مكة المكرمة معالم ومآثر

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
من معالم المسجد الحرام
الحلقة ( 10 )
بئر زمزم
ماء أنبعه الله تعالى تحت قدمي إسماعيل عليه السلام، وذلك بعد أن تركه الخليل إبراهيم عليه السلام مع أمه هاجر بأمر من الله تعالى في وادي مكة، ونفذ الزاد والماء، واشتدَّ به الظمأ، وراحت أمه تطلبه بشدة بين الصفا والمروة فأنبع الله تعالى ماء زمزم بضربة جبريل عليه السلام الأرض، ولما رأت أمه الماء فرحت به فرحاً شديداً، وأدارت حوله حوضاً، وأخذت تزمه وتجمعه على بعضه، لذا سمي (ماء زمزم)، ويقع بئر زمزم شرق الحجر الأسود.


ومن فضائله ما قاله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((خَيْرُ مَاءٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ فِيهِ طَعَامٌ مِنَ الطُّعْمِ وَشِفَاءٌ مِنَ السُّقْمِ..)) المعجم الكبير رقم١١١٦٧، مجمع الزوائد رقم ٥٧١٢.

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
من معالم المسجد الحرام
الحلقة ( 9 )
مقام إبراهيم عليه السلام

هو حجر من الجنة، نزل به الأمين جبريل عليه السلام على سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام؛ ليقف عليه، في إكمال بناء الكعبة، تكريماً لإبراهيم عليه السلام، وتعظيماً للكعبة المشرفة، فهو أعظم حجر عندها، فلما رقى فوقه غاصت قدماه فيه، وبعد أن أكمل البناء وقف عليه، وأذن في الناس بالحج كما أمره الله سبحانه، ويقع المقام شرق الحجر الأسود.وقد ورد في فضله قوله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران آية٩٧).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: ((إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، طَمَسَ الله نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ))
مسند الإمام أحمد رقم ٧٠٠٨، سنن الترمذي رقم٨٧٨.

من قرأ السيرة أصلح الله له السريرة

عظمة بركة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعجزته في اختيار مؤذن لأهل مكة المكرمة.
ما وقعت لمسة من يد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على مؤمن إلا كانت عليه بركة، ولا على متردد في إيمانه إلا ثبت الله تعالى قلبه على الإيمان، وهذا ما صار مع أبي محذورة:

روى الإمام أحمد عن أَبي مَحْذُورَةَ أنه قال: خَرَجْتُ فِي عَشَرَةِ فِتْيَانٍ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وَهُوَ أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيْنَا، فَأَذَّنُوا فَقُمْنَا نُؤَذِّنُ نَسْتَهْزِئُ بِهِمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ائْتُونِي بِهَؤُلَاءِ الْفِتْيَانِ» فَقَالَ: «أَذِّنُوا» فَأَذَّنُوا فَكُنْتُ أَحَدَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «نَعَمْ، هَذَا الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ، اذْهَبْ فَأَذِّنْ لِأَهْلِ مَكَّةَ»، فَمَسَحَ عَلَى نَاصِيَتِهِ وَقَالَ: "قُلْ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ ارْجِعْ، فَاشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ مَرَّتَيْنِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَإِذَا أَذَّنْتَ بِالْأَوَّلِ مِنَ الصُّبْحِ فَقُلْ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ، وَإِذَا أَقَمْتَ فَقُلْهَا مَرَّتَيْنِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، أَسَمِعْتَ؟"
قَالَ: وَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ لَا يَجُزُّ نَاصِيَتَهُ، وَلَا يُفَرِّقُهَا لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم مَسَحَ عَلَيْهَا.

مسند أحمد رقم15413، قال في الهامش: حديث صحيح بطرقه وهذا إسناد ضعيف لجهالة حال عثمان بن السائب وأبيه وأم عبد الملك بن أبي محذورة.

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
من معالم المسجد الحرام
الحلقة ( 8 )
الحِجر (حجر إسماعيل عليه السلام)
هو الجزء الواقع شمال الكعبة على شكل نصف دائرة
ويعرف بـحِجْر إسماعيل، نسبة للجهة التي كان يستظل بها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بجوار الكعبة المشرفة
وحينما بنت قريش الكعبة المشرفة لم تفِ الأموالُ التي جمعتها من الحلال لبناء الكعبة، كما كانت على عهد إبراهيم الخليل عليه السلام، فأنقصت جزءاً منها من الجهة الشمالية بمقدار (٣ م)، أي إلى المصباحين اللذين على جدار الحجر وبنت عليه حائطاً قصيراً حتى يطوف الناس من ورائه.
ومن فضائله:
ما صحَّ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَدْخُلَ البَيْتَ فَأُصَلِّيَ فِيهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَأَدْخَلَنِي الحِجْرَ، فَقَالَ:
((صَلِّي فِي الحِجْرِ إِنْ أَرَدْتِ دُخُـــــــــــولَ البَيْتِ، فَإِنَّمَا هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ البَيْتِ، وَلَكِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوهُ حِينَ بَنــــَوْا الكَعْبَةَ فَأَخْرَجـــــــُوهُ مِــنَ البَيْتِ)). سنن الترمذي رقم ٨٧٦.

نسائم المعالم
السيرة النبوية من خلال المآثر والأماكن
من معالم المسجد الحرام
الحلقة ( 7 )
الشاذروان

هو الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل جدار الكعبة من جوانبها الثلاثة
وأما ما كان بجهة حجر إسماعيل فليس بشاذروان، إنما هي عتبة من أصل الكعبة
وقد اختلف العلماء في حقيقة الشاذروان
فقيل: إنه من أصل جدار الكعبة حين كانت على قواعد إبراهيم عليه السلام، وأنقصته قريش من عرض أساس جدار الكعبة حين ظهر على وجه الأرض
وقيل: إن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما هو الذي بناه لحماية جدار الكعبة من تسرب المياه إليه، وحتى لا يتضرروا في الازدحام، ولا يتلف ستار الكعبة.
وفي جميع الأحوال يأخذ حظه من التعظيم للحاقه بالكعبة المشرفة.

من قرأ السيرة أصلح الله له السريرة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات فقد عشنا أياما طيبة في طيبة الطيبة، كان إقبال الطلبة على كتب السيرة النبوية أمراً ملحوظاً
وفي الحقيقة فإن علوم السيرة النبوية بدأت تتفتق في هذا العصر الجديد، مما يدل على عظمة الإسلام
وإقبال المسلمين على الاستفادة من تراث نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
نتابع معكم على بركة الله تعالى.

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
من معالم المسجد الحرام
الحلقة ( 6 )
ميزاب الكعبة
يقع الميزاب أو المزراب على سطح الكعبة في الجهة الشمالية،
ويطلُّ على الحِجْر، لتصريف مياه الأمطار،
وقريش هي أول من وضع ميزاباً للكعبة المشرفة حين سقفتها في السنة الخامسة قبل البعثة، وكانت قبل ذلك بلا سقف، وجعلوا الميزاب من الخشب، والموجود الآن مصنوع من الذهب الخالص وطوله متران.
ورُوي عن بعض السلف أن الدعاء تحته من مواطن استجابة الدعاء،
فعن محمد بن عبد الرحمن العبدي رحمه الله أنه قال: ((رأيت عكرمة بن خالد وأبا جعفر وعكرمة مولى ابن عباس يلتزمونَ ما بينَ الركنِ وبابِ الكعبةِ، ورأيتهمْ ما تحتَ الميزابِ في الحِجْرِ)). مصنف ابن أبي شيبة (رقم١٣٧٨١)، ونحو هذا في المستدرك رقم (٣٠٦٥).

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
من معالم المسجد الحرام
الحلقة (5)
الملتزم
هو ما بين باب الكعبة المشرفة والحجر الأسود، وعرضه متران تقريباً، ويسن للطائف التزامه، والإكثار عنده من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى والخضوع له؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حين فرغ من طوافه التزمه، وألصق صدره ويديه وخده إليه. كما في سنن أبي داود رقم١٨٩٩.
وهو من الأماكن التي يُستجاب عندها الدعاء،

فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه كان يلزم ما بين الركن والباب، وكان يقول: ((مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ يُدْعَى الْمُلْتَزَمَ، لَا يَلْزَمُ مَا بَيْنَهُمَا أَحَدٌ يَسْأَلُ الله شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)). رواه البيهقي، رقم٩٧٦٦.

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
من معالم المسجد الحرام
الحلقة(4)
الركن اليماني

هو الركن الجنوبي للكعبة المشرفة
وكان النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يستلمه في طوافه
ولم يستلم النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من البيت إلا الحجر الأسود والركن اليماني
فيستحب للطائف استلامه بيده، دون تقبيله.
ومن فضائله أنه يحط الخطايا حطاً
كما ورد عن ابن عمرَ رضي الله عنهما أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا)).
رواه الترمذي وحسنه، رقم٩٥٩،

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((إِنَّ الرُّكْنَ وَالْمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ من يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، طَمَسَ الله نُورَهُمَا، وَلَوْ لم يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا ما بين الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)).
رواه الترمذي وحسنه، رقم٨٧٨.

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن

من معالم المسجد الحرام الحلقة(3)
الحَجَر الأسود

هو حجر من الجنة
نزل به الأمين جبريل عليه السلام على الخليل إبراهيم عليه السلام، فوضعه في الركن الشرقي من الكعبة المشرفة
ومنه يبدأ الطواف وبه ينتهي
وكان حين نزوله من الجنة أبيض اللون، فسودته خطايا بني آدم
وقد قبَّله النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والأنبياء من قبله، فيــســتـــحــب للطائف تقبيــــله، أو استلامه بيديه أو بشيء، فإن عجز أشار إليه بيديه، كما يفعل عند الصلاة، ثم يكبِّر، ثم يقبِّل يديه، وقد ورد في فضله أحاديث كثيرة منها:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم في الحَجَرِ: ((والله لَيَبْعَثَنَّهُ الله يوم الْقِيَامَةِ، له عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ على من اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ)).
رواه الترمذي وحسنه، رقم٩٦١.

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
الحلقة(2)
من معالم المسجد الحرام
**الكعبة المشرفة**

هي أول بيت لله تعالى، جعلها الله قياماً للناس وهدى للعالمين، وقبلة للمصلين
وقد جعل الله لها من الحرمة والتقديس ما لم يجعله لمكان غيرها على وجه الأرض
فأمر باستقبالها في الصلاة، وأوجب الطواف حولها في الحج
قال الله تعالى: {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ..} (سورة المائدة آية ٩٧).

وقد ورد في فضل الحج إلى بيت الله الحرام أحاديث كثيرة ومنها:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)). (رواه البخاري رقم١٨١٩، ومسلم رقم٣٣٥٧).

وعن أسامةَ بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: دَخَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ، فَجَلَسَ، فَحَمِدَ الله، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَبَّرَ وَهَلَّلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْبَيْتِ فَوَضَعَ صَدْرَهُ عَلَيْهِ وَخَدَّهُ وَيَدَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ كَبَّرَ وَهَلَّلَ وَدَعَا، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ بِالْأَرْكَانِ كُلِّهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَقْبَلَ عَلَى الْقِبْلَةِ وَهُوَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: ((هَذِهِ الْقِبْلَةُ، هَذِهِ الْقِبْلَةُ)) مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. (رواه أحمد رقم٢١٨٢٣، والنسائي رقم٣٨٨٤).

قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((صلاةٌ في مسجدِي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ)) (صحيح البخاري رقم١١٩٠، صحيح مسلم رقم٣٤٤٠).

نسائم المعالم السيرة النبوية
من خلال المآثر والأماكن
الحلقة(1)

وادي إبراهيم عليه السلام
هو وادي مكة وبكة المكرمة
وهو أقدس وادٍ على وجه الأرض؛ لِما حواه من البيت الحرام والحرم، وفيه المقام، وماء زمزم، والكعبة، والحجر الأسود.

قال الله تعالى عنه: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (٩٦)} (آل عمران)
وهو المقصود في قول إبراهيم عليه السلام كما حكاه الله عنه في قوله: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ. ٣٧} (سورة إبراهيم).
وأكبر آيات الله تعالى فيه هو سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
فقد وُلد في أحد شعاب هذا الوادي وهو شعب الهاشميين،
ونال من مجيئه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذهابه فيه ما لم ينله واد آخر، بله وقضاء أكثر عمره فيه.

وطول وادي إبراهيم ٣٧كم
ويبدأ مسيله من علوٍ عند المحصب من منى، ثم يلتقي بوادي ذي طوى، ثم يمتد وادي إبراهيم حتى يصب في وادي عُرَنَة، حتى يصل هذا الأخير إلى البحر الأحمر.
ومـــــن روافــــــــده: وادي المُحَصَّب وأذاخر الجنوبي وشعب عامر، وشعب علي، ووادي أجياد (أجياد الكبير وأجياد الصغير) ووادي ذي طوى.

الأحكام الفقهية لقصد الأماكن النبوية الحلقة (4)

إن العمل على تحديد المواقع الجغرافية لمعالم السيرة النبوية وما يتصل بها من حكم في قصدها بالزيارة، يدخل تحت عدة أحكام:

الأول: وجوب قصد المعالم والحفاظ عليها:

الثاني: استحباب قصد المعالم:

الثالث: القصد المباح: وقد سبق الحديث عن ذلك

الرابع: القصد الحرام أو المكروه:
يجب على العلماء تبيين المعالم التي نهى الشارع عن قصدها بعبادة أو لعمل بدعة فيها ليست من الدين، كتعيين وادي عُرنَة، ووادي مُحسر، وتعيين المواقع التي نهى الشارع عن أداء العبادة فيها كالمقبرة والكنيسة.
فقصد مثل تلك المعالم التي نهى الشارع عن أداء عبادة معينة فيها أو دخولها، مما لا يجوز شرعاً، كالصلاة في المقابر، والكنائس، والنزول في ديار من أهلكهم الله بعذاب، وقصد معالم السيرة بنية إيذاء المسلمين، ونشر البدع كالطواف حول القبور، أو بنية مخالفة السنة كالنزول في وادي عرنة أو وادي محسر لمريد الحج،
كل ذلك مما يدخل أداؤه تحت الحرام أو المكروه، وهو مفصل في كتب الفقه، وشروح الحديث الشريف.

وهناك أمثلة كثيرة لهذا القسم وللأقسام التي قبله، وعلى المسلم أن يتحرى الجهة الصحيحة ويحضر النية الصالحة كما أمر الشارع الحنيف.

ويمكن مراجعة كتابي «مواقيت العبادات الزمانية والمكانية» فقد بينت فيه جانباً كبيراً من الأحكام الشرعية التي لها تعلق بالمكان

الأحكام الفقهية لقصد الأماكن النبوية الحلقة (3)

إن العمل على تحديد المواقع الجغرافية لمعالم السيرة النبوية وما يتصل بها من حكمِ قصدِها بالزيارة، يدخل تحت عدة أحكام:

الأول: وجوب قصد المعالم والحفاظ عليها:

الثاني: استحباب قصد المعالم: وقد سبق الحديث عن ذلك

الثالث: القصد المباح:
إن قصد المعالم التي لا ترتبط بأداء نسك واجب أو بأداء سنة وردت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في القسم الأول والثاني هو من باب المباح،
ويتحول إلى سنة إذا قُصد التعبُّد بذلك العمل كمن قصد تعلم العلم، وتحريك المشاعر في محبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بزيارة أماكنه التي مرَّ بها، كالطرق والجبال والوديان والبيوت والقرى والمدن وعيون الماء وغيرها الكثير..
فقصد مثل هذه بتلك النية هو من باب المستحبات،
كما مر في حديث ابن عمر رضي الله عنهما السابق،
وإن لم تكن للشخص نية أصلاً فقصدها هو من باب المباح، حيث لا أجر ولا وزر.

يتبع................

الأحكام الفقهية لقصد الأماكن النبوية الحلقة(2)

إن العمل على تحديد المواقع الجغرافية لمعالم السيرة النبوية وما يتصل بها من أحكام قصدها بالزيارة، يدخل تحت عدة أحكام:

الأول: وجوب قصد المعالم والحفاظ عليها: وقد سبق

الثاني: استحباب قصد المعالم: :
يستحب للعلماء العمل على تحديد المعالم التي يسن للمسلم أداء العبادة فيها أو من خلالها كوسيلة لأداء السنة، كتعيين حدود الروضة الشريفة والمسجد النبوي
وتعيين طريق حج الأنبياء وتعيين طريق ضبٍّ، وطريق المأزمين للحج
وتعيين المساجد والمصليات التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
وتعيين معالم مواقع السنن في الحج، كمكان وقوفه صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند جبل الرحمة في عرفة، وعلى جبل قُزَح في مزدلفة
ومكان وقوفه صلى الله عليه وعلى آله وسلم داخل الكعبة ومكان صلاته عند المقام
ومواضع غزواته لمعرفة الأحكام المتعلقة بها، وهذا كثير جداً..

فقصد هذه المعالم للعبادة أو لزيادة العلم فيها مما رغب فيه الشارع الحنيف، وأثاب عليه..

الأحكام الفقهية لقصد الأماكن النبوية الحلقة (1)

إن العمل على تحديد المواقع الجغرافية لمعالم السيرة النبوية وما يتصل بها من أحكام قصدها بالزيارة، يدخل تحت عدة أحكام:

الأول: وجوب قصد المعالم والحفاظ عليها:
يجب على علماء الشريعة القيام دائماً بحفظ وتحديد كل المعالم التي وجب على المسلم أداء المناسك فيها
كتحديد مشاعر الحج والعمرة، مثلا موقع عرفة ومزدلفة ومنى وحدود حرم مكة والمدينة المنورة
وتعيين حدود المسجد الحرام وحدود الصفا والمروة ومواقيت الإحرام
وغيرها الكثير من المواقع التي تؤدى فيها المناسك،
وعندها يجب على المسلم قصد المعلم الذي عينه الشارع له في أداء نسكه، ويجب أن لا يحيد عن المكان الذي عينه، وإلا كان نسكه غير صحيح، وعليه الوزر، كمن حج ووقف في غير أرض عرفة، فحجه غير صحيح..

الثاني: استحباب قصد المعالم:

يتبع....

من فضائل مسجد الخَيف في منى أنه دفن فيه سبعون نبياً

عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ قُبِرَ سَبْعُونَ نَبِيًّا» .

رواه البزار رقم1177
قال الهيثمي رحمه الله: رواه البزار، ورجاله ثقات.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (3/ 297)

منطلق الفوائد في قصد معالم السيرة النبوية
الجزء (2)

دأب علماء الشريعة والسيرة النبوية والعلماء البلدانيين على التعريف بمعالم وأماكن أحداث السيرة النبوية، لِما دلَّت عليه الكثير من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية وعمل السلف الصالح.

أولاً: التحديد المكاني في القرآن الكريم: وقد سبق الحديث عنه.

ثانياً: التحديد المكاني في السنة المطهرة والسيرة العطرة:
إن التحديد المكاني في سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جزء منها،
فكثيراً ما يروي الصحابة أحداث السيرة ويذكرون معها المكان الذي حدَّثَ فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال فيه قولته، وخاصة فيما يتعلق بغزواته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحجه وزيارته صلى الله عليه وعلى آله وسلم لبيوت أصحابه، ومساجده التي صلى فيها في المدينة وغيرها،

ومن ذلك ما روى البخاري رحمه الله بسنده في باب المساجدِ التي على طُرُقِ المدينةِ والمواضِعِ التي صلى فيها النبي صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ إلى موسى بن عُقْبةَ أنه قال: رأيتُ سَالِمَ بن عبد اللهِ (بن عمر رضي الله عنهما) يتحرَّى أماكنَ من الطَّرِيقِ فَيُصَلِّي فيها، ويُحدِّثُ أَنَّ أَباهُ كان يُصَلِّي فيها، وَأَنَّهُ رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ يُصَلِّي في تلكَ الْأَمْكِنَةِ. صحيح البخاري رقم ٤٨٢.

كتاب مكة المكرمة منذ مائةعام
أو مجموعات د. سنوك هيرجرونج الرائعة
صاغها مع مقدمة جديدة انجلوبيشى
كتاب نفيس في صوره
وصوره على قسمين الأول عن المسجد الحرام والمشاعر
والثاني عن أعيان مكة المكرمة
الكتاب مطبوع في لندن عام 1407هـ - 1986م

منطلق الفوائد في قصد معالم السيرة النبوية(1)

دأب علماء الشريعة والسيرة النبوية والعلماء البلدانيين على التعريف بمعالم وأماكن أحداث السيرة النبوية، لِما دلَّت عليه الكثير من الأدلة في القرآن الكريم والسنة النبوية وعمل السلف الصالح.

أولاً: التحديد المكاني في القرآن الكريم:
جاء تحديد المعالم الجغرافية في القرآن كثيراً جداً، وفق عدة صيغ منها:

1-تحديد المكان وتعيينه بصفته من غار أو جبل أو وادٍ؛ وهذا كثير كقوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة: ٤٠).
2-تحديد المكان ببيان اسم القرية أو المدينة، كقوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} (آل عمران: ٩٦).

3-تحديد المكان ببيان عظمة المكان، دون بيان اسمه لشهرته بين الناس، كقوله تعالى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ} (المائدة: ٢١).

نسائم المكان والمكانة

كانت الغاية من كتاب نسائم المعالم أن يتعرَّف المسلم على السيرة المكانية لأحداث السيرة النبوية سواء بالقراءة أم بقصدها والوصول إليها،
مما يزيد في المعرفة الحقيقية لهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله،
وبذلك يتضاعف حبُّه في القلب يوماً فيوماً، وحدثاً فحدثاً، بل ويستشعر عظمة الجهد الذي قدمه النبي صلى الله عليه وسلم وكذا الجهد الذي بذله الصحابة رضوان الله عليهم في سبيل الدعوة إلى الله تعالى لإيصال هذا الدين للبشرية،
ثم يستلهم القارئ معاني وأفكاراً من ذلك الحدث مع المكان،
فيجتمع له شرف المكان مع شرف صاحب المكان وهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم،
فتصير هذه المعالم كأنها تقرأ نفسها بنفسها،
فلئن فاتنا العيش في زمانه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلن نعدم العيش في نسائم مكانه،
كما يقول الشاعر:
قَوْمٌ كِرَامُ السّجَايَا حَيثُمَا جَلَسُوا يَبْقَى الْمَكانُ على آثارِهِم عَطِرا