Soedanese culturele vereniging Amersfoort en de omgeving

تكافل اجتماعى وتبادل الخبرات

11/07/2024

⭕اعلان هام ⭕
أطلق برنامج الأغذية العالمي حملة التسجيل الذاتي للأسر في الخرطوم لضمان وصول المساعدات الماليه إلى المحتاجين
‏التسجيل مفتوح الآن من 9 إلى 16 يوليو

📌لو انت في الخرطوم او بتعرف زول في الخرطوم
برنامج الأغذية العالمي بالتعاون مع بنك الخرطوم عامل حاجة اسمها SELF REGISTERATION

📌التسجيل ذاتي ممكن تدخل علي الرابط وتنزل بياناتك بتاخد حصتك من المساعدة مباشرة

📌المساعدات كاش على حساب بنك الخرطوم

📌-التسجيل فقط للناس الفي الخرطوم لانه السستم بحدد الموقع الجغرافي حتي باقي الخطوات تفتح معاكم

📌-خلو جمبكم الرقم الوطني أو الجواز عشان حتنزلو الارقام
ال16رقم لحساب بنكك الحساب

📌التسجل مرة وحدة إذا اتكرر رقم الحساب ماحيتم التسجيل

📌-ويشتغل بشريحة عادي ما داتا زين او سوداني وفي الآيفون ما بشتغل

👈🏽دا دعم مالي مقدم من برنامج الاغذية العالمي WFP للاسر المتواجدة في الخرطوم فقط👉🏽

📌لازم يكون واحد من الاسرة عندو حساب بنكك
ح يكمل عمليات التسجيل وفق الشروط وبعدها كل العمليات التحويله حتم عبر الحساب .

📌لو انت في مكان غير الخرطوم ماتتعب نفسك ، والرابط م حيشتغل معاك

الرابط

Self Registration

23/03/2024

مذبحة الضعين ٢٨مارس ١٩٨٧

في ذكرى ضحايا مذبحة الضعين ..
يوم 28 مارس، 1987، يوم مذبحة الضعين قبل 31عاما. فلنعتمد هذا اليوم يومَ مذابح السودان وجنوب السودان مجتمعةً. وإلا عشنا حياتنا كل يوم في العام نستذكر مُفظِعة جماعية مماثلة من اقتراف الحكام في مساحات السودان القديم ، رفض الاخوة في دولة جنوب السودان تعلم الدرس من مذبحة الضعين فنفَّذوا مذابحهم ضد شعب جنوب السودان وكانت مذابحهم أشد هولا.
في يوم السبت 28/3/1987، في مدينة الضعين، خلال فترة الحكومة الائتلافية بين حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة رئيس الوزراء الصادق المهدي، نفذت قبيلة الرزيقات مذبحةً مريعة ضد المدنيين الدينكا النازحين بالمدينة عاصمة دار الرزيقات، وفق تخطيط سبق لهذه المذبحة، وكانت الخطة الإبادية معروفة من قيادة القبيلة، ولدى المسؤولين الحكوميين المحليين، والشرطة، وكذا سمع عن الخطة عدد مقدر من الدينكا المستهدَفين.
خلال ساعات قليلة، في ذلك يوم السبت، قَتل عشرةُ ألف من قبيلة الرزيقات، بقيادة "فرسان الرزيقات" على صهوات جياد عربات الكاروا أكثر من ألفين من المدنيين الدينكا النازحين من ديارهم في شمال بحر الغزال، أغلبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء، بعد أن كان أكثر الرجال الدينكا فروا من المدينة قبل يوم المذبحة.
قتل الرزيقات ضحاياهم في محطة السكة الحديد، وداخل بيوت الأسر الرزيقية، وقتلوهم في أماكن سكنهم العمالية في كماين الطوب ومصنع الصابون وفرنين، وفي شوارع المدينة. وكذا قتلوهم في مستشفى الضعين المحروسة بواسطة الرزيقيات المرابطات كَلَّفنَ أنفسهن بمهمة منع الدينكا الجرحى من تلقي الإسعاف والعلاج.
كان الرزيقات مسلحين بالمدافع الرشاشة والبنادق والسيوف والفؤوس والسكاكين والشلكايات والعصي والبنزين والزيت المحروق والخِرق والقش والمراتب القطنية والكبريت، وبالشر والتصميم على إبادة الدينكا بالمدينة.
دافع الصادق المهدي، كرئيس للوزراء، عن المذبحة، وبررها على أنها كانت للانتقام المستحق ضد جون قرنق، في راديو لندن 31 مايو 1987، ولاحقا بررها في مؤتمره الصحفي بتاريخ 8 سبتمبر 1987 أمام الصحفيين في الخرطوم وبتوجيهه المباشر أسقط نواب حزبه ونواب الحزب الاتحادي الديمقراطي المتحالف معه مقترحا لدى البرلمان قدمه نائب من جبال النوبة لإجراء مجرد تحقيق في المذبحة، ورفض الصادق المهدي تقديم الجناة وهم حلفاؤه إلى المحاكمة، وتعمد الإشاحة ببصره عن محاسبة المسؤولين الحكوميين المحليين الذين تقاعسوا عن تقديم الحماية للمدنيين الدينكا أو تواطؤوا مع المعتدين الرزيقات.
كذلك أغفل الصادق المهدي بفظيع الإهمال المتعمد اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع هذه المذبحة ابتداء، رغم معرفته السبقية عن العلاقات العنصرية المتوترة بالمدينة وعن الجرائم التي كان الرزيقات يقترفونها يوميا ضد الدينكا ويفلتون من عقوبتها المقررة في القانون، وكانت كل هذي أفعال الإتيان والترك من جانبه مشدودة إلى سياسته المعلاة لتسليح المليشيات القبيلية العنصرية وتعبئتها للعدوان تحديدا ضد المدنيين الدينكا، ليحرم بذلك العدوان الجيشَ الشعبي من الدعم البشري والمادي والمعنوي مما كان يقدمه المدنيون في قراهم
(3)
ثم اتهمني الصادق المهدي، معي سليمان علي بلدو، اتهمنا في ذلك مؤتمره الصحفي بالكذب الضار بشأن وقائع المذبحة والرق، وحرَّض الرزيقات على مقاضاتنا فلم يتجرأوا، فوجه وزيره النائبَ العام عبد المحمود حاج صالح لملاحقتنا جنائيا، وحين نصحه عبد المحمود، وهو كان جاري، أن لا أساس قانوني لمثل الملاحقة الجنائية المرغوبة، لجأ الصادق إلى مجلس الأمن الوطني واستصدر منه قرارا سريا لمعاقبتي بالحظر من السفر، مما كشف عنه في سودانايل ابن عمه مبارك الفاضل بعد ربع قرن من الزمان، ووجه الصادق المهدي جهاز الأمن باعتقالي، ليلة واحدة في سجن كوبر.
وحين وجدني الصادق المهدي لا أرعوي من الكتابة والمحاضرات عن المذبحة والرق، كلف وزيره صلاح عبد السلام بتوجيه مدير الشرطة اللواء عبدو كاهن بفبركة تهمة ضدي، فانصاع عبدو كاهن وامتثل للتوجيه، وكلف بالتنفيذ الرائد آدم دليل (اليوم لواء أو فريق)، فاختلق آدم تهمة عقوبتها الإعدام استخدم فيها أدوات الشرطي حين يكون الشرطي ذاته مجرما عديم الأخلاق، فبعض المجرمين ذوو خلق.
حاول الصحفي مصطفى عبد العزيز البطل دغمسة هذه الواقعة، وأنكر حدوثها وتفَّه موضوعها، بينما ثابت في الأوراق بعض منه منشور في الصحف اليومية أن عشرين شرطيا داهموا بيتي وفتشوه على مدى ساعات، ثم ألقوا القبض عليَّ وفق تخويل قضائي كانوا تحصلوا عليه، وقرأوا لي التهمة عقوبتها الإعدام، وشرحها لي المحامي مصطفى عبد القادر المكلف بالدفاع عني من قبل نقابة المحامين، شرحها بأنها خطيرة، وأنه يتعين عليَّ أن لا أستهين بالأمر كما كان وجدني أفعل، لكن الصادق المهدي الذي عذبه الكتاب فشل في مقصده بعد أن اضطرت الشرطة والنيابة وجهاز الأمن إلى شطب البلاغ وإطلاق سراحي بعد عشرين يوم في الحبس وتخلوا عن مشاركتهم في مخطط للصادق المهدي أراه إجراميا.
فلا قيمة لأقوال الصحفي عبد العزيز البطل الذي كان يعمل موظفا في مكتب الصادق المهدي بمجلس الوزراء.
كان التحقيق من قبل الرائد شرطة آدم دليل منحصرا في كتاب مذبحة الضعين الرق في السودان لا غيره، مَن مَوَّله؟ مَن ساعدكم فيه؟ من وجهكم بكتابة كتاب؟؟
فكيف حدثت مذبحة الضعين؟
ألخص الوقائع من المسودة المكتملة لكتابي الجديد عن المذبحة، كلما راجعتها لنشر الكتاب استحوذتني نوبات اكتئاب وبكاء. لكن النشر قريب.
البكاء والعويل والخوف في مدينة الضعين والرغبة في الانتقام ضد الدينكا ....
على مدى أيام حوالي منتصف مارس 1987، في فترة حكومة الصادق المهدي الأولى، وقبل أسبوعين من وقوع المذبحة، كان يُسمع بكاء وعويل في عدة أحياء بمدينة الضعين. للمرة الأولى في تاريخ الغزوات الرزيقية لجلب الرقيق وللنهب من منطقة شمال بحر الغزال، كانت العربات من جهة الجنوب هذه المرة تصل تباعا إلى الضعين وهي محملة بالجثث والجرحى، بدلا عن وصولها مصحوبة بالفرسان مشحونة بالأطفال والفتيات والنساء الدينكا وبالذرة وبالدجاج وبمتاع البيوت حتى الملابس المستخدمة والصحون وأكواب شرب الماء، مما كانت المدينة والقرى في دار الرزيقات اعتادت استقباله في الماضي القريب بزغاريد البهجة وبالذبيح من الأبقار المنهوبة، هذه المرة دارت الدائرة وألحقت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان هزيمة ماحقة على مليشيات الرزيقات وكتيبة القوات المسلحة بدبابتها، في منطقة سفاهة، واستعاد شباب الدينكا العائدون لتوِّهم من التدريب في أثيوبيا أبقارهم المنهوبة.
تكثرت خلال تلك الأيام زيارة الرزيقات إلى المقابر لدفن الموتى، وإلى المستشفى لمعاودة الجرحى. خيم الحزن على أهل المدينة، وبدأ الخوف من المستقبل يستحوذ على الرزيقات، كقبيلة، صدمتها الهزيمة المرة، وأحبطها حرق المتمردين قائد المليشيا الرزيقي عمر قادم من أبناء أبو مطارق، عاصمة الرق في ذلك الوقت، حرْقُه داخل دبابة القوات المسلحة.
وعذبت القبيلةَ الوضعيةُ الطارئة فقدانُ ريع النهب الحرابي من منطقة شمال بحر الغزال ، وكان بمدينة الضعين أكثر من عشرين ألفا من الدينكا المُنزَّحين بسبب الخراب الذي أحدثته مليشيات الرزيقات في شمال بحر الغزال. وكان هؤلاء المنزحون الدينكا أقارب ذات الشباب من دينكا ملوال الذين جرعوا تلك المليشيات الرزيقية الهزيمة..
في يوم في منتصف شهر مارس، قبل اثني عشر يوما من تنفيذ المذبحة، أبلغت الدينكاوية أقول كول، واسمها أيضا حواء إدريس، كانت تعمل في أنداية نعمة بالضعين، أبلغت أهلها رجال الدينكا بأنها كانت سمعت خلسة في الأنداية عن مخطط يعده الرزيقات لقتل جميع الدينكا بالمدينة. عزَّزت أقول روايتها حالة التأهب القصوى لدى الشرطة منذ
الأربعاء 25 مارس. قبل وقوع أحداث المذبحة بثلاثة أياما، أعلنت قيادة شرطة الضعين حالة استعداد قصوى في وسط قوات البوليس. كانت تلك الواقعة من المؤشرات الغامضة أن مُفظِعة ستحدث. وأن الشرطة كانت منذ ذلك يوم الأربعاء وقبله على علم بأن التخطيط للمذبحة ضد الدينكا كان يسير على قدم وساق. مما أصلا كان عرفته الدينكاوية أقول كول.
في يوم الخميس 26 مارس، قبل يوم من تدشين المذبحة وقبل يومين من تنفيذها الكامل، زار شرطي اسمه الزبير، يعمل في مركز شرطة الضعين، من أولاد مدينة راجا، زار صديقَه الدينكاوي المدرس المسلم أرياك بيول، وأبلغه أن الرزيقات يخططون لقتل جميع الدينكا في المدينة.
في مساء ذات يوم الخميس 26 مارس، أرسل الرائد علي المنا، الضابط المسؤول في شرطة الضعين، أرسل سيارته الرسمية لاستحضار قيادات الدينكا رؤساء الأحياء بالمدينة إلى مكتبه بمركز الشرطة، دينق أنَيْ، ومالتِنق قوم، ودينق لوال، وتشويي عرديب مدوك، والمعلم المسلم أرياك بيول، ورئيس الكنيسة من قبيلة جور شول بنجامين كون.
عند حضورهم، طلب منهم الرائد علي المنا أن ينبِّهوا أهلهم الدينكا لأخذ حذرهم وللابتعاد عن أية مشكلة مع الرزيقات. ووجه الضابط علي المنا القيادات الدينكاوية بأن يبقى الدينكا في بيوتهم. لكن ضابط الشرطة لم يملِّك هذه القيادات كامل المعلومات التي كانت لديه عن خطة الرزيقات لإبادة الدينكا بالمدينة، وأنه كان يتم الإعداد لتنفيذها، وأن الشرطة كانت على علم.
"بعد ما مشينا قال يا جماعة غايتو في مشاكل بين الدينكا وعرب في سفاهة. إنتو تنزروا لجماعة بتاعكم دا طبعا بشربوا مريسة وبمشوا بشاكلوا وبسووا. العرب دي دايرين يتسببوا ليكم في مشاكل، بس هسي أي واحد بعد عشية أو ضهر ما يطلع من بيتو. تقعدوا واحد يحفظ نفسو".
صباح الجمعة، العسكري الزبير يحذر الدينكا مجددا ومغادرة الدينكا المدينة
صباح الجمعة 27 مارس، جاء ذات العسكري الزبير من أولاد مدينة راجا مرة ثانية إلى صديقه المسلم أرياك بيول، وحذره مجددا، هذه المرة بإلحاح، بلزوم مغادرة جميع الدينكا مدينة الضعين مباشرة. "كلَّمْنا يوم الخميس، وجانا يوم الجمعة قال العندو ما عندو محل، يَمْرُق، يمشي أي محل. بس كلَّمنا زي دا".
فالواضح هو أن الزبير العسكري من أولاد راجا كان سمع من داخل مركز شرطة الضعين حيث هو كان يعمل، سمع الأخبار المؤكدة عن وشوك وقوع العدوان على الدينكا، وربما كان سمع الأخبار من العساكر في الأجهزة الأمنية الأخرى بالمدينة. وربما كان أدرك أن الشرطة لن تحمي الدينكا.
أبلغ أرياك بيول أهله الدينكا بالمعلومات التي تحصل عليها من الزبير وبالتحذير. صدَّق بعضُ الدينكا الرواية، ولم بصدق البعض
في ذات صباح الجمعة غادر مدينةَ الضعين مئات الدينكا، خاصة الرجال، والرجال الدينكا هم المستهدفون بالقتل المباشر في مثل هذه الحالات، بينما كان الأطفال والنساء الدينكا يُستهدفون بالاسترقاق، فغادر هؤلاء الرجال المدينة بالعربات أو راجلين،
تدَخَّل الرزيقات لمنع بعض الركاب الدينكا من مغادرة المدينة، وحاولوا أحيانا إنزالهم قسرا من العربات المغادِرة.
بعد صلاة الجمعة، عقد الرزيقات اجتماعا في جامع حي الربع الرابع، أو في جامع السوق. لم يكن ذلك الاجتماع روتينيا أو أمرا عاديا، وسيصبح قابلا للتفسير فقط بعد الأحداث التي أعقبته بعد ساعات قليلة. تدشين شباب الرزيقات المذبحة بالهجوم على الكنيسة وعلى مساكن الدينكا وحرق حلة فوق......
في مساء ذات يوم الجمعة 27 مارس، هجم خمسون رزيقيا من رابطة شباب حي الربع الرابع على المصلين داخل كنيسة الضعين، وأطلقوا النار عليهم، ورموهم بالطوب وطاردوهم. كان هؤلاء الشباب الرزيقات يتضاحكون أثناء الاعتداء على الدينكا الذين لم يصب منهم أحد وهربوا من المكان. بعدها، توجه الشباب الرزيقات إلى بيوت الدينكا المجاورة للكنيسة، فطردوا ساكنيها منها، وشلَّعوا البيوت.
بعد ذلك بأقل من ساعة، هجمت جموع الرزيقات، من بينهم نساء وأطفال، على الدينكا في مكان ثقلهم السكني في حلة فوق بالربع الرابع، فأحرق الرزيقات بيوت الدينكا بالنار، واعترضوا عربة المطافئ، واعتدوا على الدينكا، وقتلوا منهم سبعة أشخاصا، وطاردوهم في شوارع المدينة، وصاحت نساء رزيقيات متحزمات بالكراهية يحملن أعواد الحيشان المُشلَّعة صِحن في وجه الشرطة يحذرنهم من مغبة الوقوف بينهن والدينكا.
في هذه الليلة، الجمعة، هرب آلاف الدينكا من المدينة، راجلين، واحتمى بمركز شرطة الضعين، القريب من مساكن آل مادبو أكثر من ألفين من الدينكا أغلبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء. وهرعت أعداد أخرى إلى حي السكة حديد الذي كانت تسكنه أسر من الدينكا مع خليط من قبائل أخرى. وقدمت أسر رزيقية وزغاوية الحماية في بيوتها لبعض الدينكا، مع مبيت أعداد من الدينكا في أماكن عملهم بالضعين في كمائن الطوب، ومصنع الصابون، والأفران، وربما في أماكن قشارات الفول (العتالة).
لأسباب بدت في لحظتها غامضة، أمرت قيادة الشرطة، بموافقة آدم الطاهر المدير الإداري، تحويل الدينكا من مركز الشرطة، حيث السور والسلاح وعتاد الشرطة وهيبة المركز، إلى حوش في المدرسة الغربية الخالية حتى من تلاميذ. ما أن استقر الدينكا في حوش المدرسة الغربية على مدى ساعة واحدة حتى استدعت الشرطة قيادات الدينكا، ووجه الرائد شرطة علي المنا إلى رئيس الكنيسة بنجامين كون، من قبيلة الجور شول، أسئلة تجريمية بالغمز عن أسلحة في كنيسته وعن سر "الاجتماعات" التي كان بنجامين "يعقدها في الكنيسة". نعرف أن الرائد علي المنا سيقتاد غدا السبت من إحدى عربات السكة الحديد القس بنجامين كون ثم يعيده بعد ربع ساعة إلى محطة السكة الحديد جثة هامدة ألقاها بين الجثث.
في ذلك الاجتماع، أبلغ الرائد علي المنا القيادات الدينكاوية بقرار الحكومة تنقيل الدينكا مجددا من حوش المدرسة الغربية إلى حلة السكة حديد، ليكون "جميع الدينكا في مكان واحد"، قال لتسهيل حمايتهم، بسبب قلة عدد عساكره. لم يفهم الدينكا معنى كلامه.
تم تنفيذ تنقيل الدينكا من المدرسة، وباتوا ليلة الجمعة في حلة السكة حديد. هنا بلغ مجموع الدينكا أكثر من ثلاثة ألفا، دائما أغلبيتهم الساحقة من الأطفال والنساء، بعد مغادرة أغلبية الرجال، ووفق ما سنعرفه لاحقا من حساب العداد ماركو باك لركاب العربة الخشبية في محطة السكة الحديد التي كان فيها أربعون رجلا فقط ومائتان من النساء والاطفال
في تلك ليلة الجمعة، رفض المدير الإداري آدم الطاهر مقترح كبار تجار مدينة الضعين، أغلبهم من الزغاوة العارفين ببواطن الأمور في مدينة الضعين وكانوا أنفسهم تعرضوا لعدوان رزيقي استهدفهم كمجموعة عرقية محددة، مقترحهم أن يتم ترحيل الدينكا مباشرة هذي ليلة الجمعة من المدينة، في عربات وفروها للمدير الإداري، وذكَّروه بسلطاته الاستثنائية أن بمقدوره الاستيلاء على أية عربة في المدينة لترحيل الدينكا (محادثة مع أحد الطبيبين المبتعثين للتحقيق من قبل نقابة الأطباء).
كان التجار على علم بخطة الرزيقات لإبادة الدينكا....
صباح السبت 28 مارس. يوم المذبحة. وصل بالصدفة الروتينية إلى الضعين القطار رقم 305، قادما من بابنوسة متوجها إلى نيالا. كان يجر عربة خشبية فارغة لشحنها بالبهائم من الضعين، وأربع عربات حديدية فيها مهام خاصة بالقوات المسلحة يحرسها أربعة جنود مسلحون.
أحدث وصول القطار 305 تغييرا جوهريا في جميع الوضعيات والخطط لدى جميع الأطراف. فغيَّر آدم الطاهر المدير الإداري للمنطقة رأيه المتعصب السابق ورفضه مقترح التجار لترحيل الدينكا من المدينة، واتخذ الآن قرارا بنقل الدينكا بهذا القطار 305 من الضعين إلى مدينة نيالا.
قرر أدم الطاهر استخدام العربات الحديدية الثمانية وعربة خشبية، كانت تسعتها متوقفة أصلا قبل وصول القطار 305 على القضيب الثاني، بدون قاطرة. فأفرغ العتَّالةُ من العربات الحديدية الثمانية جوالاتِ الفول المبشور التي كانت معدة لإرسالها مع القطار 305 إلى نيالا، وصدر التوجيهُ الحكومي بإيقاف إحضار البهائم المنتظرة في زريبة المواشي القريبة من المحطة، أيضا ليتم استخدام العربتين الخشبيتين المكشوفتين لذات غرض ترحيل الدينكا.
أبلغ رجال الشرطة المكلفون كبير شيوخ الدينكا تشيوي عرديب مدوك بالقرار. فخاطب الشيخ عرديب جميع الدينكا المتجمعين في حلة السكة حديد، باللغة العربية ثم بالدينكاوية، وشرح لهم قرار الحكومة ترحيلهم خارج الضعين، فوافقوا.
ترك الثلاثة ألفا من الدينكا حلة السكة حديد، وما أن وصلوا إلى محطة السكة الحديد المجاورة حتى اندفعوا نحو عربات القطار الحديدية الثمانية والعربة الخشبية على القضيب الثاني، ونحو العربة الخشبية المقطورة خلف القاطرة 305 على القضيب الأول، حتى امتلأت العربات العشرة عن آخرها لم يبق فيها موقع لقدم، ولمَّا بقي سبعمائة شخصا تقريبا بدون مكان في هذه العربات العشرة، تم توجيههم للانتظار في حوش نقطة شرطة السكة الحديد، ريثما تجد الحكومة لهم حلا. سيتم حرق خمسمائة منهم في هذا الحوش.
في ذات الوقت، عقد مجلس الأمن بمدينة الضعين اجتماعه تحت شجرة النيم الكبيرة في قلب محطة السكة الحديد، مباشرة أمام الحوش المذكور أعلاه. حضر الاجتماع جميع القيادات الأمنية والقوات النظامية واثنان من قادة الرزيقات، علي الرضي وحماد بشارة.
عندئذ، وصلت إلى محطة السكة الحديد المجموعات الأولية من الرزيقات المسلحين. فكان أول فعل نفذوه منعُ القطار من التحرك، وضعوا معوقات على القضيب وهددوا السائق.
ثم تكاثرت الأفواج الرزيقية، حتى بلغ عددهم عشرة ألفا، هكذا قال الصادق المهدي نفسه، في مؤتمره الصحفي بعد نشر كتاب مذبحة الضعين-الرق في السودان، وهي المعلومة في تقرير حاكم دارفور الذي أعده وكيل النيابة وضابطا شرطة.
وبدأ تنفيذ المذبحة المخططة المعروف أمرها للعشرة ألفا بأفعال النهب والتقتيل والحرق واختطاف الأطفال والفتيات.
تعرف الشهود الدينكا على الرزيقي اسماعيل نيوبي، الكموسنجي في سوق الضعين له فيه اليوم دكان. شاهدوه يدحرج برميل الوقود بمعاونة صِبْية، وقد شارك أطفال الرزيقات بفعالية في المذبحة، حتى توقف نيوبي والصِّبْية إزاء حوش نقطة شرطة محطة السكة الحديد وفيها أكثر من سبعمائة من الدينكا المنتظرين حلا.
لم يكن نيوبي لوحده مع الصبية الأشقياء "يعملون"، فقد كان آخرون من الرجال والنساء الرزيقات ذهبوا إلى المنازل القريبة لإحضار مستلزمات الحرق، مثل الشرقانيات، والمراتب القطنية، والقش، وخِرق القماش، وأدوات إضافية مثل الفؤوس التي سيكون لها دور مقدر في المذبحة.
لم يكن الرزيقات مستعدين للتغيير الذي أحدثه الوصول المفاجئ للقطار 305 وقرار ترحيل الدينكا بالقطار إلى نيالا. ولم يتوقعوا تركيبة وضعية الدينكا في محطة السكة الحديد، وهي تركيبة خلقها وصول القطار بالصدفة الروتينية. أي، لم يكن القطار 305 مشغولا بالضعين إلا كمحطة لشحن الفول والمواشي إلى نيالا. لكن الرزيقات بعبقريتهم العملياتية عدلوا خطتهم الإبادية لتستجيب للمستجدات التي خلقها وصول هذا القطار اللعين.
فتح إسماعيل نيوبي برميل الوقود، وصب منه للصبية ولآخرين من الرزيقات في مواعين منزلية أتوا بها. فرَشَّ هؤلاء الرزيقات الوقود على الدينكا المحاصرين داخل حوش نقطة بوليس المحطة. وقذفوا بالأشياء المشتعلة فوق الرؤوس، فحرقوا أكثر من خمسمائة طفلا وامرأة في هذا المكان.
سجلت قبيلة الرزيقات في بيانها الرسمي المنشور عن "أحداث بحر العرب والضعين" إشارة خافتة لهذه الواقعة على أنها كانت في البدء جزءا من عملية "تراشق" تحولت إلى "هجوم عام" شمل حوش نقطة شرطة السكة الحديد، سجلتها في كلمتين، "حوش البوليس"، في العبارة: "تطور التراشق إلى هجوم عام في ... حوش البوليس ..."، دون أن تذكر القبيلة في بيانها ذلك الذي حدث في "حوش البوليس". تم إعداد البيان تحت إشراف موسى آدم مادبو، الوزير في حكومة الصادق المهدي، ووقع عليه ونشره باسمه أحمد عقيل أحمد عقيل عضو الجمعية التأسيسية، رئيس لجنة أبناء الرزيقات لتوضيح الحقائق حول أحداث بحر العرب ومدينة الضعين. وكان أحمد ممثل دائرة أبو مطارق، عاصمة الرق في دار الرزيقات.
أحرق الرزيقات ستين شخصا كانوا تحصنوا داخل مكتب نقطة الشرطة بالمحطة. أغلبيتهم من قبيلة الجور شول، عمال الدريسة بالمحطة وأسرهم، كان معهم إسماعيل ود أبُّو، دينكاوي من "أولاد الخرطوم"، ومرفعين أويل دينكاوي أيضا، كانا كسرا مخزن السلاح في نقطة الشرطة ودافعا حتى الموت.
أحرق الرزيقات جميع الأفراد الدينكا ركاب العربة الخشبية المكشوفة المتوقفة على القضيب الثاني. بقذف القش إلى داخل العربة وبرَشِّ الوقود فوق رؤوس ركابها وبإتْباع ذلك بقذف الخرق الملتهبة المشبعة بالوقود. مائتان وأربعون شخصا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، تم حرقهم جميعهم.
وجد الرزيقات أن كل واحدة من العربات الحديدية الثمانية، وكل واحدة منها فيها مطلبهم الدينكا 250 شخصا منهم في العربة الواحدة، كل عربة حديدية تمثلت صعابا تقنية وقفت حائلا بينهم والنفاذ إلى الدينكا لتقتيلهم بصورة جيدة. فقد كان الدينكا غلَّقوا عليهم أبواب العربات الحديدية من الداخل وأمَّنوا باب كل عربة وشباكها (وهو جزء من الباب ذاته). غلقوها من الداخل بالحبال وبكل ما كان يمكن استخدامه. فلم يكن ممكنا للمعتدين الرزيقات وأعوانهم النفاذ المباشر أو المسهل إلى الدينكا المتحصنين في هذه العربات، لتقتيلهم وحرق أجسادهم.
ابتدع الرزيقات حلولا ناجعة لهذه المشكلة العملية، مباشرة حين اعترضتهم. بأن حاصروا العربات، وبحثوا في محطة السكة الحديد عن البنزين فوجدوه، وابتعثوا الصبية والنساء وعددا من الرجال إلى الأحياء القريبة وفي داخل المدينة لاستجلاب الأدوات والمواد الضرورية، والوقود الإضافي، لتسهيل النفاذ إلى الدينكا داخل العربات أو إجبارهم على الخروج منها.
ركز الرزيقات المعتدون جهدهم الأولي في إعمال القوة الحديدية بالفؤوس لفتح أبواب العربات الحديدية المغلَّقة وحشر الخرق المشتعلة بين الشقوق، وأعملوا الجهد وفي إشعال النيران تحت كلِّ عربة حديدية مستهدفة. وفي حال فتح الدينكا المتمترسون داخل العربة المستهدفة الباب لطرد الدخان، كان المعتدون المرابطون يطلقون النار عليهم داخل العربة. وفي حال خروج أي من الدينكا من العربة الحديدية هربا من الحرارة المرتفعة داخلها أو من النار المشتعلة أو من الدخان فيها كان المعتدون المرابطون في المساحة الخارجية أمام أبواب العربات ينهالون عليه بالضرب وينهبون ما معه ويقتلونه تقتيلا ويحرقونه. بالإضافة إلى اختطاف المعتدين المرابطين الأطفال والفتيات لأغراض الاسترقاق.
فيتعين أن نفهم أن المذبحة كانت تدور في مسار زماني تخلله الانتظار أحيانا، للتفكير، ولتصميم الحلول، ولجلب الأدوات والمواد الضرورية لتنفيذ التقتيل، وأحيانا للراحة من التقتيل قبل العودة إليه مجددا.
حرق الرزيقات وأعوانهم جميع الدينكا أحياء في ثلاث من العربات الحديدية الثمانية، "لم ينج فيها أحد"، وفق قول الشاهد أرياك بيول. سبعمائة وخمسون شخصا. وقتل الرزيقات وأعوانهم أعدادا قليلة من الدينكا في عربتين حديديتين، لم يتجاوز عدد القتلى في كل واحدة من هاتين العربتين خمسة أو ستة أشخاصا. ولم يتم قتل أي شخص في واحدة من العربات الحديدية التي أحكم الأفراد الدينكا غلقها من الداخل، واستخدموا المراتب حاجزا بين الأقدام وأرضية العربة الحديدية التي سخَّنها الرزيقات بإشعال النار تحتها، وكان في هذه العربة الحديدية المعلم أرياك بيول، أحد أهم الشهود.
لا توجد لدي معلومات واضحة عن مصير عربتين حديديتين.
بعد أن هدأت قليلا عملية التقتيل في منتصف النهار، حضر إلى محطة السكة الحديد ضابط الشرطة علي المنا ومعه عسكري في سيارة لاندروفر، واقتادا القس بنجامين كون وشيخي الدينكا دينق لويل وماليت قوم من داخل عربتين حديديتين مختلفتين، وبعد ربع ساعة أعادا الثلاثة جثثا هامدة رمياها بين الجثث أمام العربات.
جرد الرزيقات أجساد الدينكا من الملابس القيِّمة والأحذية والساعات وجميع الممتلكات نهاية

06/12/2023

حي اليهود في أمدرمان

(الحي اليهودي) أو (حي القديس) يقع على الجهة الجنوبية الشرقية لسوق أم درمان، أي جنوب (حي البوستة) وشرق حي (الشيخ دفع الله).

جنسيات عديدة سكنته من أغاريق وأرمن ومصريين وشوام وسودانيين من جبال النوبة وغرب السودان. لكن (اليهود) هم أغلب سكانه، ود لصيق يجمعهم بتلك المدينة الأم. عاشوا فيها ودثرتهم بغطائها. يلفهم الصمت والحنين بغلالة شفافة تجمعهم والسودانيين. كانت الخصوصية والهدوء هما السمة اللافتة للأنظار، والسامع لكلمة (حي اليهود) يتبادر إلى ذهنه الشكل العام للجاليات الأجنبية. لكنهم قد تمازجوا والسودانيين، بشكل عميق، والجميع يمارس حريته الدينية من ذهاب للمعابد والنوادي وغير ذلك من النشاطات. السمة الغالبة للمنازل الطراز القديم، والتي تحكي بصدق جلي عن حياة كانت هنا. تتسم بالجمال ورحابة العيش لدى ساكنيها. رغم أن أغلب ساكنيه قد تركوه وتبقى منهم القليل بل وحتى المباني الجميلة طالتها يد التجديد.

ومن أجمل المباني في هذا الحي منزل (آل إسرائيل) وهو تحفة معمارية رائعة، ومنزل المهندس “مكريس” الذي كان آية في الجمال، وأيضاً توجد عيادة الطبيب اليهودي “سليمان بسيونى”، “إسحاق وموسى بسيونى”، وشقيقتهم “أستير بسيوني” أول مفتشة في المعارف السودانية، و”إبراهيم إسرائيل” (سكرتير نادي الخريجين)، وهو مهندس معماري شيَّد الجامع الكبير بأم درمان ومدرسة أم درمان الثانوية وبعض مباني جامعة الخرطوم. وأيضاً السيد “فيليب عباس غبوش”، عليه رحمة الله، والطبيب اليوناني “يورغوس دانقاس”. وإذا عرجنا تاريخياً، فإن (اليهود) لم يأتوا إلى السودان مع الاستعمار، بل أول رحالة يهودي أتى إلى السودان كان قبل القرن السابع عشر الميلادي، وكتب موثقاً عن (دنقلا) و(سنار) وبعد ذلك كان السودان قبلة للتجار اليهود.

وفي معرض طوافنا بهذا الحي توقفت عند صيدلية (الأزمنة) بشارع العرضة، صاحبها الدكتور “منصور إسحق إسرائيل”، أكثر ما أثار انتباهنا له دقته وترتيبه فهو يعيش بتوقيت الروح وليس الجسد. وبحب آثر لهذا المكان أجابنا قائلاً: هذا الحي يُسمى الحارة الأولى أم درمان – الربع الرابع وهو عريق جداً ومعظم سكانه أجانب سودانيون أسمهم (المواليد)، لكن العنصر اليهودي هو الطاغي والمميز، ومعظم الأسر كانت ذا تأثير كبير في الحياة السودانية في المال والتجارة والمحافظة على التقاليد خصوصاً فتياتهم، ومن الأسر المميزة في هذا الحي (أسرة سليمان بسيوني) (سيزار ليفي) و(سيمون تمام)، والذي أخذ لقب (السير) عند عودته إلى (لندن)، ثم (زكي الفيومي)، وهذا الحي كان يعج بالفتيات الجميلات ومن فاتناته الجميلة “شولا”، “شيرلي”، “راشيل”، “جانيت” و”اليقرا”، ومن الأرمينيات الجميلات “تاكوهي”، ويصف “د. منصور” شدة جمالهن بأن تأثيرهن باقٍ وكأنه يراهن الآن. أما عن الذكاء المتقد أذكر شقيقي المرحوم “أبوبكر” وقد ورثه منه ابني “عبد العزيز”، وتخرج “أبوبكر” في جامعة (كتشنر الطبية)، وتتلمذ على يد بروفيسور “مورقن” والبروفيسور “تايلر”، وكان منافساً للأسماء اللامعة في عالم الطب اليوم بروفيسور “لطفي” و”كمال زكي”.

اليهود السودانيون كانوا أذكياء وجادين ومميزين في التجارة، وأذكر منهم أيضاً “د. شلوم عبودي” و(شلوم) تعني السلام باللغة اليهودية، وشقيقته “جانيت” وشقيقه جوزيف المكني (بسوسو) كان شاطر جداً في التجارة و”موسى سامسون” سفير إسرائيل في مصر درس بالسودان، ومن الشخصيات الأسطورية في هذا الحي خواجة “مكريس” كان مهندساً نابهاً وحركته دقيقة ومحسوبة وله عربة (بيجو)، ولديه الكثير من الكلاب. وأضاف: أخلاق سكان هذا الحي تتشابه والسودانيين حتى في العادات.

ثم عرَّج بنا “د. منصور” لأصله قائلاً: جدي يهودي عراقي، تزوج من دينكاوية آية في الجمال من دينكا (قوكريال) أسمها الحقيقي “أدوت”، ثم أسماها جدي “سارة”، فأسميت بنتي “سارة” عليها وأنا فخور جداً بحبوبتي الدينكاوية، لذلك أنا ليس بقلق على بناتي الصغيرات، فقد ورثن الجمال من حبوبتهن الدينكاوية، وأيضاً بالطبع من أمي “أسماء”، فهي ابنة المؤرخ المشهور “محمد عبد الرحيم” الذي عاصر المهدية وحارب مع “ود النجومي”.

وعند الحديث عن حي في مدينة كأم درمان يقيناً سيكون الحب هو الضلع الثالث، فقد تحدث عنه الموسوعة الأمدرمانية الأستاذ “شوقي بدري” في إحدى كتاباته عن العلاقات الاجتماعية وتأثير سكانه على الحياة السودانية، فذكر العم “داؤود سليمان منديل” وعن عمل (آل منديل) في التجارة الخارجية، الذين اشتهروا باستيراد الفانوس نمرة (5)، والذي كان يوجد في كل بيت سوداني قبل دخول الكهرباء.. وهو الذي أصدر (الجريدة التجارية) ونشر الوعي الاقتصادي. واندمجت (الجريدة التجارية) مع مجلة (حضارة السودان). وصار اسمها (ملتقى النهرين) وهو من طبع راتب المهدي و(طبقات ود ضيف الله). والتاجر اليهودي “زكي الفيومي”، وهو من أشهر تجار الجلود خاصة جلود الأصلة وسن الفيل. والأرمن والأغاريق أصحاب مصانع المشروبات الغازية. وتاجر الأواني المنزلية المشهور “جانيان
رغم أن الوجود اليهودي في السودان يعود إلى قرنين من الزمان، وكان مؤثرا إن لم يكن مهيمنا على الحركة التجارية، إلا أنه لا شيء يدلل عليه اليوم سوى مقبرة يتيمة تتوسط العاصمة الخرطوم.

فالمقبرة المهملة اليوم لغياب جالية عبرية علنية، تبقى الوحيدة لتنشيط الذاكرة الشعبية، وهي تنسى عاما تلو آخر تلك السنين البعيدة التي كان فيها اليهود مكونا رئيسا، يعيش في وئام مع بقية السكان.

وهذه الأيام، يستدعي سكان الخرطوم القديمة ذلك الأثر، على خلفية شروع السلطات في ترميم المقبرة بعد التعديات المتواترة التي تعرضت لها على يد أصحاب المحال التجارية المجاورة.

هولاء التجار جعلوا من المقبرة الممتدة على مساحة نحو ألف متر مربع، ويتضح بالكاد نحو 60 شاهدا من معالمها مع اختفاء أثر قبور أخرى، جعلوا منها مكبا لنفاياتهم.

وعند تأسيسها أواخر القرن التاسع عشر، على أرجح الروايات، كانت المقبرة تقع على الطرف الشمالي من الخرطوم، لكنها اليوم تتوسط العاصمة التي تمددت، وارتفع سكانها إلى نحو 9 ملايين نسمة.

وفي عام 2008، طوقت منظمة "حسن الخاتمة" الحكومية المعنية بإدارة المقابر في البلاد، هذه المدافن بسياج حديدي حفاظا عليها، لكن عدم وجود حراسة جعلها عرضة للتعديات.

Mastering Public Policy for the Implementation of the United Nations SDGs 25/07/2023

Mastering Public Policy for the Implementation of the United Nations SDGs Develop a deeper understanding of the theoretical and practical aspects to public policy for the implementation of the United Nations SDGs

24/06/2022

قبيلة_الفور:
هى أقدم قبيلة سكنت إقليم دارفور ،وأضحى إسمها علما على المنطقة والإقليم ،وتعتبر منطقة جبل مرة والهضاب المجاورة لها مناطق تمركزها القديمة ،أما الآن فإن أبناءها يتواجدون فى كل أرجاء الإقليم ،بل فى كل أنحاء السودان ،ويتميز الفرد من الفور بالحجم والقامة المتوسطة ،ولونهم فى الغالب يميل إلى السمرة الفاتحة ،ولهم لغتهم الخاصة "الفور "،وهى لغة قديمة تمتاز بغزارة مفرداتها وقاموسها ،وتعتبر الفور قبيلة حضرية تتميز بالإستقرار ،بسبب حرفة الزراعة التى يمتهنونها ،والتى جعلتهم يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم لفترات طويلة .

إلى دارفور عبد الفور الظواهر الطبيعية ،واستقر بهم الحال إلى عبادة الرعد و اليهودية ثم المسيحية ،وبحلول الإسلام إلى ارض السودان ووصوله حتى دارفور أسلم معظم الفور فى مملكتهم التى عاصرت مملكة الكوش و سنار ،وتعاقب على عرش سلطنتهم مايزيد على السبعة و الثلاثون سلطانا ما قبل الاسلام و حوالي الثلاثون سلطانآ في العهد الاسلامي ،بداء بالسلطان سليمان صولنج في العهد الاسلامي ،وإنتهاء بالسلطان على دينار ،الذى استشهد بعد الإحتلال الإنجليزى لدارفور عام 1916 ،وبإنتهاء حكمه انتهت فترة حكم مملكة دارفور وضمت إلى السودان .

ويرى بحث أجراه المركز السودانى للثقافة والإعلام أن الإسلام كان العامل الاكثر تأثيرا على الدوام فى سلوكيات الفور ،ويلاحظ ذلك فى إستعانة سلاطين الفور بالعلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامى ،فقد أقاموا الخلاوى لحفظ القرآن ودراسة علوم الدين والحديث النبوى ،وكان العلماء وحفظة القرآن يجدون كل تقدير واحترام ،ومن السلوكيات الحميدة للفور إشتهارهم بكرم الضيافة لكل زائر وعابر سبيل ،فتجدهم يخصصون أماكن للضيوف فى بيوتهم تسمى رقى ،وخلوة كبيرة فى القرية لعابرى السبيل ،ويجتمع كل رجال القرية فى المنزل ،الذى فيه الضيف أو الخلوة وكل يأتى بطعامه .


وقد عرفت قبيلة الفور بإحتضانها لكل الأعراق والأجناس ،حيث تزوج أبناؤها من مختلف القبائل داخل الإقليم وخارجه وتوثقت صلاتها بهذه المصاهرات بكل المجموعات ،وعرف عن الفور أيضا حبهم الشديد للسلم ،حيث ينبذون السرقة والقتل ،ويكرهون كل مايتعارض مع حرية الفرد ،ويبغضون الإعتداء على الآخرين ،فالسارق لايجد مكانا بينهم ،والذى يقتل إنسانا ولو خطأ يصير غريبا فى مجتمعهم ،وربما يكون معزولا لفترة من الزمن ،يقضى حياته نادما ،ليس ذلك فحسب ،بل يكرهون حتى قتل أى من مخلوقات الله حتى الحشرات ،لذلك نجدهم مع بداية فصل الخريف وقبل الشروع فى الزراعة يقوم أهل القرية بإقامة مايعرف بالكرامة ،يذبحون فيها ويطعمون المساكين وعابرى لسبيل وطلاب العلم المهاجرين ،ويدلقون بعضها على الأرض لتأكلها الحشرات والطيور ،آملين ان يغفر الله لهم مقتلهم الحشرات الصغيرة أثناء فلاحة الأرض ،وقد جرت العادة والعرف عندهم بتحريم صيد الحامل والمرضع من الأنعام أو الإصطياد بآلة حادة وقطع الشجرة من جذورها أو سوقها ،وتحريم قطع الأشجار المعمرة والمثمرة .

وغالبا ماتكون مناطق سكن الفور أو قراهم فى الهضاب او سفوح الجبال ،بعيدا عن مجارى المياه والسهول الصالحة للزراعة ،والبرارى الخاصة بالرعى والثروة الغابية ،وتتكون القرية من 100إلى 150منزلا ،والمنزل عبارة عن حوش واسع من سيقان الدخن (نبات يشبه الذرة )أو عيدان الذرة بمساحة 200إلى 500متر مربع نتبنى داخله قطاطى جمع قطية ،وهى مبانى مخروطية الشكل ،أساسها من الحجارة فى المناطق الجبلية والطين أو من القش فى المناطق غير الجبلية ،وتسقف بالمرحابيب ،وهى سيقان رفيعة ولها شكل جذاب ،ويثبت كل ذلك بحبال من السعف على أعمدة توضع على هيئة هرم أو مخروط وتتراوح مساحة القطية من 10 إلى 16 متر مربع ،وغالبا ماتبنى أربع قطاطى داخل الحوش الواحد ،الأولى للأب والأم والثانية للأولاد ،والثالثة للبنات ،والرابعة تستغل كمطبخ ،وربما تضاف قطية خامسة للضيوف او راكوبة فى وجود شجرة كبيرة ،كما يوجد وسط كل قرية مهما صغرت مسجدا للعبادة ،عبارة عن راكوبة كبيرة ،ويستخدم دارا لإستقبال الضيوف .

#الميلاد
وللفور كواحدة من أقدم القبائل فى أفريقيا ،التى يشهد لها التاريخ بأن حضارتهم ضاربة فى القدم ثقافتها التى تميزها عن غيرها من القبائل ،والأسرة مقدسة عند الفور،وهى تمثل البنية الأساسية فى بناء المجتمع ،وهى أول مؤسسة تربوية يقوم عليها المجتمع ،ففى إطار الأسرة ينشىء الطفل أولى علاقاته الإجتماعية ،يتعلم اللغة ،وفيها يتأسس جهاز القيم الأخلاقية عنده ،وأبناء قبيلة الفور يحبون الحياة وكثرة المال والعيال ،فميلاد طفل جديد يعنى الكثير بالنسبة للأسرة عندهم ولاسيما الأب والأم ،ولهذا يستقبل المولود بترحاب شديد من جميع أفراد الأسرة ،فإذا كان المولود أنثى يستقبل بالزغاريد ،أما إذا كان المولود ذكرا فبالإضافة إلى الزغاريد يقوم أحد الرجال برفع الآذان ،آذان الصلاة ،ويتبع هذا الحدث أى الميلاد بطقوس جميلة لها إحترامها ،فبعد أن تضع الأم وليدها يجد كلاهما أى الأم والطفل رعاية فوق العادة من الأسرة ،حيث تقوم إحدى قريباتها ،وعادة ماتكون من ذوات الخبرة بملازمتها ورعايتها طوال الأسبوع الأول ،حيث تقوم بخدمتها وغسلها بالماء الساخن ،حيث لايسمح لها بمغادرة فراشها لمزاولة أى عمل خلال الأسبوع الأول ،وفى اليوم السابع يحتفلون بمايسمى فى السودان اليوم بالسماية ،وفى هذا اليوم يقدم الطفل المولود للمجتمع ويمنح إسمه ،وكان من عادة الفور منح المولود اسمين ،أحدهما يعرف باسم الكتاب ،ويمنح تيمنا باسماء الأنبياء والرسل المذكورين فى القرآن الكريم ،أما الإسم الثانى فيشتق من نبع ثقافة الفور وتقاليدهم الموروثة .

وفى صباح اليوم السابع تبدأ طقوس الاسبوع ،حيث تجهز حفرة صغيرة فى عتبة البوابة الرئيسية للبيت أو فى الساحة أمام المنزل ،حيث تقوم النساء خاصة المتقدمات فى السن والأطفال بمرافقة الأم من غرفتها مغطاة الرأس حتى لاتمسها الأرواح الشريرة ،وتتقدم إحدى النساء بحمل حربة تتبعها أخرى تحمل المولود ومعها الأم ،وتقوم التى تحمل الحربة بالطعن على الأرض التى سوف تمشى عليها ووليدها ،وتارة أخرى تشير بالحربة إلى الشمس تتبعها الأم على أثر الطعن حتى يصلوا إلى عتبة البوابة الرئيسية حيث الحفرة المعدة سابقا ،تنثر حولها قليل من الحبوب والماء والرماد ،ويوضع المولود علة جنبه من ناحية حول الحفرة ،ويقابل بطفل صغير من الحى إذا كان المولود أنثى ،ويقابل بطفلة إذا كان المولود ذكرا ،ويفصد المولود عند الرسغ لإخراج الدم الفاسد ،وتعلو الزغاريد ويرقص ويغنى النساء والأطفال إيذانا بتقديم المولود إلى المجتمع ،وبعدها مباشرة يحمل المولود ويسرع به إلى الداخل حيث تلحق به الأم ،وبهذا يبدأ الإحتفال ويشرع فى ذبح الكبش أو التيس وتجهز المأكولات والمشروبات للجميع ،وبعد الإحتفال يسمح للأم بالقليل من التحرك داخل المنزل وتقوم تدريجيا بممارسة واجباتها التقليدية البسيطة ،حيث مازالت هناك من تقوم بمساعدتها وخدمتها ،وتستمر الأم هكذا داخل المنزل فى إرضاع وليدها ورعايته حتى تكمل أربعين يوما ،وبعدها يسمح لها بالخروج من المنزل لمزاولة حياتها الطبيعية .
#الختان
يعتبر الختان من أهم المناسبات الإجتماعية فى مجتمع الفور ،وجدير بالذكر أن الختان عند الفور يتم للذكور دون الإناث ،عدا المناطق الحضرية والمتأثرين بالثقافات الأخرى فى السودان ،والختان عند الفور له أهمية خاصة مثل الزواج ،وفى أغلب الأحيان يتم ختان أكثر من طفل فى مناسبة واحدة ،وفى اليوم المحدد يرتدى الولد أجمل ثيابه ،وعادة ماتكون جلابية وطاقية حاملا سيفه ويحمل على ظهر جمل جهز بصفة خاصة لهذه المناسبة بجميع أنواع الزينة والزخارف ،ويجولون به القرية يحيط به الشباب والكبار والصغار نساء و رجالا ،يزفون الولد فى موكب مهيب ،يأخذ قوته من رقصات الفرنقيبة الشيقة وأغنياتها الإنسانية الخفيفة ،وأحيانا ينقل الولد قبل يوم إلى منزل أحد أقاربه بعيدا عن منزلهم ،لكى يحضر فى زفة ،ومن هناك يتجولون فى القرية إلى أن ينتهى بهم الموكب إلى مكان الختان ،وعادة مايكون بمنزل أسرة الولد ،وحينها يبلغ الرقص والغناء قمته وتتخلله الزغاريد ودوى طلقات البنادق .

وقديما كان الختان عند الفور يتم عند طبيب محلى دون تخدير ،وعند إتمام العملية يتم الإعلان عنها بإطلاق طلقة وزغاريد ورقص ،كما يبدأ تجهيز وتقديم المأكولات والمشروبات للجميع ،ويلعب الشباب من الجنسين حتى الفجر ويستمر الفرح لمدة أقصاها أسبوع إلى أن يندمل الجرح ،ويلازم الطفل المختون أصدقاؤه وزملاؤه حتى يندمل الجرح ،وفى هذا الأسبوع تنهال على المختون الهدايا من الأقرباء والأهل والأصدقاء ،وعادة ماتكون الهدايا من المواشى والغنم .

#الزواج
تبدأ عادات الزواج بتعرف الطرفين على بعضهما البعض ،وعادة مايتم التعارف فى أماكن التجمع أو المناسبات فى القرية أو أثناء الرعى أو الزراعة ،وبعد التعارف يقوم الشاب بالتعرف على أسرة البنت ويرسل أحد أقاربه ،وعادة مايكون العم أو الخال إلى أسرة البنت لأخذ موافقتهم ،وغالبا ما تطلب أسرة البنت فترة قصيرة للتشاور ،وأخذ موافقة البنت والرد على رسول الشاب ،وفى حالة الموافقة يتم تحديد يوم عقد القران ،أما الدخلة فيعتمد أساسا على مدى إستعداد العريس وتجهيزاته ،حيث يقوم بإعداد منزل الزوجية وعادة مايتكون من قطية للنوم ومطبخ وراكوبة أو قطية أخرى خاصة بالإستقبال والضيوف .

وتتم الدخلة عادة فى منزل أسرة العروس ،وقبيل ليلة الزفاف يقوم العريس بتجهيز مستلزمات العروس وملابس وأحذية وأدوات زينة وإرسالها للعروس ،ويتم أيضا تجهيز متطلبات المناسبة من المأكولات كالذبائح والكسرة والعصيدة وفى بعض الأحيان المشروبات الكحولية الشعبية كالمريسة .

وعادة ماتسبق الدخلة وليمة كبيرة يحضرها أهل العروسين وجميع المدعوين من القرى المجاورة ،وفى هذه الآونة يكون العريس بعيدا عن الأنظار يلازمه صديق له يعرف بالوزير ،ومن ناحية أخرى تكون العروس وقبل أسبوع تقريبا من الدخلة فى تجهيزات خاصة ونصائح من بنات الحى ومن صديقاتها ،وتلازمها مايعرف بالوزيرة أو الوصيفة .

وعقب الوليمة بعد غروب الشمس جرت العادة أن يزف العريس إلى منزل أسرة العروس ،ويبقى فيه الزوجان فى قطية خاصة لمدة شهر أو شهرين كفترة إنتقالية ،حتى ينتقلا إلى بيت الزوجية ،وتزف العريس فى زفة يشارك فيها الجميع نساء ورجالا يصدحون فيه بالأغانى ،وعندما يصل الموكب إلى منزل أسرة العروس يقوم اقران وأصدقاء العروس بإعتراض موكب العريس من الدخول ،حتى يدفع موكب العريس مبلغا رمزيا لتأكيد حسن النية ،وبعدها يؤذن للموكب بالدخول ،وتنضم غليهم العروس التى تكون فى صحبة وزيرتها وصديقاتها ،ويرقص الجميع ويغنون ،حتى إذا إنتصف الليل أو بعده يجلس العروسان سويا ،ويبدأ الجميع فى قراءة سورة "يس" جماعيا .

وفى صباح اليوم التالى عادة تكافأ العروس إذا كانت عذراء ،وذلك بإهدائها عقد خاص من الخرز الفاخر تلبسه العروس حول عنقها مدى حياتها شهادة ووسام للشرف والعفاف و تسمي (كروجابا) ،ومنذ ليلة الدخلة ولمدة تتراوح بين خمسة أيام أو أسبوع يعبر الشباب من الجنسين عن فرحتهم ومشاركتهم للمناسبة برقص لعبة الكسوك الشهيرة .


يعتبر الفور من الشعوب الحضرية ،ووتراث الفور زاخر بأصناف المأكولات والمشروبات الشعبية الشهيرة ،وأهمها العصيدة التى تعتبر الغذاء الرئيسى فى عموم دارفور مثل بقية أنحاء السودان ،وهناك بعض أنواع الملاح التى تضاف إلى العصيدة وتصنع عادة إما من شرائح اللحم المجفف المسحوق أومن بعض النباتات .


الخلوة وجمعها خلاوى كانت تمثل المؤسسة التعليمية الوحيدة عند الفور وفى دارفور عامة ،ورغم تحول الناس إلى التعليم الحديث فى المدارس ظلت الخلاوى تحتفظ بمكانتها المرموقة عند الفور ،وينقسم التعليم فى الخلوة إلى مراحل أومراتب تتدرج منذ إلتحاق الطفل بها ،ويطلق على الطالب الذى أكمل حفظ القرآن قراءة وكتابة إسم الفقى .

ويعتمد الفور على الزراعة بشكل أساسى لتوفير إحتياجاتهم ،أما الرعى والتجارة فهما نشاطات ثانوية بالنسبة لهم ،ويقع العبء الاكبر فى إنتاج الحبوب للإستهلاك المنزلى على النساء ،بينما يسعى الرجال لإنتاج المحاصيل النقدية .


وللفور فى تاريخهم علاقات خارجية واسعة مع بعض الدول الإسلامية ،لاسيما مصر ،فقد خصص لهم رواقا خاصا فى الأزهر الشريف ،مازال قائما حتى اليوم ،كما كانت لهم علاقات خاصة كذلك مع المملكة العربية السعودية ،حيث كانوا يرسلون إليها المصاحف المكتوبة باليد ،والتى اشتهرت بها دارفور ،وكسوة للكعبة الشريفة ،وحراسا لمسجد الرسول بالمدينة المنورة .

وأثناء الحرب العالمية الأولى شارك سلطان دارفور بالجهاد ضد الحلفاء متضامنا مع تركيا التى كانت تمثل ىنذاك الخلافة الإسلامية ،وقد امتدت مملكة الفور فى أوج عظمتها غربا حتى مملكة وداى (تشاد حاليا) وبحر الغزال جنوبا ،وحتى النهود فى كردفان شرقا ،وحتى حدود أم درمان فى الشمال الشرقى ،وشمالا حتى شندى فى نهر النيل ،وكان درب الأربعين الذى يبدأ من الفاشر حتى أسيوط بمصر من أهم الطرق التى ربطت مملكة الفور بالعالم الخارجى .


ظل تاريخ دارفور مهملا ولم يجد حظا من الكتابة وفقا لما ذهب إليه بحث المركز السودانى للثقافة والإعلام ،وحتى الجزء اليسير الذى كتب ركز فقط على فترة مابعد دخول الإسلام دارفور وغرب أفريقيا ، حيث ظلت ممالك الداجو والتنجر مجهولة حتى الآن لدى المؤرخين،والمؤرخ من تاريخ سلطنة الفور عمره الأن خمسمائة عام تقريبا ،وقد حرص سلاطين الفور على أن يكون غالبية وزرائهم من غير الفور ،وذلك إيمانا منهم بضرورة أن يشارك غالبية الناس ،الذين اتخذوا من دارفور موطنا لهم فى السلطة ،بل حرص سلاطين الفور على التزاوج مع العناصر الأخرى ،حتى يقربوها إلى السلطة أكثر ويرفعوا من شأنها ،وأوكلوا للوزراء إدارة الشئون السياسية والإدارية والحربية بالنيابة عن السلطان ،ولتسهيل إدارة السلطنة قسم سلاطين دارفور سلطنتهم إلى ثمانية حاكورات أو مديريات ،وكان على كل حاكم ان يتخذ القرارات الخاصة بمنطقته ،وكان شكل الحكم اقرب لما يطلق عليه اليوم الفيدرالية ،وقسمت كل مديرية إلى وحدات صغيرة تراوحت اعدادها مابين أربع وغثنى عشر وحدة ،وعلى رأس كل منها إدارى عرف بالشرتاى ،وقد كان تحت الشرتاى عدة ديملونقا ،وهو من يساعد الشرتاى فى الإدارة .

وكان القانون فى سلطنة دارفور يعرف بإسم قانون دالى ،وقد اشتمل هذا القانون على اسس الإدارة والعدل فى الدولة ،وهذا القانون تمت صياغته فى عهد السلطان دالى أحد سلاطين مملكة الفور ،ثم الحق به قانون الأحوال الشخصية المستقى من الإسلام ،وكان للشراتى محاكم يفصلون فيها فى قضاياهم ،وكان اعضاؤها من الحكام المحليين وكبار السن والفقهاء ،وكانت القرارات تتخذ بعد إجماع اغلبية المجلس على الحكم ،أما القضايا المعقدة فكانت ترفع إلى السلطان راسا ،وقد ارسى هذا النوع من الإدارة والقانون تنظيما دقيقا فى مجتمع دارفور ،مما أدى لإنعدام المشكلات كالسرقات والقتل وغيرها ،وعند تغيير هذا القانون فى دارفور فى أواخر السبعينات من قبل الدولة وإحلال قانون الحكم المحلى محله ،أدى ذلك على ظهور ظاهرة النهب المسلح والحروب القبلية ،وبدأ شكل الدولة يختفى فى دارفور ليحل محله الفوضى ،خاصة فى القرى ،وكان للسلطنة أيضا نظامها الضريبى ،وعملتها التى تسمى "ردينا "،وكانت متداولة فى دارفور والدول المجاورة التى تتعامل تجاريا مع دارفور مثل مصر وتونس ووداى ومالى والسنغال ،إضافة إلى تركيا والسعودية،وكان للسلطنة علمها الخاص من اللون الأسود رمزا للقوة وبه صورة غزالة ،وكان للسلطنة أيضا جيشها الضخم المقسم على ألوية .

ونظرا للشك فى علاقات السلطان على دينار آخر سلاطين الفور بدول المحور أثناء الحرب العالمية الأولى غزت قوات الإحتلال البريطانى دارفور عام 1916وقتلت السلطان على دينار وضمت دارفور لبقية السودان ،وأهملت دارفور خلال هذه الفترة إهمالا كبيرا ولم تؤسس البنية التحتية لها مما اعاق عملية التنمية ،وأصبح الإقليم منذ ذلك الحين مصدرا للأيدى العاملة للمشاريع التى أقيمت فى وسط السودان ،وبعد رحيل الإستعمار استمرت نفس الأوضاع بدارفور ،بل ودخل الإقليم فى سلسلة من الكوارث أخطرها الجفاف والمجاعات والنهب المسلح والحروب القبلية وإنعكاسات الحرب فى تشاد المجاورة ،وهى العوامل التى تفاقمت بمرور الوقت وساهمت مع غيرها فى تشكيل الأزمة الحالية بدارفور ،والتى كان لها إنعكاساتها على الوضع فى السودان كله.

Wilt u dat uw bedrijf hét hoogst genoteerde Non-profit Organisatie in Amersfoort wordt?
Klik hier om uitgelicht te worden.

Telefoon

Adres


Smallebad
Amersfoort
3811MG

Andere Amersfoort non-profit organisaties (alles zien)
The Summit Lighthouse Holland The Summit Lighthouse Holland
Snelliuspad 23
Amersfoort, 3817TN

The Summit Lighthouse Holland is een non-profitorganisatie voor spirituele zoekers die ruim 40 jaar bestaat en levenstransformerende technieken aanbiedt.

World Vision Nederland World Vision Nederland
Utrechtseweg 12
Amersfoort, 3811NB

Zij aan zij werken we aan blijvende verandering voor de meest kwetsbare kinderen wereldwijd. 🧡

Vereniging Eigen Huis Vereniging Eigen Huis
Displayweg 1
Amersfoort, 3821BT

Vereniging Eigen Huis komt op voor de belangen van iedereen die een eigen woning bezit. Neem ook eens een kijkje op onze website: www.eigenhuis.nl

Stichting Positieve Impact Stichting Positieve Impact
Uraniumweg 17C
Amersfoort, 3812RJ

Hét meest waardevolle event over duurzaamheid van Nederland! Voor MKB- en grote bedrijven.

De Aandacht - diaconaal ontmoetingscentrum De Aandacht - diaconaal ontmoetingscentrum
Zuidsingel 5
Amersfoort, 3811HA

Het Diaconaal AandachtsCentrum (DAC) is al meer dan 30 jaar een huis van rust in het hartje van de binnenstad in Amersfoort. Je kunt er even binnenlopen voor een bakkie met aandach...

WWF Amersfoort WWF Amersfoort
Amersfoort, 3811

Welkom! We vertellen je graag meer over de natuur in de omgeving Amersfoort door het geven van gastl

Plantenhuis Amersfoort Plantenhuis Amersfoort
Noordewierweg 252-1
Amersfoort, 3812DS

Het plantenhuis is er voor jou en voor de planten! Ons doel is een plek bieden aan ‘ontspoorden’ en hiermee het plantenleed verminderen. Wij realiseren non-profit een jungle van ‘a...

Eefke Thuishulp Team Ede Eefke Thuishulp Team Ede
Lageweg 12
Amersfoort, 3815VG

Foortse Kamer Foortse Kamer
Elburgstraat 250
Amersfoort

De Foortse Kamer in Amersfoort Vathorst is een inloop voor iedereen die graag andere mensen ontmoet,

ONE Kattenbroek ONE Kattenbroek
Het Masker 213
Amersfoort, 3823AX

Het doel van O.N.E. Kattenbroek is: ontmoeten. Wij zijn er voor iedereen van -9 maanden tot +100 jaar

Beleef Schothorst 2021 Beleef Schothorst 2021
Pieter Stastokerf 30
Amersfoort

Beleef Schothorst is een gezellige markt in Winkelcentrum Schothorst

Stichting Ervarun Stichting Ervarun
Amersfoort

Kom in beweging voor Stichting Ervarun! Help mensen met een depressie aan running therapie.