Aghyad Shekho
يداً بيد..
رَحيل = التغير المناخي = تدمر
قدَّر تاريخ أقدم نقش تدمري معروف بسنة 44 ق م، حين كانت المدينة عبارة عن "مشيخة" صغيرة تهدي الماء للقوافل التجارية القليلة التي تعبرُ طريق البادية.
في القرن الثاني، تم بناء بعض قنوات جر المياه إلى تدمر أثناء حكم "هادريان".
ربما قامت الملكة "الزباء" بتوسيع القنوات الأصلية، بهدف توفير المياه لسكان المدينة والمناطق المحيطة، الذين وصل عددهم، في ذروة الازدهار، إلى ما يزيد عن 200 ألف نسمة.
اليوم، رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة، تشير التقديرات إلى أن العدد قد لا يتجاوز الـ70 ألف نسمة...!.....
الصورة لـمقهى Bagdad CAFE 66. وسط الصحراء السورية، على الطريق الواصل ما بين دمشق وتدمر...الصورة الأصلية في التعليق............
#النزوح #الصحراء #تدمر #المياه
خلونا نترك هالكوكب لأحفادنا... بالشكل يلي تمنينا نورثه من أجدادنا..
#كوكبنا #بيتنا
الصورة لموقع
التغير المناخي = اللامعقول
في وصفه لـ مذهب "اللامعقول"، يقول الدكتور "محمد خفاجى" في كتابه "مدارس النقد الأدبي الحديث":
"وهو المذهب الذي يدين به عدد من الكتاب والفنانين الذي يرون في أحداث وتصرفات ومواقف عالمنا الحاضر ما يدعوهم إلى الإيمان بأن العقل البشري قد أفلس منطقه، وأن العالم لم يعد يسير على منطق مفهوم أو قابل للفهم، فجميع أسس الفهم المنطقي بين البشر قد انهارت وافلست.."
فما الذي يمكن أن يعبر عن القحط والجفاف الذي تتعرض له ذات المناطق التي شهدت أولى عمليات الاستيطان البشري وتدجين الزراعة لتصبح ولأول مرة، نمطاً من أنماط الحياة الاقتصادية قبل أكثر من 10 آلاف عام، وهو الاكتشاف الأول الذي ساهم في تطور وازدهار الحضارات القديمة بعد تطور الزراعة واستخدام الري وما تبعه من ثورة زراعية غيرت مستقبل الشرق الأدنى القديم..
في المقابل، يعني ذلك أيضاً أنها من أولى المناطق التي شهدت عمليات إزالة الغطاء النباتي الطبيعي في العالم…
أو ما اختصاره:
مصدر اعتزاز أمس… هو سبب شقاء اليوم..
فطبقاً لما ذكرته "الأمم المتحدة"، تعرضت 60 % من الأراضي السورية و 1.3 مليون شخص، من إجمالي 22 مليون، إلى أضرار بسبب تغير المناخ والتصحر الناتج عن الأنشطة الإنسانية ونقص الري، بالإضافة إلى 5.5 مليون سوري… أضحوا بحاجة إلى إمدادات المياه الحيوية بعد تناقص مستويات "نهر الفرات" منذ يناير 2021.
كما تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 12.4 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي وهو رقم، إلى جانب معدلات سوء التغذية، سيزداد سوءًا مع الجفاف والتغيير المناخي.
كل هذه الأرقام الجنونية، غير المنطقية، قادتني إلى "اللامعقول"، لأترجم به، ما استطعت، حجم الكارثة التي نعاني منها نتيجة…. ما اقترفته أيدينا... ولأننا نريد أن نترك هذا الكوكب لأحفادنا... بالشكل الذي تمنينا أن يتركه لنا أجدادنا....
بداية هذه المجموعة ستكون بصورة من .
الصورة قبل التعديل في التعليق الأول...
#الهجرة #الجفاف #سوريا
خاننا سَبتُ نوفمبر لكن "الجمعة البيضاء" أبت إلاّ أن تحدثنا ... قبل سوادها.. عن "معرة النعمان" حين غزاها آكلو لحوم البشر..
معرة النعمان - Maarat al-Numan
يعود تاريخ الحدث الأكثر شهرة في تاريخ "معرة النعمان" إلى أواخر عام 1098، خلال الحملة الصليبية الأولى، بعد أن نجح الصليبيون، بقيادة "ريموند" و"بوهيموند"، من محاصرة "أنطاكية" بنجاح ووجدوا أنفسهم مع إمدادات غير كافية من الطعام.
غاراتهم على الريف المحيط خلال أشهر الشتاء لم تساعد في تحسين الوضع، لذا، وبحلول 12 ديسمبر / كانون الأول، عندما وصلوا إلى المعرة، كان الكثير منهم يعاني الجوع وسوء التغذية.
ورغم أنهم تمكنوا من اختراق أسوار المدينة وذبحوا حوالي 8000 من أهلها، إلا أنّهم لم يعثروا على ما يكفي من الطعام... فلجأوا إلى أكل لحوم البشر..!
كتب أحد القادة الصليبيين إلى البابا "أوربان الثاني": "مجاعة رهيبة أرهقت الجيش في المعرة، ووضعته في حالة الضرورة القاسية المتمثلة في إطعام نفسه من جثث المسلمين".
كتب "رادولف"، مؤرخ آخر: "في المعرة، قام جنودنا الكبار بغلي الوثنيين في أواني الطهي؛ وضعوا الأطفال على الأسياخ وأكلوهم مشويين"!.......
الصور المرفقة للموقع ذاته، #قبل و #بعد التعديل :)
سَبْتُ أكتوبرَ الأخير يخبرنا قبل رحيله، عن:
برج حيدر - عفرين
Burj Haidar - Afrin
كان برج حيدر مركزًا إقليميًا قديمًا يُطلق عليه Kaprokera .
ورد اسم "كابروكيرا" لأول مرة في عام 298 بعد الميلاد.
كانت المستوطنة، الصغيرة نسبيًا، تحتوي على أربعة مبانٍ كنسية، وأهمها الكنيسة الغربية من القرن الرابع، باعتبارها واحدة من أقدم مباني الكنائس في وسط المدينة الحالية.
- الصورة المرفقة للموقع ذاته #قبل و #بعد التعديل 🙂......
#عفرين #كابروكيرا
مدينة شقّا - السويداء
Shaqqa - Suwayda
تمتعت المدينة بفترة ازدهار كبيرة بعد أن ضمها الإمبراطور "تراجان" للإمبراطورية الرومانية عام 106 م.
في عام 287 م ، أعطيت رتبة مدينة وأطلق عليها البعض اسم "ماكسيميانوبوليس"، التسمية التي ذهب بعض الباحثين إلى أنها أطلقت عليها عن طريق الخطأ، إلى أن تم تصحيحه في عام 1885، حيث اقترحت بعض المصادر تحديد "مكسيميانوبوليس" على أنها بلدة "الشيخ مسكين".
من الصعب تحديد التاريخ الذي تم فيه التخلي عن المدينة تماماً، بالرغم من بعض التخمينات التي أشارت إلى القرن الثالث عشر عندما غزا المغول المنطقة أولاً.... تلاهم بعد بضع سنوات عزو المماليك.., الصورة المرفقة للموقع ذاته #قبل و #بعد التعديل 😊😊.......
#شقّا #حوران #تراجان #تصوير #غرافيك #أنسنة
"شيخ الحديد" - Şiye
إحدى بلدات "ريف عفرين"، هادئة عمّا حولها وصاخبة بحكاياها..
ما يميّزها، أنّ جميع أهلها يتخاطبون بالألقاب بدل اسم "الهوية الشخصية"، حتى أخذ الأول مكان الثاني وطغى عليه..
ولا تستغرب إن قلت إن "ابن العم" أحياناً قد يجهل الاسم الحقيقي لأحد أقرانه من "أولاد عمه" بحكم استخدامهم "اللقب" في الخطاب بدلا من الاسم..
وليس أمراً مستهجناً كما قد يظن البعض، إذ يتفاخر أهلها أحياناً، على سبيل المزاح، ويقولون:
لا بدّ من لقبٍ لكلّ زائر أو مارّ بهذه القرية، حتى وإن كان مروره فيها سريعاً كالبرق..
اليوم، وبعد سنوات من النفي، يبدو أن الذاكرة بدأت تحنّ إلى ما عاشته... أو لم تعشه في تلك البلدة، فأخذت تستحضر ، بين حين وآخر، ملامح بعض من التقتهم من أهلها... فأقلّب هذا العالم الأزرق لأطمئن على الأقل على أنهم بخير... بالرغم من أنّ معرفة كلّ منّا بالآخر... قد لا تتجاوز .. صورة شخص لا تعرف عنه سوى كونه أحد أبناء بلدتك..
لكن على ما يبدو أن وسائل التواصل لم تقرّب ولم تسهل الأمر بعد أن حمل أهلها ألقابهم معهم إلى هذا العالم، وهو ما يجعل البحث عن أي شخص أمراً شبه مستحيل... إن لم تعرف لقبه...
ولا يعرف اللقب إلاّ من ارتاد "ساحة النبعة" ذاتها... وسط القرية...... الصورة لـ"ساحة النبعة" عام 2011.
#قبل و #بعد التعديل 🙂
برقش - قرب دمشق
Burqush - Near Damascus
يوجد في موقع "برقش" آثار لمعبد من العصرين الروماني والبيزنطي يعتقد أنها كانت لشخص اسمه "برقش"..
الاسم السرياني مؤلف من قسمين، "بر" وتعني "إبن"، و "قش" وتعني "القسيس"، فيصبح المعنى الكامل: "ابن القسيس".
اقترح "جوليان ألكوت" أن الموقع ربما كان يسمى "بركوسة" في العصور القديمة.
في القرن السادس ، تم تغيير الاسم إلى "جستنيانوبوليس"، على اسم الإمبراطور البيزنطي "جستنيان الأول".........
الصور المرفقة للموقع ذاته، #قبل و #بعد التعديل 🙂
#برقش #جستنيان #دمشق #فوتوغراف
باصوفان - عفرين
Basufan - Afrin
Church of St. Phocas
هي إحدى المستوطنات البيزنطية التي يرجع تاريخها إلى ما بين القرنين الخامس والسابع.
وتعتبر "كنيسة القديس فوكاس"، التي بنيت بين عامي 491-492 م، من أشهر معالم باصوفان..
فمن هو "القديس فوكاس"؟..
يتم تكريمه كشهيد من قبل الكنائس الكاثوليكية والشرقية الأرثوذكسية، وقد تكون حياته وأسطورته عبارة عن اندماج لثلاثة رجال بنفس الاسم، وهم: فوكاس الأنطاكي ، فوكاس البستاني وفوكاس أسقف سينوب.
أما قصته فيُقال:
تذكر التقاليد المسيحية على أنه كان بستانيًا عاش في مدينة "سينوب" - "شمال تركيا"، واستخدم محاصيله لإطعام الفقراء ومساعدة المسيحيين المضطهدين أثناء حكم "دقلديانوس"..
ويٌقال أنّه لم يتردد في ضيافة الجنود الذين أرسلوا لإعدامه.
وافق الجنود على حسن ضيافته، دون أن يعلموا أن مضيفهم هو الضحية المقصودة..
كما عرض عليهم "فوكاس" مساعدتهم في العثور على الشخص الذي يبحثون عنه.
وبينما كان الجنود نائمين، حفر "فوكاس" قبره وصلى. وقام بالترتيبات لتوزيع جميع ممتلكاته على الفقراء بعد وفاته.
في الصباح، عندما استيقظ الجنود، كشف "فوكاس" عن هويته.
تردد الجنود وعرضوا إبلاغ قائدهم بأنّ بحثهم لم يكن مثمرا.
رفض "فوكاس" هذا العرض وكشف عن رقبته، ثم قُطعت رأسه ودُفن في القبر الذي حفره لنفسه.........
الصور المرفقة، للموقع ذاته، #قبل و #بعد التعديل 🙂..........
#باصوفان #عفرين
#تصوير
خراب الشمس/ جبل سمعان
kharab shams /Mount Simeon
قال عنها المصور "روديجر بارتيلموس"، عندما زار المنطقة عام 1999:
تعد البازيليكا ذات الأعمدة عند سفح تل "خراب شمس" الكبير مثالاً فريدًا على المهارة الرائعة لبناة ذلك الوقت، من الناحية الجمالية والتقنية.
قام "هوارد كروسبي بتلر" ، الذي حقق في الموقع، حوالي عام 1900، أثناء قيادته لبعثة استكشافية من "جامعة برينستون" في "أمريكا"، بتأريخ الكنيسة إلى أواخر القرن الرابع.
أما النسخة الأساسية من الصورة قبل العمل عليها، فهي للمصور "فرانك كيدنر" التقطت عام 1996......
الصور المرفقة للموقع ذاته #قبل و #بعد التعديل 🙂 .............
#تصوير #تصميم
وأردف "شيخو":
"بالقدر الذي نصنع فيه أو نؤثر فيه نحن في تكوين شخصية هذه المواقع، … لها أيضاً دور رئيسي في صنع شخصيتنا نحن البشر من خلال الذكريات والوقائع التي عشناها....أو لم نعشها في هذه المواقع.. وما شخصيتنا سوى اجتماع لهذه الأحداث، وبناء عليها تتشكل مواقفنا و آرائنا تجاه الحياة وما تحمله".......
شكراً زمان الوصل 🌷
شكراً للصديق خالد الأحمد 🌷
مشروع فني لإعادة الحياة إلى مدن منسيّة شمال سوريا يعمل الصحفي السوري المقيم في اسطنبول أغيد شيخو منذ أشهر على مشروع فني أطلق عليه أسم أنسنة الآثار السورية بغرض تحويلها من معالم جامدة ومجرد
كتب خالد الأحمد
مشروع فني لإعادة الحياة إلى مدن منسيّة شمال سوريا
يعمل الصحفي السوري المقيم في اسطنبول "أغيد شيخو" منذ أشهر على مشروع فني أطلق عليه أسم "أنسنة الآثار السورية" بغرض تحويلها من معالم جامدة ومجرد كتل حجرية صلدة إلى كيان حيوي يحمل في تفاصيله وملامحه انفعالات وأحاسيس قريبة من الكائن الإنساني وشبيهة به وتقترب لأن تكون على هيئة بشر أو طائرا أو سمكة أو حدأة، كما يمكن تأويلها لأشكال أخرى، حسب نظرة المتلقي وخياله.
ويستخدم مصطلح "الأنسنة" الذي يعني عملية التحول إلى إنسان في سياقات مختلفة نسبيًا بمجالات علم الأحياء القديمة وعلم دراسة مستحاثات أسلاف البشر وعلم الآثار والفلسفة والإلهيات.
قبل ثلاث سنوات عمل "أغيد" المتحدر من "عفرين" بريف حلب على برنامج صباحي يومي عبر إذاعة "وطن" المحلية، فكان للتاريخ السوري والمواقع الأثرية حيّزاً يومياً كذلك ضمن البرنامج، ولكنه لم يرغب كما يقول لـ"زمان الوصل "في تقديم ما تمّ تكراره من معلومات أو حديث عن مواقع أثرية معروفة مسبقة لدى المتلقي، وهنا كانت نقطة البداية في محاولة البحث عن أماكن ومواقع أثرية لم يتم تسليط الضوء عليه أو ليست معروفة بالشكل الأمثل لدى المستمع.
وأشار الصحفي الشاب إلى أن فكرته هذه أوصلته إلى البحث في المدن المنسية أو "المدن الميتة" في الشمال السوري، والتي وإن كانت معروفة كـ"تسمية" إلا أنها غائبة عنّا كمعلومات تفصيلية عنها وعن تاريخها، ولذلك بدأ -كما يقول- رحلة البحث من هناك معززاً بدافع واهتمام موجود مسبق بالتاريخ السوري، وكمحاولة لتسليط الضوء على ما تم تجاهله لعقود.
*فن الفراكتال
ولأن التأثر المرجو في المتلقي لا يمكن تحقيقه إلا باستخدام وسائل متعددة من الاتصال، كان عليه أن يحول المسموع إلى مرئي أيضاً، وبذلك يكون قد استهدف –كما يقول- شريحة أكبر من المتلقين الذي قد لا يستسيغون الراديو أو سماع معلومات قد تبدو باهتة ورسمية إلى حدّ ما، فكانت خطوة تصوير هذه الآثار على شكل شخصيات وسيلة إضافية في محاولة التأثير وتسليط الضوء.
ولفت محدثنا إلى أن ما تم إنجازه من مشروع تخطى حاليا 15 لوحة جاءت بعد تجارب عديدة في محاولة لتقديم المواقع الأثرية في عموم سوريا بشكل وطريقة جديدة مختلفة عمّا تم تقديمه سابقاً، أما عدد اللوحات التي يفترض إنجازها فهو غير محدد، ربما بعدد المواقع والمستوطنات القديمة في الشمال السوري.
وأوضح بأنه اعتمد مثلاً الزخرفة الإسلامية في مرحلة ما، ولاحقاً على فن الفراكتال الذي يعتبر من أحد الفنون الرقمية الحديثة إجمالاً، لكن جميع التجارب-حسب قوله- كانت تنتهي عند حدّ معين لم يتمكن من تخطيه، وخاصة من ناحية تقديم فكرة جديدة للمتلقي في كل لوحة مشغولة وهذا ما كان يشعره بأن اللوحات بدأت تصبح قريبة أو نسخاً متشابهة عن بعضها، وإن اختلفت المواقع الأثرية.
لكن بعد محاولات عديدة اتضحت الصورة أكثر وأخذت المواقع الأثرية أشكالاً أقرب ما تكون إلى الإنسان أو ما يشبه الإنسان في صورته.
*تاريخ العكاز
وتابع شيخو: "بحكم الاختلاف الشكلي الذي لا يمكن أن يتشابه فيما بين البشر إلا نادراً، وجدت أن الأنسنة هي الطريقة الأنسب لطرح تلك المواقع ضمن أسلوب واحد وأفكار مختلفة، فأحقق بذلك عدّة أهداف في آن معاً، فمن جانب أوحّد أسلوب الطرح أو شكله العام، ومن جانب آخر أخلق شخصيات مختلفة بذات الأسلوب مما يبعد الممل البصري أو الروتين البصري لدى المتلقي".
ورغم اختلاف أساليب الطرح بين زخرفة إسلامية أو فن الفراكتال أو تجسيد إنساني "أنسنة" لهذه المواقع إلا أن جميعها -كما يقول- صاحب المشروع تصب في خدمة الهدف الأساسي من العمل والمتمثل في تسليط الضوء على هذه المواقع التي بالرغم من عيش الكثيرين ضمنها إلا أنهم لا يعرفون عنها إلاّ القليل.
واستدرك أن "أهمية أو قيمة الأشياء تزداد بازدياد معرفتنا لها ولتاريخها، ففي الوقت الذي قد لا يشكل فيه عكّاز خشبي أية قيمة بالنسبة للبعض.. قد يأخذ حيزا لا يستهان به من الأهمية بالنسبة للبعض الآخر إن أدرك الشخص تاريخ العكاز وارتباطه بأجداده أو من سبقوهم بقرون.
*المواقع الأثرية المنسية
وحول طريقة عمله على "أنسنة المواقع الأثرية، وهل هناك معايير محددة للأثر الذي يريد أنسته أوضح "شيخو" أن هناك معيارا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه قبل الشروع في العمل على أية لوحة، وهو أن تتمتع الصورة بجودة ودقة لا بأس بها دون أن تحمل تواقيع ضخمة تشوه ملامح الموقع الأساسية، وباستثناء ذلك ليست هنالك معايير محددة للعمل على أية صورة أو أي موقع.
*إنجازات وخيبات
ونوّه إلى أنه يحاول التركيز على المستوطنات أو المواقع الأثرية المنسية أو التي غير المعروفة لدى المتلقي، سواء أكانوا من المهتمين بالمواقع الأثرية السورية أو كانوا أناسا عاديين، مما يعني محاولة الإلمام بكافة المواقع الأثرية على الجغرافية السورية دون استثناء.
وعن انحسار اهتمام الناس بالآثار في ظل الحرب وأوضاع البلاد المدمرة وهل مشروعه محاولة لإعادة جزء من الارتباط بين الناس والآثار، أبان محدثنا أن جزءاً مما أراد قوله في هذه الأعمال هو أن لأماكن تتمتع بشخصية وكيان مستقل أيضاً كما البشر تماماً، وما يصنع شخصيتها هي الأحداث والمواقف التي تمر بها عبر تاريخها من أحداث محزنة أو مفرحة.
*تنوع واختلاف
وأردف أن كل ما تمرّ به، أو مرّت به هذه الأماكن من إنجازات وخيبات.. ساهمت جميعها في صنع شخصيتها المستقلة، بالإضافة إلى أنه بالقدر الذي نصنع فيه نحن أو نؤثر فيه نحن في تكوين شخصية هذه المواقع الأثرية… هي أيضاً لها دور رئيسي في صنع شخصيتنا نحن البشر من خلال الذكريات والمواقع التي عشناها أو التي لم نعشها في هذه المواقع.. فجميعها أيضاً تساهم في تشكيل شخصيتنا ومواقفنا أو آرائنا تجاه الحياة وما تحمله..
ولفت "شيخو" إلى أن الساحة السورية تحوي مواهب وشبابا بأفكار استثنائية، وخاصة فيما يتعلق بالغرافيك والفن الرقمي الذي أخذ حيّزا واسعا من العمل والانتشار بعد عام 2011، ولكن جل ما صادفه من أعمال كانت ميّالة للشأن السياسي منها للتاريخ والآثار، وهي موضوعات فرضها واقع الحال في سوريا وما تعيشه البلاد منذ أكثر من عقد من الزمن.
واستطرد أن الأحداث كان لها انعكاساتها على الشباب وأفكارهم
والموضوعات التي نجد أنفسنا أحياناً لا نستطيع التفكير في غيرها، وهي حالة طبيعية لا بدّ من التشبّع بها استغلالها بالأدوات التي يراها كل "متأثر" فيعالجها ويهذبها ليعيد طرحها على المتلقي باسلوبه وطريقته الخاصين، حتى وإن لم تكن الموضوعات قريبة أو على صلة بالتاريخ إلا أننا بحاجة إلى هذا التنوع والاختلاف في المواضيع وطريقة المعالجة أو الطرح، لأننا حينها فقط يمكن أن نقول مستقبلاً كانت لدينا حركة فنيّة شبابية.
*أماكن ذاخرة بالقصص والحكايا
وبالعودة إلى علاقته بالآثار التي عمل على أنسنتها وأيها أقرب إلى فكرة مشروعه أكد "شيخو" أنه يحاول الوقوف دائماً على مسافة واحدة من جميع المواقع الأثرية صراحة، وبالرغم من الانجذاب الذي يصعب مقاومته تجاه الأماكن الذاخرة بالقصص والحكايا، إلاّ أنّ متعة البحث واستكشاف قصص جديدة عن مواقع منسية، دائماً ما تكون مغرية أكثر للمخيلة.
وأردف أن الأحداث والقصص التي مرّت بها هذه المواقع هي من تصنع شخصيتها وكيانها… فبالتأكيد تكون أنسنة هذه المواقع أسهل من غيرها، لكن بحثنا ليس عن السهل بقدر ما هو بحث عن الجديد والمختلف.
*الاستمتاع بلحظة الخلق
وفيما إذا كانت هناك نية لإقامة معرض للأعمال التي نفذها في إطار مشروعه، أشار "أغيد" إلى أنه ينوي إخراج هذه الأعمال من الفضاء الإلكتروني لتصبح محسوسة أكثر بالنسبة للمتلقي بمجرّد توفر الشروط والظروف المناسبة، لكنه ليس هاجساً أو هدفاً بحد ذاته، وختم أن ما يشغله حالياً هو الاستمتاع بلحظة الخلق، وكل شيء دون ذلك أمور ثانوية قد تتحقق في أية لحظة.
و"أغيد شيخو " إعلامي سوري، مواليد 1987 في رصيده عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ومنها برنامج بعنوان "خبر نوستالجي" أنهى اختصاص اللغة العربية وآدابها وبتابع دراسته في قسم "التراث الثقافي والسياحة - جامعة اسطنبول" وشارك في عدد من المعارض الجماعية في جامعة حلب بمجال التصوير، له عدد من المطبوعات في مجال توثيق الحياة العامة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
Click here to claim your Sponsored Listing.
Videos (show all)
Contact the business
Address
Istanbul
34188