سيدنا الإمام بُرهان الدين أبو الإخلاص الزرقاني

سيدى أبا الإخلاص واليسر

26/10/2023

من أقوال سيدي ابراهيم الدسوقي رضي الله عنه وأرضاه:

من لم يحبس نفسه في قعر الشريعة
ويختم عليها بخاتم الحقيقة لا يقتدى به في الطريقة .

الشريعة كالشجرة والحقيقة ثمرتها فلا بد لكل واحد من الأخرى ،
ولكن لا يدرك ذلك إلا من كمل سلوكه في طريق القوم .
من لم يكن عنده شفقة ورحمة على خلق الله لا يرقى مراقي أهل الله

، وكان يأخذ العهد على المريد، فيقول له:
يا فلان اسلك طريق النسك على كتاب الله
وسنة نبيه محمد ﷺ وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ، وعلى أن تتبع جميع الاوامر الشرعية ، والأخبار المرضية ،
والاحتفال بطاعة الله عزوجل قولا وفعلا واعتقاداً .
وأن لا تنظر يا ولدي إلى زخارف الدنيا ومطاياها وقماشها ورياشها وحظوظها، واتبع نبيك ﷺ في أخلاقهو،
فإن لم تستطع فاتبع خُلُق شيخك ، فإن نزلت عن ذلك هلكت ،

واعلم يا ولدي أن التوبة ما هي بكتابة درج ورق ولا كلام من غير عمل إنما بالتوبة العزمُ على ارتكاب ما الموتُ دونه ،
فصف أقدامك يا ولدي في حندس الليل البهيمو،
ولا تكن ممن يشتغل بالبطالة ويزعم أنه من أهل الطريق .

وكان يقول قدس الله سره :
لو هاجر الناس مهاجرة صحيحة طالبين الله خالصا
ودخلوا تحت أوامره لاستغنوا عن الأشياخ ،
ولكنهم جاءوا إلى الطريق بعلل وأمراض فاحتاجوا إلى حكيم .

وكان يقول قدس الله سره
قوة المبتدي الجوع ومطره الدموع وفطره الرجوع ،
وأما من أكل ونام ولغا في الكلام ،
وترخص وقال ما على فاعل ذلك من ملام فلا يجيء منه شيء والسلام
ويقول الشيخ إبراهيم الدسوقي

قاعدة الطريق ومحكمها ومجلاها هي الجوع ،
وذلك لأنه يغسل من الجسد مواضع إبليس ،
فمن أراد السعادة فعليه بالجوع الشرعي ،
ولا يأكل إلا على فاقة ،
ومن طلب شربة بلا حمية أخطأ طريق الدواء

خلوة المريد الصادق : هي سجادته ، وخلوته سره وسريرته .

علامة المريد الصادق أن تطوى له مقامات الطريق البعيدة ،
على غيره من شدة عزمه ، لأن حلاوة القرب من حضرة ربه تنسيه طول التعب ...

من علامة المريد الصادق :
أن تنقلب له الأضداد ، فيصير من كان من الصالحين يسبه يحبه ،
ومن كان يقاطعه يواصله ، ومن كان لا يشتهيه يثني عليه ،
ولا عبرة بعداوة المنافقين ، لأنهم أعداء للأنبياء والمرسلين .

من عرف الله وعبده فقد أدرك الشريعة والحقيقة
فاحكموا الحقيقة والشريعة ولا تفرطوا إن أردتم أن يُقتدى بكم ،
ولم يكن اسم الحقيقة إلا لأنها تحقق الأمور بالأعمال ،
ومن بحر الشريعة تنتج الحقائق .

ويقول
الشريعة أصل والحقيقة فرع .
فالشريعة جامعة لكل علم مشروع ،
والحقيقة لكل علم خفي وجميع المقامات مندرجة فيهما
الشيخ : هو والد السر .

لو أن العالم أتى إلى الصوفية خالصاً من العلل والأمراض
لأوصلوه إلى حضرة الله في لحظة ،
ولكنه أتاهم بأمراض وعلل ظاهرة وباطنة من دعوى العلم ،
ومحبة الدنيا وشهواتها ،
وباطنه مملوء من الحسد والمكر والخداع والحقد والغش وغير ذلك ، فلذلك أمروه بعلاج ذلك ليتطهر منه ،
فإنها أخلاق الشياطين .

ويقول
أهل العرفان في ميدان القبول قد مدتهم عنايته ،
وعاد من بعض أوصافهم الورع ،
متواضعين متصايلين تحت جناب الكريم ، يقصدون المكان الأوسع ، وكلما حل بهم حال أو مر بهم امتحان
أو حط عليهم زمان تلذذوا بما جرى عليهم ولا يأخذهم بذلك جزع ،
لو طرحت الجبال على رؤسهم والبلاء كله عليهم
ولا يأخذهم بذلك من شدة ذلك هلعٌ ،
عرفوا حقيقة المحبة وكشف لهم عن معنى الحبة والمحبة ،
وتلذذوا بما شاهدوا من محبة محبوبهم فلا هرب ولا فزع ،
غلال المحبة غلتهم وقيودها قيدتهم فما يرجعون عن محبوبهم ،
قطعتهم سيوف المحبة قطع .
ومنهم :
من غلب عليه حاله وترادفت عليه أحواله فصاح وجلب وانصرع ،
ومنهم :
من تمزق ومزق أطماره ، ولقلبه قطع ،
ومنهم :
من تهتك وانهتك ، فدمعه على خديه يدمع ،
أظهر حاله بالبكاء والعويل والوجد والنحيب
والنحول المذيب والأمان من في المدامع تهمع ،
لا قرار لمحب ولهان ولا متعلق نشوان ،
لا منام ولا طعام ولا راحة ولا مضجع ،
فكلما تمكن منهم حبهم لربهم وساقهم خوفهم والجزع ،
وشدد عليهم التشديد والإياس ولم يجدوا مطعماً فمات من مات منهم وبقى من بقى ،
فنسيم الصفاء والرجاء من بواطن سر قلوبهم تسمع ،
ومن سكر بحب الله أو خاف من الله أشد الخوف تمزق وتقطع

12/10/2023

:
مقال رقم ( ٥ )

《 السيد أحمد البدوي قدس الله و رضي الله عنه 》
( شيخٌ صالح كان يرى رسول اللَّه ﷺ يقظةً ومناماً )
نتحدث عن سيدي أحمد البدوي يجب أن نتحدث بأدب :

• فهو : شيخ الأولياء * * أبا الفتيان * أبو فرّاج * شيخ العرب
أبا الضيفان * باب النبي العدنان * المُلثم * الشيخ الصالح

• هو شيخٌ صالح أتى إلى مصر بـأمرٍ من سيدنا رسول اللَّه ﷺ
• شيخٌ صالح إختبره قاضي القضاه و كبار العلماء فـما كان ردهم إلا أن قالوا : أنه بحر علم لا يدُرك له قرار

• شيخٌ صالح عندما ذهب لـ زيارة جده سيدنا النبي ﷺ
و قال : إن قيل زرتم بما رجعتهم ما نقول؟
سمع سيدنا رسول الله يرد عليه و يقول :
قولوا رجعنا بـ كل خيرٍ و اجتمع الفرع بالأصول

• شيخٌ صالح قال عنه سيدنا الإمام أبو الإخلاص الزرقاني
إذا كُنت مهموماً عليك بسيدي هو احمد البدوي أعظم مُنجدي

• شيخٌ صالح قام بتربية رجال على الكتاب و السنّه و الصدق و حسن الوفاء و تحمُل الأذى و حفظ العهود و علي كثرة الذكر و حذرهم أن يراهم الله من جُملة الغافلين و على الإشفاق علي اليتامى و كسوة العريان و إطعام المساكين و علي عدم الشماته بمصيبة أحد و عدم النطق بـ الغيبه و النميمة و عدم إيذاء من يؤذيهم و العفو عمن ظلمهم و الإحسان إلى من أساء إليهم و إعطاء من حرمهم و علي حُسن الخلق لأنه يرفع المقام عند الله و رسوله و على التوبة إلي الله مع كل نفس و علي عدم حُب الدنيا لأن حُب الدنيا يُفسد العمل كما يُفسد الخل العسل و علي أن يُقيموا الليل و إن كان ركعة فهو خيرُ من ألف ركعةٍ بالنهار و على الشكر عند العطاء و الصبر عند المنع و العمل بالكتاب و السنه و التحلى بالعلم و الحلم و الشفقة علي خلق الله و الصبر و أن من لم يكن عنده علم فلن تكون له قيمة في الدنيا و الآخره و أن من لم يكن عنده حلم لم ينفعه علم و من لم تكن له شفقة على خلق الله لن تكون له شفاعة عند الله ، و من لم يكن عنده صبر فليس عنده في الأمور سلامه ، و من لم يكن عنده تقوى فليس له عند الله منزله .

• شيخٌ صالح تربى في ساحته كبار العلماء و الأولياء مثل سيدي أحمد حجاب و سيدي الشيخ محمد متولي الشعراوي و الدكتور جوده أبو اليزيد المهدي و الدكتور عبد الحليم محمود و سيدي صالح الجعفري "و لحضراتهم كتب عن سيدنا أحمد البدوي قدس الله سره العزيز و مواقف عديده ذكرها سيدي الشيخ محمد متولي الشعراوي في كثيرٍ من مراجعه

• شيخٌ صالح كان يرى سيدنا رسول الله يقظة و مناماً في كل وقتٍ و حين

• شيخٌ صالح مهما تكلمنا عنه والله لن نوفّيه ذرةً من قدره فعندما تتكلم عنه تتكلم بـ "أدب"
رضى الله عنه و أرضاه و عنا بحضرته و قدس الله سره العزيز

و مدد يا شيخ العرب رغم أنف الجاهلين الضالّين

#دفاعاً_عن_سيدي_أحمد_البدوي_رضي_اللَّه_عنه:

10/10/2023

إِذا شَاءَتِ الأَقْـدَارُ يـوماً هِـدَايَة فَسَارِعُ بِالاسْتِغْفَارِ ثُمَّ النَّـدَامَة
وهَرُولُ إِلَى شَيْـخٍ قَوِىَّ مُحَـقِّقٍ يُهَـذِّب طَبعَ الوَارِدين بِحِـكمةٍ

وهِمَّةٍ وصدقٍ واطرَحَ الخُلْفَ لِمَا ‏قَالَ وَاحْذَرُ أَن تُصَابَ بِحَسْرَةٍ
وخَالِفْ مُرَادَ النَّفْـسِ واسْحَقْ هَـوَاهَا فَلَيْـسَ لَهَا إِلَّا أَشَدَّ قبيحَةٍ

وفى هذا يقول شيخنا ومولانا
سيدنا الإمام بُرهان الدين أبو الإخلاص الزرقاني :

إذَا لَمْ يكُنُ للنَّفْسِ شَيخٌ لَهُ هدي يُؤَدِّبُها بِالرُّوحِ زَاغَتْ عَنِ السَّيْرِ

‏ولا يَعبُر البَحْرَ الخِضَمَّ وَ نَوْؤَهُ
سِوَي مَاهِرٍ يَدْرِي المَلاحَةَ فِي البَحْرِ

وَلَوْلا اتصالُ الكَهْرَباءِ بِأَصْلِهَا عَلَي مَوْجَـةِ التَّـيَّارِ مَا نُورُها يَسْرِي


‏والصوفية هم طائفة من خلاصة المسلمين هَمهُم من العمل إصلاح القلب وتصفية السرائر ، والاشتغال بالأرواح ، والاتصال بالحق الأعلى جل شأنه ، حتى تأخذهم الجذبات إليه عمن سواه ،
وتفنى إراداتهم في إرادته ، وصفاتهم في صفاته ،
والعارفون منهم البالغون إلى الغاية من سيرهم في أعلى مرتبة من الكمال البشرى بعد النبوة .

‏ولما سُئِلَ سيدى برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه وأرضاه عن التصوف قال :

ليس التـصـوف لِبس الصـوف تُـرقـعُه ولا بُكاؤك إن غَـنّ المُـغَنُّـون
ولا صياح ولا رقصٌ ولا طربٌ ولا انخباط كأن قد صِرت مَجنونا
‏بل التـصـوف أن تَصـفُو بلا كـدرٍ ‏وتتـبع الحـق والـقـرآن والدِّينـا

‏وأيضا لما سُئُلَ سيدنا برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه وأرضاه عن معنى صوفی قال :

فَصُوفِي حُــرُوف أربــعٌ وَإِشَـارَةٌ تَحَـقَّـقَ بِهَـا تَحـظَ بِكُـلّ فَضِـيـلَة
فَصَاد لِصَبْر ثُمّ صدقٍ كَذَا الصَّفَا عَن الرّيْنِ وَ الْأَغْيَار فِي كُلِّ لَحْظَةٍ
و وَاو لوجـدٍ ثُـمّ ودٍ إذَا وَفَّـى بِكُـلّ حـقـوقٍ فِي طَـرِيـقِ الشَّـرِيـعَـةِ
وفاءٌ لفِـقـدٍ ثُمّ فَـقْـر كَـذَا الْفَـنَا ‏فتـسبح خُـفًّا فِـي بِـحَـار الْـحَقِـيـقَة
‏وعند كَـمَالٍ فِـي تـخلُّقه بِهَـا ‏فيـأتيـه حـرفُ الْـيَاء تَحْـقِيـق نَـسَـبَه .

( والذكر منشور الولاية فمن وفَق للذِكر فقد أعُطى المنشور )
وقيل : قل على الدوام : . . الله . واحذر كطرف العين أن تنساه وتلقين الأسماء بحسب الاستعداد وذلك راجع لرؤية الشيخ المربى الكامل المؤهل لهداية العباد .

مَن كَتاب سَيدنا الإِمَام أبو الإخـَلاص وتَصوف الساده الخَواص
#سُلطَانِ_الذَاكَِرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي

24/09/2023

لِأَحْـمَـدَ خَــيْـرِ الْعَالَـمِـيـنَ مَــكَانَـــةٌ
تُخَصِّصُهُ بِالْحُبِّ فِي الْـمَـلَإِِ الْأَعْلَـى
لِأَعْلَى الْوَرَى قَدْرَاً وَ أَوْضَحِهِمْ هُدَىً
وَ أَصْـدَقِـهِـمْ قَـوْلَاً وَ أَكْـرَمِهِـمْ فِعْلَاً
لآيــاتِــه الــنُّــورُ الْــمُـبِـيـنُ فَـكُـلَّـهَا
صَحِيحٌ إذا يُرْوَى فَصِيحٌ إذا يُبْتَـلَى
لَآلِـــئُ أَسْـــلاَكٍ أَزاهِـــــرُ رَوْضَـــــةٍ
فَـهَـا هِيَ تُجْنَى بِالخَوَاطِرِ أَوْ تُجْـلَى

لِأَسْمَائِهِ فِـي النُّطْقِ وَ السَّمْـعِ لَـــذَةٌ
فَلِلَّهِ مَا أَزْكَى نَسِيمَــاً وَ مَـا أحْــلَــى
لِأَحْسَنَ حَتَّى أَحْسَبَ الْخَلْقَ جُودُهُ
فَفَاءَ لَـهُـمْ ظِـلَّاً وَ صَابَ لَـهُـمْ وَبْــلَا
لِأَمَـتِــهِ الْـجَـاهُ الْـمَـكِــيـنُ بِـجَـاهِـهِ
فَإِنْ أُخْرِجُوا وَقْتَاً فَقَدْ قُدِّمُوا فَضْلَا
لِأَنَّــهُــمْ فَـــازُوا بِـــبَــعْــثَـةِ أَحْـمَـدَ
فَــفَازُوا بِـمَـجْـدٍ لَا يُطَالُ وَ لَا يُعْلَـى

لِإِبْــرَاءِ أَفْـهَــامِ الْـعِــبَـادِ مِـنْ الـرَّدَى
بِحُـجَّـتِـهِ الْـعُـلْـيَا وَ شِـرْعَـتِهِ الْمُثْلَى
لِأَمْـــــرٍ رَآهُ اللّٰهُ أهْـــــلَاً لِــحُـــبِّـــهِ
فَــطَـــهَّــرَهُ طِــفْـلَاً وَ أَرْسَــلَـهُ كَهْلَا
لِأسْــرَائِـــهِ بِــاللَّـيْلِ وَ النَّاسِ هُجَّـعُ
دَلَائِلُ نَـسْـتَهْدِي بِهَا الشَّرْعَ وَ العَقْلَا
لِأَرْوَى عِـــبَـــادِ اللَّهِ بَــدَأً وَ عَـــوْدَةً
بِـــأَنْــمُلِ كَفٍّ دُونَهَا الدِّيمَةُ الهَطْلَـى

لِآدَمَ ثُــــمَّ الْفَــخْـــرُ إذْ كَــانَ نَـجْـلَـهُ
لَقَدْ فَاقَ هَذَا الْفَرْعُ فِي الرُّتْبَةِ الأَصْلَا
لِإِنْـبَـائِــهِ بِــالْغَــيْـــبِ قَــبْـــلَ أَوَانِــهِ
دَلَائِــــلُ تَــشْــرِيفٍ قَــدْ اتَّصَلَتْ نَقْلَا

لِإِشْـــرَاقِ مَـــرْآهُ وُجُــــودِ يَــمِــيـنِهِ
مَدَى الدَّهْرِ لَا نَخْشَى ضَلَالًا وَلَا أَزَلَا
لِأَصْــبَـحَ فِـي الدَّارَيْـنِ لِلْكُلِّ سَــيّـدَاً
وَ دُونَكَ فَاسْأَلْ هَلْ تُحِسُّ لَهُ مِـثْلَا
لَـئِـنْ كَـــانَ رُسُــلُ لِلــنّــاسِ سَـــادَةً
فَــأَحْـمَـدُ قَـدْ سَـادَ النَّبِيِّنَ وَ الرُّسْـلَا

لِأَوَّلَ مَـــا تَـــلَـــقَّـــاهُ أُمَّـــتُـــهُ غَدَاً
تُلَاقِي بِهِ التَّرْحِيبَ وَ الْمَنْزِلَ السَّهْلَا
لَأَسْـتَـمْـطِـرَنَّ الدَّمْـعَ مَـا عِشْتُ دُونَهُ
عَسَى طُولُ هَذَا الْبُعْدِ يُعْقِبُنِي وَصْلَا
لِأَهْـلِ الْــتُّــقَــى وَ الْــبَـرِّ يَذْخَرُ قُرْبَهُ
وَأَنِّــي لِــمِـثْــلِــي أَنْ يَـكُـونَ لَهُ أَهْلَا

من ديوان اهَل الذِكر لنبراس الموحدين وإمام المُحقيقين :
#سُلطان_الذاكرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي

صللي علي الحبيب سيدنا النبي ﷺ

15/09/2023

دَخَلَ أعرابيُّ يَوْمَاً الْمَسْجِدَ فَبَالَ فِيه فَهَمَّ بِهِ اصحابُهُ فَقَالَ:
" لَا تَقطَعُوا عَلَيه الْبَوْلَ" ، ثُمَّ قَالَ لَهُ :
"إنَّ هَذِهِ الْمسَاجِدَ لَا تَصْلُحَ لشىءٍ مِنَا لْقَذَرَ وَالْبَوْلِ وَ الْخَلاءِ " ،

وَكَانَ ﷺ يَرْكَبُ الْحِمَارَ مَوْكُوفَاً وَعَلَيه قَطِيفَةٌ وَ كَانَ إذا مرَّ عَلَى الصِّبْيَانِ سَلَّمَ عَلَيهِمْ ثُّمَ بَاسَطَهُمْ ،
وأُتِى ﷺ بِرَجُلٍ فَأُرْعِدَ مِنْ هيبَتِهِ فَقَالَ لَهُ ﷺ :
" هَوِّنْ عَلَيكَ فَلَسْتُ بِمَلِكٍ إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امرأةٍ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ تَأَكُلُ الْقَديدَ " وَكَانَ ﷺ يَجْلِسُ بَيْنَ أَصحَابِه كَأَنَّهُ أَحَدَهُمْ فيأتِى الْغَرِيبُ فَلا يَدْرِى أَيُّهُمْ هُوَ حَتَّى يَسْألَ عَنْهُ فَطَلَبَ أَصحَابُهُ مِنْهُ أَنْ يَجْلِسَ مَجْلِسَاً يَعرِفَهُ الْغَرِيبُ ، فَقَالَ : " افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُم " ، فَبَنَوْا لَهُ دُكَّانَاً مِنْ طِينٍ فَكَانَ يَجْلِسُ عَلَيهَا ، وَكَانَ ﷺ لَا يَأْكُلُ عَلَى خُوَانٍ وَلَا فى سُكُرُّجَةٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللّٰهِ تَعَالَى ،

وَكَانَ ﷺ لَا يَدْعُوهُ أَحَدٌ مِنْ أَصحَابِهِ وَلَا غَيْرِهِمْ إلّا قَالَ ﷺ : " لَبَّيكَ " وَكَانَ إذا جَلَسَ مَعَ أَصِحَابِه كَوَاحِدٍ مِنْهُم ، فَإِنْ تَكَلَّمُوا فى مَعْنَى الآخرةِ تَكَلّمَ مَعَهُمْ ، وَإِنْ تَحَدَثُوا فى أَمرِ طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ تَحَدَّثَ مَعَهُم ، وَإِنْ تَحَدَّثُوا فى الدُّنيا تَحَدَّثَ مَعَهُم رِفْقَاً بِهِمْ وَتَوَاضُعَاً لَهُم ، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ بَيْنَ يَدَيهِ ﷺ ، وَيَذْكُرُونَ شَيئَاً مِنْ أَمْر الْجَاهِليَّةِ وَيَبْتَسِمُونَ وَيَبَتَسَّمُ إذا ضَحِكُوا ، وَكَانَ لَا يَزْجُرُهُم إلّا عَنْ حَرامٍ ،

وَكَانَتْ سِيرَتُهُ ﷺ مَعَ أَزْواجِهِ حُسْنُ المُعَاشَرَةِ وَالْخُلُقِ ، وَكَانَت عَائِشَةُ رَضِىَ اللهُ عَنْهَا إذا هَوِيَتْ شَيئَاً لَا مَحْذُورَ فِيهِ تابَعَهَا عَلَيه ،
وَ كَانَتْ إذا شَرِبَتْ مِنَ الإناءِ أَخَذَهُ فَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى مَوْضِعِ فَمِهَا وَشَرِبَ ، وَكَانَ يَنْهَشُ فَضْلَهَا مِنْ عَلَى الْعَظْمِ ، وَكَانَ ﷺ يَتَّكِئُ فِى حِجْرِهَا وَيَقْرَأُ القرآنَ ، وَرَأسُهُ فِى حِجْرِهَا ﷺ ، وربما كَانَتْ فى ذَلِكَ كَلّّهِ حائِضَاً وَتَدَافَعَ هُوَ وَإِيَّاهَا فى خُرُوجِهِمَا مِنَ الْبَابِ مَرَّةً وَكَانَ ﷺ إذا صَلَّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَدَنَا مِنْهُنَّ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ وَاسْتَقْرَأَ أَحَوَالَهُنَّ فَإذا جَاءَ اللَّيْلِ أَوْ آخِرَهُ تَارَةً يَغْتَسِلُ وَيَنَامُ وَتَارَةً يَتَوَضَّأُ وَيَنَامُ ، وَتَارَةً يَغْتَسِلُ إذا دَارَ عَلَى نِسَائِهِ عِنْدَ كُلِّ وَاحِدَةٍ وَتَارَةً يَدُورُ عَلَيهِنَّ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَ ﷺ إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ لَمْ يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلَاً ، وَكَانَ ﷺ يُرْدِفُ خَلْفَهُ بَعْضَ نِسائِهِ فى الأسفـــارِ ،

وَكَانَ لَهُ ﷺ مُلَاءَةٌ مَصْبُوغَةٌ بِالزَّعْفَرانِ تُنْقَلُ مَعَه إلَى بُيُوتِ نِسَـــائِهِ فَتَرُشُّهَــــا صَاحِبَةُ النَّوْبَةِ بِالْمَــاءِ فَتَظْهَرُ رَائِحَةُ الزَّعْفَرانِ فَيَنَامُ مَعَهَـــا فِيهَا ، وَكَانَ ﷺ يَقُولُ لأزواجِهِ: " إِنَّ أَمْرَكُنَّ لَمَا يَهُمُّنِى مِنْ بعدِى وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيكُنَّ إلّا الصَّــــابِرُونَ " ، وَكَانَ ﷺ يُثْنِى عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِحَضْرَةِ ضَرَائِرِهَا فَــإذَا ذَكَرَتْهَا ضُرَّتُهَا بِمَكْرُوهٍ يَغْضَبُ لِذَلِكَ حَتَّى يَهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهُ مِنَ الْغَضَبِ ، وَ كَثِرَاً مَا يَقُولُ لِضُرَّتِهَا :
" سُبِّيهَا كَمَا سَبَّتْكِ " ، وَكَثِيرَا مَا كَانَ يَأْمُرُهَا بِالصَّبرِ ،
وَكَانَ ﷺ إذا رَأّى شِدَّةَ الْغَيْرَةِ مِنْ بَعضِ أَزَواجِهِ يَقُولُ :
" سُبْحَانَ اللّٰهِ إِنَّ الْغَيْرَةَ لَا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الوادِى مِنْ أَعْلَاهُ " ،

وَكَانَتْ أَزْواجُهُ ﷺ يَتَبَاسَطْنَ فِى حَضْرَتِهِ حَتَّى يُلَطَّخَ بَعْضُهُنَّ وَجهَ بَعْضٍ بِالطّعامِ فَيَضْحَكُ ، وَكَانَ ﷺ يَعْذُرُ نِساءَه فى غَيْرَتِهنَّ وَيُعَذِّرُهُنَّ وَجَاءَتْ أُمُّ سَلَمَةَ بِطعامٍ إِلَى رَسُولِ اللّٰهِ ﷺ فَقَامَتْ عَائِشَةُ رَضِىَ اللهُ عَنْهَا وَكَسَــرَتَ الإِناءَ فَتَبَدَدَ الطَّعَامُ فقَامَ رَسُولُ اللّٰهِ ﷺ فَجَمَعَ الطَّعَامَ فِى الإناءِ وَقَالَ : " غَارَتْ أُمُّكُمْ مَرَّتَيْنَ " ،ثُمَّ أَخَذَ إناءَ عَائِشَةَ فأعطاهُ لِأَمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهَا بَدَلَ الإناءِ المَكْسُورِ . وَ بِالْجُمْلَةِ فأخلَاقُهُ ﷺ لَا تُحْصَــرُ وَفَى هَذَا الْقَدْرِ كِفَايَةٌ ،

وَأَمَّا صِفَتُهُ فى خَلْقِهِ فَلَمْ يَكُنْ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ ، وَلَا بِالْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ بَلْ كَانَ يُنْسَبُ إلَى الرَّبْعَةِ إذَا مَشَى وَحْدَهُ ، وَكَانَ ﷺ أَزْهرَ اللَّوْنِ وَلَمْ يَكُن بالآدَمِ الشَّـدِيدِ الأُدْمَةِ ، وَلَا بالأبيضِ الشَّدِيدِ الْبَيَاضِ ، وَالأزهرُ هُوَ الأبيضُ الْمُشْـــرَبُ بِحُمْرَةٍ ، وَكَانَ عَرَقُهُ ﷺ أَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكَ الأزْفَرِ يَعْنِى الْخَالِصَ ، وَكَانَ شَعْرُهُ ﷺ يَضْرِبُ إلَى مَنْكَبَيْهِ وَكَثِيرَا مَا يَكُونُ إلَى شَحْمَةِ أذُنَيهِ وَكَانَ شَيْبُهُ فى الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ سَبْعَ عَشْــــرَةَ أَوْ نَحْوَهَا . وَكَانَ ﷺ يُرَى رِضَاؤُهُ وَغضَبُهُ فِى وَجْهِهِ لِصَفَاءِ بَشْرَتِهِ وَكَانَ لَهُ ثَلاثُ عُكَنٍ يُغَطِّى الإزارَ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ وَكَانَ كَفُّهُ ﷺ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ ، وَلَهُ رَائِحَةٌ كَأَنَّهَا كَفُّ عَطَّارٍ مَسَّهَا بِطِيبٍ أَمْ لَمْ يَمَسُّهَا ، يُصَافِحُ المُصَافِحَ فَيَظَلُّ يَوْمَهُ يَجِدُ ريحَهَا وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى يَدِ الصَّبِىّ أَوْ رَأْسِهِ فَتُعْرَفُ مِنَ بَيْنِ الصِّبْيَانِ بِرَائِحَتِهَا ، وَكَانَ ﷺ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ فى السِّمَنِ فَبَدُنَ فِى آخِرِ عُمْرِهِ ، وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ لَحْمُهُ مُتَمَاسِكَاً يَكَادُ يَكُونُ عَلَى الْخَلْقِ الأَوَّلِ لَمْ يَضُــرُّهُ السِّمَنُ ﷺ وَعَلَى أَصحَابِهِ وَ ذُرِّيَّتِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ وَالْحَمْدُ للّٰه رَبِّ الْعَالَمِينَ.

من ديوان اهَل الذِكر لنبراس الموحدين وإمام المُحقيقين :
#سُلطان_الذاكرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي

صللي علي الحبيب سيدنا النبي ﷺ

30/08/2023

#المَشارق_الإخلاصيه_في_بيان_بَراهين_الساده_الصوفيه :

هؤلاء هم الصوفية عند سيدنا الإمام عليّ كرم الله وجهه
و من خالف عن هذا فليس بصوفي .

وقد سَأَلَ هَمَّام الإِمام عَلِياً كُرّم اللَّه وَجْهَه فَقَالَ:
صِف لِي المُتَّقِينَ كَأَنِّي أَنْظُر إِلَيْهِم
فَقَال : هُم الَّذِيْن مَنْطِقُهُم الصَّوَاب وَمَلْبَسُهُم الاِقْتِصَاد .
ومَشْيُهُم التَّوَاضُع غَضُوا أَبْصَارَهُم عَمَّا حَرَّم اللَّهِ عَلَيْهِم .
وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُم عَلَى الْعِلْمِ الْنَّافِعِ لَهُم نَزَلَت أَنْفُسُهُم فِي الْبَلاء كَالَّتِي نُزِّلَت فِي الْرَخَاءِ . لَوْلَا الْأَمَلِ الَّذِي كَتَبَ اللَّه لَهُم لَم تَسْتَقِرِ أَرْوَاحُهُم فِي أَجْسَادِهِم طَرْفَة عَينَ شَوْقَا إِلَى رَبِّهِم .
عَظُم الْخَالِقِ فِي أَنفُسِهِم فَصَغُرَ مَا دُونَه فِي أَعْيُنِهِم .

قُلُوْبِهِم مَحْرُونَة وَ شُرُورُهُم مَأْمُونَةَ .
‏وأَجْسَادَهُم نَحيْفَة . وأَنْفُسُهُم عَفيفَة صَبَرُوا أَيَّاما قَلِيْلَة لِعُقْبَي رَاحَة طَوِيْلَةٍ . تَجَارَةِ رابحة يَسَّرهَا لَهُم رَبُّهُم .

أَرَادَتْهُم الدُّنْيَا فَلَم يُرِيْدُوْهَا وَأَسَرَتْهُم فَفَدَوْا أَنْفُسَهُم منْهَا .
أَمَّا اللَّيْلِ فَصَافُونَ أَقْدَامَهُم يُرَتَلُوْنَ أَجْزَاء الْقُرْآنِ تَرْتِيلا .
فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيْهَا تشويق رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعا .
وتَطَلَعَت نُفُوسُهُم إِلَيْهَا تَشَوقَا ، وَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوَيْفَ أَصْغُوا إِلَيْهَا بِمَسَامِعَ قُلُوبِهِم وَظَنُّوا أَن زَفِيْر جَهَنَّمَ و شَهِيْقَهَا فِي أُصُول آذَانِهُم . فَهُم جَاثُون عَلَى رُكَبِهِم يَطْلُبُونَ مِنَ اللَّهِ فَكَاكَ رِقَابِهِمْ ،

وَأَمَّا الْنَّهَارِ فَحْلَمَاء عُلَمَاء . أَبْرَار أَتْقِيَاء . قَد بَرَاهُم الخَوْفَ بَرْي الْقِدَاحَ - يَنْظُر إِلَيْهِم الْنَّاظِر فَيَحْسَبُهُم مَرْضَى و مَا بِالْقَوْمِ مِن مَرَض
‏. لَا يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِم بِالْقَلْيل . ولا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرِ فَهُم لَأَنْفُسِهِم مُتَهِمُون . ومِن أَعْمَالِهِم مُشْفِقُونَ إِذَا زكى أَحَدُهِم خَافَ مِمَّا يُقَالَ لَهُ ، فَيَقُولُ أَنَا أَعْلَم بِنَفْسِي مِن غَيْرِي . وَرَبِّي أَعْلَم بِنَفْسِي مِنِي. اللَّهُم لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ وَاجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ .
وَاغْفِرْ لِي مَالَا يَعْلَمُوْن . فَمِن عَلَامَة أَحَدِهِم أَنَّكَ تَرَى لَه قُوَّة فِي الَّذِينَ. وَحَزَنَا فِي لِين . وإيمانا في يقين وحرصا في علم .
وعَمَلاً في حِلم. وقَصْدًا في غنى وتجملا في فَاقَة .

وخُشُوعًا فِي عِبَادَة . وصَبْراً فِي شِدّة . وطَلَبَاً فِي حَلالَ .
وَنَشَاطَاً فِي هُدَى . وتحرُجا عَن طَمَع . يَعْمَلَ الْأَعْمَالَ الْصّالِحَة و هُو عَلَى وَجَل ، يُمسِي وهَمُهُ الشكر . ويُصْبِحُ وَهُمُهُ الذِكْر .
يَبِيْتُ حَدْرا . ويُصْبحَ فَرِحَا حَذِرا مِنْ الْغَفْلَة . و فَرِحَا بَمَا أَصَابَ مِن الْفَضْل والرّحْمَةِ إِذَا اسْتَعْصَت عَلَيْهِ نَفْسُه فَمَا يَكرَه ، لَم يُعْطِهَا سُؤلَهَا فَيمَا تُحِب ، قَرَة عَيْنِهِ فِيْمَا لَا يَزَالَ وزَهَادَتُهُ فِيمَا لَا يبقى .

يمزُج الْعِلم بِالحِلْم والْقَوْل بِالْعَمَل تَرَاهُ قَرِيبَا أَمَلُهُ .
قَلِيلا زَلَلُه خَاشِعَا قَلْبُه . قَانِعَة نَفْسُه . سَهْلاً أَمْرُه حَرِيْزا دِيْنُه مَيْتَة شَهْوَتَه كَظُومَا غَيْظَهِ . الخَيْرِ مِنْه مَأْمُول . والشَّرِ مِنْه مَأْمُون .
و إن كان فِي الْغَافِلِينَ كُتِب فِي الذَّاكِرِينَ ، يَعْفُو عَمِّن ظَلَمَه ويُعْطِي مَن حَرَمَه ويَصِل مَن قَطَعَه بَعِيْدًا فُحْشُه لَيْنَا قَوْلُهُ غَائِبًا مُنكرُه .

حَاضِراً مَعْرُوفُه . فِي الْزَلاَزِل وَقُور. وفِي الْمَكَارِه صَبُوْر. وفِي الْرّخَاءِ شَكُور . لا يَحِيْف عَلَى مَن يُبْغِض، ولا يَأْثَم فيمن يُحِب يَعْتَرِف بِالحَق قَبْل أَن يَشْهَد عَلَيْهِ. لَا يُضَيعِ مَا اسْتُحْفِظ ، ولا يُنَابِز بِالْأَلْقَابِ . ولا يَضُر بالجار . ولا يَشْمَت بِالْمَصَائِب . وإِن بُغِي عَلَيْهِ صَبَر ،
حَتَّى يَكُوْنَ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِم له . نَفْسه مِنْهُ فِي عَنَاء .
والنَّاسِ مِنْه فِي رَاحَة أَتْعَب نَفْسَه لِإِخْوَانِهِ ،
وَأَرَاحَ النَّاسِ مِن نَفْسِه . بُعْدِهِ عَمَّن يَتَبَاعَد عَنْهُ زُهْد ونَزَاهَة .
ودُنُوهُ مِمن دَنَا مِنْهُ لِينْ ورَحْمَة . لَيْس تَبَاعُدُه بِكِبر وَ عَظَمَة ولا دُنُوه بِمَكر وخَدِيعَة .

مَن كَتاب سَيدنا الإِمَام أبو الإخـَلاص وتَصوف الساده الخَواص
#سُلطَانِ_الذَاكَِرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي

19/08/2023
09/08/2023

#المَشارق_الإخلاصيه_في_بيان_بَراهين_الساده_الصوفيه :

{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهْدَاهُمُ اقْتَدِهْ } (الأنعام: ٩٠)
{ ورَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لَمنْ خَشِيَ رَبَّهُ } (البينة :٨).
قال رسول الله ﷺ يوما لحارثة : كيف أصبحت ؟
قال : أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا يَارَسُولَ الله .
قال : «يا حارثة لِكُلِّ حقٍّ حَقيقَةُ . فما حقيقةُ إيمانك ؟ » .
قال : عَزَفْتُ نَفْسِى عَنِ الدُّنْيَا فَأَسْهَرْتُ لَيْلي وَأَظْمَأْتُ نِهَارِى .
وَكَأَنِّي أَنظُرُ إلى عَرْشِ رَبِّى بارزاً .
‏وإلى أهْلِ الجَنَّة يَتَزاورُونَ وَإلَى أَهْلِ النَّارِ يتعاوزُونَ وَ يَبْكُونَ .
‏ فقال ﷺ: ( عَرَفْتَ فالزم عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ بالإيمانِ قَلْبَهُ ) .

قال سيدنا أبو الإخلاص رضي الله عنه وأرضاه : والتصوف هو التسليم لله بالكلية فتسليمه كتسليم إسماعيل عليه السلام ومن أحس قلبه السلامة كما أحسها قلب إبراهيم وحزنه كحزن داود عليه السلام وفقره كفقر عيسي عليه السلام وزهده كزهد يحيى عليه السلام وشوقه كشوق موسى عليه السلام و إخلاصه كإخلاص نبينا محمد المصطفى الأكرم ﷺ .

التصوف : ( تَدْرِيبُ النَّفْسِ عَلَى العُبُودِيَةِ وَرَدُّهَا إِلَى أَحْكَامِ الرُّبُوبِيَةِ والرجوع إلى الله بالكلية).

الصوفية : أولئكَ هُم الذين صَفَتْ سرائِرُهم وطَهُرَتْ ضَمَائِرَهُم وَزَكَتْ نفوسُهُم فَأَخْلَصُوا قُلُوبَهُمْ لله .
‏أُولَئِكَ هُمْ الَّذِينَ لا يَعْرِفُونَ كَيْدًا ولا مَكْرًا ولا خداعًا ولا رياءًا ولاعِوَجًا ولا الْتِوَاءً ولا حِقْدًا ولا بَغْضَاءَ .

سِيمَاهُمْ التواضُع وَ تِجارتُهم مع الله رابحةٌ .
لا يَعْنِيهم أن يلتَفِتَ الناسُ إليهم شاهدينَ وَ غائِبين .
‏قد شَغَلُوا أنفسَهُم بالعِبَادِةِ وأَعْرَضُوا عن زُخْرُفِ الحياةِ وقَنَعُوا من العيشِ بالكفافِ . لم تَغُرُّهم دنياهُم كما غَرَّت غيرهم ولم ينغَمِسُوا في ملذَّاتِها وَ شهواتِها كما انغَمَسَ سِواهُم وإنما عَزَفُوا عن ذلك راضينَ مغتبطِين قَنَعُوا بطاعِةِ الله - عزوجل - وسَعِدُوا برضَاهُ عنهم .

أولئك هم الذين اتخذوا من النبيين قدوةً فتخلقوا بأخلاقهم وفعلوا ما كانوا يقولون { أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ }
‏(الأنفال : ٤) . تعرفهم بقاعُ الأرض بتقواهم وصلاحِهم واستِقَامَتِهم وَ تَحُفُّ بهم ملائكةُ السماء أينما سارُوا يحفظونَهم بأمرِ الله .
‏ وبهم يكرم الله أرضًا ينزلون بها يُطْعِمُهم مِن جوعٍ ويُؤَمِّنُهم من خوفٍ ويرحمهم ولا يعذِّبُهم .
أولئك هم أقربُ الناس إلى الله تعالى منزلةٌ يوم القيامة .
{وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (ال عمران : ١٠٤) .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾
(التوبة : ١١٩) .

فالصوفية سَبَقَت لَهُم مِن الله الحُسْنَى وَأَلْزَمَهُم كَلِمَة الْتَّقْوَى، صَدَقْت مُجَاهَدَاتِهُم فَنَالُوا علوم الدّرَاسَة وَخَلُصَت عَلَيْهَا مُعَامَلَاتُهم فَمُنَحُوا عُلُوم الْوَرَاثَةِ وُصفت سَرَائِرَهُم فَأُكْرِمُوا بِصِدْقِ الْفِرَاسَةِ، فَهِمُوْا عَنِ اللَّهِ وَسَارُوْا إِلَى الله، خَرَقَت الحجُب أَنْوَارُهُم ، وَجَالَت حَوْل الْعَرْشِ أَسْرَارُهم، وَجَلَت عِند ذِي الْعَرْشِ أَخْطَارُهُم . فَهُم أَجْسَام رَوْحَانِيُون، وَفِي الْأَرْضِ سَمَاوِيُّون سُكُوت نُظار غُيِّبٌ حُضار، مُلُوك تحت أَطْمَار ، أَفْزَاع قَبَائِلِ وَأَصْحَابِ فَضَائِلِ، وَأَنْوَارِ دلائل ، آذَانِهِم وَاعِيَة وَنُفُوسِهِم صَافِيَة، وَدَائع الله بَين خَلِيقَتِهِ وَصَفُوتِه فِي بَرِيَّتِهِ ، هُم فِي حَيَاتِه ﷺ أَهل صُفّته، وَبَعْد وَفَاتِه خيار أُمتهِ .

مَن كَتاب سَيدنا الإِمَام أبو الإخـَلاص وتَصوف الساده الخَواص
#سُلطَانِ_الذَاكَِرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي

25/07/2023

رضي اللَّه عنه وأرضاه :

🌿 من أقواله :
🍁أوقات الإنسان في نظر سيدي الإمام أبو العباس المرسي :
يقسم الإمام أبو العباس المرسي أوقات الإنسان إلى أربعة هي

🍀 -{ النعمة , البلية , الطاعة , المعصية }-
ولله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية
فمن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، وهو مزج القلب بالله
ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا بالقضاء والصبر
ومن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المِنة لله عليه إذ هداه الله لها، ودفعه للقيام بها
ومن كان وقته المعصية فسبيله الإستغفار ..

💐 أعظم الذكر : ينصح الإمام أبو العباس بالذكر باسم الله
وقال لأصحابه ليكن ذكرك الله فإن هذا الاسم سلطان الأسماء
وله بساط وثمرة ، فبساطه العلم وثمرته النور ، ثم النور ليس مقصودا لنفسه ، وإنما ليقع به الكشف والعيان ،

🥀 وجميع أسماء الله للتخلُق إلا إسم -{ الله }- فإنه للتعلق ،
فمثال ذلك أنك إذا ناديته يا حليم ، خاطبك من إسمه الحليم ،
أنا الحليم فكن عبداً حليماً ، وإذا ناديته بإسمه الكريم خاطبك
من إسمه الكريم ، أنا الكريم فكن عبداً كريماً ، وكذلك سائر أسمائه، إلا إسمه -{ الله }- فإنه للتعلق فحسب ،
إذ مضمونه الألوهية والألوهية لا يُتخلق بها أصلا .

🌺 أقام سيدي أبو العباس في الأسكندرية ثلاث وأربعين سنة ينشر العلم ، ويهذب النفوس ، ويُضَربُ المَثلُ بورَعه وتقواه .
تولَّى سيدي أبو العباس مشيخة الطريقة الشاذلية بعد إنتقال سيدنا الإمام أبى الحسن الشاذلي سنة 656هـ / 1258م
وكان عمره آنذاك أربعين سنة وظلَّ يحمل لواء العلم والتصوف حتى إنتقاله تربى على يديه عدد كبير من العلماء ،
أبرزهم سيدي ابن عطاء الله السكندري .

مدددددددددددددددددددددد يا صاحب الفرح
إن شاء الله الليله الختاميه للمولد المُبارك
يوم الخميس الموافق ٢٧ - ٧ - ٢٠٢٣
ويُحيي الليله الختاميه الشيخ
محمود التهامى - Mahmoud Eltohamy

04/01/2023

#قصدِ_المَنالَ_فِي_شَرْح_مَعْنَى_الحَالَ :

قال سيدنا الإمام بُرهان الدين أبو الإخلاص الزرقاني :
( الشريعة أقوالي والطريقة أفعالي والحقيقة أحوالي ) .
فمن كان في الجمال فهو مفتون ومن كان فى الجلال فهو مغبون . فمن كان في الجمال فهو مجذوب .
ومن كان في الجلال فهو مقهور وقور، ومن كان فى الجمال شكره ثناء و من كان في الجلال شكره دعاء .
تجلى الله تعالى بالجمال على خلقه . فرأت الناس جمال المخلوق والحقيقة انه جمال المتجلي .
‏فهو مغيب بالجمال والناس منجذبة إليه بحكم الافتتان .
‏ ومن كان في الجلال: هاب الله في كل شيء فأهاب الله منه كل شيء وهو تحت سطوة تجليات القهر .
‏ وهو صاحب نعمة ظاهرية وباطنية . ولذلك يقع عليه الحسد من الخلق . وتظهر عليه علامات الهيبة والوقار . متزن ومتكلم . ومستشارٌ أمينٌ . وحاله القبض .

و من كان في الجمال فهو عاشق للخالق ومعشوق من الخلق . صاحب قبول . ومن كثرة محبيه تظهر له الفتن . قليل الكلام . حاله البسط .

:

لَوْ لَمْ تَحُلْ مَا سُمِّيتَ حَالاً *** وَكُلَمَا حَالَ فَقَدْ زَالَا

‏الحال : هو ما تحول وزال ومَلَكَ صاحبه وقتاً ولم يملكه دائماً فهو حال و اسنی الحال مالا يقيم معه محال .

صاحب الحال يتحول بتحوله ويتلون لعدم ثباته وتململه الصادق في الحال عند أهل الصدق من الرجال تعلوه الهيبة والجلال .
إذا كان السالك يأخذ أحواله من غلبة الواردات بعد الثبات لنور المشاهدات ... فهو صاحب حال عند الرجال

وورود الحال يكسب الغيبة بعد الحضور ويميت الحواس بغلبة النور .
من لم يجد نظماً في سلوكه بل يجد الخلل والبذائة والسآمة مع الملل .
فتلك حالة متعبة يستعيذ منها أهل الموهبة .
أعظم الأحوال ما ورثت صاحبها المقامات . وأشهدته عجزه وفقره في كل الأوقات .

وإخلاص المخلص يظهر بحاله دون ترجمه مقاله. من رأيته يحرص على ظهور قبائحه الخسيسة ويكتم أحواله السَّنِيّة النفيسة فاستدل على علو وإخلاصه .

إذا رأيت من أُثنى عليه وركن لذلك فاعلم أنه كاذب هالك .
الأحوال السَّنِيّة لا تخفى على الخاصة النقاد وإن التبست على العوام بحسن الاعتقاد .

صاحب الأحوال السّنِيّة مراده مفعول . وكلامه مقبول .
وشأنه متزايد في كل المطالب والمقاصد .

القَبْضُ وَالبَسْطُ : وعن الأحوال في طريق الله .

في البسط والقبض قال :
وَاسْكُنْ فِي القَبْضِ تَرَى بَسْطَاً ** ‏ وَابْعِدْ فِي البَسْطُ عَنِ الحُرَمِ

إذا رأيت المريد مقبوضا ولم تظهر عليه أحوال الإرادة فاحذره والحاصل له من طريق المجاهدة والمكابدة فهذا حق بالنسبة للقبض
وإذا رأيت البسط من غير وارد قبل تحصيل المعرفة بالله فذلك سوء أدب وإذا كانت المعرفة قبل البسط فهو حق .
وأخذ المريد مما في أيدى الناس وسؤاله لهم من غير ضرورة واضطرار تدل على إفلاسه باطنياً.

والحال : ما يَرِد على القلب بلا تصنع ولا اجتلاب ولا اكتساب طرب أو حزن أو قبض أو بسط إلخ... ولا يمكث بل يزول وإن دام الحال فهو مقام فالأحوال مواهب من عين الجود والمقامات مكاسب ببذل المجهود ، وصاحب الحال محفوظ أثناء حاله فإنه مغلوب على أمره( الذى له حال حاله يحميه ). كما يقولون
لأنه ليس محل المحاسبة أو السؤال بخلاف إذا كان في أوقات صحوه . والأحوال مالكة لأهل البدايات فهى تصرفهم كيف تشاء ومملوكة الأهل النهايات فهم يصرفونها كيف يشاءون
( والوجود صحو ومحو ) والصحو بقاؤه بالحق والمحو فناؤه بالحق ، هاتان حالاتان متعاقبتان تأتى بالفناء أولاً ثم البقاء..

وتناول الطعام ثلاثة :

قسم عوام لا توجه لهم .. فهم يأكلون كلما تبيحه الشريعة .
قسم عارفون واصلون .. تحقق فناؤهم وبقاؤهم فهم يأخذون من يد القدرة فهؤلاء أيضا لا كلام عليهم .
قسم مريدون متوجهون. فهؤلاء ينبغي لهم ألا يتعاطوا كل ما تشتهي نفوسهم بل ينبغي لهم مخالفتها إذ لولا ميادين النفوس ما تحقق سر السائرين فإن من يأكل من سائر المأكولات شهوات وشبهات ولا يتحاشى من شيء وهو دون انتهاء في المعرفة (مريد) فهو غير واصل و لا يأتي منه شيء و لا يحصل على طائل إلا أن يتوب . والله أعلم .
‏و في سماع الألحان و المديح قال :
‏لا بد له من فناء في الذات فالسماع في حق من فنى مطلوب لما فيه من زيادة في الوجد و الشوق و حنين الأرواح بعد كثرة الذكر منفرداً و كثرة الفكر خلوة و جلوة و الحيرة أحوالاً و أفعالاً .
‏و الاستماع للألحان يروح عن القلب إذا كان فيما يسمع حكمة و لا بد في هذا الطريق من الفرار من الناس و الاستيحاش منهم حتى يتمكن الحضور فيه و بعدها يجوز المخالطة بجسمه و يفارقهم بقلبه

إِنِّي جَعَلْتُكَ فِي الفُؤادِ مُحَدِّثِي * وَ أَبَحْتُ جِسْمِي مَنْ أَرَادَ جُلُوسِي

فَالجِسْمُ مِنِّي لِلْجَلِيِس مُؤَانِسٌ * وَ حَبِيـب قَلْبِـي فِي الفُـؤادِ أَنِيسِ

مَن كَتاب سَيدنا الإِمَام أبو الإخـَلاص وتَصوف الساده الخَواص
#سُلطَانِ_الذَاكَِرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي

03/01/2023

#وُضُوُح_البَيَانِ_فِي_عِلْمِ_وَ_مَعرِفَةِ_البُرْهَان:
اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى ابْتَلَى هَذِهِ الطَّائِفَةُ بِالْخَلْق لِيَرْفَع بِالصَّبْر
عَلَى مَنْ آذَاهُمْ مقدارهم وَلِيَكْمُل بِذَلِك أَنْوَارِهِم وَلِتَحْقِيق الْمِيرَاث النبوى فِيهِم لِيُؤْذُوا كَمَا أُوذِي مَنْ قَبْلَهُمْ فيصبروا كَمَا صَبَرَ مَنْ قَبْلَهُمْ وَالنَّاس مَا بَيْنَ مُعْتَقِدٌ ومنتقد وَبَيْنَ مِلْكِ سَاجِدٌ وَشَيْطَانٌ سَاخِطٌ وَمُصَدِّقٌ وَمُكَذِّبٌ { وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } (غافر : ٥٧)
وَمِنْ أَيْنَ لِعُمُوم الْعِبَادِ أَنْ يَعْلَمُوا أَسْرَار الْحَقِّ فِي أَوْلِيَائِه .

وشروق نُورِهِ فِي قُلُوبِ أَصْفِيَائِه . واحتجاب الْأَوْلِيَاءِ عَنْ الْعَامَّةِ لَطَف كَبِيرٌ مِنْ اللَّهِ بأوليائه فَإِن إقْبَالِ النَّاسِ عَلَى الولى قَبْلَ التَّمْكِينِ فِتْنَةٌ كَبِيرَة وَفِيه أيضاً لَطَف كَبِيرٌ بِعَامَّة عُبَادَة إذْ لَوْ أَظْهُرِهِم بِسِرِّهِم لِعَامَّة النَّاسِ لَكَانَ كُلُّ مِنْ آذَاهُمْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولُهُ لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِى الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ : يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
« مِنْ أَذًى لِي ولياً فَقَدْ آذَنْته بِالْحَرْبِ » فأخفاهم اللَّه لُطْفًا بِخَلْقِه وَهَذَا كَمَثَل الْأَعْمَى إذَا رَمَى بعكازه عَلَى رَجُلٍ صَاحِبُ بَصِيرَة فَأَوْجَعَه فَإِنَّهُ يُقَدَّمُ إلَيْهِ حَتَّى إذَا وَجَدَهُ أَعْمَى كَفَّ عَنْهُ وَعَذِرَةٌ . وَرُبَّمَا أَخَذَ بِيَدِهِ عَلَى الطَّرِيقِ .

‏ وَقَدْ سَأَلَ رَجُلٌ سيدى (إبراهيم بْنِ أَدْهَمَ )رضي اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْعُمْرَان فدلَّه عَلَى الْمَقْبَرَةِ فَضَرَبَه الرَّجُلُ حَتَّى شَجَّ رَأْسَهُ فَلَمَّا قِيلَ لَهُ أَنَّهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ جَعَلَ الرَّجُلُ يُقْبِلُ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَيَقُول اُعْذُرْنِي فَإِنِّي لَا أَعْرِفُك فَقَالَ لَهُ إبْرَاهِيمُ وَاَللّهِ مَا رَفَعْتَ يَدَيْك مِن ضَرْبِي إلَّا وَأَنَا أَسْأَلُ اللَّهَ لَك الْمَغْفِرَة . . .
‏فقوم وَقَفُوا مَعَ ظَاهِرِ الشَّرِيعَةِ فحجبوا عَنْ الْحَقِيقَةِ وَهُمْ أَهْلُ الْحِجَاب وَقَوْمٌ نَفَذُوا إلَى شُهُودِ الْحَقِيقَة وَأَنْكَرُوا الْحُكْمِ وَهُمْ أَهْلُ الْجَذْب وَقَوْمٌ جَمَعُوا بَيْنَهُمَا وَهُمْ أَهْلُ الْكَمَالِ .
‏فعلم الْحَقِيقَةِ هُوَ عِلْمُ الْبَاطِنِ وَهُوَ عِلْمُ الْعَالِم الرُّوحَانِيّ وَعُلِم عَالِمٌ الْمَعَانِي الَّذِي يُنْكِرُهُ الْمُنْكِرُون وَالشَّرِيعَة عَمَلُ الْجَوَارِحِ وَالْحَقِيقَة مَعْرِفَة الْبَوَاطِن .

فَالشَّرِيعَة أَنْ تَعْبُدَهُ وَالْحَقِيقَةُ أَنَّ تَشَهُّدَهُ
الشَّرِيعَةِ مِنْ وَظَائِفِ الْبَشَرِيَّة و الْحَقِيقَةِ مِنْ وَظَائِفِ الرُّوحَانِيَّة
وَالشَّرِيعَة قُوت الْبَشَرِيَّة و الْحَقِيقَة قُوت الرُّوحَانِيَّة

***

وَمَا يَنْقُصُ مِنْ أَحَدِهِمَا يُزَادَ فِي الْآخَرِ . . فَافْهَم ! فَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْعَبْدَ مَجْبُورٌ لَكِنْ فِي قَالِبٍ الِاخْتِيَار . فَمَنْ نَظَرَ لِلْجَبْر الْبَاطِنِيّ سَمَّاه حَقِيقَةٌ وَمِنْ نَظَرَ لِغَالِب الِاخْتِيَار سَمَّاه شَرِيعَة ، وَمَنْ نَظَرَ لِعَالِم الْقُدْرَة وَجَد الْحَقِيقَة مَحْضَةٌ وَمَنْ نَظَرَ لِعَالِم الْحِكْمَة وَجَد الشَّرِيعَة مَحْضَةٌ . فَالْوَاجِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ أَنْ تَكُونَ لَهُ عَيْنَانِ إحْدَاهُمَا تَنْظُر لِعَالِم الْقُدْرَة فَيُوَحّدُ اللّهَ وَالْأُخْرَى تَنْظُرُ إلَى الْحِكْمَة فيتأدب مَعَ اللَّهِ وَلَيْسَ اسْمُه الْقَادِر بِأَوْلَى مِنْ اسْمِهِ الْحَكِيم فَمَن أَهْمَل أَحَدُهُمَا سَقَطَ مِنْ عَيْنٍ اللَّه .
فَمَنْ تَحَقَّقَ وَلَم يتشرع فَقَد تَزَنْدَق لِإِسْقَاطِه الْحِكْمَة وَمَن تُشْرَع وَلَمْ يَتَحَقَّقْ فَقَد تفسق لِقُصُور نَظَرِهِ عَنْ شُهُودٍ الْقُدْرَة فَلَا يَخْلُو مِنْ شَرِّك خَفِي وَإِنَّمَا لَمْ يَكْفُرْ لِأَنَّهُ يُقِرُّ بِوُجُودِ الْقُدْرَةِ لَكِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا عُلِمَ فَهُوَ كَعَالِم غَيْرُ عَامِلٍ وَالْجَامِعُ بَيْنَهُمَا هُوَ الْبَحْرُ الزَّاخِرِ المطمطم وَهَذَا مَقَامٌ الْعَارِفِينَ بِاَللَّهِ ، فَمَا ظَهَرَ عَلَى الْعَبْدِ مِنْ عَمِلَ الشَّرِيعَة فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ مَدَدِ الْحَقِيقَة .
قَال تَعَالَي { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة } (القصص : ٦٨) ،
﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللهُ ﴾ (الإنسان : ٣٠) وَأَيْضًا مَا ظَهَرَ عَلَى الْعَبْدِ مِنْ عَمِلَ الْحِكْمَة فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ فِعْلِ الْقُدْرَة .
فَالْقُدْرَة بَاطِنِه وَالْحِكْمَة ظَاهِرُه .



‏ و بَحْرٌ الْقُدْرَة بَحْرٌ زَاخِرٌ وَأَمَرَه قَاهِرٌ لَيْسَ لَهُ أَوَّلَ وَلاَ آخَرُ يَظْهَرُ ويبطن وَيُحَرَّك وَيَسْكُن وَيَقْبِض وَيَبْسُط وَيُمْنَع وَيُعْطِي وَيَخْفِضُ وَيَرْفَعُ بِيَدِه مَقَالِيدَ الأُمُورِ وَعَمِل قُطْبُ دَائِرَةِ الْأَفْلَاك تَدُور وتطير إلَيْه قُلُوب الْمُشْتَاقِين وتعوم فِي طَرَفِ لجته أَرْوَاح السَّائِرِين وتخوض فِي وَسَطِ لُجَجِه أَسْرَار الْوَصِيَّيْن وَلَا تُعْرَفُ كُنْه عَظَمَتِه قُلُوبَ الْعَارِفِينَ غَايَة مُنْتَهَاهَا الدَّهَش وَالْحِيرَة ثُمّ الْعُكُوفَ فِي الْحَضْرَةِ ، وَبَحْر الْحِكْمَة أَيْضًا بَحْرٌ زَاخِرٌ ، وَآمَن ظَاهِر ، يَظْهَر الْأَسْبَاب ويسدل الْحِجَاب ، يُرْبَط الْأَحْكَام بِالْعِلَل وَيُقَرِّر الشَّرَائِع وَالْمِلَل يُغَطِّيَ مَا يَظْهَرُ مِنْ عُنْصُرٌ الْقُدْرَة ، وَيَبْرُز بِرِدَائِه وَيَسْتُر مَا يَبْدُو مِنْ أَسْرَارِ الرُّبُوبِيَّة ، بِعِزّ كِبْرِيَائِه يُنَوِّر الطَّرِيقَة وَيَصُون الْحَقِيقَة ، يَظْهَر الْعُبُودِيَّة ويبطن الْحُرِّيَّة ، مَنْ وَقَفَ مَعَهُ كَانَ مَحْجُوبًا نَفَذ مِنْهُ إلَى بَحْرِ الْقُدْرَة كَانَ وَاصِلًا مجذوبا وَمَنْ نَظَرَ إلَيْهِمَا مَعًا كَأَنْ كَامِلًا مَحْبُوبًا وَبِالْعِنَايَة مَصْحُوبًا ، وَأَمَّا الْقُدْرَةُ فَتَقُول لِلْحِكْمَة أنتِ تَحْت قَهْرِيٌّ ومشيئتي لَا تَفْعَلِي إلَّا مَا أَشَاءُ وَلَا يَصْدُر مِنْكَ إِلَّا مَا أُرِيدُ فَإِنْ أَرَدْت خِلَافِي رَدَدْتُك وَإِن سَبَقْتَنِي أَدْرَكَتْك .
وَأَمَّا الْحِكْمَة فَتَقُول لِلْقُدْرَة أَنْت تَحْت حِكْمَتِي وَعِنْد أَمْرِي وَنَهْيِي فَإِن عَصَيْتنِي / أدبتك وَرُبَّمَا قَتَلْتُك . ثُمَّ إنَّ اتَّفَقَ فَعَل الْقُدْرَةِ وَالْحِكْمَةِ كَانَ ذَلِكَ الْفِعْلِ طَاعَةً وَحَقِيقَة نُورَانِيَّة .
وَإِنْ اخْتَلَفَ فِعْلُهُمَا بِأَن أَظْهَرَت الْقُدْرَة خِلَافُ مَا تُرِيدُ الْحِكْمَة كَانَ مَعْصِيَةً وَهِيَ حَقِيقَةُ ظُلْمَانِيَّة فَتَبَيَّنَ أَنَّ الْحَقِيقَةَ لَا تُفَارِقُ الشَّرِيعَةِ إذْ لَا قِيَامَ إلَّا بِهَا .



وَالشَّرِيعَة لَا تَخْرُجُ عَنْ الْحَقِيقَةِ لِأَنَّهَا سَتْر لَهَا وَرِدَاء يصونها .
‏فإن قُلْت ظُهُور المعاصى وَالذُّنُوب حَقِيقَةٌ بِلَا شَرِيعَةٍ .
‏ قُلْت : النَّهْيِ عَنْ فِعْلِهَا وَتَسْمِيَتُهَا مَعَاصِي هُوَ مِنْ جِهَةِ الشَّرِيعَة فَلَوْلَا الشَّرِيعَةِ مَا سُمّيَتْ مَعَاصِي وَانْظُرْ مَا قَالَهُ ابْنُ الْفَارِضِ فِي دِيوَانِهِ :

فَمَسَائِل الشَّرِيعَةِ كُلِّهَا مُوَافِقَةٌ لِمَا يَقْتَضِيهِ العَقْلُ فَمَا حَرَّمَ اللَّهُ شَيْئًا إلَّا لِحِكْمَةِ وَهِيَ مَا فِيهَا مِنْ الْبُعْدِ عَنْ اللَّهِ وَمَا أَوْجَبَ شيئاً إلّا لِحِكْمَةِ وَهَى كَوْنِه يُقَرِّبُ إلَى اللَّهِ وَمَسَائِل الْفِقْهِ كُلِّهَا لِحُكْمِه فَمِنْهَا مَا أَدْرَكَهُ النَّاسِ وَمِنْهَا مَا لَمْ يُدْرِكُوه وَيَقُولُوا فِيه .
وَلَقَد شَرْح الْأُسْتَاذ كُلُّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ فِي بَابِ الْحَقِيقَة وَالشَّرِيعَة وَأَنَّه سَمَّى الْحَقِيقَة بِالْقُدْرَة وَسَمَّى الشَّرِيعَة بِالْحِكْمَة وَذَلِك أَوْضَحُ وَأَرْجَحُ ، وَاعْلَم أَخِي فِي اللَّهِ أنَّ : الشَّرِيعَةِ مَا وَرَدَ بِهِ التَّكْلِيفُ - وَالْحَقِيقَة مُقَيَّدَةٌ بِالشَّرِيعَة فَإِثْبَات الْمَسْأَلَةِ بِدَلِيلِهَا (تحقيق) . وَإِثْبَاتُهَا بِدَلِيلٍ آخَرَ (تدقيق) . وَالتَّعْبِيرُ عَنْهَا بِغَايَة الْعِبَارَة (ترقيق) . وَمُرَاعَاة عَلِم الْمُعَانَى وَالْبَيَان فِى تَرْكِيبِهَا (تنميق) . وَالسَّلَامَةُ مِنْ اعْتِرَاضِ الشَّرْعِ فِيهَا (توفيق) . . . أَقْسَم بالحى الْقُدُّوس لَا يَدْخُلُ حَضَرَتْه أحدّ مِنْ أَصْحَابِ النُّفُوس و لَا يَرْجِعُ مِنْ الطَّرِيقِ إلَّا مِنْ لَمْ يُصَلِّ إلَى الْغَرِيق . . .
‏و لِسَيِّدِي أَبِي الْإِخْلَاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَاع طَوِيلٌ فِي عَالَمِ التَّحْقِيق . . . . و لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ مَا يُعْرَفُ يُقَال و لَيْسَ كُلُّ مَا يُقَالُ حَضَر أَهْلِهِ وَ لَيْسَ كُلُّ مَا حَضَرَ أَهْلِه حانَ وَقْتُهُ .

مَن كَتاب سَيدنا الإِمَام أبو الإخـَلاص وتَصوف الساده الخَواص
#سُلطَانِ_الذَاكَِرين_بُرهان_الدين_إمام_أهل_التوحيد_الإخلاصي

سيدنا الإمام بُرهان الدين أبو الإخلاص الزرقاني

Want your university to be the top-listed University in Alexandria?
Click here to claim your Sponsored Listing.

Videos (show all)

إِذَا مَا شِئْتُ فِي اَلدَّارَيْنِ تَسْعَدُ   فَأَكْثَرَ مِنْ اَلصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدْ وَإِنْ شِئْتُ اَلْقَبُولُ فِي ...
في مثل هذه اللحظات منذ ثلاث سنوات فجر الإثنين ١٩ - ٨ - ٢٠١٩ذَكـرى كـرامـة القـَرن الــ21 من أنـوار نـاصـر التـصــوف  الإ...

Website

Address

Alexandria

Other Colleges & Universities in Alexandria (show all)
مدنى اسكندريه دفعة 2011 مدنى اسكندريه دفعة 2011
شارع ميكانيكا اول مدرج على يمينك وانت داخل من باب المكتبات اللى اتقفل
Alexandria, 00203

وحدة التضامن الاجتماعي جامعة الإسكندرية وحدة التضامن الاجتماعي جامعة الإسكندرية
شارع بورسعيد المجمع النظري جامعة الاسكندرية الشاطبي
Alexandria

حماية اجتماعية وتمكين اقتصادي - تطوع_ توعية

Mr/ Magdy sultan Mr/ Magdy sultan
Alexandria

Mr. Magdy Sultan

Media Analytics Department FCDS Media Analytics Department FCDS
Albert Al Awal , Semouha Alexandria, Alexandria Governorate
Alexandria

Media Analytics Department, Faculty of Computers and Data Science - Alexandria University

Nadin Ezz Nadin Ezz
Alexandria

KِِASSALEX_CCH_City Community and Heritage KِِASSALEX_CCH_City Community and Heritage
Alexandria

Collaboration Project Kassel University & Alexandria University 2021-2022

Egyptian Society Of Oral Implantology ESOI Egyptian Society Of Oral Implantology ESOI
178 Omar Lotfy Street
Alexandria

Practical implantology course 7 days condensed implant course including placement of 5 implants in patient mouth at the end of course

Higher Institute Of Tourism, Hotels & Computer Higher Institute Of Tourism, Hotels & Computer
2 Adel Mostafa Shawky Street ، EL SEYOUF، Montaza 2, Alexandria Governorate
Alexandria, 5515003

أكاديمية الإسكندرية للعلوم (H.I.T.H.C) هي أكاديمية خاصة تقع

Tropical Health Department, High Institute of Public Health, AU. Tropical Health Department, High Institute of Public Health, AU.
165 ElHorreya Avenue
Alexandria

The Department of Tropical Health at the High Institute of Public Health is one of the leading entit

Cyber Security Department FCDS Cyber Security Department FCDS
Albert El-awal
Alexandria

Cyber Security Department in FCDS الصفحة الرسمية الخاصة بقسم الأمن السيبراني

Pathology department-MRI-Alexandria University Pathology department-MRI-Alexandria University
Alexandria

Pathology department is one of the active departments in Medical Research Institute hospital, where it performs diagnostic, therapeutic and educational roles as well as research.