يحمل هذا الكم الهائل من الحب البريء الذي يكنه له الطائر الجميل...
القصة منشورة علي موقع الأمازون باللغة الإنجليزية واللعة الفرنسية كما توجد منه نسخ إليكترونية ونسخ ورقية:
https://www.amazon.com/dp/B099FXS33H
Adam et l'oiseau amoureux Adam et l'oiseau amoureux eBook: Sitohy, M, Ghonemi, E: Amazon.fr
..الحرب والسلام
الحرب والسلام طريقان نسير فيهما بغية الوصول للحق
الحرب وسيلة القوة لفرض ما نعتقده أنه حق بينما السلام وسيلة للعقل للوصول إلي العدل..
الحرب حل سريع لفرض إرادة الأقوي لكنه ليس نهاية المطاف بينما السلم طريق بطيء للوصول للعدل لكنه نهاية المطاف..
الحرب تعمينا عن أخطاءنا ولا نري إلا نصف الصورة لكن السلم نري فيه الصورة كاملة فنصل لحلول أشمل..
الحرب لا نتهي الصراع لكن تؤجله ومن يكسب اليوم قد يخسر غدا بينما السلام هو الطريق نحو حلول عادلة متوازنة تنهي الخلل في توازن القوي
فماذا نختار طريق الحرب والدمار وضياع الأمان الذي يوهمنا بإنتهاء الصراع وبمكسب رخيص لا يباع ..ام نختار طريق السلم بحثا عن العدل والأمان..
هل ننتصر لحمأة العاطفة العمياء التي توسوس في صدورنا لإنتزاع النصر والقهر علي الآخر أم ننتصر لسلام العقل الذي يبحث عن العدل لنا أو علينا...
أ.د. محمود سطوحي
3 أغسطس 2021
قد يتملكنا الغرور وتأخذنا العزة بالإثم فنتجبر ونتوهم أننا نمتلك الآخرين.....
ثم نعود لرشدنا فنتأكد أننا ربما حتي لا نتملك أنفسنا..ولانملك من أمرنا شيئا...
فلما الغلط ولما الشطط..
When a person deliberately fails to help those who deserve it,
he is the biggest loser.
عندما يتقاعس الإنسان عمدا عن مساعدة من يستحقونها
فهو الخاسر الأكبر.
وداعا معرض الكتاب...
إنتهي معرض الكتاب لهذا الصيف يحمل رسالة واحدة وهي العودة إلي الفكر الراقي من خلال تبادل ولإقتناء الكتب الجادة التي تبحث بوسائل عقلانية في مظاهر وأنشطة الحياة وسلوكيات الفرد والجماعات...
وقد مضي زمنا طويلا كبتت فيه أنفاس الفكر الحر والعقل الواعي الحديث لصالح الفكر العشوائي الغيبي الذ حملته وتحمله الكتب الصفراء دون فحص أو تمحيص سوي التأمين والمباركة علي كل مايقال دون وعي..
من حق أي إنسان أن يفحص قضايا حياته وزمنه دون وصاية من أحد...وعلي الأجيال الحالية أن تعيد فحص القضايا التي صنمت وقدست وحرم علي الآخرين الإقتراب منها.. دون أصالة من منطق سليم...
خلق الإنسان حرا وخلق العقل البشري طليقا و غضاضة في إستخدامه مهما شوه سمعته أصحاب المصلحة في سجنة ونفيه وإستعباده..بل أن عدم إستخدام العقل ليس مجرد غفلة أو جهل بل هو جريمة كاملة الأركان ترتكب في حق الفرد الفرد والجماعات...وهي جريمة كاملة لأن الفاعل دائما مستتر خلف مسميات جميلة وخداعات قاتلة...
لهذا المعرض صدي في نفسي فهو أول معرض يعرض لي فيه كتاب ألفته صامتا عبر أكثر من ستين عاما متوالة ثم جمعته علي عجل خلال ستين يوما متفرقة...إنه كتاب مجاهل النفس البشرية الذي وصفت من خلاله رحلاتي إلي أغوار النفس البشرية وكل رحلة تنتهي ببقعة ضوء..ليس المقصود من الكتاب هو إضافة بعض المعرفة إلي خبرات الأخرين ولكن جرهم إلي معترك الحياة كي يشاركوا بأفكارهم ورؤاهم...فأنا علي يقين بقدرة العقل البشري الهائلة ولدي إيمان خاص بقدرة العقل المصري علي الإتيان بالمعجزات إذا تحرر من القيود المرئية وغير المرئية التي يضعها أصخاب المصلحة في طريقه..
أ.د. محمود سطوحي
16 يوليو 2021
يوم السبت القدام سأقوم بزياة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب وسأمكث وقتا مناسبا في صالة 2 قاعة (B27) - دار نشر (دار الثقافة الجديدة) لمناقشة القراء في فحوي كتاب (مجاهيل النفس البشرية)..أتمني لقاء كل من طلب مني المقابلة يوم السبت 10/7/2021) بداية من عصر يوم السبت..خالص تحياتي للجميع
جوَّك | رحلة الشقاء من الأمان للخوف... - بقلم أ. د. محمود سطوحي ترتكز العلاقة الإنسانية على الإحساس بالأمان والسكينة ولكن عندما يحل القلق والخوف والفزع محل الأمان للسكن والرفيق.. يكون هذا بداية حزينة لضياع الحب واهتزاز قيم الوج....
مقدمة
هذا هو كتابي الأول الذي يجمع شذرات أفكاري وشتات أحاسيسي عبر رحلة حياتي وقد شجعني عليه كثيرا من الأصدقاء أو العقول العظيمة التي تفاعلت مع أفكاري وشاركتني الهموم والأحاسيس و مشقة رحلة البحث عن مجاهيل الحياة البشرية.. أتوجه بهذا الكتاب شكرا وعرفانا لكل من خلق في كياني إحساسا فريدا بالحياة وجعلني أشعر أنني لست وحيدا على هذه الأرض فكل العقول الجميلة تبحث وكل القلوب المزهرة تزين طريق البحث بأجمل الأزهار وألذ الثمار..
أدين بالفضل في نشأتي لمدينة السويس الباسلة الواقعة على البحر الأحمر بجمهورية مصر حيث كنت أستمتع يوميا بمشاهدة أمواج البحر ومن خلفها سماء صافية وآفاق شاسعة مجهولة وموحية ومحفزة للخيال والتفكير والتنظير.. وكنت أشاهد يوميا العالم كله يأتي من خلف البحار في صورة سفن قادمة من الأفق البعيد المجهول... كما كانت أخلاقيات شعب السويس ذات طابع فريد تتميز بمساعدة الغريب وإيوائه وحمايته من أي أخطار تتهدده فيما يطلق عليه سلوك الشهامة والجدعنة. لذا يطلق عليه حقا بلد الغريب..
كانت البيئة التي عشت فيها موحية وملهمة دافعة للمساهمة في اكتشاف هذا العالم المجهول على مستوى المادة والروح الحية.. وفي سنوات بداية الشباب تنازعتني الاهتمامات العلمية وفيضان الإبداع الأدبي وكنت أحاول النهل منهما على قدر الاستطاعة في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي.. ونظرا لضيق الوقت كان يجب الاختيار بين العلم أو الأدب.. ولما كنت عاشقا للاثنين كان الاختيار صعبا ومريرا إذا كان الحل هو في نفي أحدهما.. ولما كان الاثنين يستهدفان اكتشاف الحياة والكون اللذين أتينا إليهما دون معرفة مسبقة كان القرار هو أن أبقي على الاثنين على أن يصبح العلم هو المهنة ويأتي في مقدمة الاهتمامات ويبق على السطح الظاهر ولكن مع الإبقاء على الأدب والفلسفة في الباطن الدافئ والوجدان الغائر لذلك الكائن الذي أحمل اسمه.. ومع مرور السنين في مجال العلم وبحكم عملي كباحث وأستاذ في علم الكيمياء الحيوية كان الوقت يستهلك تماما في النشاط العلمي ولكن الأدب والفلسفة والقضايا العامة كان يحتل الوجدان دائما كبركان كامن أو كنبع ماء أرضي ساخن تحت السطح الساكن... فحتى في رحلاتي العلمية الرئيسية إلى ثلاث بلاد غربية إنجلترا- أمريكا - فرنسا كان العلم هو شاغلي الأساسي لكن في نفس الوقت لم أتوقف عن اكتشاف ثقافة هذه الشعوب وبدأت أستخلص الثقافة ليس فقط من المادة المكتوبة ولكن تعاملات وتفاعلات وسلوكيات البشر فاكتشفت أن الإنسان الحقيقي هو دائما نفس الإنسان في أبعاده وأحاسيسه وتوجهه الفكري حتى وإن تغيرت قشور الملابس وأغطية الثقافات وشرائط التاريخ...فالإنسان الحقيقي طيب القلب صادق المشاعر هو نفس الإنسان سواء أكان إنجليزيا أو أمريكيا أو هنديا أو فرنسيا أو مصريا.. بصرف النظر عن الثقافة والتاريخ والحدود الجغرافية.. فكونت عدة صداقات مع بشر مختلفي الجنسيات وسعدت من اكتشاف أن عمق الإنسان واحد وهو لا يجد أي نفور ضد أي إنسان آخر بسبب جنسه أو عقيدته أو ثقافته فكلنا غرباء على الأرض ونحتاج مساعدة بعضنا البعض كي نستطيع استكمال الرحلة على الأرض في سلام ووئام.
وبسبب تشجيع وتعضيد كثير من الزملاء الأصدقاء والتلاميذ والأبناء قررت أن أصدر هذا الكتاب الأول كي أبوح فيه برحلات عقلي الاستكشافية فيما أراه مجهولا وملغوزا من تصرفات وتفاعلات النفوس البشرية آملا أن تصل هذه الأفكار لأقراني ولتلاميذي وللأجيال القادمة.. ولا يعنيني أن تصل الأفكار كما هي ولكن أن تحرك هذه الأفكار العقول الأخرى كي تنتج وتزهر.. فالعالم متغير والأحداث متغايرة وإذا لم تتحرك عقولنا بنفس سرعة الأحداث أو أعلى لتخطانا التاريخ ولتجاوزنا التطورات الهائلة التي تطرأ على العالم وسيكون من الصعب علينا حتى إحصاء هذه التطورات وليس حتى مجرد فهمها أو المساهمة فيها.
وقد تمخضت خبرتي في الحياة عبر السنين عن المحور الأساسي لحياة ناجحة وهو إعمال العقل حتى منتهاه فلا أمل في أي تقدم حقيقي سوى بإطلاق وإعمال العقل.. ولن يعمل العقل إلا في بيئة مفتوحة ترفرف عليها رايات الحرية.. وأي نداء لحجر أو تجريم أو تحجيم العقل هو جريمة كبري في حق أنفسنا وحق وطننا وحق الأجيال القادمة.. وحتى يأتي عمل العقل ثماره لا بد أن يعمل في بيئة غنية بالثقافة الحرة ومجتمع يخيم عليه قيم التسامح والحرية والأمل... فهذا هو الطريق نحو ازدهار يانع دائم لمنتجات العقل المصري في صورة حضارة مصرية جديدة لا تقل شأنا عن حضارة الأجداد.
أهدي كتابي للعقول الجميلة التي تبحث عن الجمال والحب والخير غير المشروط للبشرية.. أهدي كتابي للأرض التي نشأت عليها أرض مدينة السويس بجبلها وأرضها وناسها... أهدي كتابي لكل من خط حرفا من حروف التقدم والعظمة في حضارة المصريين العظماء هذه الحضارة البريئة المتواضعة التي علمت العالم أن العظمة ليست قوة السلاح أو غزو الشعوب الضعيفة ولكن تعليم العالم كيف يكتشف ويحس ويمارس الحب والجمال وكيف يكتشف العدل في كل تصرفاته ليكون نبراس مسيرته طوال الحياة..
أ.د. محمود زكي سطوحي.........
لماذا تخفت أو تنطفئ جذوة الحب بعد الزواج
(جزء أول)
ولأن الموضوع واسع ومتشعب يركز هذا الجزء على سبع عوامل تؤدي إلى خفوت وانطفاء جذوة الحب بعد الزواج ثم يناقش الجزء الثاني ست عوامل أخرى والهدف في النهاية هو اكتشاف العوار السلوكي أو خطأ المفاهيم التي تؤدي إلى هذه النتيجة بحيث يمكن دائما الحفاظ على وهج الحب مشتعلا وجذوة الحب متقدة.. فالحب هو صانع السعادة والجمال والخير في الحياة..
1- غياب روح المغامرة
الحب في سن المراهقة والشباب يرتبط أحيانا بالمغامرة والتمرد وبعد أن يتحول الحب إلى علاقة ثابتة تختفي المغامرة والتحدي فيفقد الحب كثير من طاقته ومعانيه التي ارتبط بها في البداية.. لا شك أن المغامرة حدث يشد الإنسان شدا ويبهجه لأن ذك جزء من اكتشاف الإنسان لنفسه وللحياة التي يعيشها والبيئة التي يتحرك فيها... وعندما يفتقد الإنسان هذه اللذة في الاكتشاف نتيجة أن أحد الطرفين أو كلاهما لا يحب المغامرة إنما تستهويه وتستعبده الحياة الروتينية العادية فيرتبط بها ارتباطا شديدا ويفقد أهم عناصر البهجة في الحب... أو لأن أحد الطرفين أو كلاهما لا تستهويه المغامرات بينما تطحنه الروتينيات..
ويرتبط الحب بالمغامرة والتطلع والأمل حيث ينبثق الحب مع تفتق وعي الإنسان بنفسه وبالحياة وفي هذه المرحلة يميل الإنسان للمغامرة والتي ترتبط في نفس الوقت باكتشاف الحياة واكتشاف نفسه مما يضفي على عملية الحب كثير من المتعة الشعورية والمتعة الوجودية الفكرية... وغالبا ما يتلاشى هذا العنصر عندما تتحول العلاقة إلى الرتابة ويصبح كل شيء عادي ومكرر بل أحيانا ممل. فتغيب روح المغامرة والخيال وينطفئ الكثير من جذوة الحب. وهناك شخصية تاريخية شهيرة هي شخص العاشق كازانوفا الذي عاش في القرن ثامن عشر الذي آثر أن يعيش قصص حب عديدة دون زواج حتى يستمتع دائما بروح المغامرة... وكان يعتقد أن الزواج مقبرة الحب. ويحكي عنه أنه كان لا يشعر بسعادة الحب إلا عندما يرتبط ذلك بالمغامرة... وعندما تحولت إحدى علاقاته للرتابة والثبات فكر مرة أن يدخل على مكان الحبيبة من الشباك بدلا من الباب حتى يوهم نفسه بروح المغامرة.. فهل يمكن أن تستمر روح المغامرة والاكتشاف بعد الزواج وبعد أن عرفا الشريكان بعضهما..؟ أو توهما أو تخيلا ذلك... رحلة الاكتشاف والمغامرة هي رحلة مستمرة ليست متوقفة على علاقة الشخصين ببعضهما البعض ولكنها يمكن أن تمتد إلى علاقة الشخصين بالحياة فأسرار الحياة لا تنتهي والمغامرة في الحياة لا تتوقف إذا حافظ الشريكان على وهج روح الاستطلاع والاستكشاف في تلك الحياة.
2- قفل الستار
قد يكون أساسا الزواج تقليدي مبني على غير حب ولكن كلا الزوجين حاول في البداية البحث عن الحب في الطرف الآخر وبذل مجهودا كي يندمج في القيام بدور المحب ولأن كلا الطرفان يحاولان ذلك ولكنها يكتشفان في النهاية أنهما كانا يحاولان المحاكاة واكتشفا في النهاية أنهما فشلا في أداء أدوار المحب والمحبة... فأما أن يستمرا في أداء الدور إلى مالا نهاية وخاصة أن كليهما قد ارتبط بصورة أو أخرى مع نواتج الزواج وأصبح هناك عامل مشترك يشاركان فيه..
في الزواج التقليدي أو حتى الزواج بعد قصة حب قصيرة يمكن في البداية أن ينبهر الشخصان بعضهما بالآخر فيران أجمل ما فيها ويظلان سعداء وبعد التعايش سويا يبدآن في رؤية البقاع السوداء كل في الآخر فتتجلى العيوب والمثالب وقد يبدأ الفتور أو النفور تدريجيا... ففي البداية مثلا يعلن الطرفان قمة الاهتمام بالآخر والتضحية من أجله لكن مع الزمن قد يحس أحدهما أن الآخر يهتم بنفسه أو بآخرين أكثر مما يهتم به.. وقد يكون هذا الإحساس صحيحا أو غير صحيح ولكنه يبدأ في زرع الشقة بين الطرفين ومن هنا تبدأ المشاعر الباردة في التمدد والحيازة والطغيان.. فيفتر ويبهت ويبرد وهج الحب تدريجيا..
3- سلوكيات التملك وغريزة الملكية
كثيرا ما تتجول العلاقة الزوجية إلى علاقة ملكية واستحواذ حتى أن أحد الأطراف يحاول حتى ملكية ماض الآخر وليس فقط حاضره أو مستقبله فيغار أشد الغيرة لعدم وجوده في الماضي ليس رغبة في مزيد من الحب ولكنه مزيد من الملكية الفطرية والتملك.. ونتيجة لهذا الموقف السيكولوجي يتحول كل طرف إلى رقيب على الآخر خوفا من انتقاص حقوقه أو وجوده الشرفي في المجتمع وليس حرصا في الحقيقة على الحب.. مما لا شك فيه أن الإنسان لا يحب أن يظهر أمام المجتمع في صورة المغفل أو المخدوع ويستشاط غضبا عندما يحس بإهانة كرامته أمام المجتمع... ولكن قبل البحث عن الكرامة المهدرة أليس الأحرى على الطرفين التأكد أن طائر الحب لازال في عشه أما طار بعيدا في السماوات المجهولة.
4- تحول العلاقة العاطفية إلى علاقة مادية
تتركز وتتمحور العلاقة في الحب حول استكشاف الشخص الآخر والعواطف المجهولة وتأتي المتعة سريعا من الاستكشاف والتوحد بين الطرفين فتتميز العلاقة بالرغبة واللهفة والإشباع من أي لمحة ولو قصيرة وأي معنى ولو غامض فهي علاقة تحكمها المعاني والأحاسيس لكن قد تتحول العلاقة في الزواج إلى علاقة مادية فأفعال الطرفين لا تقاس بنفس المقاييس لكن تقاس بمقاييس مادية.. وتتحول العلاقة الإحساسية التلقائية إلى علاقة مادية تقاس فيها أفعال الطرفين بمقاييس مادية فتفقد حتى الأفعال بهجتها وتأثيرها... فالهدايا في الحب قد يكون لها تأثير السحر والنشوة أما في الزواج فتصبح الهدايا مجرد واجب مفروض كما يتم تقييم الأفعال بوزنها المادي وليس بأثرها المعنوي... فالهدية تقيم بقيمتها المادية وليس بما تعبر عنه من مشاعر وطرف العلاقة الزوجية قد يشتط غضبا إذا كان السعر زهيدا حيث أنه يتصور أن ذلك تحديد وتثمين لقيمته عند شريك العلاقة فالهدية النفيسة تعني قيمة عالية والزهيدة تعني غياب القيمة... وهذا عكس ما يحدث في حالة الحب حيث تقيم الهدية برمزها ومناسبتها ومعناها وما ترمز إليه وليس بقيمتها المادية أبدا..
5- قياس الحب بالمال والمادة
قبل الزواج هناك مقاييس للحب مثل الرغبة في إثبات واستمرارية العلاقة... فكل طرف يقيس حب الآخر بهذين المقياسين الذين لا يخطئان ولكن عندما يتحول الحب إلى علاقة اجتماعية فقد يتم قياس الحب بمقدار المال الذي يدفعه طرف لطرف... فالمهر الغالي والهدايا الثمينة هي التي تقيس الحب.. وبذا فإن كثير من قصص حب الشباب تفشل بسبب عدم قدرتهم على تحويل قيمة الحب الذي يحملونه في قلوبهم إلى مال يراه المجتمع... وتتباهى الأسر والفتيات بالمهر العالي والهدايا النفيسة ليس في الحقيقة كدليل على الحب وإنما على قيمتها الاجتماعية الوجودية بين قريناتها....
6- غياب رد الفعل
أحيانا يبادر أحد الطرفين بأعمال وأفعال ونوايا ومشاعر تقربه من الطرف الأخر ولكن الطرف الأخر لسبب أو آخر قد لا يحس بقيمة هذه الأفعال أو المشاعر فيتجاهلها أو لا يتعامل معها بما يجب من رد فعل حميد فيصاب الطرف الأول بإحباط يسبب أما تبلد مشاعره أو انطفاء جذوتها... وتدفعه دفعا للتخلي عن هذا السلوك الذي يخطب به ود الفرد الأخر.. والسؤال الذي يطرح نفسه... ما هو سبب عدم إحساس الطرف الثاني بأفعال ومشاعر الطرف الأول... هناك عديد من الأسباب تتوقف على هذا الشخص... فربما تخيم على بيئة إحساسه قناعة بعدم إظهار رد فعله حتى يبتز عواطف الطرف الآخر.. أو ربما يكون فاقد الإحساس بسبب طراز من التربية عوده على الأخذ دون العطاء ولربما يحس أن متعته وتقييمه لذاته قد يقل بإظهار رد الفعل للشخص الآخر... ولربما يكون هذا الشخص عديم الثقافة ولا يدري أهمية رد الفعل الإيجابي لاستمرار التوازن في العلاقات العاطفية... هناك أناس يريدون دائما أن يتبادلوا الحب ويحسون بالحب أخذا وعطاء وهناك من لا يحسون إلا بالحب أخذا فقط..
7- رد الفعل السلبي
إذا كان غياب رد الفعل نحو الحب يؤدي إلى انطفاء الحب فإن رد الفعل السلبي يقتله قتلا... فماذا يعني رد الفعل السلبي.. إنه ليس فقط تجاهل الأفعال أو المشاعر الطيبة التي يبديها الطرف الأول بل أن الطرف الثاني قد يبدي استياءه من هذه الأفعال وبدلا من الشكر والمديح تكون الإساءة والتجريح... فهل يمكن أن يحدث هذا في العلاقات الحميمة... وهل الشخص الذي يقوم برد الفعل السلبي يدرك فعلا أثر سلوكه القاتل على مشاعر الحب في وجدان الطرف الأول... فإذا كان صاحب رد الفعل السلبي جاهلا أو غافلا فتلك إساءة غير مقصودة أم إذا كان عامدا متعمدا فتلك جريمة حمقاء وأنانية بغيضة وقصر نظر أثيم..
لماذا تخفت أو تنطفئ جذوة الحب بعد الزواج
(جزء ثاني)
استكمالا لما تم مناقشته في الجزء الأول، نستعرض فيما يلي 6 عوامل أخرى تساهم في اختناق جذوة الحب
1- صراعات السلطة والتسلط
غالبا ما تنشأ صراعات تنازع السلطة بين طرفي المجتمع الصغير في الحياة الزوجية على عش الزوجية فيسعى الطرفان أو أحدهما إلى احتكار السلطة مما يؤثر على الطرف الآخر ويهدد إحساسه بوجوده مما يؤثر سلبا وتدريجيا على المشاعر الوجدانية فتنطفئ مشاعر الحب البهيج البريء تحت أثر بطش السلطة أو التعالي أو الإخضاع من أحد الطرفين للطرف الآخر سواء بطريقة علنية ظاهرة أو طريقة خفية باطنية مستترة. ولا شك أن غريزة السلطة والتسلط هي نتاج ثقافات خاطئة وتربية اجتماعية أو أسرية مشوهة. لن تنجح الحياة أبدا إذا توهم أحد الطرفين أن من حقه أو قدرته السيطرة على الطرف الآخر أو إلغاء شخصيته حتى إذا خضع الطرف الآخر لذلك عنوة أو طوعا..
2- المشاكل المادية والصراع المادي والوجودي
أحيانا تتحول العلاقة الوجدانية إلى علاقة مادية بعد الزواج خاصة في ضوء حصار المشاكل المادية.. وفي الحياة الزوجية يتشارك الطرفان المشاكل أكثر مما يتشاركا المشاعر فأما يتبادلان التهم أو يتشاركان الهم والقلق فيضيق وينكمش مكان الحب والعواطف... وتحت تأثير طغيان المشاكل يتهاوى وينكمش ويتقلص طوفان المشاعر.. وأحيانا تنشأ مشاكل تنافسية أو وجودية بين الاثنين نتيجة أن كلاهما أو أحدهما مشغول بإثبات وجوده الميداني وأحيانا فإن نجاح أحد أطراف العلاقة الزوجية قد يسبب قلق ومخاوف الطرف الآخر فيبدأ في قصقصة أجنحته خوفا من أن يطير بعيدا عنه.. فتتولد أفعال وعلاقات تدميرية بين الطرفين... وتصبح هناك معارك خفية بين الاثنين لا يعلنان أبدا عنها.... لكنها يتم ترجمتها في كل لغة الحوار والأحداث بين الطرفين.. ونتيجة هذا يتم اغتيال الحب لأن كلا الطرفين أو أحدهما يحاول دائما تقليل قيمة الآخر فلا يفتأ ولا يكل عن نقده وإهانته والحط من قيمته طول الوقت وهو يعتقد أنه بهذه الطريقة يمنعه من الطيران بعيدا عنه بينما هو في الحقيقة يدفعه للهرب جسديا أو روحيا أو كلاهما.. وقد يكون ذلك محولة دفاع شرعي عن الوجود الذي أحس بخطر التلاشي..
3- الاختلاف والتباعد الثقافي والاجتماعي
في زمن الجب قد لا يمثل التباعد الثقافي مشكلة كبيرة في بداية التقارب بين شخصين حيث أن الانبهار المتبادل بظاهر الشخصية المتعاملة قد يخفي حجم هذا التباعد. ولكن مع توارد المشاكل اليومية يبرز دور التباعد الثقافي في توسيع حجم الفجوة بين الطرفين.. وهذا التباعد قد يكون ناشئ عن ظروف تربية كل فرد أو المحيط الأسري أو الاجتماعي الذي يعيش فيه كل فرد وقد يكون بسبب تنوع الثقافة بين الطرفين فأحدهما محافظ مثلا تنتمي ثقافته لعصور قديمة وآخر يستمد ثقافته من الحياة الحديثة.
4- الفطام العاطفي والجذور العائلية
يأتي الزوجين من أسرتين مختلفتين ليكونا أسرة وهنا تظهر مشكلة جديدة فلمن يكون الانتماء هل للأسرة الجديدة أم يظل الانتماء للأسر القديمة وأين تعيش رؤوس الزوجين هل داخل كيان الأسرة الجديدة أم أن أغلبها لا زالت تعيش ظروف ومشاكل الأسر القديمة... بعض الأزواج تظل عقولهم وأفكارهم ومشاعرهم مع أسرهم القديمة ولا يتبقى إلا أقل القليل للعش الجديد حتى أنه يظل كيانا ثانويا فلا يتطور ولا يتحسن لأنه ليس محط الاهتمام الأول... وربما لا يأتي هذا عمدا أو وعيا ولكنه نتيجة طبيعية لهذا الوضع حتى وإن أبدت الأقوال أو القناعات غير ذلك.. ويمكن أن يطلق مصطلح (عدم الفطام العاطفي) على ظاهرة شدة الارتباط بالأسرة القديمة.. لدرجة أن البعض يعتبر أن الاهتمام بالأسرة القديمة هو واجب شرعي... حقا إنه واجب شرعي لكن الإفراط فيه لدرجة تمسح من الذهن وجود صورة لأسرة جديدة هو نوع من العته والغباء لا يفيد لا الأسرة القديمة أو الجديدة.. ولا شك أن المغالاة في الاهتمام بالأسرة القديمة من أحد الطرفين ينشأ عنه إحساس الطرف الآخر أنه ليس محط اهتمام الطرف الأول فتصبح المعادلة مستحيلة إذا حاول هذا الطرف أن يعطي كل اهتمامه لمن لم يضعه إلا في مكان ثانوي ومساحة جانبية من حياته.. وهؤلاء غير المفطومين عاطفيا قد لا يدركون أثر تصرفاتهم على الآخر وهم ربما يولون شريكهم بعض الاهتمام ولكن بلا شك أقل كثيرا مما توجبه علاقة متكافئة متوازنة... ولأن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة فلن يكون في مقدور الطرف الآخر أن يعطي للطرف الأول كل اهتمامه... وهكذا تتضاءل العلاقة الحميمة مع الزمن..
من الملفت للنظر أن الإنسان في حياته يعيش ثلاث أطوار تاريخية: الطور الأول (الماضي) هو عصر الأسرة التي تربى فيها طفلا والطور الثاني (الحاضر) هو عصر الأسرة التي أصبح فيها زوجا والطور الثالث (المستقبل) هو عصر الأسرة التي يصبح فيها والدا لأطفال جدد. الشخص الغير مفطوم عاطفيا يعيش في الطور الأول معظم حياته ويعيش قليلا أو غائبا في الطور الثاني ولكنه قد يعيش مجددا في الطور الثالث كي يربي جيلا آخرا من البشر غير المفطومين عاطفيا. وفي النهاية فهذا الشخص يعيش في الماضي أكثر ما يمكن وفي الحاضر أقل ما يمكن ثم يعيش في المستقبل بعض ما يمكن ليس حبا في المستقبل لكن رغبة في تحنيط وإحياء واستمرار الماضي. وإذا سادت الحياة الزوجية شخصيات غير مفطومة عاطفيا فلا شك أن ذلك سيؤدي إلى غياب الحب إن لم يؤدي إلى غياب الحياة. للأسف طريقة الحياة والتربية في الشرق تدفعنا دفعا إلى توليد أشخاص غير مفطومين عاطفيا مما يهدد إلى حد كبير استقرار الحيوات الزوجية بل استقرار الحياة الاجتماعية بوجه عام.
5- الابتزاز العاطفي
يتم توارث آلية الابتزاز العاطفي عبر الأجيال وتظهر أكثر في جانب المرأة لكن لا يخلو بعض الرجال منها.. فلأهداف مادية يمكن لأحد الطرفين ابتزاز عواطف الآخر ومن العبارات الشائعة (لو كنت بتحبني اشتري لي كذا أو أعمل لي كذا)... وقد ينبغ الكثيرون في استخدام هذا الأسلوب لتحقيق مصالح ولكنه في النهاية يتم ذلك على حساب المشاعر الصادقة البسيطة فتتحول العلاقة الزوجية ليس فقط إلى علاقة مادية ولكن إلى علاقة استغلال وابتزاز... وربما ينشأ هذا النمط عندما لا يحمل طرفا أي مشاعر للآخر ولكنه يستخدمه فقط لتحقيق مصالح مادية.. بلا شك يخلو الحب الحقيقي من أي ابتزاز لأنه لا يسعى لأي أهداف مادية وذروة غاياته هو الإحساس بالوجود الأمن في الحياة وفي رفقة ملاك الحب. وشعور أي من الطرفين بأن الطرف الآخر يبتزه ربما تقتل مشاعر الحب تماما..
6- خيمة النكد ومزرعة الإحباط
الحياة بالطبع هي مسرح لعديد من المشاكل التي لا تنتهي ويزيد أثر حدة المشاكل على الحياة الأسرية عندما تمس هذه المشاكل الوجود الميداني للإنسان وعندما تتعلق بمصاعب الحياة المادية... ومواجهة هذه المشاكل في مساكن مغلقة ربما يضفي عليها شيء من الحدة والصعوبة.. في علاقات الحب.. وغالبا لا تظهر هذه المشاكل كثيرا في مناخ الحب وإن ظهرت فلا تخيم على مسرح أحداث الحب كما تفعل في بيت الزوجية... فإذا كان الزوجين متباعدان نتيجة أحد العوامل الأخرى التي تم ذكرها فإن وجود هذه المشاكل يدفعهما إلى إلقاء اللوم على الآخر أو أن أحدهما يحمل المسئولية للآخر بينما يبقى هو بعيدا أو أن أحدهما يلقي اللوم على الآخر ويصعب عليه الخروج من المأزق بدلا من دعمه..
ولا شك أن هذا المناخ من المشاكل الدائمة يترك خلفه مناخا كئيبا يدفع الطرفين أو أحدهما لا يترك فرصة إلا ويفرغ قلقه في الآخر في صورة تم التعارف عليها بأنها النكد... وقد ارتبطت ظاهرة النكد بالمرأة منذ زمن طويل ربما لأنها أكثر مكوثا في البيت وتقضي مع المشاكل كل أو جل يومها ومن الطبيعي أن تمرر المعاناة التي تحس بها إلى الطرف الآخر حتى أصبح النكد عادة يصعب الفكاك منها.. ورغم أن الرجل ليس أسير بيته إلا أن ظاهرة النكد يمكن أيضا أن تستولى على بعض الرجال فتجدهم أحيانا يختلقون المشاكل وينفعلون لأقل الأسباب.. ولا شك أن تسيد النكد للمناخ المنزلي يمكن أن يحول بيت الزوجية إلى مزرعة للإحباط حتى وإن انتهت المشاكل تماما لأن النكد يتحول إلى عادة سيكولوجية وإدمان يسيطر على الإنسان معظم الوقت..
لا شك أن هذه العوامل التي تطفئ أو تخفت جذوة الحب يمكن تلافيها أو علاجها ولكننا لم نتوقف يوما كي نفكر كيف نخرج من الطوفان.............................
من كتاب: مجاهل النفس البشرية
تأليف: أ. د. محمود زكي سطوحي Mahmoud Sitohy
الآن بدار الثقافة الجديدة
كتاب "مجاهل النفس البشرية"
صدر الكتاب الأول لي في فلسفة الحياة عن دار النشر (دار الثقافة الجديدة) وسيعرض الكتاب في معرض الكتاب الدولي هذا العام بداية من 30 يناير 2021...أشكر كل زملائي أساتذة الجامعات في كل التخصصات والمفكرين وكل تلاميذي الذين دفعوني وشجعوني علي نشر هذا الكتاب...ولكل من سألوني الكتاب متوافر بالمكتبات التالية:
1. مدبولي - ميدان طلعت حرب
2. عمر بوك - شارع طلعت حرب بجوار فلفلة
3. مكتبة ليلى - شارع رشدي من عبد الخالق ثروت
4. مكتبة مبتدا - شارع القاضي الفاضل من ش صبري أبو علم بجوار فودافون
5. مكتبة تنمية - شارع هدى شعراوي
6. مكتبة سنابل - بشارع صبري أبو علم بجوار مترو محمد نجيب
7. مكتبة دار الثقافة الجديدة بشارع صبري أبو علم بجوار مترو محمد نجيب
وبالطبع متوافر في معرض القاهرة الدولي للكتاب
خالص تحياتي
أ.د. محمود سطوحي
Click here to claim your Sponsored Listing.
Category
Website
Address
Zagazig
44519
Opening Hours
Monday | 9am - 10pm |
Tuesday | 9am - 10pm |
Wednesday | 9am - 10pm |
Thursday | 9am - 10pm |
Friday | 9am - 9pm |
Saturday | 9am - 10pm |
Sunday | 9am - 10pm |
شارع طلبة عويضة بجوار مستشفى صلاح سالم/أمام مركز المهد للأطفال
Zagazig, 44556
لو عاوز ابنك يوصل للعالميه يبقي مكانه عندنا 01014353131 - 015
5 شارع القومية، Shaibet An Nakareyah, Ash Sharqia Governorate
Zagazig, 44511
معانا فى اكاديمية البطل هتحقق حلمك وحلم اولادك فى تعل?