كتابات الأستاذة عربية / Teacher Arbia's writings

*** أرق ***
رأيتُ ابتسامتكِ فارقتكِ
أ أشواقُ ذِكرايَ قد عانقتكِ
و لمّا لمحتٍني مِن بعدِ نَأْيِِ
هربتِ، دموعُكٍ قد أغرقتكِ
******
و قلبي جرى لاتّباعِكِ خَبَّا
حزينًا، خفوقًا ، ذليلًا مُحِبَّا
و رغم الفراقٍ و بُعدِكِ عنّي
يظلّ الفؤادُ لعينيكِ صَبَّا
******
هربتِ مخافةَ قيلِِ و قالِ
و لم تسمحيلي بشرح مقالي
عن الشّوقِ يسكن بين ضلوعي
لبدرِ مُحياّكِ وقتَ اكتمالِ
******
ركضتُ و قلبيَ طيرٌ صغيرُ
أعلّمه لِسماكِ يطيرُ
فيرجعه صدُّكِ للوراءِ
و يُرهٍقه وجْدُهُ و المسيرُ
******
و يا ليتَ رٍجليَّ قد طاوعتني
و لكنّ طلّتكِ باغتتني
فطار فؤادي ليُمسكَ حُلمََا
و لكنّ عينيَّ قد عاندتني
******
تيقَّظتُ وسْطَ الأسى و الظلامِ
و رُحتُ أحاول وَصْلَ المنامِ
عَلّي أقابل طيفكِ سرًّا
و أمسك راحتَكِ للسّلامِ
*****
فأمّا النُّعاسُ فعنّي تخلّى
و قال استحال و ألْفًا و كلَّا
تعودُ إلى الحُلمِ هذا مُحالُ
فطيفُها نجمٌ تراءى و ولّى
*****
و رُحتُ أحدّقُ نحو السّرابِ
و صدري عليلٌ بنارِ العذابِ
شكوتُ إليكمُ من ذُلِّ حالي
فهاكُمُ اقرؤا هذا كتابي

** مشى في بالي **
مشى في بالي ..
بعد الجفوة عمري زهالي ..
و ننسى الغصة و الي جرالي..
كي تفارقنا ..
كي فكتك مني ليالي..
ليالي طويلة
و انت ديما على بالي..
نستنى ترجع يا غزالي..
اما اش صار ؟؟
و قلبي لهبت فيه النار..
على لساني اسمك مُرّار..
و انت ساكن وسط خيالي ..
مشى في بالي ..
مشى في بالي
باش تجيني..
و تتذكرني و تواسيني..
و تقلي راجع ما تنسيني..
و تمسحلي الدمعة من عيني..
و تبردلي نار كنيني..
تحلفلي ما عاد تغيب..
نتلفت نلقاك قريب..
وسط حشايا..
يكفيني منك تعذيب..
ما قالش ربي..
تجافيني هكا يا حبي..
قلبي طاب .. و حاير في كل طبيب ..
مشى في بالي ..
كيف نشوفك باش نخطاك..
نحلف ما عادش نراك..
كي كواني هجرك و جفاك..
ياخي نسيت..
كلامي و حلفاني ..حنّيت ..
أول ما شفتك بكيت..
قلبي رجف ..
ايدي رعشت..
جيت عالباب و اتكيت..
يا كذابة ..
قلبي قلي ..
حالل في صدري ندابة..
انت ما تقدر تنساه..
انت تتنفس هواه..
قلي تويكا كيفاه..
يناديلك و تقلو علاه..
و لا تجري باش تراه..
يا قلبي ما احر الآه..
مشى في بالي باش نتخبى ..
في عيونك من روحي شوية..
مالنار الي في جواجيا..
فراقك ما خلاشي فيّ..
عقلي و قلبي عملوا فيّ..
ملي غابت عني أخبارك..
و انت ساكن في عينيّ..
خبيني مني يا روحي ..
راهي جروحي ..
كيف تعود..
ما عادش للحزن وجود..
الدنيا ربيع..
بكلّا ورود ..
غير ترجع بركا يا غالي ..
مشى في بالي..
باش تفهمني كيف العادة..
تخليلي صدرك وسادة ..
أما منام..
بكلو أوهام و أحلام ..
نصوم عليه حتى عام ..
هذاكا كفويا على هبالي ..
مشى في بالي ..
** عربية ابراهم **
20 / 01 / 2022

** فكّي الأسيرَ **
شرِبت بعينيكِ كأسا دهاقا فأنساني لحظكِ مُرّا فراقا
و أرسلتُ روحي لك بالتحايا و شوقي يسابق ريحا براقا
و لما رأيتكِ من بعد نَأْيٍ كأنما طفلٌ غفا و استفاق
بِـبِـشْرٍ و خَفْـرٍ على مقلتيه يبلّغكِ شوقه و اشتياقه
سألتكِ بالله لا تتركيني فلست أطيق الهوى و استراقه
و بعدكِ عني ألا قد كواني على وجنتيّ أحسّ احتراقه
و هذي دموع الجوى و الفراقِ تعاند روحي تريد السّباق
ألن ترحمي ذلّ هذا الحبيبِ فعيبٌ دماءُ الهوى أن تُراق
و حربُ البسوسِ بصدري تجلّت فهذا الفصيلُ و تلكُمُ ناقه
لفدية قلبي الذي تأسرينَه فلستٌ أحب النّوى أو مذاقه
فلو كان بعدكِ عني قليلا و لكنّني لستُ ممّن أطاقه
و قلبي لديكِ أسيرٌ كليلٌ فردّي الأسيرَ و فكّي وِثاقه
و لا ترسلي خلفه بالجيادِ و عيناكِ هدبُها تبغي اختراقه
و إني هنا واقفٌ بالقوافي أمنّيها وَصْلا وَ أرجو العناقَ
** عربية ابراهم **
20 / 01 / 2022

Le pouvoir de l'eau.
Belle photo ❤️

يقول: د. ايمن رفعت المحجوب

فى رحلة عودتي من أحد بلاد اوربا، صادفني على الطائرة المغني الشهير عمرو دياب ، والحقيقة انا لست فضولي ، ولكن هذه المرة قررت أن أراقب الموقف لأرى كيف سوف يقابله الركاب وكيف سوف يتعامل معهم ، وما أدهشني فعلا ، رغم إقبال أغلب ركاب الطائرة على إلتقاط الصور الخاصة معه (selfie ) من جميع الأعمار ، لم يضج الرجل ولم يرفض على الإطلاق ، حتي أثناء تناول الوجبات ، سعي آلية طاقم الطائرة لأخذ صور معه ولم يقول لا لأحد ..

ولكن ، ما ان نزلنا فى مطار القاهرة الدولى "صالة الوصول" وكأن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، قد عاد من الموت ، فأنقلب المطار رأس على عقب ، و تكالبت الناس على الهضبة و ترك موظفوا وعمال المطار اشغالهم لالتقاط الصور مع النجم ، حتي ضابط الجوازات ترك طابور الركاب ينتظر لكي يصافح عمرو دياب ، ثم يختم له الجواز قبل كل الذين وصلوا من قبله إلى شباك الجوازات ، أضف إلى ذلك احضار حقائبة قبل كل ركاب الطائرة ..!!

إلى أن وصلنا إلى التفتيش الجمركي، فخرج هو أولا مع مجموعة من الإتباع والحاشية، ثم خرجت حقائب الفنان عمرو دياب دون تفتيش ، أو حتي الكشف عليها من خلال الأجهزة الإلكترونية (X-ray).

ثم جاء دورنا نحن الركاب ( أفراد الشعب ) فى الخروج ..
فبادر بسؤالي أحد مفتشي الجمارك وقال:
من أين أتيت...، و كم يوم. اقمت هناك ...، و ماذا كنت تفعل... ، وهل أحضرت معك شيء يستوجب دفع رسوم جمركية علية ......الخ من هذة الأسئلة ..!!

فسألته فى تعجب ..!!
لماذا كل هذه الأسئلة ، انا استاذ بالجامعة و كنت أُدرس بعض المحاضرات ، ما الذى يمكن ان احضرة معي كاستاذ جامعي ، إلا بعض الأشياء البسيطة التى تتناسب مع مرتب الحكومة ، فأنا مثلك موظف عام (من متوسطي الدخل).

ثم قلت له:
لماذا لم تطرح مثل تلك الأسئلة على الفنان عمرو دياب ، هو وصحبته ، و لماذا لم تطلب تفتيش حقائبهم ..!!

فجاء الرد المقنع والذى افحمني من متخصص التفتيش الجمركي ..
حيث قال حضرت مسؤل الجمارك المحترم:
النجم عمرو دياب يسافر كل شهر مرتين أو ثلاث لإحياء حفلات فى الخارج ، ولا يحتاج ان يشترى الكثير من الخارج ، فهو يمكن أن يشتري من مصر ما يشاء باغلي الأسعار( فهو يكسب الملايين )
اما انت ( يقصدني انا العبد لله ) استاذ جامعة فين و فين لما بتسافر ، و طبعا بتحوش قبلها كتير علشان تشتري لأولادك ملابس مستوردة و موبايلات و تتصور انك سوف تمر بدون جمارك ..

ثم اكمل وقال:
انا فاهم شغلي يا أستاذ ، انا خبير فى تلك الأمور ، و قال من فضلك أدخل حقائبك على الجهاز ، و استعد للتفتيش الذاتي أيضا، علشان تبطل لماضه ..

انا لا ألوم الفنان عمرو دياب من قريب أو بعيد ، فالرجل لم يخطأ فى شيء بل كان فى قمه الادب والذوق مع كل من تعامل معهم ، و الحق كان متواضع.

وأنا اليوم ألوم نفسي لأني سمعت نصيحة أبي وانا صغير ، والذي قضي على مستقبلي بدخولى الجامعة ثم حصولي على الماجستير و الدكتوراة ، لكي أصبح فى النهاية استاذ فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ..
و بعد ثلاثين عام من التدريس ، أصبحت مشتبه في اني مهرب أدوات كهربائية و موبايلات عند عودتي من التدريس بالخارج ، ياريتني كنت طلعت مغني أو لاعب كرة قدم مشهور ...

** البس بافاتك **
البس بافاتك يا ولدي البس بافاتك
البس بافاتك و احميلي حياتي و حياتك
الكورونا تحوّس و انت لاهي في شيخاتك
في بالك كذبة حتاشي تراها عويناتك
خمم في غيرك و فكّر حتى في ذاتك
تولي تخفّق كيف الطير تكسروا جنحاتك
تلوّج في سرير و ما تلقى حدّ لوجعاتك
النفس عزيزة ما تخسرها في قعداتك
انت موش خايف و مستغني علّي جاباتك؟
أمك العزوزة و باباك و خوتك و أخواتك
تمشي للقهوى تتضيحك و تعمّر طاساتك
و تروّح لدارك بقنابل بين يدياتك
تعدي بوك و تعدي خوك و حتى ماماتك
تقعد نادم و ما عاد تنفع حتى دمعاتك
ويني الدولة اش تخرّف وقتاه شافاتك
الدولة لاهية في عركتها و انت باعاتك
مرّة تقدّم و مرّة توخّر و ديما حقراتك
تعوّل على وعيك تحلم و انت و طلعاتك
بروتوكول كيف الغول تراه خرافاتك
انت الي تقرّر مصيرك و تنقذ حياتك
البس بافاتك و ابعدني و صون مسافاتك
** عربية ابراهم **

** ربيع الحبّ **
أُحبّكَ مثل انهمارِ المطرْ ** بقفْرِ الصّحاري يُدِرُّ المياهْ
أُحبّكَ مثلَ الرّبيعِ العَطِرْ ** يطيرُ فَراشُكَ نحْو الفلاه
يلوّنُ زَهْرا و يُنشِدُ شِعْرا ** و يَقْطِفُ مِن رَوْضِه و بَهاهْ
وَ مِثلَ الزّهورِ و مثلَ الطّيورِ ** يُحلّقُ نحوَ الفَضا وَ سَناه
و مثلَ ابتِسامِ الوليدِ الصَّغيرِ ** تُزيّنُهُ الضّحكةُ و الشّفاهْ
أُحبّكَ صُبحا و ليلا و فجْرا ** وَ عِنْدَ الأَذانِ وَ وَقْتَ الصّلاه
وَ عِنْدَ الشُّروقِ وَ عِنْدَ المَغيبِ ** و عِنْدَ ارتِفاعِ الهَوى في ضُحاهْ
أُحِبّكَ طَوْعا و جَبْرا وَ قَسْرا ** فَقَيْدُ الصّبابَةِ لَسْتُ أراهْ
فَحُرّيّةُ الحُبِّ عِنْدي امتِلاكٌ ** وَ شِرْعَةُ عِشْقي لكَ مُنتَهاهْ
رَضيتُ بِعِشْقِكَ كُلَّ الفُصولِ ** فَكُلُّ فُصولِكَ تُهْدي الحَياه
وَ أَرْضُ حَبيبَتِكَ قَدْ تَحلّتْ ** فَقَلْبي بِحُبِّكَ يَلْقى رَوَاهْ

*** عربية ابراهم ***

*** العفريتة ***

28
- انت تحبني أنا ؟؟ كيفاش ؟؟ وقتاش ؟؟ علاش ؟؟
لم تكن نجاة تعرف كيف تصوغ حيرتها فتبعثرت الأفكار في رأسها و تشتت كلماتها .. كيف يتغير مجرى الأمور بهذه الطريقة العجيبة ؟؟ لقد ذهبت للقاء شاب رآها في حفل زفاف.. كانت يائسة لدرجة أنها ستقبل بشخص و لو أنه رآها في منامه حسب و يطلب يدها للزواج .. هذا الشاب .. مجدي .. هادىء الطباع مثلها .. خجول و وسيم .. مثلها .. ربما لو كانت هذه الصفات تكفي لشكّلا ثنائيا جميلا .. و لكن هل كانا ثنائيا يوضع كصورة على غلاف بطاقة بريدية أو على صفحات التواصل الاجتماعي ؟؟ أو كانا يمثلان ذلك كتمثال فوق كعكة زفاف ؟؟ و لكن ذلك الشاب كان يختلف عنها كثيرا أيضا .. كان أصغر منها سنا .. حسنا .. لم تكن تلك مشكلة المشكلات .. أو ربما كانت كذلك .. خاصة بالنسبة لسنها هي .. المعضلة الكبرى كانت اختلاف مستواهما الاجتماعي و الثقافي .. كانا من عالمين مختلفين .. و ربما هذا الذي دفعه لعدم اختياره لها .. لم يخترها هي .. بل اختار رفيقة روحها .. و هاهو رفيق روحه يختارها هي .. يا لتصاريف الدهر العجيبة .. هل يكون مقدرا لها أن تكون قريبة منه حتى و لو لم يكن لها ؟؟
أجابها مسطاري بجوارح خفاقة :
- شنوة كيفاش و علاش و وقتاش ؟؟ ياخي المحبة تتولد في السبيطار و نطلعولها مضمون ولادة مالبلدية ؟؟ ياخي المحبة بالتحليل و بطاقة التعريف و تعريف بالإمضاء ؟؟ أنا حبيتك ماللحظة الأولى الي ريتك فيها .. كيف شفتك تكونسيت في مخي .. طلعتلي الفوارة لراسي .. الدم غلى في عروقي .. قلبي ولى يدق في الألف .. بدني ينمّل و عينيّ ما نجّموش يفارقو وجهك المزيان .. كاينو راسي قصعة بارابول و كوانساها الريح و ما عاد تعدي كان شان وحدة .. اسمها نجاة .. كيف ريتك حبيتك .. و كيف سمعت صوتك أعصابي تلفت .. ترخات .. تكويت و تليعت في خزرة وحدة من عينيك المذبلين .. تبهللت و تبهذلت و ما عادش نفرّ شي ملي داير بيّ .. تصويرتك سكنت في خيالي .. و شعرك تلفّ على رقبتي و هبط على كتافي و غطاني .. سايي دخلت في ح**ة مزيانة .. خرافة مولات الشعور الذهبية الي طارت كالحمامة و هزّت عاشقها لعالم مسحور .. قلبي عرفك و حبك و قلي هذي الطفلة منها تخلق ..
ضرب مسطاري جبينه بيده و هو يغمض عينيه و يزمّ على شفتيه ثمّ يفتح فاه و يعبّ الهواء عبّا ليملأ رئتيه بما يكفي من الهواء كي يمنحه مزيدا من الشجاعة للاعتراف بمكنونات صدره .. ثمّ فتح عينيه و نظر مباشرة إلى عيني نجاة الواجمة كأنها صخرة تخاف أن تتنفّس حتى لا تفيق من هذا الحلم الذي لا تعرف كيف تصفه .. أكان حلما جميلا أم كابوسا تعيشه و هي مفتوحة العينين ؟؟
واصل مسطاري حديثه قائلا:
- و من بعد شي ما فهمتوش هبطلي على قوايمي برّكني .. كاينو سطل ماء بارد تصبّ على راسي وقت عرفت الي انت الطفلة الي يحب عليها صاحب عمري .. معناتها من خلق ربي الكل .. من بنات تونس الكلّ .. أنا و عشيري نعشقو في نفس الطفلة ؟؟ هو حكالي عليك .. و وصفلي فيك و في زينك .. أما انت طلعت أزين برشا في الحقيقة مالتصويرة .. زين يخبّل .. يبهذل .. يدهول ..
- مجدي حكالك عليّ ؟؟ شنوة قلّك ؟؟
انقبضت أسارير مسطاري و تحجرت عيناه اللتان كانتا تركّزان على شفتيها مع كلّ كلمة تخرجان منهما .. و بتحكّم عجيب في النفس سألها :
- معناتها ملّي حكيتهولك الكلّ .. ما همّك كان مجدي آش قال عليك و اش حكالي عليك ؟؟
هزّت نجاة رأسها بالنفي و هي تؤنب تهوّرها " فاش نخرّف أنا ياخي ؟؟ الراجل سايي اختار العفريتة و بعثني نقضي .. و أنا بيدي بدلتلها و زينتلها باش تجي تقابلو .. و باقي نسئل عليه .. و الراجل الي قدامي حارق روحو على خاطري و أنا محروقة علّي لوّحني في النار ؟؟ زايد .. طول عمري نقعد بوهالية ..
تمالكت نجاة نفسها و قالت له :
- لا .. ما نقصدش .. انت دخلتني بعضي بكلامك ..
- و انت دخلتني بعضي بعينيك .. خليتني هايم مسحور بيك .. وليت نقول في الشعر .. فايق ولا راقد نحلم بيك ..
- وه .. وه .. شنوة هذا الكل ؟؟
- هذا و شوية علي نحس فيه ..
- ايه .. لكن انت شنوة تعرف علي باش تحب تخطبني و تعرس بي ؟؟
- نعرف الي انت خذيتلي عقلي مني .. و قلبي ولى ملكك ملي ريتك .. أمنيتي نرقد و نقوم على وجهك المزيان .. تضحكلي بتبسيمة تهزلي عروش قلبي .. و تخزرلي بشفرك الي يشعلي نار كنيني .. تولي مرتي و حلالي .. تنورلي حياتي و أيامي تزهالي .. الجمعة الي قعدنا نحكيو فيها بالتلفون خلاتني نبني دنيا مزيانة انت الي محليتها .. و إن شاء الله يتحقق المأمول الي حكينا فيه و نتلمو أنا وياك في دار نبنيوها بالمحبة .. و نلموهم هالزويز هوما زادا في الحلال..
كلماته كانت ستسعدها و تحملها فوق الغيوم في وقت آخر قبل شهر و بضعة أسابيع .. تغيرت نظرتها للأشياء فجأة .. كأنها تلقت ضربة على رأسها .. فجأة كرهت كلمة كررها مسطاري عدة مرات على لسانه " زينك .. مزيانة .. مزينك " .. كأنها حُصِرت في صورة هذا القالب الشمعي الجميل .. أ لا يمكن أن يرى أحد آخر فيها شيئا مختلفا .. شيئا مميزا غير جمالها الخارجي ؟؟ شيئا يجعل حلمها يتحوّل إلى فراشة خرجت من شرنقتها لأنها شخص مختلف ؟؟ و نظرت نجاة إلى الجهة المقابلة لترى الشخص الذي تمنت أن تكون مكانه.. شخص مميز مثل العفريتة ..
عفراء كانت تتألم بسبب ما فهمته من كلام مجدي عن أبيه .. إذا هو هنا معها هي و ليس مع نجاة لأنه خائف من والده المهووس بالنساء الجميلات ؟؟ أما هي فلن تكون أبدا هدفا لإسالة لعاب العجوز المتصابي ذي الغرائز المتوحشة التي سمحت له بالانقضاض حتى على حبيبة ابنه ليجعلها فريسة أخرى لشهواته ..
زاد كلام مجدي على وجع عفراء كأنه يطأ بقدمه على موضع الجرح :
- نجاة مزيانة برشا .. خفت .. خفت لو كان بابا يراها تطلعلو في مخو يمشي يدور بيها و يفكها و ياخوها .. أنا وقتها شنوة نعمل ؟؟ مانيش كيف جوهر باش ندخل في عالم الdrogue .. و مانيش كيف اسكندر باش ندورها الإرهاب و الكباب .. شنوة تتصورني نعمل في حالة كيف هاذي ؟؟
- تقعد عاقل و تسكت و تهنيهم و تولي تعيط لنجاة طاطا ..
- تدكك عليّ يا عفراء ؟؟
- انت الي جايبني لهنا تحكيلي في قصة حي درابك و أنا ما عندي في السوق ما نذوق .. ما فهمتش علاش معيطلي لي أنا باش تحكيلي ؟؟ ولا تحبني أنا نفسر لنجاة الي انت باش تفصع أما حاشم ؟؟ أما علاش الدورة هاذي الكل ؟؟ راهي الحكاية وفات ملي شهاب قلك ما عادش تدور بساحتنا .. علاش رجعت تطلب فينا بعد شهر ؟؟ علاش ؟؟
- على خاطر الجنش طلع يحب نجاة ..
- شنوة ؟؟
- اي .. ملّي روحنا و هو ضربة ضربتين يجبدلي عليها .. زعمة زعمة يسئل فيّ أنا ما تواحشتهاش .. ما نيش نخمم فيها .. زعمة شهاب عاركها ولا لا .. زعمة هي زادا تخمم في ولا لا ..
- ايه .. و انته الوقت الكل ما سئلتش روحك هالأسئلة الكل ؟؟ ما خممتش في نجاة ؟؟
- خممت .. خممت بالطبيعة .. برشا زادا ..
حاولت عفراء أن تمتص ريقها و تبتلع كرامتها التي شعرت أنها أُهدرت على الأرض .. و سألته :
- مالا تواحشتها .. اي علاش تحب تسلّم فيها مالا ؟؟
- ماني قتلك .. لا يزي بابا .. و زيد الجنش .. فقت بيه .. حسيت بيه .. راهو عشيري .. خويا الي هداتهولي الدنيا ..
- هو استعرفلك الي هو يحب نجاة ؟؟
هزّ مجدي رأسه بالإيجاب ..
- كيفاش ؟؟ قلك ابعد عليها ؟؟ راني أنا نحب عليها ..
- شكون ؟؟ الجنش ؟؟ تي لو كان يبدا روحو معلقة فيها و يعرفني أنا نحبها لاما يقلع روحو بيدو و ما يقليش ابعد عليها ..
- امالا كيفاش صار و عرفت ؟؟
- قتلك حسيت بيه .. نجاة النهار الكل على لسانو .. عندو قداش يلحلح بيّ باش نكلمها نطمن عليها .. و هو يحب يطمن عليها .. يحب يسمع صوتها و يعاود يراها ..
- و انت كيف فقت بيه يحبها ضحيت بحبك لنجاة و هديتها لصاحبك العزيز ؟؟
- أنا مستعدّ نعطيه عينيّ كان يطلبهم ..
- و هي تحبك انت .. ما فقتش ياخي الي هي تحبك انت ؟؟
- ما نعرفش .. إن شاء الله لا ..
- إن شاء الله لا شنوة ؟؟
- إن شاء الله ما تطلعش تحبني .. خاطر لازمها تكون تحب الجنش .. الي هو متأكد الي يحبها و يحب ياخوها ..
- ياخي انت قررت وحدك في بلاصتها .. هي تحبك انت .. و انت تحبها هي .. و انت خليتها لصاحبك .. كيف .. كيف ..
ثمّ نظرت عفراء بعيون مفتوحة على اتساعها إلى الجهة المقابلة ناحية نجاة فالتقت عيونهما و تعانقت نظراتهما .. بينما دوّت الحقيقة في رأس عفراء كالمدفع .. و قالت بصوت مجروح :
- كيف ما عملت نجاة بالضبط ..
سألها مجدي
- اش عملت نجاة ؟؟
نظرت عفراء لنفسها متفحصة.. هذا الفستان و هذه الزينة .. هذه ال عفراء التي ليست هي .. من تحضير نجاة لتزينها لملاقاة مجدي في أجمل صورة يمكن تحويل العفريتة إليها .. و هذا العرض المسرحي من إعداد نجاة و مجدي و مسطاري .. لتقديم قرابين لحب متشعب الحلقات .. و أين هي وسط كلّ هذا ؟؟ أين العفريتة ؟؟ مجرد جسر للعبور ؟؟ شعرت عفراء بالدوار و الأسى .. فسألها مجدي بقلق :
- عفراء .. لاباس ؟؟
- أنا .. تنجمشي تقلي أنا شنوة نعمل لهنا ؟؟ معاكم انتوما الثلاثة ؟؟ روميو و جولييت و قنديل باب منارة .. أنا لهنا كرسي في جنينة الباساج ؟؟ المادة متاع الكياس ؟؟ عسكر زواوة ؟؟
- حاشاك .. حاشاك .. كيفاش تقول هكا على روحك ؟؟ انت راك الكل في الكل .. شوف محلاك اليوم .. انت نوارة البحر .. انت الي بدلتلي حياتي و بلاش بيك ما ينجم حتى شي يصير .. انت راك أحلى عفراء في تونس الكل ..
اقترب منها مجدي ليمسك بيدها من جديد لكنها واجهته بنظرات غاضبة و هي تقول :
- أنا .. ما عادش تعيطلي عفراء .. أنا العفريتة و يا ماندراك ..
- لا .. لا .. ماكش عفريتة .. انت الي أنا نحب نكمّل ..
قطع رنين هاتف مجدي كلامه فتأفف بشدّة و هو ينظر إلى الشاشة قائلا :
- شنوة هذا ؟؟ التلفون ينوقز و ما فماش نومرو .. شنية الحكاية هاذي ؟؟
- كيفاش ما فماش نومرو ؟؟
- هاه شوف .. مكتوب aucun .. ما يكون كان نومرو secret . أما علاش باش يطلبني نومرو سري ؟؟
- شوف روحك .. تلقاها أمك و لا بوك.. و لا مرت بوك .. و لا راجل أمك ..واحد منهم عالأقل ..
قطع مجدي الاتصال لأنه يريد مواصلة الحديث مع عفراء لكن الهاتف ظلّ يرنّ بإلحاح فأشارت إليه عفراء بيديها بأن يردّ و يفتح مكبر الصوت ففعل مجدي ذلك .. عندها وصله صوت جعله يقفز مرتعبا ملتفتا يمنة و يسرة :
- مجدي .. سكر ال haut parleur و ابعد عالجماعة الي بحذاك ..
نظر مجدي بخوف نحو صديقه و هو يشير إلى الهاتف فهرع مسطاري نحوه مهرولا .. بينما واصل المتصل كلامه:
- مجدي .. ما تدخلش بعضك و ما تتلفتش و ما تتفجعش ..
- اسكندر ؟؟ اسكندر .. هذا أنت ؟؟
- خويا الغالي .. ما تخافش .. نحب نشوفك .. تواحشتك ..
- انت ياخي وين ؟؟ منين تكلم فيّ ؟؟ ماكش في الحبس ؟؟
- بو الأمجاد يا غالي .. خوك ما يرفعوش الحبس .. راني العفريت و يا مندراك ..
********
إلى اللقاء في رواية " العفاريت "

*** عربية ابراهم ***

بمناسبة يوم الأرض
** الوردة المصلوبة **
قلَّعتَها بعروقها مزّقتَها من سوقها
فأجهشت بدمائها و أرعدت ببروقها
سماؤها و تلبّدت فأُحرِقت بحروقها
الوردة المصلوبة بقلوبنا مرشوقة
بحبالٍ من إخوانها مغدورة مشنوقة
في كل دعاء أو صلاة آهاتها مخنوقة
تطبيعُ ماذا ؟؟ يا بخِ و كنتُ أحسبك أخي
و الوردة في عرفنا لا تُقطف يا ذا السّخي
لكنك قد دُستها قدّمتها للأوسخِ
حتى يذلوا عطرها و يستبيحوا سرَّها
و لن ينال جوَرَكم لا خيرُهم بل شرُّها
فقولوا لا أمّ لكم فكم قبضتم أجرَها
و الأمر سهل بيّن من فأرُها و هِرُّها
الجِيف تبقى جيفة لو عطّروها بفلّها
يا سوقة الأقوام شأنا فلترتووا من غلِّها
فزهرة المدائن باتت تصيح بذلِّها
لا من عدوّ يذبحُ حين المساء و يصبحُ
بل من أخ قد أخلف وعد السماء و يفصحُ
لا خجلٌ يمنعه بل يضحك و يفرحُ
يا للرجولة عندما تقول عُرْبا قد لحوا
فصفقة القرن استوت على عروش فُضِحوا
يا للهوانة و المهانة من وردتي لم يستحوا
حتى التخفي لم يعد يهمُّهم فصرّحوا
دوسوا الورود كلّها و قدسَكم لا تبرحوا
هي لكم لا تيأسوا يهودُكم فليمرحوا
شوك الرباط تفرّق بخيلكم فلتقْمحوا
فلن يقوم خالد و لا صلاحا نمدحُ
يا وردة القدس النبية عيوننا تبكيك حية
و أنت دوما تصلبين على القباب المقدسية
أليت شعري بالغا أسوارك الشُّمّ الأبية
فليس لي سوى الدعا(ء) ما دام في العمر بقية
يا ليتني يوما أراك فأنت رمز للقضية
صلاة في رحابك أذانها صوت الحرّية

*** العفريتة ***

27
غصّ مسطاري بريقه بعد ما سمعه من نجاة .. هل هذا كابوس أم حقيقة ؟؟ لقد ظنّ بعد أيام من المحادثات الهاتفية أنّ الأمر بين مجدي و نجاة قد حُسِم بعد أن أخبره مجدي بقراره اختيار عفراء كشريكة لحياته و ذلك ما شجعه ليفصح لصديق روحه عن مشاعره التي اعترته منذ الوهلة الأولى التي رأى فيها نجاة و كيف أنّ صورتها لم تكن تفارق خياله غير أنه التزم الصمت احتراما لصديقه و لعهد الوفاء بينهما .. و قد نقل مسطاري هذا الخبر الجلل إلى نجاة لكي تحاول مع العفريتة لتسمح لمجدي بمحادثتها على الهاتف و لكنها أبت و أصرّت على الرفض .. أسبوع كامل و هو و نجاة يتهاتفان و يتحدثان و هدفهما جمع عفراء مع مجدي .. و ها قد نجحت نجاة أخيرا في إقناع عفراء باللقاء المباشر بدلا عن الهاتف .. بل و أقنعتها بأن تزيّن نفسها لهذا اللقاء الحاسم في حياة الرباعي الذي ربطته عقد القدر العجيبة .. لكنّ نجاة فاجأته بجملتها الأخيرة التي لم يستطع مسطاري استساغتها ..
" كل شي مكتوب .. ممكن كان مكتوب عليّ باش نعيش اللحظة هاذي الي نلبّس عفراء و نزينها ونهزّها بيدي للراجل الي حبيت أنا ناخذو .."
و بصعوبة استجمع الجنش رباطة جأشه ليسألها :
- معناتها انت عملت هذا الكل و ضحيت بحبك لمجدي على خاطر العفريتة ؟؟
نظرت إليه نجاة بابتسامة حزينة ترتسم على شفاهها و هي تجيبه :
- قتلك هذا مكتوب .. و أنا تو فرحانة كيف نرى العفريتة فرحانة .. و انت زادا لازمك تفرح لصاحبك .. ياخي أحنا علاش ملمومين اليوم ؟؟ موش باش نفرحولهم و نلموهم مع بعضهم ؟؟
- اي .. بالطبيعة .. أما ..
- أما شنوة ؟؟
كان السؤال يحرق شفتيه لكن كان السكوت بركانا يتأجج داخله فلفظ الجمرة التي كانت تتلظى على لسانه :
- أما انت تحبو .. هو ..
- شكون ؟؟ مجدي ؟؟
- اي بالطبيعة مجدي ..
- يزي بلا تفدليك يا راجل .. أنا كنت نلوج على راجل نعرّس بيه و السلام بالعافية .. لا عيني باش نحبو لا يحبني .. كبرت على حكايات الأميرة النائمة ..
- مالا .. مالا ما تحبوش ؟؟
- شكون ؟؟ مجدي ؟؟
" ووه على بابا و ووه على رقدتو .. باش تقتلني بالعرق هالطفلة "
- اي بالطبيعة مجدي ..
- بالله تو هذا عبد ما يتحبش ؟؟ و الله نحبو لله في سبيل الله .. أما كان انت تسئل فيّ نحبو حب مرا لراجل نقلك ما نعرفش .. زيد هو يحب العفريتة .. شنوة يهم كان نحبو و لا لا ؟؟
- يهمّ .. يهمّ برشا زادا .. يهمني أنا خاطرني نحبك و نحب ناخذك و لازمني نعرف قبل ما نمشي نخطبك من داركم كان انت تحبو هو و لا تحبني أنا ..
نظرت إليه نجاة مصدومة بينما كان مسطاري ينظر إليها كأنه تنين نفث نار صدره أخيرا .. لم تعرف نجاة كيف تجيب مسطاري فنظرت إلى عفراء نظرة توسّل طالبة المساعدة لكنّ عفراء كانت على كوكب آخر و لم تكن تعير انتباها لأحد سوى لهذا الرجل الذي يمسك بيديها برفق و لسان حالها يقول " شبي عزاه هذا ضربة ضربتين شاددلي يديّ ؟؟ تقول علينا في فيلم نوار اي بلون و نمثلوا فيه شادية و عبد الحليم "
بينما قال لها مجدي مبتسما :
- شبيك ماكش قد بعضك ياخي ؟؟
" أصل الجزمة ضيقة عليّ يا باشا و أنا عمّال أعييييّط .. "
- شنوة معناتها مانيش قدّ بعضي ؟؟
- ماكش كي عادتك ..
- كيفاش عادتي ؟؟ ياخي انت منين تعرف عاداتي و تاريخ حياتي ؟؟ قداش ريتني من مرّة باش تحكم عليّ أنا أنا و لا موش أنا ؟؟ شكونك انت باش تعرف العفريتة من عفراء ؟؟
- اي .. هكا نحبك .. بديت ترجع لعادتك ..
- لعادتي معناها لتعفريتي ؟؟ معناتها أنا هكا العفريتة موش عفراء ؟؟ معناتها حتى كان بدلت شعري و لبستي و صباطي باش نقعد العفريتة الي يعرفوها الناس الكل ؟؟ معناتها انت ما تعرفنيش ..
- لا .. لا .. صلي عالنبي و اهدى .. ما نقصدش الي فهمتو .. أنا عمري ما ريتك عفريتة .. مالمرّة الأولى .. انت قعدت تسئل فيّ علاش ما نحب نعيطلك كان باسمك موش كيف الناس الكلّ .. انت استسلمت للتصويرة الي رسموهالك العباد .. و ما حاولتش تعيش شخصيتك الحقانية .. أنا ..
- انت المحلل النفساني الي را الي ما شافو حدّ ؟؟
- أنا الي عينيّ شافوا أبعد مالتصويرة البرانية ..
- اي صحيتك يا إيكس راي ..
- على كلّ حال .. قبل كلّ شي لازمك تقعد و تسمعني .. أي حاجة باش نقولهالك ما تكون عندها حتى أهمية قبل ما نكمّل نحكيلك حكايتي باش في حال ما .. ما .. اي حاجة معناتها تصير .. هكا معناتها قلت تنجم تصير .. يعني ..
- يعني .. يعني .. اقعد ترصصصّ غادي و كمّل حكاية ألف ليلة و ليلة .. و من بعد فسرلي علاش شديت صحيح باش تكلّمني في التلفون .. علاش تكلّم فيّ أنا و تفسّرلي ليّ أنا ؟؟ اش مدخّلني أنا ؟؟ ماك تكلّم الناجية تفسّرلها .. و لا ممكن يعني .. أنا التفسير الوحيد الي لقيتو هو الي انت تحب تحكيلي ليّ أنا و من بعد أنا نحكي للناجية و من بعد هي تحكي لشهاب .. و لا شهاب هو ظاهر فيه يعرف الحكاية من قبل .. أما هو ما حبش يحكيهالنا .. تي المهم حكايتك ظاهرلي فيها مشربكة و انت خايف لا تحكيها لنجاة و تهرب عليك .. على هذاكا حبيت تجرّب ردّة فعلي أنا قبل .. كان أنا تفهّمت و تعدات عليّ الحكاية تنجم تحكيها للناجية .. أما علاش جايب الجنش ؟؟ اااه .. باش يلهي الناجية حتى لين انت تحكيلي الحكاية .. ولا هو زادا في بالوا بحكاياتك الكل .. زعمة هو يحكيلها غادي ولا يعطي فيها في موجز الأنباء و لا يبرول فيها بحكايات لا علاقة ؟؟ المهم انت تحكيلي ليّ أنا لواه ؟؟
- يا رسول الله .. و الشفاعة ليك يا محمد .. القوة لربي .. قتلك هاني باش نحكيلك .. رديتو مسلسل مكسيكي ست ألاف حلقة ؟؟ تنفس .. خوذ نفس ..
- اي انطق .. كان حكيت من غير لف و دوران و جيت للثنية ديراكت راني ما طولتش عليك الهدرة .. علاش تحكيلي لي أنا موش لنجاة؟؟
- على نفس السبب الي خلاك انت جاية و مبدلة و مزينة هكا .. أما ما نجمش نقول حتى لين نفركو الرمانة ..
- اي باهي فرك جد والديها هالدلاعة ..
- اقعد ..
- قعدنا ..
- بفففف .. كيفاش باش نبدى تو ؟؟
- برا عاااااد .. هاتو نقلك أنا كيفاش باش تبدى .. بوك و أمك و أخواتك علاش أمورك مفرعسة معاهم ؟؟ علاش شهاب قلك ما عادش تدوروا بينا ؟؟ باهي هكا ولا نهزّ الطفلة و نروحوا و ما عادش ترى خلقتنا مرة أخرى ؟؟
- باهي .. باهي .. استنى لحظة .. باش نوريك حاجة ممكن تخليك تفهم شوية فاش قاعد نحكي ..
- شنوة باش توريني زادا ؟؟ خير اللهم اجعلوا خير ..
أخرج مجدي هاتفه و فتح ألبوم الصور ثمّ أراها صورة عائلية قديمة و قال بحزن :
- هاذي تصويرة عايلتي في آخر عيد لينا مع بعضنا .. أنا و أمي و بابا و خويا جوهر و خويا اسكندر ..
- اي هاو بوك و أمك شبّان خلاص .. تقول قورّة أصل .. و أنا نقول انت طالع شباب لشكون ..
- هههه .. يعيشك .. ديما تنطّر الضحكة حتى في أصعب اللحظات ..
- أما هاك ما تشبهش لا لبوك لا لأمك .. شكونو هذا ؟؟ هذا لازم خوك الوسطاني جوهر .. و الأبيضاني أبو عيون زرقة هو اسكندر ..
- اي هذاكا اسكندر .. هو أكثر واحد يشبه لبابا .. و جوهر جا يشبه لأمي .. أنا ما جيتش نشبهلهم .. لحتى واحد فيهم ..
- تطلعشي ولد سي عبد الرزاق ؟؟ لا عاد .. سامحني .. و الله تفدليكة ماسطة ..
- ههه .. ما صاب جيت ولد الجن الأزرق و لا ولد عبد المجيد الرصايصي ..
- تي حتى انت تبارك الله عليك شباب خلاص .. بالكشي تشبه لصنبة ابن خلدون .. موش أمك رسامة و تحب التحف و الصنب ؟؟
- هههه .. اي يمكن .. ما صابني جيت صنبة لا نحسّ و لا نتقهر ..
- اللطف يا ربي .. صحيح بوك و أمك طلّقوا .. أما موش نهاية العالم .. و برا بوك خان أمك مع صاحبتها و أمك خذات صاحب خوك ؟؟ يصير في أرقى عائلات المملكة المتحدة و البرازيل و بلاروسيا .. زادا فما جزر جنوب شرق آسيا قالوا عندهم الأمور هاذي عادية ..
- اي لا عادية برشا .. حتى في الفاتيكان عادية .. لو كان وقفت الحكايات بيناتهم هكاكا ممكن تقول يصير في أحسن العايلات أما مازال ما أقوى و ما أتعس .. بابا و أمي عرّسوا صغار .. الزوز كانوا مزيانين و كانوا يحبوا بعضهم .. و إلا يظهر عليهم الي يحبوا بعضهم .. ما نعرفش .. المهم كيف حكيتلكم آخر مرة كيفاش أمي و بابا طلقوا و عاودوا عرّسوا و طلّقوا .. و قعدوا هكاكا .. كلّ مرة عروسة جديدة و عروس جديد و أحنا ولينا ضحكة في البلاد .. حتى لين خويا اسكندر تعرّف على طفلة مزيانة حبها برشا و هي حبتو .. ولا قالت حبتو .. كلّم بابا عليها و قالو باش يمشي يخطبهالو .. هوما نهارين بالحساب و الطفلة اختفات .. اسكندر خويا هبل بالملواج .. حتى دارهم دخلت فيهم غولة .. الحاكم يلوّج في السبيطارات .. في المراكز .. في البقايع الي يعرفوهم الكلّ .. شي ما فماش ريحتها الطفلة .. بعد بجمعتين وصل كولي بوستال لدار الطفلة .. حلوه يلقاو فيه تصاور عرس بنتهم و صداقها على بابا .. و تصاور شهر العسل في تاهيتي ..
- أ ندّابة ؟؟ أشووومي .. أ نهار أزرق مخلّط بالموف الغامق لين يولي أكحل مغلّق ..
- اي .. هذاكا الي صار .. الطفلة الي كان باش يخطبها خويا حلات في عين بابا زغللها عينيها بالفلوس و عرّس بيها و خلى ولدو مهبول مسيّب .. أمي زادا ما كانتش مالعاكسين .. الطفلة أمها و بوها مطلقين كيف حال بابا و أمي .. مشات دارت بالبو و خذاتو .. ولات أمي ماخذة بو مرت بابا ..
- يكب سعد العار .. الوباء و الفناء في الأعداء .. سلام قولا من ربّ رحيم .. ياخي شنوة جنسهم هاذوما بشر و لا ولاد إبليس ؟؟ ملا عقار و ملا خنار ..
- مازال ..
- اش مازال ؟؟ اش مازال ؟؟ تي هاذا مسلسل AMOUR GLOIRE ET BEAUTE فيرسيون تونسية .. ما تقليش الطفلة جابت وليد من بوك و أمك جابت وليد من بو واش سماها ربي .. و ولد أمك يجي خو مرت بوك مالبو و هوما الزوز يجيو أخواتك مالبو و مالأم ؟؟ آآآآآآآآآه رااااسي ..اعطيني أنالغون .. إيفيرالغون .. دافالغون .. كوكايين .. حاجة تنحيلي وجيعة راسي ..
- مازال قتلك .. علاش خوك شهاب تفجع كيف سمع الي أنا ولد عبد المجيد الرصايصي ؟؟
- علاش ؟؟
- على خاطر اسكندر خويا بعد ما شاف تصاور عرس بوه على الطفلة الي حبها و حبّ ياخذها دخل في حالة هستيرية .. حرق الفيلا متاع بابا .. دخل بالكرهبة في كرهبة العروسة الي فيها أمي و راجلها الجديد و ربي سترهم مالموت .. و من بعد هرب للخارج و مشى لأفغانستان و ولى إرهابي .. خويا إسكندر ولى الأمير أبو الزرقاء ..
- اممم .. سي لوجيك خاطر عينيه زرق .. كان جا جوهر راهو ولى أبو الأخضر .. و كان جيت انت راك أبو العسل .. هههه .. الأمير سوار العسل فرززو باشا ..
- أمان يا عفراء ..
- سامحني يا معلّم .. و الله شي يطرشق المخ .. انت كيفاش مازلت بمخك بعد الي صار هذا الكل ؟؟
- مازال ..
- أش مازااااال ؟؟
- وقت بابا سمع باللي صار طلّقها الطفلة و رجع لتونس و قعد يلوّج على اسكندر خويا ..
- باش يدخلو للحبس ؟؟
- لا .. العيوب الكل تنجم تكون فيه بابا .. أما ما يرميش ولدو في الحبس .. كيف ما خرّج خويا جوهر من حبس المخدّرات و بعثو يكمّل قرايتو في أمريكا .. حاول بكل معارفو باش يلقى ثنية يرجع بيها اسكندر لتونس ..
- و نجّم يرجّعو ؟؟
- اي ..روّح اسكندر لتونس .. لكن ما روّحش للدار .. رجع إرهابي .. و أول حاجة عملها خطف الطفلة الي كان يحبها و حسبها سبيّة و جارية يهدي فيها للارهابيين الي معاه .. و ولى مطلوب عند الحاكم و كيف شدّ الحبس التهم الكل ثابتة عليه .. بابا ما عاد عندو ما ينجم يعملو بخلاف تكليف المحامين.. و رجع يغرم في زمانو .. و أمي كيييف كيف ..
- عاملين بالبونتو على بعضهم ..
- بالضبط ..
- مالا بوك تو في تورونتو ..
- لا كان في سان توريني في اليونان و مازال كي روح ..
- تي يروح و لا يقعد.. خوك في الحبس .. و بوك يحوس في الخلاعات و عاود عرس مرة أخرى ؟؟
- لا .. سايي طلّق ..
- متاع سان توريني ؟؟
- لا .. وحدة أخرى راها في فيينا .. عرس نهار الثلاثاء و طلق بالخميس ..
- هيا خميس مبارك .. ياخي بوك هذا شنوة طينتو ؟؟
- قتلك .. على هذاكا ما نجمتش نحكي لنجاة .. لازم نحكيلك ليك انت ..
توقفت عفراء لحظة عن التنفس و قد انفجرت حقيقة مؤلمة في رأسها ترجمتها شفاهها بصوت خافت :
- انت مالا .. كنت خايف لا بوك يرى نجاة .. المزيانة .. و يصيرلك كيف ما يصير لخوك ؟؟ على هذاكا كلمتني أنا ؟؟ العفريتة ..
🥰🥰 يتبع الحلقة الأخيرة و اكهو 🥰🥰

*** عربية ابراهم ***

*** العفريتة ***

26
- محلاها العفريتة اليوم .. تبدلت ميا و ثنين و سبعين درجة .. تقول موش هي الي ريتها المرة الأخرى .. أكيد هذا من صنع يدياتك انت يا نجاة ..
هذا كان رأي مسطاري و هو يجلس مع نجاة على طاولة بعيدة عن مجدي و عفراء .. فأجابته نجاة بابتسامة حانية :
- عمرها الكل عداتو و هي لاهية بيّ .. تحمي فيّ .. تعمل في العرك على خاطري .. تمشي معايا وين نمشي .. تحلم معايا باللي نحلم بيه .. حتى أحلامها كانوا بيّ أنا .. و أنا .. أنا .. ديما ما فما في الدنيا كان أنا .. تسمع بيه الدلال الي يخلف الهبال ؟؟ أنا كنت دلولة العيلة لين عينيّ عماو على أقرب الناس ليّ .. و ما كنت نرى في الدنيا كان روحي و مشاكلي و أحلامي .. حتى لين قريب نضيع حياتي و حياة غيري معايا ..
- أما انت ما كنتش تقصد باش تضرّ حتى حدّ .. ما نظنّش هالوجه الملائكي ينوي الشرّ لأي عبد ..
هزّت نجاة رأسها و هي تطأطئه و تتلاعب بحوافّ كأس الماء بإصبعها كأنها ترسم دائرة لفراغ حياتها السابقة .. أجابته قائلة بلهجة ساخرة :
- هالملايكة .. ههه .. قداش منها الملايكة ياخي ؟؟ ملايكة من برا و شكون قلك عالدخلاني ؟؟ هيا تتصورشي في مخك الي العفريتة هي أكثر وحدة قريبة في روحها للملايكة ؟؟ فما ملايكة ما تخمم كان في روحها و سعادتها حتى على حساب غيرها ؟؟ أما عفراء طول حياتها و هي حاطة روحها لتالي و تخمم في غيرها .. خممت على خواتها البنات و على بوها و أمها و عملت مشروع صغير وقفتو على ساقيه بتعب و جهد سنين و دخلت فيه خواتها شركاء معاها .. خممت عليّ .. حياتها الكل و هي تجري ورايا من بقعة لبقعة باش نلقى هالراجل المحنون و نعرّس بيه .. و الناس الكلّ حاطينها هي التابعة متاعي الي مانعتني مالزواج .. و في الحقيقة أنا هي الي كنت عتبة على روحي و عليها هي زادا ..
- لا عاد .. ما تقولش هكا على روحك .. علاش قاعدة تقسى على روحك ؟؟
- لا مانيش نقول في حاجة غالطة .. ممكن كان لازمني هالرجّة هاذي باش نفيق على روحي و نتلفت لأقرب الناس ليّ و نراها بعين أخرى .. كنت ديما حاطة روحي أنا السلطانة المزيانة .. و عفراء هي التابعة متاعي .. الخديمة الي تنفذلي في أوامري .. قداش مخيبني بالحق .. و قداش أنانية و مغرورة و شايفة روحي خير مالناس الكل ..
- لا .. ماكش هكا انت .. أنا ما ريتكش هكا بالكل ..
- الدلال راهو موش بالضرورة للناس الغنيين برك .. موش دلال فلوس برك .. عمرهم دارنا ما كانوا غنيين لكن أنا عمرو ما كان يترفضلي طلب .. كبرت و أنا نحس كل شي من حقي .. و نخمم الي أحسن حاجة لازمها تكون لي .. عمري ما خممت قداش بابا و أمي و حتى أخوتي الي جاو من بعدي تعبوا في جرتي .. و هاك ريت خويا شهاب كيفاش تلفونو ما يسكتش و حتى في خدمتو خيالي ديما يتبع فيه و موش هو برك .. العايلة الكل ..
- ايه عاد انت جيت بعد سنين طويلة مالانتظار .. حاجة طبيعية باش تتحب لهالدرجة .. أنا أصلا ما نجمش نتصور فما عبد بمخو و لا عندو شوية أحاسيس ينجم ما يحبكش ..
-يعيشك هههه .. تعرف؟؟ بعد أول مرة كلمتني فيها، المرات الي حكينا فيهم في التلفون فادوني برشا يا مسطاري .. هكا حسيت روحي كايني عقدة لساني تحلت و وليت ننجم نحكي و نعبر .. كايني وليت عبد آخر .. ما صاب لو كان جيت عرفتك قبل بسنين رانا ما ضيعناش هالعمر الكل ..
- هيييه .. ما صاب .. أما كل واحد في هالدنيا و همو و ظروفو و حكايتو ..
- علاش قعدت شهر باش طلبتني و فسرتلي و حليتلي عينيّ و طاسة مخي ؟؟
- على خاطرني كنت خايف و حاشم و متردد و مانيش متأكّد من ردّة فعلك .. زيد أحنا تقابلنا مرة وحدة .. خفت لا ما تصدقنيش ..
- و هو الغريق كيف يلقى يد تمدتلو يقعد يخمم ياسر باش يمدّ يدو و ينقذ روحو ؟؟
- مجدي راهو صاحبي و عشيري .. ما هوش صاحب برك .. تنجم تقول خويا و لا أعزّ .. مزاياه عمري ما نجم ننساهم .. و عمري ما كنت نتصور روحي باش نغدرو .. و انت تعرف أقوى ضربة تجيك مالعزاز عليك .. و هو موش ناقص ضربات و غدرات ..
- مجدي ياسر ناس ملاح و متربي ..
- فوق ما تتصور .. لو كان موش هو راهو الله أعلم شنوة كان ينجم يصير فيّ في فرانسا .. حياتي قبل ما نعرف مجدي نوع و بعد ما عرفتو تحولت ميا و ثمانين درجة .. كنت في تونس بطال مترسم .. لا شهادة .. لا فلوس .. لا معارف .. ننطّر أكا الزوز صوردي من تسمسيرة ببيعة متاع سبادري و لا مرايات و لا موبيلات جابوهم جماعة الخارج .. و نهنّد عالأولاد .. هاو سيقارو .. هاو كسكروت .. و الوالد عندو حانوت فمو في قاعو جزار يذبح علوش و لا زوز في الجمعة كان طارت و نهار كامل يسب فيّ و يطرّد فيّ مالدار .. اش بيك بطال ؟؟ الطول و الخسارة .. واحد ما يدخلوش الباب و ياخو في مصروفو من عند أمو باش يتكيف و يهبط قهوة وسط الرجال .. الحال استوى عندي .. نمشي نحرق يا نموت في البحر يا نوصل لأوروبا و أموري تتنفنف .. ماشي في بالي أوروبا باش تعرضني بالأحضان و الفلوس باش تبدا هابطة عليّ بالكوم .. وصلت لإيطاليا .. ياخي نتمرمدلك صفة تمرميدة .. حاشى من يسمع ما تمرمدوهاش الكلاب .. و خلي ذكريات الهمّ و البين مرصرصين الداخل في قلب بنادم .. و كيف ما قال المثل حطها في قلب صيد و ما تحطهاش في قلب راجل .. عملت مالضعف قوة .. و بديت نخدم الي يجي قدامي .. حاشاك نلمّ الزبلة متاع الحلوف .. نجمع الطماطم و الخضرة الي تتصورها في بالك .. تي لا علينا .. حتى لين جيت في فيرمة مولاتها عزوزة مشفقة على القبر .. تجي نديدة عليسة و لا تفوتها بالصبر .. تضربت فيّ و حبت تطربق علي المنداف .. ما تقولش تونس برك يوكلوك المصرانة بخيطها .. حتى الطلاين عندهم البخوخو زادا .. mamma mia que diavoli .. نهار كامل و هي توكل و تشرب و عطاتني بيت في دارها و أنا نقول مسيكنة حاسبتني كيف ولدها تي ما نجيش ولدها .. تي هي تولد عزيزي موش بابا .. يا دغفة يا مسطاري .. ليلة مالليالي تجيني عزوزة الستوت للا مانويلا لابستلي الساتان الروج و طماق بالريش و فمها يطربق و هدّت علي للفرش .. اسم الله الرحمان الرحيم .. نتزرف مالفرش باش نشعل الضو تعرضني إشارات المرور الكلها حمرة و تشعل و تبقص .. عبيثة طليانية و طلعوها مالقبر .. ما نخبيش عليك .. هربت بأعزّ ما أملك و قلت في الحمى يا ستار .. وين باش نهرب ؟؟ زيد بنت الكلب مانويلا بنت الحاج موسيليني تهمتني الي أنا سرقتلها صياغة و فلوس .. وليتشي روشيرشي لا يزي حارق بلاش أوراق و زيد متهوم بسريقة و أنا هارب بجلدي من مومياء طليانية مبلحطة شواربها بالقواش ..
- ايه و كيفاش منعت ؟؟
- هاو جايك الحديث .. ننقز من تران لتران .. و نعاود رحلة التمرميد من أول و جديد .. مرة نركب في فاقونة الزوايل .. مرة في فاقونة الدبش .. مرة في كميونة .. حتى لين تعديت لفرانسا .. و غادي عاود لوج على خدمة في النوار .. نهار و أنا نخدم في ريستورون واحد تونسي حنّ عليّ و دخلني نغسل في الماعون و نبات على بلاصتي غادي ، نسمع في خماضة البرا و عرك و تكسير .. جيت باش نخرج خفت لا يتعدى الحاكم يكرفتني .. وليت شديت بلاصتي و قلت إن شاء الله تخلى آش مخرجني ؟؟ و من بعد طلعتلي النخوة لراسي قلت المحلّ متاع راجل عاوني و لمني مالشارع و ناكل منو في الخبز و نخليه يتكسّر و أنا نتفرج .. ما هياش رجولية .. نخرج و الي يصير يصير .. خرجت نلقى زوز جثث ماكنين شبيّب يضربوا فيه و يصيحوا " انت ولد الرصايصي المسّخ ؟؟ انت ولد ******** " و كلام سبان و الطفل ياكل في الضرب و ساكت و عرفي يحزّ هو زادا كلى على مرمّتو .. وليت من حينك دخلت في المعمعة و فكيت الطفل مالزويز دوبرمانات المسيبين .. و طحت أنا نضرب و هوما يضربوا .. لين جات كرهبة الحاكم .. هوما سمعوا السيران و هوما هربوا يتجاراو .. و عرفي خزرلي قلي اهرب .. هربت من غير ما نتلفت .. ما رجعت كان في الليل .. نلقى عرفي يستنى فيّ و وجهو متبسّم .. قلت هذا باز باش يكرّمني موش باش يطرّدني قالي يا ولد عمي الله غالب خبزتك وفات معايا لهنا .. علاش يا عرفي ؟؟ اش عمتلك ؟؟ وين عندي نمشي ؟؟ هذا كفويا الي خرجت نعاون فيك و نمنّع فيك مالباندية الي قاعدين يكسرولك في حانوتك ؟؟ قالي راهو ربي سبحانو يبيتها في شان و يصبحها في شان و هو عظيم الشان .. ريتو الطفل الي كان ياكل في طريحة قبيلي وقت العركة ؟؟ قتلو ايه اش بيه ؟؟ و الله لا نعرفو و لا عمري ريتو .. ضحك عرفي و قالي نعرف نعرف عمرك ما ريتو و لا قابلتو .. المهم الطفل هذا نفس مومنة كان يفطر على روحو و مستانس يجيني للريستورون لهنا لا يكلم حد لا يدور بحد .. أما هاو ظهر ولد واحد تنتخة في تونس ما يعرفش طرف خلاه وين.. و الزويز الي ضربوه كانوا يخدموا عند بوه و طردهم و هاو البحر رماهم لهنا و لقاو الوليد مسكين و كلى ما كلى الطبل نهار العيد و هو لا عملت يدو و لا ساقو . .
- هذا مجدي ؟؟
- ايييه .. هذا هو مجدي ..
- يااااا مسكين ..
- اش عندك ما سمعت ؟؟ من جراير بوه و عمايلو و أمو و هبالها الطفل ولى يمشي جهامة عالأرض ..
- ايه .. اش عملت بعد ما طردك عرفك ؟؟ و كيفاش تلاقيت انت و مجدي ؟؟
- مدّلي عرفي كارت فيزيت و قلي الطفل ولد حلال و عينو مليانة و ما يحبش الظلم .. بعد ما جاو البوليسية و خذاو أوصاف الزويز الي اعتداو عليه بالضرب و كسرولي المحلّ و قبل ما يخرج مدّلي حاجتين .. شيك كتبلي فيه ما يعوّضلي الخسارة و أكثر يكثر خيرو و يلقاه في صحة بدنو .. و الكارت فيزيتت هاذي قلي باش نعطيهالك و تمشيلو للأدريسة المكتوبة فيها ..
- و مشيت ؟؟
- لا .. هاني قاعد بحذاك لهنا ..
- يزي عاااد ..
- بالطبيعة مشيت .. و من غادي بدات صحبتنا .. ضيفني مجدي بحذاه في الابارتومون متاعو و ما قصرش معايا في حتى شي .. هو يراه اعتراف بالجميل و أنا قد ما قتلو الي هو ردّ المعروف و زيادة ما حبش يسمع .. كنا زوز ضايعين في الدنيا بروحنا و لقينا بعضنا و من هالكنهار ما تفارقناش ..
- و روحتوا لتونس مع بعضكم ؟؟
- بالطبيعة .. مجدي عاوني باش ريقلت أوراقي في فرانسا .. و من بعد كيف قرر باش يروح قتلو ما نقعدش في بلاد انت ماكش فيها .. و زاد عاوني في تكبير محل الجزارة متاع بابا .. وليت باش جزار و الناس تجيني مالأبعاد باش تاخو من عندي أعز لحم فرشك ..
- مالا مجدي شريكك ؟؟
- ما حبش يدخل معايا شريك .. و حتى الفلوس الي خذيتهم من عندو سلف ما حبش ياخذهم .. تو هذا عبد ما نرميش روحي على خاطرو للموت ؟؟ تي لو كان يقلي اعطيني عينيك لاما نعطيهملو و أنا فرحان ..
- عندك الحق .. و هذا نفس الشي بالنسبة لي أنا و عفراء ..
- كل شي مستعدّ نعطيه لمجدي .. حتى قلبي ..
كان صوت مسطاري حزينا و هو يقول هذه الكلمات .. أما نجاة فقد غام وجهها و هي تنظر إلى مجدي و عفراء ثمّ قالت بتنهيدة
- كل شي مكتوب .. ممكن كان مكتوب عليّ باش نعيش اللحظة هاذي الي نلبّس عفراء و نزينها ونهزّها بيدي للراجل الي حبيت أنا ناخذو ..
😃😃 يتبع 😃😃

*** عربية ابراهم ***