د/ محمود الجندي- أخصائي الطب النفسي
د/ محمود أحمد الجندي
مدرس م.الطب النفسي بمستشفيات جامعة الأزهر
ماجستير طب المخ والأعصاب والطب النفسي
الإنسان يبحث دائما عن المعنى
وأحيانا عن الشماعة
قلت في المقال السابق إن جزء من العقل بيقدر يستشعر حركة الزمن وجزء تاني الزمن بالنسبة له بيساوي صفر
وإن الطبيعي والمثالي إن يكون في توازن بين الاتنين جزء بيساعد في التخطيط للمستقبل وفقا للوقت المتاح
وجزء بيساعد الشخص يحتفظ بهويته وتفرده مهما تغيرت الأماكن والأزمنة
وقلت بردو ان في بعض الأحيان بيكون أحد الجزئين نشط بشكل أكتر ومسيطر بشكل أكبر عند بعض الأشخاص
سبب ده في الأعم الأغلب بيكون صدمات نفسية شديدة في مرحلة الطفولة في صورة احباط لاحتياجات الطفل الأساسية
لما ده بيحصل العقل بيستجيب بطريقة من اتنين
اما ان مشاعر الاحباط بتكون أقوى منه وبتتحفر في ذاكرته وما بيقدرش ينسى أو يتجاوزها وبتشكل فيما بعد نظرته لنفسه وللعالم والناس ومن خلالها بيفسر كل حاجة بتحصله كأنه وقف عند النقطة دي من الزمن واتجمد عندها
وكل اللي بيعمله إنه بيعيد تكرار اللي حصل مرة بعد مرة لأنه ميقدرش يتخيل سيناريو مختلف
أو إن العقل يقرر تجاهل المشاعر تماما وعشان يقدر ينسى بيعيش الحياة يوم بيوم لحظة بلحظة ما بيتعلقش بحاجة ماشي مع التيار بيغير الناس زي الهدوم وممكن بيتنقل من شغل لشغل ومن مكان لمكان وممكن توصل لتغيير القناعات والمبادئ وحتى الديانة كمان
يتبع ...
العقل بيتأثر بمرور الزمن بطريقة من اتنين
طريقة العقل بيستشعر بيها الزمن عادي بمعنى إنه بيحس بحركة الساعات والأيام وبيبقى عارف احنا امتى على خط الزمن وعشنا سنين أد ايه من حياتنا وعارف مكان كل حدث في الماضي وترتيبه وقادر يفرق بين الحاضر اللي بيحصل دلوقتي وبين الماضى اللي عدى وانتهى
الطريقة التانية بيكون الزمن بالنسبة للعقل متوقف ما بيتحركش
يعني سرعته صفر مفيش فرق بين ماضي ولا حاضر ولا مستقبل وبالتالي كل حاجة بالنسبة له بتفضل زي ما هي ما بتتغيرش
الجزء اللي بيقدر يستشعر حركة الزمن وظيفته إنه يخلق التطلع للمستقبل والحركة لقدام وإن الإنسان يتعلم من خبراته القديمة ويستخدمها في المواقف الحالية وكمان بيساعد الإنسان في تقدير حجم الأحداث بناءا على مدتها الزمنية وبيساعد الإنسان في اتخاذ قراراته وجدولة حياته
الجزء اللي ما بيحسش بالزمن وظيفته إن الإنسان يحتفظ بهويته وذاتيته وإنه يفضل حاسس إنه نفس الشخص مهما تغيرت المواقف ومهما عدى الوقت وان صورته عن نفسه تفضل ثابتة بما فيها قيمه ومبادئه وتفضيلاته يعني من الأخر تفرده كشخص
الطبيعي إنه يكون فيه توازن بين الجزئين دول
بمعنى إن الإنسان يقدر يحتفظ بهويته واحساسه بنفسه لكن في نفس الوقت يكون مرن وقابل للتعلم بناءا على المستجدات
المشكلة بتحصل من سيطرة جزء على الأخر
فلما الجزء اللي بيستشعر حركة الزمن يبقى مسيطر ديما هنلاقي الإنسان بيتغير كل يوم وفي كل موقف هيحتاج إنه يتصرف كأنه اول مرة يمر بيه ومحتاج كل مرة يختار هو بيحب ايه ويكره ايه وهويته مش هتكون ثابتة قناعاته وميوله بتتغير حسب الظروف والبيئة ومش هيبقى عارف نفسه ولا هو مين
ولما الجزء اللي الزمن بالنسبة له مش موجود يسيطر هنلاقي جمود في الشخصية والسلوك ووجهة نظر أحادية للمواقف وعدم القدرة على اكتساب مهارات جديدة وهيكرر نفس الأخطاء وهينسى اللي بيتعلمه وصعب يغير رأيه في نفسه أو في اللي حوليه ومتعلق ديما بالماضي واللي حصل فيه
يتبع .....
لما العقل بيقابل صدمات أو احباطات متكررة في صورة إنه يبقى متوقع حدوث شئ معين وما يحصلش أو يسعى لتحقيق هدف معين وما يوصلش
ساعتها العقل بيفقد ثقته في قدرته على إحداث تغيير في البيئة المحيطة وبيفقد إيمانه بقدرته على الحصول على reward من أي فعل بيقوم بيه
وهنا عشان يحمي نفسه من الإحباط بيقلل توقعاته من نفسه ومن البيئة المحيطة وده بيظهر في صورة فقدان الرغبة والشغف والشعور أن مفيش حاجة الواحد هيعملها هتفرق أو هتغير حاجة
حتى الحاجات اللي كان الواحد بيتبسط بيها فعلا معدتش بتبسطه زي الاول
وده لأن العقل مش حاسس بالأمان مش واثق أنه يقدر يحقق حاجة مش واثق إنه يقدر يكون ليه تأثير عالبيئة وبقى شايف إن سعادته مش بإيديه ومش ضامن إن أي محاولة هتجيب نتيجة
في الحالة دي المطلوب إننا نرجع للعقل ثقته بنفسه تاني
محتاجين نخليه يقدر يشوف تاني ان في علاقة بين الفعل والنتيجة وإنه لما بياخد خطوة بيكون ليها تأثير
بس عشان هو خايف وقلقان محتاجين نرجعله الثقة بالتدريج
ما نطلبش منه كتير
مش لازم يحقق انجازات يكفي إن الشخص يشتري شيكولاتة بيحبها يعمل لنفسه فنجان قهوة يشتري طقم كان نفسه فيه يكلم واحد صاحبه مكلموش من زمان
في الاول الانسان مش هيحس بفرق
لكن لما العقل يطمن إن اللي عاوزه بيقدر يحققه في الواقع ساعتها هترجع الرغبة والشغف من جديد
ومع الوقت هيرجع الإحساس بالسيطرة والثقة في القدرة على إنه يسعد نفسه
Shezlong Talk to your therapist online privately anytime anywhere!
عاوزك تقعد في أوضتك لوحدك
وتتخيل للحظة كدة
إن كل ذكريات الناس عنك اختفت
إن صورتك اختفت من ذاكرة كل الناس
انك مبقتش ومكنتش موجود بالنسبة لحد
محدش عنده تصور عنك ولا عن شكلك
محدش متوقع منك حاجة أو مستني منك حاجة أو واخد أي فكرة عنك
محدش يعرف إنك موجود
وجودك بالنسبة للأخرين اتمسح
انت حقيقي بس بالنسبة لنفسك
محدش يربطه بيك أي موقف
مش سايب زكرى عند أي حد
مش موجود لأي حد
وقولي ساعتها إحساسك هيبقى إيه
نحن أسرى كيف ينظر إلينا الناس
من البداية وعقولنا بتراقب تصرفاتنا وظروف حياتنا عشان تكون صورة عن شخصيتنا وعن الطريقة اللي في الغالب بنتصرف بيها وبناخد قراراتنا واستجابتنا للظروف والمواقف
ولما الصورة دي بتكتمل بيقوم العقل بعد كدة بعمل مقارنة مستمرة بين الصورة دي اللي هي انطباعه عننا وبين سلوكياتنا في اللحظة الحالية
بحيث إنه يضمن إن سلوكياتنا ديما تكون متوافقة مع الصورة دي
وده من خلال إنه يخلي استجاباتنا المتسقة مع الصورة دي تلقائية وسريعة وأي استجابة مختلفة بيقاومها عن طريق إنه يخوفك من عواقب التغيير
وسبب ده إنه العقل ديما بيحاول يوفر طاقة
يعني بدل ما كل مرة يختار يتصرف ازاي ويضطر يحسب أبعاد الموقف من أول وجديد هو من معرفته بيك والصورة اللي واخدها عنك عارف ومتوقع ان هتتصرف ازاي فيستجيب الإستجابة التلقائية المتوقعة بدون تفكير وبدون اعتبار لأي معطيات جديدة
سبب تاني هو إن العقل بيخاف من المجهول
يعني هو اختار السلوكيات دي عشان متعود عالإستجابة اللي بيلاقيها فما بيحبش إنه يختار سلوك هو مش عارف هتكون نتيجته ايه حتى لو المعطيات بتقول انه الأفضل
لكن لأن العقل مش متعود عليه فهو هيفضل risk
وهنا بتتخلق دايرة مغلقة
عقولنا من خلال صورتها عننا بتغذي افكارنا ومشاعرنا
واحنا من خلال تأثير أفكارنا ومشاعرنا على سلوكياتنا بنغذي نفس الصورة وده بيخلينا نتوحد أكتر معاها ونقتنع أكتر إن ده إحنا
وأكتر حاجة بتاكد للعقل أي معلومة عننا هي سلوكياتنا
يعني العقل بيصدق سلوكياتنا اكتر من افكارنا ومشاعرنا
لأن ببساطة العقل سيطرته أكبر على الأفكار والمشاعر من السلوك
وده يفسرلك ليه ناس كتير بيكون نفسها تتغير وتغير شكل حياتها لكن مفيش حاجة بتحصل ومش بتتقدم خطوة
لان العقل من خلال مراقبته لسلوكياتهم كون صورة عنهم انهم مش عاوزيين يتغيرو فعلا بدليل انهم مش بيعملو حاجة فمش بيديهم الحافز والدافع الكافي إنهم يتحركو
عشان كدة أسهل وأسرع طريق لتغيير صورة العقل عننا وإنه يقتنع بأي تغيير هو إننا نتصرف وفقا للتغيير اللي احنا عاوزينه يحصل
لان لو عقلك ما اقتنعش فعلا إنك عاوز التغيير ده مش هيقوم بدوره ومش هيساعدك ومش هيحفزك إنك تتغير
لازم عقلك يصدق ويشوف إن التغيير ده مهم بالنسبة لك من خلال إنه يشوف تصرفاتك بتعكس ده
من خلال إنه يشوف الحرص على التغيير من خلال إنه يشوفك بتتحرك بسرعة مش بزهق وتكاسل
من خلال إنه يشوفك بتقدم اللي انت عاوز تحققه على أي حاجة تانية
على حساب راحتك ومتعتك وسلامتك
ساعتها العقل هيدرك أد ايه التغيير مهم بالنسبة لك وساعتها هيساعدك بإنه يغذيك بالأفكار والمشاعر اللي تسهل عليك التغيير وممكن كمان يعاقبك بالخوف والشعور بالذنب لو في يوم قصرت فيه
التغيير بيبدأ بالفعل
ما تستناش إن حالتك النفسية تتهيأ الأول عشان تتحرك
عاوز تعرف قيمتك وإذا كنت عامل اللي عليك أو لا
تخيل إن كل إنسان عايش عالكوكب بقى إنت بنفس شخصيتك وشوف ده هيخلي العالم مكان أفضل ولا أسوأ
أنوثة بنتك او أختك مش عار محتاج تتخلص منه أو تشيله لراجل غيرك
بشكل عام ونظري بحت ممكن نقسم العلاقات لثلاث أنواع:
علاقة فردين - two person relationhip
علاقة فرد واحد - one person relationship
علاقة ثلاثية - three person relationship
عشان ما تتلغبطوش كل علاقة من دول بتكون بين شخصين التسمية بتعتمد على ديناميات العلاقة مش عدد أفرادها
في علاقة الفردين كل طرف بيكون شايف التاني ومتشاف منه بياثر في التاني وبيتأثر بيه
التفاعل بيكون بين مشاعر كل طرف وبالتالي النتيجة النهائية إن كل طرف في العلاقة دي بيتغير بوجوده فيها بياخد من صفات الأخر وبيديله من صفاته
كل واحد بيقدم على أد ما بياخد
كل واحد بيراعي التاني
أنا موجود زي مانت موجود
أنا بحس زي مانت بتحس
انا مهم زي مانت مهم
وده الشكل الطبيعي الصحي للعلاقات
مشكلته إنه بياخد وقت لحد ما العلاقة توصل لنقطة اتزان وساعتها العلاقة بتستمر بشكل تلقائي عفوي بدون مجهود
علاقة الفرد الواحد ممكن يكون ليها اسم تاني وهو العلاقات الإسقاطية
اللي بيحصل في العلاقات دي هو إن أحد الأطراف أو الطرفين بيسقط على الأخر شخصية معينة في مخيلته ملهاش علاقة بالشخص الحقيقي ولكن الطرف اللي بيسقط ما بيبقاش قادر يشوف التاني على ما هو عليه ولكن بيشوفه زي ما هو عاوز يشوفه
والطرف التاني عادة ما بيكون شخص ثقته ضعيفة بنفسه أو اعتمادي او سهل الإيحاء
والإسقاط بيتم اما بتجاهل صفات الاخر الحقيقية أو دفعه للتصرف وفقا للصورة اللي عاوزها الشخص اللي بيسقط عليه تخيلاته ورؤيته فقط بالصورة المتخيلة الغير واقعية
زي البنت اللي مرتبطة بحد الكل بيحذرها منه عشان هي عاوزها تشوفه بطل عشان عندها احتياج للإنقاذ وبتتعمد تتجاهل الأذى اللي بتتعرضله منه
وزي الولد اللي مصمم يخون البنت المرتبط بيها وبيشك في تصرفاتها مش عشان هي بتعمل حاجة غلط ولكن عشان هو شايف كل البنات كدة
أما العلاقة الثلاثية فدي نقدر نسميها علاقة التملك
شكل العلاقة دي بيكون إن في طرف عاوز يمتلك الطرف التاني ويستحوذ عليه وطول الوقت حاسس بالتهديد من طرف تالت عاوز ينتزع منه حقه في الطرف التاني ومهووس طول الوقت بتأكيد حقه في امتلاك الطرف ده
الطرف التالت ده غالبا ما بيكونش ليه دور اصلا في العلاقة واحيانا ممكن ما يبقاش موجود أساسا
لكن الطرف اللي عاوز يمتلك الاخر محتاج وجود الطرف التالت ده عشان يحس بالتميز والاستحقاقية والانتصار في المنافسة
زي الراجل اللي بيحاول ديما يبعد مراته عن أهلها وفي كل المواقف يتعمد يخليها تيجي عليهم عشانه عشان يأكد لنفسه إنه الأحق بيها
وزي الست اللي ديما شاكة في جوزها ماشية وراه ومراقبة تليفوناته ومعاها باسورداته وبتطلب تعرف بيقعد مع مين وبيتكلمو في ايه ورايح فين وجاي منين
وفي بعض الأحيان الموضوع بيطور لاقتناع حقيقي بوجود الخيانة والراجل يبقى متاكد ان مراته بتخونه وهيموت ويمسك عليها حاجة بس مش عارف يلاقي دليل ومش عارف يشيل الفكرة من دماغه
واحيانا الطرف التالت ده مبيكنش شخص
ممكن يبقى طموح الست وشغلها أو حتى الوقت الفاضي اللي بيحب يقضيه الراجل لوحده
وسبب وجود العلاقات الثلاثية هو إن الطرف اللي بيسعى لامتلاك الأخر بيكون ضعيف الثقة بنفسه و بيكون حاسس من جواه إنه لا يستحق الأخر وإن الأخر كتير عليه ويستاهل حد أحسن منه
علاقات الفرد الواحد والعلاقات الثلاثية هي علاقات غير حقيقية لأن طرف واحد بس المتحكم وبيحرك العلاقة بالشكل اللي يناسبه هو والأخر ضحية فقط ملهاش أي دور
وأحيان كتير كمان ما بتكنش عارفة إنها ضحية
د/ محمود الجندي- أخصائي الطب النفسي
د/ محمود أحمد الجندي
مدرس م.الطب النفسي بمستشفيات جامعة الأزهر
ماجستير طب المخ والأعصاب والطب النفسي
كيف تتم برمجة الخلايا المرآتية mirror neurons ؟
وظيفة الخلايا المرآتية إنها تساعدنا نعرف الأخر حاسس بإيه وبيفكر ازاي وكمان تخلينا نعرف احنا نفسنا حاسين بإيه وبنفكر ازاي
اللي تابع المقالات السابقة هيتذكر إننا قلنا إن الطفل بيتولد وهو معندوش مفاهيم أو معاني لأي حاجة بتحصله وبيمر بيها
وإن الطفل بيتعلم معاني الأحاسيس وأسماءها ويقدر يصنفها ويقسمها من خلال إن الأم تعكس للطفل بتعبيرات وشها ونغمة صوتها وحركة جسمها الحالة الوجدانية اللي الطفل بيعيشها
زي لما الأم تكون بتلاعب الطفل وفجأة الطفل يعيط بشكل تلقائي الأم بترسم وش حزين على وشها عشان تأكد للطفل إنها شايفاه وحاسة باللي هو حسه ومن خلال ده الطفل بيعرف يفرق بين حالة الإنبساط وحالة الحزن
فبالتالي كل حالة وجدانية الطفل بيعيشها من خلال إنعكاسها على ملامح الأم بتتخزن وتتكود جوا مخ الطفل في شبكة الخلايا المرآتية
وعشان عملية البرمجة دي تكون دقيقة وصحية لازم المشاعر اللي بتعكسها الأم تكون متوافقة مع مشاعر الطفل في النوع والشدة يعني الاتنين يكونو على نفس الموجة
يعني الطفل كأنه واقف قدام مراية مستوية بتعكس صورته بالضبط زي ما هي
يعني اللخبطة اللي ممكن تحصل في عملية البرمجة إنه يإما يحصل مبالغة في الإنعكاس
أو يكون الإنعكاس ضعيف
أو ميكنش في إنعكاس أصلا
أو الأم تعكس مشاعرها هي مش مشاعر الطفل
مبالغة في الإنعكاس زي الأم اللي بتستجيب لزعل الطفل بشكل مبالغ فيه وبدل ما تعكس بالضبط اللي هو حسه بتنهار وتتوتر وتوصل للطفل إن اللي حاسس بيه ده صعب ومخيف ومش هيعرف يتعامل معاه
وده يإما يخلي الطفل يقلق بسهولة يإما يخليه يتجاهل مشاعره تماما ويهرب منها ويكبتها عشان عارف إنه مش هيستحملها
ولو الأم كان إنعكاسها ضعيف وبارد الطفل هيحس إنه مش متشاف إن اللي جواه مش متقدر أو مش مهم للأخرين وده هيخلي الطفل يبالغ في التعبير عن مشاعره عشان يحصل من الأخرين على الإنعكاس المناسب اللي يأكدله حقيقة مشاعره لأنه ديما عارف ومتأكد إن اللي جواه محدش هيحس بيه ولا هيقدره
ولو مفيش إنعكاس خالص يعني تجاهل تام من الأم أو إن الأم تكون غير متاحة لأي سبب
بتكون النتيجة يإما إن مشاعر الطفل تفضل زي ماهي من غير معالجة وده هيخلي أي شعور يحسه الطفل بمثابة الفناء والتبدد والهلع
أو إن الطفل يقفل تمام خاصية الإحساس دي ويبقى غير قادر على الإحساس بمشاعر الحب أو الكره أو الحزن أو الذنب أو الندم ولا يقدر يفهم مشاعر الأخرين ولا يحس بيهم وده بيخليه عايش بس عشان يوفر إحتياجاته البيولوجية وبالنسبة له مبيكونش في حاجة حقيقية هو بس اللي حقيقي وكل الناس عرايس أو أدوات
أما لو كانت الأم بتتعمد إنها تعكس إحساسها هي ومشاعرها وبتفكر في اللي حاساه وبس زي إنها لما تكون حزينة تبقى عاوزة طفلها حزين زيها وما ينفعش يكون مبسوط وهي زعلانة ولو مضايقة تضايقة عشان هو اللي يحس بيها مش العكس
ساعتها الطفل ما بيكنش ليه حالة وجدانية خاصة بيه
ساعتها احساس الطفل بنفسه بيكون معتمد على اللي اخر حاسه وبيوصلهوله
الطفل لوحده بيحس إنه فاضي من جوا خواء عدم
لازم حد موجود جنبه يقوله يحس بإيه
حد يأكدله إنه موجود
لأن من البداية وجوده كان معتمد على وجود الأخر
وكأن الطفل هو اللي بقى مراية
من غير حد موجود يعكسه هتبقى المراية فاضية مفيهاش حاجة
عشان كدة الأطفال دول لما يكبرو بيترعبو من الوحدة
لأنهم ديما محتاجين حد يشوفهم ويقولهم إنهم موجودين ويعرفهم يحسو بإيه ويفكرو ازاي
للدرجة اللي تخليهم يتلاعبو بالأخر عشان يحسسوه باللي هم نفسهم يحسو بيه
لأن ببساطة عشان أحاسيسهم تبقى موجودة وحقيقية لازم حد تاني يكون حاسس نفس الأحاسيس دي
غير كدة مش هيقدرو يفهمو أو يستوعبو أو يحتوو مشاعرهم وأحاسيسهم
د/ محمود الجندي- أخصائي الطب النفسي
د/ محمود أحمد الجندي
مدرس م.الطب النفسي بمستشفيات جامعة الأزهر
ماجستير طب المخ والأعصاب والطب النفسي
قلنا وشرحنا قبل كدة إن ال mirror neurons مجموعة من الخلايا في المخ بتستثار لما الإنسان يكون بيراقب الأخر وهو بيؤدي سلوك معين أو بيعيش موقف معين ومن خلال نشاط الخلايا دي الانسان بيقدر يخمن الأخر حاسس بإيه ونيته ايه
يعني ببساطة سلوك الأخرين ووجودهم عموما بيأثر على نشاط الخلايا المرآتية في أدمغتنا
هل بقى ممكن يحصل العكس؟
هل بقى زي ما سلوك الأخر بيأثر علينا ممكن نشاط الخلايا المرآتية في مخنا يأثر على سلوك الأخر وإحساسه؟
يعني هل لو لسبب الخلايا المرآتية المرتبطة بسلوك معين أو إحساس معين من الأخر اتفعلت بدون ما يكون في سلوك فعلي من الاخر
هل ده هيأثر في سلوك الأخر وفعله بحيث يتماشى مع نشاط الخلايا المرآتيه؟
هل لو أنا مؤمن ومقتنع إن فلان عمل ذنب معين وده محصلش هيخليه يحس بالذنب ويرتكبه؟
كلام غريب بس المشاهدة بتدعمه
كام مرة حصل إن الأهل تنبأوا لابن معين عندهم إنه هيطلع فاشل وينتهي بيه الأمر إنه يطلع فاشل فعلا
كام مرة انسان اتغير للأفضل مش لأنه عاوز كدة ولكن لأن اللي حوليه فاكرينه كدة ومحسنين الظن بيه
وكام مرة واحدة بوظت حياتها بإيديها مس عشان هي عايزة كدة لكن عشان أهلها تنبأولها بده وشافو إنها مش هتفلح في حاجة
وكام علاقة طرف فيها ديما حاسس بالذنب لان الاخر بيتهمه ديما بالتقصير وهو مش مقصر ولا حاجة
كام واحد حقق نجاحات كتير في حياته لكن من جواه شايف نفسه فاشل عشان دي كانت ديما نظرة أبوه أو أمه ليه
وكام واحد عمل خير كتير بس من جواه حاسس إنه شيطان
كام مرة واحد بيتعمد يبعد أي حد بيحبه عنه ويكرهه فيه عشان من جواه حاسس إنه مش محبوب لأنه أهله وصلوله إنه كريه ومحدش هيحبه
ويكأنها نبوءة ذاتية التحقيق
Self fulfilling prophecy
واللي بيخلي الشخص يلتزم بتحقيق النبوءة دي هو إنه مش بيستحمل التناقض ما بين الإحساس اللي اتزرع جواه من الأخر وما بين إحساسه ورغبته هو خاصة لو خلاياه المرآتيه حساسة لدرجة إنه يتبنى إحساس الأخر كإحساسه هو
لكن مين اللي بدأ ؟
هل الطفل كان سئ وده خلى أهله يشوفوه كدة ولا العكس ؟
الحقيقة غالبا البداية من عند الاتنين
الطفل بيغلط الأهل بتبالغ في رد الفعل وتشوفه سئ فالطفل يشوف نفسه سئ فيرتكب أخطاء أخرى فتتأكد نظرة الأهل ويشوفوه سئ أكتر فيحس إنه سئ أكتر ويغلط أكتر وهكذا ...
لحد ما طرف فيهم يقرر يكسر الدايرة...
وبالتالي قدرة الشخص على التحرر من تأثير الأخرين على أحاسيسه ومشاعره بتعتمد على قدرته على التفكير بشكل إيجابي والتفاؤل بالمستقبل والقدرة على تخيل مصير مختلف
أو إنك تكون مع حد يشوف الحلو فيك ويرجعلك ثقتك بنفسك
وعشان كدة بنقول للأهل تنبؤاتكم لأولادكم ونظرتكم ليهم لازم تكون إيجابية ومتفائلة لأنها فعلا بتأثر في تقرير مصيرهم
كل ده بيخليك تسأل إلى مدى احنا متحكمين في سلوكنا وايه اللي في حياتنا اختارناه وايه اللي اتجبرنا عليه
يتبع...
د/ محمود الجندي- أخصائي الطب النفسي
د/ محمود أحمد الجندي
مدرس م.الطب النفسي بمستشفيات جامعة الأزهر
ماجستير طب المخ والأعصاب والطب النفسي
وضحنا في المقال السابق إن الخلايا المرآتية دورها بيكمن في تبادل الخبرات والأحاسيس والمشاعر بشكل سريع وفعال
ازاي ده بيحصل
ببساطة شديدة تفعيل شبكة الخلايا المرآتية في نفس الوقت عند شخصين بنفس درجة التزامن بيخفف حدود الذات عند.كل واحد
يعني عند لحظة معينة وبدرجة تزامن وتردد معينة الشخصين دول بيبقو نفس الشخص وده بيسمح بتسرب المعلومات (مشاعر وأفكار) من خلال الثغرات اللي فتحتها الخلايا المرآتية في حدود الذات
يعني ايه الكلام.ده
الكلام ده معناه انك ممكن تتخيل الشبكة دي زي جهاز راديو جاهز لاستقبال وإرسال إشارات عبر إثير غير مرئي
بشرط ان التردد بين المرسل والمستقبل يكون واحد
من خلال ده الانسان بيقدر يتوحد مع غيره ويستعير قيمه ونبارطدئه ويقدر ينتمي للمجموعات بمختلف الأيديوليجيات من غير ما يحتاج إنه يدرس ويحلل وينظر
لكن عشان الخلايا المرآتيه تعمل بكفاءة مهم ان نشاطها يكون optimum
لا هو زايد ولا هو قليل
لانه لو زايد أوي فممكن إن الشخص يتلغبط بين مشاعره وأفكاره ومشاعر وأفكار الأخر
ويبقى مش عارف يفرق بين اللي جواه فعلا واللي جوا الأخر
ولو زادت أوي فممكن الشخص يتوحد مع هوية الأخر بالكامل ويصدق إنهم نفس الشخص
وده ممكن يفسرلنا حدوث ضلالات زي ضلالات الحب اللي فيها الشخص بيكون متأكد إن الأخر بيحبه والحقيقة العكس
أو الشخص اللي بيبقى مصدق إنه نبي أو إنه المهدي المنتظر
اللي حصل ببساطة ان الحدود بين الشخصين اتشالت فبقو الاتنين واحد
وده يقولنا بردو ان مش شرط يحصل موقف او سلوك من الاخر يخلي الخلايا دي تنشط
يكفي فقط التخيل المصاحب بمشاعر قوية لتفعيل الخلايا دي
يعني زي ما سلوك الاخر بيحفز نشاط الخلايا دي
ممكن نشاط الخلايا الزائد يخليك فاكر إن الأخر عمل السلوك فعلا حتى لو محصلش
فعند نقطة معينة من نشاط الخلايا المرآتية ممكن تحس بحاجات الأخر مقصدش يحسسك بيها وتصدق إنه عمل حاجات مصدرتش عنه
زي بالضبط ما بيحصل في مرضى البارنويا
يعني تلاقي مريض البارانويا باصصلك بتوجس وريبة ويجي يقولك انت بتراقبني ليه
مع إن الحقيقة إن هو اللي كان عمال بيراقبك وباصصلك ومركز معاك بس بسبب تبدد حدود الذات افتكر إن الفعل ده صدر منك.مش منه
وده أساس اختلال إدراك الواقع وعدم التفرقة بينه وبين الخيال زي ما بيحصل في الإضطرابات الذهانية
يتبع ...
من أخطر الشخصيات اللي ممكن تتعامل معاها في حياتك وأكثرها شرا على الإطلاق هي الشخصية المضادة للمجتمع ال anti social personality أو ال psychpath
بس ايه اللي يخلي شخص ما بالخطورة دي والشر ده
وخطورته بتكمن في ايه وايه مصدرها
الحقيقة دي مقدمة قصدت بيها أشد انتباهك عشان أكلمك عن الموضوع الحقيقي للمقال واللي هتكلم فيه عن ال mirror neurons
ال mirror neurons أو الخلايا المرآتية مجموعة من الخلاية بتمثل شبكة في المخ
الشبكة دي بتنور في حالتين
لما تكون بتراقب شخص اخر بيؤدي سلوك معين أو بيعيش موقف معين
ولما انت نفسك تكون بتعمل السلوك ده أو بتتعرض لنفس الموقف
ومن خلال ده الخلايا دي بتديك فكرة عن احساس الشخص ونيته من ورا السلوك لانها بتنور بردو لما انت نفسك تكون بتعمل نفس السلوك اللي انت عارف احساسك ونيتك من وراه وانت بتعمله
فالخلايا دي مهمة عشان تعرف احساس اللي قدامك وكمان عشان تعرف احساسك ونيتك انت
مش بس كدة
الخلايا دي مهمة جدا للتواصل الاجتماعي وتعلم العادات والتقاليد الاجتماعية من خلال فقط مراقبة الاخرين من غير ما تحتاج ان الاخرين يقولولك هم حاسين بإيه أو ايه اللي خلاهم يتصرفو كدة
يعني الخلايا دي ممكن نعتبرها
Fast route for transmission of information
بنتعلم من خلاله الاخرين بيحسو بإيه لما يتعرضو لإيه وانا المفروض أكون حاسس بإيه لما اكون بتعرض لإيه
يعني من الأخر بتخليك تحط نفسك.مكان الأخر والأخر يحط نفسه مكانك
برمجة الخلايا المرآتية بتتم في السنوات الأولى من العمر وممكن في مقال أخر أوضح ده بيتم ازاي
في عوامل ممكن تخلي البرمجة ما تتمش بالشكل الأمثل
وده بيأثر على حساسية الخلايا دي فممكن تبقى حساسة جدا وممكن تبقى ضعيفة
أو ممكن يعطل الخلايا تماما فيخليها ما تشتغلش خالص أو تشتغل في أوقات وأوقات تانية لا
ايه اللي ممكن يحصل لو الشخص خلاياه المرآتية مش شغالة ؟
أولا الشخص ده مش هيحس بيك ومش هيقدر يتعاطف معاك ومش هيقدر يحس بتأثير تصرفاته عليك وبالتالي انت ملكش أي قيمة عنده انت مجرد شئ أو لعبة
ثانيا الشخص ده مش بيحس بنفسه يعني مش بيعرف يقيم تصرفاته ويصنفها ومابيعرفش يحدد هي صح ولا غلط مؤذية ولا مش مؤذية وبالتالي معندوش مبادئ وقيم ثابتة ولا احساس بالذنب أو وجع الضمير ولا بيراجع نفسه ولا بيحاسبها
كمان ده بيخليه ما يحسش بالخوف من أي تصرف متهور بيعمله وبالتالي بيبقى صعب تهديده أو تخويفه
ثالثا الشخص ده لأن معندوش مشاعر عارف ان محدش هيقدر يحدد نيته او يعرف هو بيفكر في ايه وحاسس بإيه يعني ببساطة الشخص ده لا يمكن اختراقه وده اللي بيخليه شاطر جدا في الخداع والتلاعب بالناس
المواصفات دي هي اللي بتخلي الشخصية المضادة للمجتمع أخطر إنسان ممكن تقابله في حياتك
لانه غير متوقع ممكن يعمل أي حاجة ما بيخافش وما بيحسش بالذنب
ايه اللي هيحصل بقى لو الخلايا دي نشطة بزيادة ؟
او نشيطة وانت بتحاول تقرا الناس وخاملة وانت بتحاول تقرا نفسك ؟
أو العكس؟
هنحاول نجاوب عالأسئلة دي في المقالات القادمة بإذن الله
يتبع ...
د/ محمود الجندي- أخصائي الطب النفسي
د/ محمود أحمد الجندي
مدرس م.الطب النفسي بمستشفيات جامعة الأزهر
ماجستير طب المخ والأعصاب والطب النفسي
أحيانا الحل الوحيد لعلاج ألم الماضي هو انك تبني حاضر أجمل
طفلك محتاج يحس إنك مهتم تقضي وقت معاه مش مضطر تقضي وقت معاه
حلقة عن علاقة الوراثة بالإضطرابات النفسية
الاعلامية د/رانيا بهاء مع د/محمود الجندى اخصائي الطب النفسي (الامراض النفسية الوراثية) فى فنجان قهوة الاعلامية د/رانيا بهاء مع د/محمود الجندى اخصائي الطب النفسي (الامراض النفسية الوراثية) فى فنجان قهوة 5-8-2023
إنت مش شفاف عشان تفترض إن الناس عارفة انت حاسس بإيه وتنتظر منهم يتعاملو معاك على أساسه
والناس مش شفافة عشان تفترض إنك عارف اللي جواهم وعارف قصدهم ايه وتحاسبهم عليه
القاتل الصامت
قد يكون الفصام (schizophrenia) هو أخطر الأمراض النفسية وأكثرها تدميرا لحياة الإنسان
لكنه مرض ما بيظهرش فجأة بدون مقدمات
أغلب الدراسات الحديثة بتقول ان الخلل بيبدأ من الميلاد وإن التغيرات اللي بتحصل في مخ الفصامي بتبدأ من أول يوم لكن ما بتوصلش لدرجة انها تسبب خلل واضح وظاهر الا قبل ظهور المرض بوقت قصير وده عادة بيكون في فترة المراهقة وأوائل العشرينات
ولأن التغير بيكون تدريجي وبطئ وناعم أوقات كتير ما بنبدأش نحس ان في حاجة غلط الا متأخر وده بيأخر التدخل العلاجي وبيأثر بشكل سلبي على مسار المرض لأن كل ما بنتأخر في علاج الفصام كل ما النتيجة بتبقى أسوأ
عشان كدة لازم ناخد بالنا من الأعراض والظواهر اللي ممكن تكون مقدمات لمرض خطير زي الفصام
وهنا بقول ممكن لأن مش حتمي ان أي حد تظهر عليه الأعراض دي ان يجيله فصام لكنها أعراض تستدعي الإنتباه والحذر وسرعة الإحالة لطبيب نفسي للتقييم
من أهم الأعراض دي هو تغير احساس الشخص بنفسه وبالعالم حوليه زي انه يحس انه مش حقيقي مش متصل بهويته ذكرياته فقدت معناها بالنسبة له مستغرب كل حاجة حوليه فاقد الإحساس بالألفة زي ما يكون كل حاجة بيشوفها لأول مرة كل خاجة مختلفة الألوان والأصوات والأشكال حتى جسمه بيحس انه مش بتاعه مش متعود عليه أحاسيسه مختلفة عن اللي حوليه في جوهرها كأنه مش بني آدم أصلا
التغيرات دي بتبقى مفزعة للمريض وممكن تسببله قلق شديد ونوبات هلع واحساس انه بيتبدد وشخصيته بتتفكك عشان كدة القلق والخوف الشديد ممكن يكون من مقدمات الفصام
كمان من ضمن الاعراض دي الإنشغال بالأفكار الفلسفية والدينة والكونيات والميتافيزيقا وده بيكون في محاولة منه للبحث عن تفسير للأحاسيس العجيبة اللي بيعيشها وكمان لأنه فقد المعنى التقليدي والمألوف للوجود فبيبحث عن معنى جديد وتلاقيه مهتم أوي بالنظريات المجردة اللي ملهاش علاقة بالواقع
انتباهه بيتأثر جامد لأن تركيزه كله بينسحب من العالم الخارجي لداخل عقله فبيبقى مشغول في مراقبة افكاره وأحاسيسه وترتيبها وتفسيرها وده كله عشان احساسه بنفسه زي ما قلنا مختلف فبالتالي افكاره واحاسيسه كمان مختلفة وغريبة واحيانا بيحتاج انه يثبت انها بتاعته وانه يقصدها ويدور على تفسيرها وده اللي ما بيعملوش الانسان في الطبيعي
بينعزل وبيقعد لوحده وبيقل تواصله الاجتماعي حتى كلامه بيقل تعبيراته بتقل واهتمامه بالروتين الطبيعي للحياة بيقل فما بيهتمش بمظهره ونضافته ولا أكله ولا شربه
كلامه غريب ممكن يبقى مليان تفاصيل كتير لكنه فاقد للمحتوى يبان عميق لكنه فارغ وبيوصل للي حوليه احساس انه مايعرفش القواعد الاجتماعية للكلام والسلوك
ممكن كمحاولة منه انه يحافظ على تماسك شخصيته والعالم بتاعه يبقى وسواسي بمعنى انه يحتاج يأكد لنفسه ان الحاجات اللي بتحصله او بتحصل حوليه فعلا بتحصل فتلاقيه يلمس الحاجة أكتر من مرة يكرر الفعل أكتر من مرة حتى يجبر اللي قدامه انه يعيد اللي عمله اكتر من مرة
طبعا دراسته وشغله بيتأثرو جامد لأن زي ما قلنا صعب عليه يوجه انتباهه لمتطلبات الحياة اليومية في ظل وجود التغيير العاصف اللي بيمر بيه
تاني بأكد ان الاعراض دي مش خاصة ومش حتمية لحدوث الفصام لكن عشان كل ما بدأنا علاج الفصام بدري كل ما كانت النتيجة أفضل فياريت أي حد يحس بالأعراض دي او يلاحظها على حد قريبه او صاحبه يعرض الأمر على طبيب نفسي فورا
أحب أنصح أي بنت متقدملها عريس إنها تركز في طبيعة علاقته بأمه لأن أمه أول ست في حياته وتأثيرها بيسمع في علاقته بكل الستات
وأحب أنصح أي شاب متقدم لبنت يشوف الكلمة في بيتها لمين للاب ولا للأم لأن تصور البنت عن الحياة الزوجية مبني في الأساس على اللي بيحصل في بيتها
إليكم أيها الباحثون عن الحقيقة
إحدى غرائز الإنسان القوية وأحد المحركات الرئيسية للسلوك هي غريزة الحفاظ على تقدير الذات
الغريزة دي قوية أوي لدرجة إنها ليها اليد العليا في تقرير مصير الإنسان وأهدافه في الحياة
والمعنى البسيط للحفاظ على تقدير الذات هو إن الإنسان يقدر يحافظ على نظرة جيدة لنفسه
يعني يفضل شايف نفسه حد كويس مش وحش
عنده كرامة وحدود مسيطر وحر وعارف هو بيعمل ايه كويس
لكن
الواقع الخارجي وظروف الحياة عادة ما بتهدد تقديرنا لذاتنا ومش ديما بيكون متاح لينا إننا نحافظ عليه
عشان كدة عقولنا بتعمل deal
اتفاقات ضمنية مش أغلبنا بيكون واعي بيها
والاتفاقات دي بتتم بين الإنسان والواقع
أو بين الإنسان والإنسان
أو بين الإنسان ونفسه
والهدف النهائي من أي deal هو إننا نفضل محافظين على تقديرنا لذاتنا
مثال للإتفاق اللي بيتم بين الإنسان والواقع لما يكون الإنسان في وضع مقهور فيه ومجبر عليه والمقاومة ملهاش نتيجة فالاتفاق الخفي هو إني هقبل الواقع بس هصيح
هقبل الواقع بس مش هكون راضي ومش هتبسط وهيأس واحتمال أكتئب وممكن اضرب عن الأكل والشرب وكل مبهجات الحياة
وده يبان أكتر في الأشخاص اللي بتبالغ في التشاؤم وعندها نظرة سوداوية للحياة
والاتفاق ده اسمه "أنا اتقهرت بس مسكتش"
ومثال لل deal اللي بيحصل بين إنسان وأخر
لما واحد ثقته في نفسه قليله يروح يتجوز واحدة شخصيتها شديدة وعصبية والإتفاق إنه هيعيش معاها ويستحمل عصبيتها في مقابل إنه يلومها إنها مش محترماه ومش مقدرة رجولته مش إن هو اللي شخصيته ضعيفة فهو يكسب إنه يقول لنفسه أنا مستحمل وبضحي عشان البيت وهي تكسب إنها اتجوزت ونجحت تكون أسرة رغم شخصيتها الصعبة المنفرة
والإتفاق ده إسمه " أنا اتقهرت وقهرت"
أما الإتفاق اللي بيحصل بين الإنسان ونفسه فأشهر مثال ليه هو متلازمة ستوكهولم أو التوحد مع المعتدي
وفي المتلازمة دي لقو إنه ساعات بيحصل بعد فترة من التعرض للضغط والتعذيب والترهيب من المعتدي إن الضحية بتبدأ تتعاطف مع المعتدي وتستسلم ليه وتدافع عنه وكمان ممكن تقع في حبه وتأيده في اللي هو بيعمله
وده بيحصل بشكل واسع في المجتمعات الديكتاتورية زي كوريا الشمالية مثلا اللي بيألهو فيها رئيس البلاد وده بيحصل لأنه أسهل على الضحية إنها تغير مبادئها وقناعاتها عن إنها تعترف قدام نفسها بإنها عاجزة تماما مقهورة بالكامل وتحت السيطرة التامة للمعتدي وهي لا حول ولا قوة ليها
ونوع الإتفاق ده إسمه " أنا اتقهرت بس بمزاجي"
والاتفاقيات دي في الحقيقة مش وحشة بالعكس هي ضرورية للبقاء والنجاة في عالم لا نملك السيطرة عليه بالكامل
مشكلتها بس إنها زيها زي أي استراتيجية بيستخدمها العقل ممكن تبقى عائق في طريق نمو الشخصية والإدراك الحقيقي للواقع لأنها بتعتمد في الأساس على تشويه الواقع وبالتالي الاتفاقيات دي ضرورية لو بنتعامل مع وضع صعب تغييره لكنها ممكن تحرمنا من فرصة التغيير لو هو ممكن
وغالبا غالبا بيكون التمن الحقيقي اللي بندفعه هو سعادتنا في مقابل تقديرنا لذاتنا
د/ محمود الجندي- أخصائي الطب النفسي
د/ محمود أحمد الجندي
مدرس م.الطب النفسي بمستشفيات جامعة الأزهر
ماجستير طب المخ والأعصاب والطب النفسي
قبل ما نعرف نتعامل ازاي محتاجين نعرف جت منين
عدم القدرة على المزج بين المتناقضات وتقسيم الدنيا لحلو ووحش وأبيض وأسود بس سببه التعرض لفرط الإشباع أو التعرض لفرط الإحباط
يعني الطفل اللي بيتعرض لاحتواء وحنان زائد من غير ما يكون في فرصة للإحباط أو تجاهل وقسوة وعنف بيفشل انه يفهم مختلف درجات المشاعر
وعشان كدة توقعاته من الأخرين بتكون متطرفة شوية وبيفترض انك طالما بتحبه يبقى مينفعش تزعله أو تضايقه لان دول عنده معنيين متناقضين مينفعش يجتمعو ببعض في نفس الشخص
ومن هنا بيعد الفخ للطرف الأخر من خلال إنه يظهر للأخر أد ايه هو مهم في حياته وإن وجوده معتمد عليه وإنه الهيرو اللي أنقذه من الضياع
وهنا الأخر يحس بمسؤولية تجاهه ويتبسط بدور الهيرو ويسمحله إنه يرفع سقف توقعاته ويحاول ديما يكون عند حسن ظنه
لكن مع الوقت وبطبيعة الحال العطاء ما بيستمرش بنفس الدرجة بس ساعتها بقى مش هيكون من حقك تقصر لأنك وافقت بالشروط دي من البداية فلو قصرت تبقى خاين ومخادع وكلكم صنف واحد
عشان كدة حاول من البداية توعد باللي تقدر عليه واللي عارف إنك هتستمر فيه خاصة مع الناس اللي مش عارفة الفرق بين التضحية والإيثار وبين العادي بتاع الناس
يتبع
النهارد هنتكلم عن إحدى ديناميات العلاقات الإنسانية المنتشرة في بيوتنا واللي بتهدد سلامة واستقرار العلاقات
في عالمة نفس اسمها ميلاني كلاين كان بتشتغل مع الأطفال وفي أثناء ملاحظتها لقت إن الأطفال في البداية بتستجيب للمواقف اللي بتتعرضلها بحاجة من اتنين
إما غضب وكراهية شديدة للموقف أو الشخص
وإما بسعادة وحب شديد للموقف أو الشخص
مفيش حاجة في النص
الغريبة إن الشخص أو الأخر اللي بيتعرض للكره الشديد ممكن هو نفسه بعد شوية يتحب بشدة
من هنا ميلاني استنتجت إن الأطفال في البداية ما بتقدرش تشوف الحلو والوحش في نفس الوقت
وكأن الأطفال بتقسم العالم والمواقف والأشخاص لنصين
نص حلو أوي ونص وحش أوي
حتى نفس الشخص بيتقسم
وكأن الفعل المؤذي بيصدر من شخص والفعل الجيد بيصدر من شخص أخر
عشان كدة الطفل بيتصور إن في أمين
أم حنينة محبة بتدي للطفل اللي هو عاوزه والطفل بيحبها وبيطمن في وجودها
وأم تانية جافة ومؤذية بتحرم الطفل من احتياجاته والطفل بيبغضها وعاوز يأذيها
ميلاني سمت المرحلة دي مرحلة الفصام الإضطهادي
فصام عشان الطفل بيقسم كل حاجة اتنين واضطهادي عشان الطفل حاسس بالاضطهاد من الأم الشريرة
لما الطفل بينضج والقشرة المخية بيكتمل نموها بيقدر ساعتها إنه يدمج الصورتين المتناقضتين في صورة واحدة
وبيكتشف ان نفس الشخص ينفع تصدر منه أفعال كويسة وأفعال وحشة
ميلاني سمت المرحلة دي مرحلة الإكتئاب
وسمتها كدة عشان الطفل بيدرك إن الكراهية والغضب اللي جواه تجاه الأم الشريرة كانو فعليا موجهين تجاه الأم الحنينة وهنا الطفل بيحس بالحزن والذنب إنه أذى أمه اللي بتحبه وظلمها وممكن أفعاله دي تخليه يخسرها
ميلاني بتقول إن الانتقال من مرحلة للتانية مش اتجاه واحد وإن الطفل ممكن يفضل يتنقل بين المرحلتين طول حياته
طب بنشوف ده ازاي
على سبيل المثال لما يكون الزوج أو الزوجة في وضع الفصام الإضطهادي هنلاقي الزوج بيطلب من الأخر إنه يكون كامل
بمعنى يراعي مشاعره في كل حاجة ويهتم بيه ويلبيله احتياجاته من الدعم والاحتواء طول الوقت
وطول ما الأخر بيعمل ده الزوج (الزوجة) بيفضل يحبه
لحد ما الأخر يغفل غصب عنه عن تفصيلة بسيطة زي إنه ينسى يعمله الأكل بالطريقة اللي بيحبها
ساعتها الحب بيتحول لكره وفجأة الزوج(الزوجة) ينسى كل حاجة حلوة التاني عملها عشانه وفجأة (انت ما بقتش تحبني زي الأول)وكأن الأخر تحول فجأة لشيطان وعدو
ويفضل بالأيام زعلان وواخد جنب
والحل ساعتها إن الأخر يكفر عن أخطاؤه باهتمام أكتر لحد ما التاني يرضى
وساعتها بترجع الحلقة تبدأ من أول وجديد
وتفضل الدورة تتكرر لحد ما الأخر يجيب أخره ويقرر إنه مش هيلعب اللعبة دي تاني وينسحب
ساعتها بس الزوج (الزوجة ) بيفوق للي هو عمله وبيكتشف أد ايه هو كان مؤذي وأناني وبإيديه ضيع حبيبه منه
ساعتها بيكتئب ويحزن وممكن ينهار ويعيط ويتوسل ويوعد بالتغيير عشان الأخر ميمشيش
وممكن يتغير فعلا
وممكن ما يقدرش وطبعه يغلب عليه
هقولكم الحالة دي محتاجة ايه عشان تتحسن
بس عاوز أعرف حد فيكو قابل حد في حياته بالشكل ده ؟
د/ محمود الجندي- أخصائي الطب النفسي
د/ محمود أحمد الجندي
مدرس م.الطب النفسي بمستشفيات جامعة الأزهر
ماجستير طب المخ والأعصاب والطب النفسي
Click here to claim your Sponsored Listing.
Videos (show all)
Category
Telephone
Website
Address
Cairo
Opening Hours
Tuesday | 7pm - 10pm |
Wednesday | 4pm - 8pm |
Online Consulting Services
Cairo
🎯Doctor of Marriage and Family Therapy 🎯Pro Life and Relationship Coach 🎯Mental Health Consultant
Cairo
دكتورة غادة منصور إستشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية والزوجية وتعديل السلوك للأطفال والمراهقين
Cairo, 02
Therapist ✨ for Book a session. Please call or what's app 01090133949 , or Dm 🙏🏼🥰
القاهرة 3 شارع ابراهيم/امام قهوة اسوان/بجوار ارابياتا/الكوربة
Cairo, 11765
خدمة طب نفسي #دكتور_نسرين_سيد_على#استشارى_الطب_النفسى زمالة الطب النفسي - زمالة طب نفسي الاطفال والمر
122 شارع النزهة, القاهرة, القاهرة, مصر
Cairo, 11757
psychiatric clinic that helps clients through number of mental health professionals to have serenity
Cairo
أخصائي نفسي psychologist استشارات نفسيه واسريه ارشاد نفسي واسري تطوير وتنميه الشخصيه الوعي النفسي
Cairo
We help Youth and Parents live a meaningful life.We create healthy relations,opportunities #awareness
Cairo, 02
دكتوراة في الصحة النفسية ارشاد نفسي و اسري خبير علاقات مدرب دولي معتمد
Cairo
مدونة تربوية للأم و للمعلمة في مجال التربية الايجابية و تنمية مهارات و قدرات الاطفال- دكتورة تربوية
Cairo
He obtained a coach certificate in the field of human development and human resources